كأس ألمانيا..شتوتغارت يصطدم بأرمينا بيليفيد في نهائي مثير
رضوان مهدوي
٢٤ مايو ٢٠٢٥
في مباراة ينتظرها عشاق الكرة، يصطدم في نهائي كأس ألمانيا شتوتغارت بأرمينيا بيليفيلد الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية. شتوتغارت المترنح هذا الموسم يأمل استعادة أمجاده، فيما يرغب أرمينيا بيليفيلد بمواصلة كتابة التاريخ.
من سيرفع الكأس في النهاية؟صورة من: Sebastian Gollnow/dpa/picture alliance
إعلان
تتجه أنظار عشاق كرة القدم الألمانية إلى ملعب "برلين الأولمبي"، الذي يحتضن نهائي كأس ألمانيا بين مفاجأة المسابقة فريق أرمينيا بيليفيلد، وشتوتغارت المُتراجع محليا بشكل كبير في هذا الموسم.
ويبحث شتوتغارت عن استعادة أمجاده عندما يواجه أرمينيا بيليفيلد من الدرجة الثالثة. وفاز شتوتغارت بلقب الكأس ثلاث مرات في تاريخه، وُيمني النفس برفع الكأس مرة أخرى ونسيان خيبة الموسم.
أما أرمينيا بيليفيلد، فإنه يلهث خلف لقبه الأول على الإطلاق في تاريخه الممتد على مدار 120 عاما، وذلك بعد أيام قليلة من ضمان صعوده إلى الدرجة الثانية.
إعلان
شتوتغارت..مرشح للقب ولكن!
قبل نهاية الموسم ما قبل الماضي، احتل شتوتغارت المركز الأخير في الدوري الألماني، وكان على حافة الهبوط الثالث له خلال عقد من الزمن، عندما عيّن زيبستيان هونيس (43 عاما) مدربا له في نيسان/ أبريل 2023 فأعاد خلط الأوراق.
نجح هونيس، نجل ديتر لاعب ألمانيا الغربية السابق، وابن شقيق أولي، صاحب النفوذ في بايرن ميونيخ، في إنقاذ شتوتغارت من الهبوط باحتلاله للمركز السادس عشر الذي يخول صاحبه خوض الملحق الفاصل للهبوط والصعود.
شتوتغارت أمام فرصة إنقاذ الموسم والاحتفال مع جماهيره. صورة أرشيفية.صورة من: Julia Rahn/Pressefoto Baumann/picture alliance
وبعد موسم واحد، قاد فريقه لاحتلال المركز الثاني خلف باير ليفركوزن البطل وأمام عملاق بافاريا، كما حصد في طريقه 40 نقطة أكثر عن الموسم السابق ونال بطاقة العودة إلى دوري أبطال أوروبا.
هذا الموسم، أنهى شتوتغارت الدوري في المركز التاسع، حيث كان يوازن بين التزاماته الأوروبية وفوزه بكأس ألمانيا، لكن مستقبله لا يزال واعدا.
مدد زيبستيان هونيس عقده في آذار/مارس حتى عام 2028. في العام الماضي. وتعهد عملاق صانع السيارات بورشه بشراء حصة 10.4 في المئة من أسهم شتوتغارت، ما جلب 100 مليون يورو (112 مليون دولار) إلى خزائن النادي.
قطف شتوتغارت ثمار نجاحاته داخل الملعب باستدعاء المدرب يوليان ناغلسمان خمسة من لاعبيه إلى تشكيلة المنتخب الألماني المكونة من 26 لاعبا لخوض نصف نهائي مسابقة دوري الأمم الأوروبية بمواجهة البرتغال، وهو رقم لا يضاهيه سوى بايرن ميونيخ.
قال زيبستيان هونيس إن شتوتغارت ستتاح له فرصة "لإحداث نقلة نوعية في موسمنا" السبت، واصفا وصوله إلى النهائي للمرة الأولى في مسيرته التدريبية بـ "الحلم الذي تحقق".
وعلى الورق يُعد فريق شتوتغارت المرشح الأكثر حظا للفوز باللقب، لا سيما وأنه سيحاول إنقاذ موسمه وعدم الخروج خاوي الوفاض، حسب ما أورده موقع "شبورت1" الألماني.
بيد أن شتوتغارت، سيصطدم بخصم قوي وخطير للغاية، ففريق أرمينيا بيليفيلد يمتلك دفاعا قويا ولم يتعرض للخسارة منذ أسابيع.
زيادة على ذلك، فالفريق القادم من ولاية شمال الراين ويستفاليا يتمتع بالاستقرار حاليا ويدرك جيدا أن مباراة النهائية أمام شتوتغارت لن تتكرر كثيرا، وفقا لما ذكره موقع "البوندسليغا". وقال دينيز أونداف هداف فريق شتوتغارت: "وصول بيليفيلد إلى النهائي ليس عبثا". وأضاف: "إننا لا نقلل من شأنهم".
أرمينيا بيليفيلد يقدم موسما مذهلا على كافة الأصعدة. صورة أرشيفية.صورة من: Friso Gentsch/dpa/picture alliance
أرمينيا بيليفيلد..مباراة العمر
من جهة أخرى، لم يسبق لفريق بيليفيلد أن وصل إلى نهائي كأس ألمانيا، وهو رابع فريق من الدرجة الثالثة يحقق هذا الإنجاز. منذ موسمه الأول في أندية النخبة في "بوندسليغا" 1970-1971، تنقّل بيليفيلد بين الدرجتين الأولى والثالثة. هبط بعد آخر موسم له في الدرجة الأولى (2021-2022) إلى الثانية فالثالثة في عامي 2022 و2023.
وقال كنيات ميتش مدرب فريق أرمينيا بيليفيلد :""كانت فرصنا ضئيلة للغاية في جميع مبارياتنا، ومع ذلك نجحنا في التأهل". وأضاف في تصريحات نقلها موقع صحيفة "ذي راين بفلاتس" الألمانية "عندما تلعب في المباراة النهائية، فأنت تريد الفوز بها". وأردف: "كثيرا ما ينصحوني بالاسترخاء والاستمتاع ببرلين. أتمنى ذلك. لكن لا يمكنني فعل ذلك إلا إذا فزنا بالكأس"، حسب ما أوردته صحيفة "فيلت" الألمانية.
وقال المعلق الألماني كريستيان شتراسبورغاه إن فرص الفريقين في النهائي متساوية. وأضاف في مقابلة خص بها موقع "هاناوه أنتسايغه" الألماني "إنها مباراة خاصة لكلا الفريقين، إذ أنهما لا يصلان إلى النهائي كل عام". وتابع: "لقد أعطى ميتش (مدرب الفريق) خطة واضحة لفريقه أرمينيا بيليفيلد. الفريق تأهل إلى النهائي بشكل مقنع".
وأردف أن فريق شتوتغارت سيلعب النهائي تحت الضغط لأنه يلعب في "البوندسليغا" ويتحتم عليه الفوز. فيما يلعب أرمينيا بيليفيلد دون ضغوطات كبيرة.
وسيلعب النهئي في الملعب الأولمبي في برلين، الذي يتسع لـ 74 ألف متفرج. ومع ذلك، من المتوقع حضور حوالي 100 ألف من مشجعي أرمينيا، أي ما يقارب ثلث سكان بيليفيلد، إلى العاصمة الألمانية.
وكان أسطورة النادي أنسغار برينكمان قد صرّح لوكالة "سيد" الألمانية بأنه "لن يكون هناك أحد" في بيليفيلد السبت، قائلاً "ربما يمكنك الدخول إلى أي مكان في وضح النهار".
ويستهدف بيليفيلد تزيين موسمه المميز بحصد ثنائية دوري الدرجة الثالثة وكأس ألمانيا، وتسجيل مشاركة تاريخية في موسم 2026/ 2025من الدوري الأوروبي. كما يسعى بيلفيلد لأن يكون الفريق الثاني والعشرين الذي ينجح في التتويج بلقب كأس ألمانيا منذ تدشين المسابقة في موسم 1953/ 1952، وأن يكون أول فريق خارج الدرجتين الأولى والثانية الذي يرفع الكأس.
(أ ف ب، د ب أ، DW)
باير ليفركوزن - من الوصيف الدائم إلى بطل الدوري لأول مرة
لأول مرة في تاريخه، يتوج باير ليفركوزن بلقب الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا). ولفترة طويلة، كان يُنظر إليه على أنه فريق الفشل في اللحظة الحاسمة؛ إذ أن لديه تاريخاً مليئاً بخسارة الألقاب في اللحظات الأخيرة.
صورة من: Anke Waelischmiller/Sven Simon/picture alliance
الافتتاحية ضد بايرن ميونيخ
تأسس فريق ليفركوزن عام 1904 كناد رياضي للعاملين في "شركة فاربين فابريك" (شركة فريدريش باير ليفركوزن سابقاً)، والتي أصبحت فيما بعد شركة باير اليوم. بقي الفريق يلعب في مسابقات الدرجات الدنيا لفترة طويلة. وفي عام 1979، بصفته بطل دوري الدرجة الثانية الشمالي، صعد الفريق إلى دوري الدرجة الأولى. وكانت مباراته الأولى في الدوري في أغسطس/آب 1979 في ملعب ميونيخ الأولمبي ضد بايرن (الصورة).
صورة من: Ludwig Hamberger/dpa/picture alliance
نجم من كوريا الجنوبية
أول نجم حقيقي في صفوف ليفركوزن في الدوري الألماني هو تشا بوم كون. انتقل المهاجم الكوري الجنوبي من آينتراخت فرانكفورت إلى ليفركوزن في عام 1983 وبقي معه لمدة ست سنوات، حتى أنهى مسيرته في ليفركوزن في عام 1989. في أيامه كان تشا بوم-كون هو نجم الجماهير المفضل وحقق الفريق معه لقبه الأول.
صورة من: Fritz Rust/picture alliance
كأس الاتحاد الأوروبي 1988
تمكن ليفركوزن من الظفر بكأس الاتحاد الأوروبي من إسبانيول برشلونة في عام 1988. في ذلك الوقت، كانت المباراة النهائية لا تزال تُلعب كمباراة إياب. خسر باير 3-0 في برشلونة، ولم تكن البداية مبشرة في لقاء الإياب. لكن في الشوط الثاني القوي سجل ليفركوزن ثلاثة أهداف وأدرك التعادل. ليذهب الفريقان إلى ركلات الترجيح، التي فاز بها باير ليفركوزن 3-2، ليسجل الفريق أول لقب في مسيرته.
صورة من: Eissner/Kicker/IMAGO
كأس ألمانيا 1993
بعد خمس سنوات من نجاحهم في كأس الاتحاد الأوروبي، جاء اللقب الثاني، اللقب الذي توقفت عنده إنجازات ليفركوزن لسنوات طويلة. في نهائي كأس ألمانيا عام 1993، نجح الهداف أولف كيرستن ورفاقه بالفوز بصعوبة 1-0 على فريق الهواة حينها هيرتا برلين، الذي حقق مفاجأة كبرى بوصوله إلى النهائي. كان هذا النصر في برلين مبهجا لجماهير ليفركوزن، ولكنه بنفس الوقت بداية لمواسم جفاف طويلة.
صورة من: Liedel/Kicker/IMAGO
صانعو لقب "كوزن الوصيف"
كان ليفركوزن فريقاً متميزاً في نهاية التسعينات. تعاقد المدير الفني راينر كالموند (على اليمين) مع المدرب كريستوف داوم (على اليسار)، وتحت قيادته احتل باير المركز الثاني في الدوري الألماني ثلاث مرات (1997، 1999، 2000). فأطلق المنافسون اسم "Vizekusen" (كوزن الوصيف) على الفريق من باب السخرية، ولاحقاً حصلت الشركة التي يقع مقرها في ليفركوزن على براءة اختراع للاسم كعلامة تجارية.
صورة من: Roland Scheidemann/dpa/picture-alliance
خسارة لا تصدق للقب
في المرحلة قبل الأخيرة من الدوري الألماني في موسم 1999/2000، كان ليفركوزن يتقدم بثلاث نقاط على بايرن ميونيخ ويحتاج إلى نقطة واحدة فقط في مباراته مع أونترهاخينغ، الصاعد حديثاً للدرجة الأولى، ليفوز باللقب. وقال المدرب كريستوف داوم قبل المباراة: "لم يعد أحد يستطيع إيقافنا بعد الآن"، لكن هدف ميشائيل بالاك (يسار) بالخطأ في مرماه أدى إلى الهزيمة 2-0. ليفوز بايرن باللقب، ويترك لليفركوزن الخيبة مجدداً.
صورة من: Bernd Weissbrod/dpa/picture alliance
تشكيلة متخمة بالنجوم .. ولكن لا ألقاب
كان ليفركوزن في ذلك الوقت مدججاً باللاعبين الكبار مثل الدولي الألماني بالاك، والبرازيليان لوسيو وزي روبرتو (من اليمين إلى اليسار). كما بدأ لاعبون برازيليون آخرون، مثل باولو سيرجيو وإيمرسون، مسيرتهم الدولية في باير. وقد فازوا جميعا بالعديد من البطولات والكؤوس في مسيرتهم الكرويةة، ولكن فقط بعد مغادرتهم ليفركوزن.
صورة من: Ulmer/IMAGO
الوصيف في ثلاث بطولات في موسم واحد
في صيف عام 2002، أصيب الفريق بأقصى حالات متلازمة "Vizekusen": أولا: ضاعت على الفريق، تحت قيادة المدرب كلاوس توبمولر (الثالث من اليسار)، بطولة الدوري الألماني في آخر أيام البطولة، وجاء في المركز الثاني. ثم خسر فريق ليفركوزن أيضاً في نهائي الكأس أمام شالكه. لكن أكبر مباراة في تاريخ النادي والفرصة الثالثة للفوز بأهم لقب كانت امام ريال مدريد.
صورة من: Contrast/IMAGO
خسارة بصعوبة أمال "سوبر ريال" مدريد في 2002
لكن أهم نهائي لباير كان نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2002 في غلاسكو ضد ريال مدريد. زين الدين زيدان (الصورة) يسجل هدف الفوز بتسديدة رائعة. كان أداء ليفركوزن محترماً لكنه حل في المركز الثاني مرة أخرى. وبعد ذلك بوقت قصير، حقق خمسة لاعبين ألمان من ليفركوزن وصافة كأس العالم ضد البرازيل، تحت قيادة المدرب الوطني رودي فولر، الذي لعب في السابق في ليفركوزن.
صورة من: Sven Simon/picture-alliance
خسارة مستحقة أمام بريمن في 2009
استغرق الأمر سبع سنوات حتى أتيحت لفريق ليفركوزن فرصة أخرى ليفوز بلقب. لكن باير ليفركوزن استحق الخسارة أمام فيردر بريمن في نهائي كأس ألمانيا 2009. نتيجة 1-0 لبريمن كانت رحيمة على ليفركوزن قياساً على أدائه. هدف المباراة كان بتوقيع مسعود أوزيل. المدير الرياضي الحالي سيمون رولفس (الثالث من اليسار) كان أيضاً على أرض الملعب مع ليفركوزن في ذلك الوقت. وفي الصورة أيضاً الدولي التونسي كريم حقي.
صورة من: Sven Simon/picture-alliance
انطلاقة قياسية - ولكن الوصافة بالانتظار
في عام 2011 تمكن الفريق، تحت قيادة المدرب يوب هاينكس (على اليمين)، من الحصول على المركز الثاني مرة أخرى. حتى أن هاينكس وفريقه سجلوا رقماً قياسياً في بداية الدوري الألماني مع 24 مباراة دون هزيمة. ومع ذلك لم يتمكن باير من الفوز بلقب الدوري، الذي توج به بوروسيا دورتموند. بعدها وقع هاينكس ومساعده بيتر هيرمان (يسار) مع نادي بايرن ميونيخ، وفازا معه بالثلاثية في عام 2013.
صورة من: augenklick/firo Sportphoto/picture-alliance
ميونيخ بالمرصاد
كان نهائي الكأس موسم 2020 قاتماً من الألف إلى الياء بالنسبة لفريق باير. لم يحضر الجمهور المباراة في ملعب برلين الأولمبي نظراً لقيود كورونا. وبسبب ضعف الأداء في الشوط الأول، لم يكن لدى ليفركوزن أي فرصة أمام بايرن ميونيخ وخسر النهائي 2-4. ليستمر مسلسل انتظار اللقب الأول بعد عام 1993.
صورة من: Jürgen Fromme/firo Sportphoto/picture alliance
عقلية جديدة مع تشابي ألونسو
في عز الأزمة الرياضية، حقق المدير الرياضي سيمون رولفس (يسار) ومديرو باير الآخرون ضربة حظ حقيقية في خريف 2022: فبعد الانفصال عن المدرب جيراردو سيواني، تولى تشابي ألونسو (يمين) قيادة الفريق. ليقودهم من المركز 17 إلى المركز السادس في الدوري، وإلى الدور نصف النهائي في مسابقة الدوري الأوروبي. وقبل كل شيء، فهو يطور عقلية الفوز الحقيقية لدى اللاعبين.
صورة من: Thomas Banneyer/dpa/picture alliance
وأخيراً.... ختامها مسك
وفي الموسم الحالي لم يسمح ألونسو وطاقمه بحدوث أي خطأ: لم يهزم الفريق بأي مباراة. في بعض المباريات حققوا الفوز في الثانية الأخيرة وأصبحوا أبطالاً بجدارة. ماذا سيفعلون الآن بلقبهم القديم "كوزن الوصيف"؟ هل سيصبح لقبهم "تشابي كوزن" أم "مايستر كوزن" (كوزن البطل)؟ وربما يكون هناك المزيد من الألقاب هذا الموسم: حيث لا يزال لدى باير 04 أيضاً فرصة للفوز بكأس ألمانيا وبالدوري الأوروبي.
صورة من: Anke Waelischmiller/Sven Simon/picture alliance