فرضت وزارة التجارة الأمريكية قيوداً على شركة كندية بتهمة تزويد مصر بتكنولوجيا مراقبة وحجب الأخبار واستهداف نشطاء حقوق الإنسان، وهذه بعض التفاصيل.
إعلان
أدرجت الولايات المتحدة شركة كندية على قائمة القيود التجارية بزعم مساعدة الحكومة المصرية على القيام بانتهاكات في مجال حقوق الإنسان. وتمت إضافة الشركة الكندية "ساندفين. انك Sandvine Inc، وهي شركة لمعدات شبكات الاتصالات، إلى "قائمة الكيانات" التابعة لوزارة التجارة بسبب تزويد الحكومة المصرية بتقنيات "يتم استخدامها في المراقبة الجماعية للانترنت ومنع انتشار الأخبار واستهداف الجهات السياسية الفاعلة ونشطاء حقوق الإنسان"، وفقا لما نُشر في السجل الفيدرالي، وهي الجريدة الرسمية للحكومة الأمريكية.
وتقدم شركة ساندفين، المساعدة في تسهيل مراقبة المعارضة المصرية، او ما يعرف باسم "تقنية فحص الحزم العميقة deep packet inspection technology" التي تقوم بفحص وإدارة حركة مرور المستخدمين عبر الشبكة.
وتقوم الشركة الكندية بتصنيع أجهزة "باكت لوجيك" التي تعمل على إجراء فحص عميق للحزم ومراجعتها وإعادة توجيه حركة المرور للمستخدمين في النهاية. وبينما يمكن استخدام الجهاز لتنبيه المستخدمين بمشكلات تقنية خاصة بالاتصال مع الانترنت وتحديد النطاق الترددي للشبكة، إلا أن الجهاز يمكن استخدامه أيضًا للمراقبة واستهداف مستخدمين محددين بالبرمجيات الضارة.
وتشير تقارير مختلفة الى ارتباط الشركة الكندية في عملية اختراق الهاتف الشخصي للسياسي المعارض أحمد الطنطاوي الذي كان يعتزم منافسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة.
ووفق القرار الأمريكي، تُمنع الشركات الأمريكية فعليًا من شحن البضائع والتكنولوجيا إلى شركة ساندفين مع إضافتها إلى قائمة الشركات الواقعة تحت طائلة القرار نفسه.
نشر مركز للتقنية معني بالأمن على الانترنت تقريراً مثيراً
02:15
وبحسب ما نشر في وثيقة السجل الفيدرالي، فإن مثل هذه الأنشطة "تتعارض مع مصالح الأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة". وبموجب القرار، تم حظر الشركة فعليًا من شراء السلع والتكنولوجيا من الولايات المتحدة.
القرار الذي اتخذه مكتب الصناعة والأمن التابع لوزارة التجارة الأمريكية شمل فروع الشركة أيضاً في واترلو، وأونتاريو، في كندا، كما تم إدراج فروع الشركة في الهند واليابان وماليزيا والسويد والإمارات العربية المتحدة إلى قائمة مراقبة الصادرات.
ولم تستجب الشركة على الفور لطلب وكالة رويترز للتعليق. كما لم يرد ممثلو السفارة المصرية في واشنطن، ولا الحكومة المصرية.
وقال ماثيو أكسلرود، المسؤول بوزارة التجارة الأمريكية: "سنواصل الاستفادة من جميع سلطاتنا التنفيذية والتنظيمية لمنع التكنولوجيا الأمريكية من تمكين الأنشطة المزعزعة للاستقرار، ولمنع المراقبة الجماعية واستهداف نشطاء حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين"، بحسب ما ذكرت رويترز.
وبحسب وكالة بلومبيرغ فقد باعت ساندفين منذ عام 2019 ما قيمته أكثر من 30 مليون دولار أمريكي من التكنولوجيا لشركات الاتصالات في مصر بما فيها الشركة المصرية للاتصالات (حكومية)، وشركة فودافون مصر وكيانات حكومية أخرى، بما في ذلك وزارة الدفاع والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، وفقًا لوثائق الشركة التي استعرضتها بلومبيرغ. وقالت الوكالة إن صفقة بين الشركة الكندية والشركة المصرية للاتصالات في عام 2020 بلغت قيمتها أكثر من 10 ملايين دولار.
وتتصاعد انتقادات حقوقية ودولية للسلطات المصرية بسبب قيامها بحجب مئات المواقع الإلكترونية منذ مايو/أيار 2017، بما في ذلك مواقع وسائل إعلام محلية مثل مدى مصر وأخرى دولية تابعة لمنظمات المجتمع المدني مثل هيومن رايتس ووتش وامنيستي. وحتى سبتمبر/أيلول 2020، تم حجب 628 موقعًا إلكترونيًا في مصر بحسب ما أفادت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.
السيسي- نجاح في حصار الإرهاب وإخفاق في ملفات أخرى
سجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال السنوات الأربع الماضية، يتضمن نجاحات على صعد مختلفة مثل حصار الإرهاب في سيناء وإطلاق مشاريع عملاقة. لكنه لا يخلو من الإخفاق أيضا خاصة فيما يتعلق بالوضع المعاشي وحقوق الإنسان.
صورة من: Reuters/Dalsh
محاصرة الإرهاب في سيناء
استطاعت مصر خلال فترة رئاسة السيسي أن تحصر بؤرة الحركات المسلحة في سيناء. وحققت، حسب مراقبين، نجاحات عديدة فيما يخص مكافحة الإرهاب. وبالرغم من اعتماد استراتيجيات جديدة، كـ "قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب"، في فبراير 2018، لا تزال مصر تشهد هجمات إرهابية بين فترة وأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/Gharnousi/Alyoum
تنويع الشركاء الاقتصاديين
تمكن السيسي خلال أربع سنوات من تنويع شركائه الإقتصاديين. إذ قام بعدة زيارات لبلدان عرفت علاقتها بمصر فتورا منذ ثورة 25 يناير، وكانت فرنسا وأمريكا من أهمها. وشهد التعاون بين الجيشين المصري والأمريكي تقدما ملحوظا، وهو ما أشار إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضا. كما تعتبر صفقات الأسلحة بين مصر وفرنسا وكذلك روسيا من النجاحات التي حققها السيسي.
صورة من: H. Tiruneh
تحسن الوضع الاقتصادي
شهد الاقتصاد المصري تحسنا خلال السنوات الأربع الأخيرة. وقد رصدت صحيفة "اليوم السابع" مؤشرات مهمة على ذلك، أبرزها: تراجع العجز في الميزان التجاري بمعدل 5 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية، وارتفاع حصيلة صادرات السلع الاستهلاكية بمعدل 11 بالمائة لتصل إلى نحو 5,8 مليار دولارا بالإضافة إلى زيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج لتسجل نحو 6 مليارات دولار.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Nabil
إطلاق مشاريع ضخمة
عرفت المشاريع في مصر قفزة نوعية خلال فترة رئاسة للسيسي، فقد تم إطلاق مشاريع عملاقة مثل توسيع قناة السويس، فضلا عن بناء عاصمة إدارية جديدة في شرق القاهرة،ن تتضمن بناء 240 ألف وحدة سكنية جديدة خلال خمس سنوات. كما تمت زيادة الرقعة الزراعية عبر مشروع "المليون ونصف فدان".
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي
كان ملف الطاقة من بين الملفات الشائكة في مصر، لكنه عرف نوعا من التحسن مؤخراً. لا سيما مشكلة انقطاع الكهرباء التي عرفت انفراجا مهما بعد توقيع شراكات دولية، بينها أربع مذكرات تفاهم مع شركة سيمنس الألمانية لإقامة مشروعات في مجال الطاقة بإجمالي استثمارات تصل إلى عشرة مليارات دولار. وقال بيان لوزارة الكهرباء المصرية إن الشراكة شملت إنشاء محطات لتوليد الكهرباء بنظام الدورة المركبة.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
تراجع السياحة في مصر
توفر السياحة في مصر عائدات مالية مجزية، لكنها شهدت تراجعا في السنوات الأخيرة بسبب غياب الاستقرار الأمني حسب ما ذكر تقرير مجلس السياحة والسفر العالمي سنة 2016. وكان لسقوط الطائرة الروسية عام 2015، تأثير كبير على تراجع توافد السياح الروس إلى مصر. وتحاول القاهرة استقطاب السياح مجددا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. El-Geziry
تحرير الجنيه وارتفاع الأسعار
لم تنعكس بعض القرارات الهامة التي اتخذت في السنوات الأخيرة إيجابيا على المصريين. فقد أدى تحرير سعر صرف الجنيه المصري إلى ارتفاع كبير في الأسعار أثر بشدة على الأسر المصرية وخاصة الفقيرة، فضلا عن ارتفاع التضخم لمستويات قياسية، بالرغم من القروض التي حصلت مصر عليها من الصندوق الدولي.
صورة من: Picture alliance/dpa/EPA/K. Elfiqi
أزمة مياه
في حين يتحدث خبراء وتقارير إعلامية عن وجود أزمة مياه في مصر، قال السيسي في تصريح له مؤخرا، إن الدولة والحكومة لن يسمحا بحدوث أزمة مياه في البلاد! وكانت مصر على خلاف مع إثيوبيا بشأن بناء سد النهضة، وهو مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية قيمته أربعة مليارات دولار، وتخشى القاهرة أن يقلص السد كمية المياه التي تصل لحقولها من إثيوبيا عبر السودان.
صورة من: Imago/photothek
جدل حول جزيرتي تيران وصنافير
أثارت موافقة مصر عام 2016 على تسليم السعودية جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين في البحر الأحمر، انتقادات واسعة في مصر لا يزال صداها يتردد حتى الآن، ويعتبر الكثير من المصريين الأمر تنازلا عن أراض مصرية. وكان القضاء الإداري قد أصدر أحكاما بعدم قانونية تسليم الجزيرتين اللتين تقعان في مدخل خليج العقبة، إلا أن المحكمة الدستورية العليا في مصرأبطلتهما في 3 مارس/ آذار 2018.
صورة من: Getty Images/AFP/Str
انتقادات دولية لملف حقوق الإنسان
عرف ملف حقوق الانسان في مصر تدهورا في السنوات الأخيرة. ويعتبر كثير من منتقدي السيسي أن تراجع شعبيته جاء نتيجة تكميم أفواه المعارضين والنشطاء ووسائل الإعلام المستقلة، حسب ما نقلت عنهم رويترز. بالإضافة إلى إصدار عقوبات بالإعدام ضد المئات. وفي هذا الإطار، وجهت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية انتقادات للقاهرة بخصوص الاعتقالات وتخويف المعارضين. إعداد: مريم مرغيش.