تشكل كأس ألمانيا لكرة القدم فرصة لأندية غير معروفة، بعضها يلعب في دوري الدرجة الخامسة، لمواجهة الكبار، الذين يلعبون في الدوري الألماني (بوندسليغا). كأس ألمانيا بطولة أقدم من البوندسليغا، وحافلة بأرقام قياسية ومفاجئات.
إعلان
منذ عام 1935 تُنظم سنويا بطولة كأس الاتحاد الألماني لكرة القدم "كأس ألمانيا". في البداية كان اسمها "كأس تشامر" على اسم قائد الرياضة في "الرايخ" الألماني آنذاك "هانز فون تشامر"، واستمرت تلك التسمية حتى توقفها عام 1943، بسبب الحرب العالمية الثانية وما تلاها من سنوات صعبة واجهتها الأمة الألمانية. ورغم أن البطولة ألمانية، إلا أن الأندية النمساوية اشتركت فيها بعد قيام النازيين بقيادة أدولف هتلر بضم النمسا إلى الرايخ الثالث في عام 1938.
وبعد سقوط الحكم النازي بسنوات وتحديدا في عام 1952 قرر الاتحاد الألماني لكرة القدم إعادة الحياة للبطولة، وأصبحت تسمى "كأس الاتحاد الألماني لكرة القدم". وبعد الوحدة الألمانية في عام 1990 انضمت فرق من ألمانيا الشرقية سابقا إلى بطولة كأس ألمانيا، ثاني أهم بطولة كرة قدم محلية في ألمانيا بعد بطولة الدوري (بوندسليغا)، بل إنها أقدم من الدوري نفسه، الذي انطلق عام 1963.
ويشارك في كأس ألمانيا لكرة القدم 64 ناديا. منها 18 ناديا من دوري الدرجة الأولى و18 من دوري الدرجة الثانية، والأندية الأربعة الأولى في دوري الدرجة الثالثة. بالإضافة، وهذا هو المهم؛ إلى 24 ناديا من أندية الدوريات المحلية للولايات الألمانية الست عشرة.
فاز فريق بايرن ميونيخ ببطولة كأس ألمانيا لأول مرة عام 1957، وبايرن هو حامل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب ( 17 لقبا). وتمثل البطولة فرصة لفرق صغيرة بالظهور واللعب أمام فرق كبيرة، وربما الفوز أيضا. فمن الفرق التي فازت باللقب فريق كيكرز أوفنباخ في عام 1970، حين فاز بالنهائي على نادي كولونيا العريق، الذي كان من أفضل فرق البوندسليغا. كما فاز فورتونا دوسلدورف باللقب لموسمين متتالين في عامي 1979 و1980.
ومن أبرز إحصائيات البطولة؛ أن صاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف هو مهاجم بايرن ميونيخ السابق الأسطورة غيرد مولر، الذي سجل 78 هدفا في 62 مباراة خاضها في كأس ألمانيا. كما أن لاعب بايرن السابق ومانشيستر يونايتد الحالي باستيان شفاينشتايغر حمل الكأس 7 مرات. يليه حارس بايرن السابق أوليفر كان، واللاعب كلاوديو بيتزارو ست مرات.
نظام المنافسة يشجع الصغار
تصعد الفرق للمرحلة الثانية في حال فوزها، وتغادر الفرق الخاسرة مباشرة. ويتم العمل بنظام القرعة في كل مرحلة، بهدف منح الفرق التي تلعب بالدوريات الصغيرة المحلية فرصة للعب مع الكبار. وهذا هو المهم في البطولة، فهي تمثل فرصة للفرق الصغيرة لإثبات وجودها والحصول على فوائد مالية من مشاركاتها في المراحل المتقدمة وهو أمر يعتمد على عدد الجماهير الحاضرة في الملعب أيضا.
حامل لقب البطولة للموسم الماضي هو نادي فولفسورغ. وانطلقت بطولة الموسم الحالي 2015/ 2016 يوم الجمعة (السابع من آب/ أغسطس) في لقاءات نتج عنها صعود فريق دارمشتات للدور الثاني من البطولة بتغلبه على إيرنتيبروك، وصعود فرانكفورت بفوزه على وبيرلينر دينامو وصعود أوغسبورغ بتغلبه على إيلفيرسبرغ. وسيقابل بروسيا مونشنغلادباخ في مدينة هامبورغ يوم الاثنين فريق سان باولي، الذي ينافس في دوري الدرجة الثانية. وسيسبق ذلك يوم الأحد لقاء بايرن ميونيخ مع فريق نوتينغن، الذي ينافس في دوري الدرجة الخامسة. ويتمتع نوتينغن بميزة اللعب على أرضه في الدور الأول، إلا أن المباراة المرتقبة نقلت لمدينة كارلسروهى نظرا لصغر حجم ملعب نوتينغن، وحتى يسمح لعدد أكبر من الجماهير بحضور اللقاء بشكل آمن.
تاريخ دوري كرة القدم الألمانية في صور
انطلق الدوري الألماني لكرة القدم في عام 1963. تاريخ حافل بالنتائج الغريبة والحالات المثيرة، المضحكة أحيانا والمبكية أحيانا أخرى.
صورة من: Reuters
أول هدف
انطلق الدوري الألماني لكرة القدم (بونديسليغا) أول مرة في صيف عام 1963. ولم تمر لحظات على بداية أول مباراة، حتى سجل لاعب فريق دورتموند، فريدهيلم كونيتسكا (تيمو) الهدف الأول في مرمى فريق فيردير بريمن. كان الهدف سريعا جدا بالنسبة للمصورين. ولم يتمكن أحد منهم من التقاط صورة للهدف.
صورة من: picture-alliance/dpa
أسوأ فريق على الإطلاق
أُبعد نادي هيرتا برلين عن بطولة الدوري لموسم عام 1965 بسبب ارتفاع تكاليف البث. الأمر الذي دفع منظمي الدوري للتفكير بإشراك فريق آخر من برلين. فاختاروا فريق تاسمانيا 1900، الذي لم يكن مستعدا للمشاركة. خرج النادي بحصيلة هي الأسوأ في تاريخ الدوري الألماني: ثماني نقاط وفي قعر الترتيب، 108 هدفا في مرماه مقابل 18 فقط من تسجيل لاعبيه.
صورة من: picture-alliance/dpa
عضة الكلب
كان لقاء الدربي بين دورتموند وشالكة في موسم عام 1969 هو الأبرز. فبعد تسجيل الهدف الأول اندفع مشجعو شالكة إلى الملعب، ما دفع الكلاب إلى مهاجمة لاعبين من الفريق هما: فريدل راوش وغيرد نيوزر، اللذان أصيبا بجروح بالفخذ والكتف من عضات الكلاب. حقن الأطباء حقنة ضد عضات الكلاب، لكن ندبة العضة في الفخذ مازالت واضحة إلى اليوم.
صورة من: picture-alliance/dpa
قائم المرمى المكسور
في موسم عام 1971 دخل مهاجم مونشنغلادباخ، هيربيرت لاومِن، إلى مرمى نادي بريمن وحطم خشبة القائم. وتحطم بعدها المرمى. فشلت محاولات إصلاحه وانتهت المباراة بالتعادل لهدف لكل من الفريقين. لكن نتيجة المباراة حسمت بعد ذلك لبريمن بسبب ما حدث، ليفوز بريمن بهدفين للاشيء.
صورة من: picture-alliance/dpa
فضيحة
في عيد ميلاده الخمسين فاجأ مدير نادي كيكيرز أوفينباخ، هورست كانيلاس، جماهير فريقه عندما قدم أمام ضيوفه تسجيلات اتصالات بين لاعبين ومسؤولين، تدور حول تقديم رشاوى في مباريات مهمة في موسم 1970/ 1971. تم إقصاء لاعبين ومدربين من الدوري كما تم إنزال فريقي بيليفيلد وأوفينباخ إلى الدرجة الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa
قمصان بدعاية
كان فريق آينتراخت براونشفايغ هو أول فريق لبس قمصانا تحمل دعاية، وذلك في عام 1973. حملت القمصان صورة لماركة "ييغر مايستر" وهو نوع من المشروبات الكحولية. فجّرت هذه الدعاية نقاشا حادا في الأوساط الرياضية. إدارة الدوري وصفت اللاعبين بأعمدة دعاية، ما دفع النادي لرفع الدعاية لإزالة الدعاية عن القمصان. بعد ثمانية أعوام، لم يكن هناك فريق في الدوري لا يحمل دعاية على قمصان لاعبيه.
صورة من: picture-alliance/dpa
الحكم السكران
خلال مباراة جمعت فريقي بريمن وهانوفر عام 1975، أعلن حكم المباراة فولف – ديتر آهلينفيلدر نهاية الشوط الأول من المباراة بعد اثنتين وثلاثين دقيقة فقط. السبب هو، أن الحكم كان قد شرب شرابا كحوليا قبل انطلاق المباراة في أحد المقاهي. حينها قال الحكم "نحن رجال، لا نشرب فانتا". واليوم يمكن لزائري بارات بريمن طلب شراب الحكم آهلينفيلدر، ليقدم له بيرة ونوع من أنواع العرق.
صورة من: picture-alliance/dpa
نتيجة مذهلة
عند نهاية موسم 1978 كان كل من كولونيا ومونشنغلادباخ يملكان نفس عدد النقاط في قمة الدوري. لكن فريق كولونيا يملك عشرة أهداف أكثر من منافسه. مونشنغلابداخ فاز على دورتموند بنتيجة مذهلة (12 إلى صفر). وهو ما كاد أن يمكنه من حمل لقب الدوري. لكن الحظ لم يحالفه، فقد فاز كولونيا على فريق آخر بنتيجة (5 إلى صفر) ما جعله يفوز بلقب دوري ذلك الموسم.
صورة من: picture-alliance/Sven Simon
أطول جرح
خمسة وعشرون سنتمترا كان طول جرح في فخذ لاعب بيليفيلد، إيفالد لينين، الذي أصيب به بعد تدخل قوي من لاعب نادي بريمن، نوربرت سيغمان. لينين اتجه مباشرة لمدرب بريمن أوتو ريهاغل واتهمه بأنه حفز لاعبيه على اللعب بعنف. ريهاغل تعرض لتهديدات ولبس بدلة واقية من الرصاص خلال المباراة اللاحقة.
صورة من: picture-alliance/Sven Simon
ضربة جزاء شهيرة
في الأسبوع الثالث والثلاثين في موسم عام 1985، كان على لاعب فريق بريمن، ميشائيل كوتزوب إحراز هدف من خلال ضربة جزاء في مرمى بايرن ميونيخ، ليفوز فريقه بالدوري. لكن كرته ضربت القائم، لتنتهي المباراة من دون أهداف. وليفوز بايرن بالدوري بعد فوزه في لقاء الأسبوع الرابع والثلاثين. كوتزوب نفذ 40 ضربة جزاء هزت كراته 39 مرة شباك الخصم. إلا ضربة الجزاء هذه أمام بايرن.
صورة من: picture-alliance/dpa
هدف شبح
في أبريل عام 1994 وخلال مبارة جمعت نورنبيغ مع بايرن ميونيخ، منح الحكم هدفا لبايرن من كرة مرت جانب المرمى وضربت الشباك من الخارج. ليسمى الهدف بذلك" الهدف الشبح". فاز بايرن بالمباراة بهدفين لهدف. لكن اعتراضات نورنبيرغ لاقت نجاحا وأعيدت المباراة. إلا أن إعادتها لم تنقذ نورنبيرغ من النزل إلى دوري الدرجة الثانية، بعد خسارته أمام بايرن بخمسة أهداف نظيفة.
صورة من: picture-alliance/Sven Simon
المدرب الغاضب
في عام 1998، دافع مدرب نادي بايرن الايطالي تراباتوني غالبا عن لاعبيه، إذا ما ظهروا بمستوى سيئ. خلال لقاء صحافي وبعد نزوة غضب منه قال بألمانية ركيكة التالي:"المدرب ليس غبي". "هؤلاء اللاعبين، لعبوا مثل قنينة فارغة". " وأنا انتهى". رغم لغته لكن الجميع فهم ما كان يقصده. فهناك مثل ايطالي يقول" القنينة الفارغة لا تنفع بشيء".
صورة من: picture-alliance/dpa
فريق أجانب بالدروي الألماني
في عام 2001 نزل فريق كوتبوس إلى الملعب من دون لاعب ألماني واحد. فكل لاعبي الفريق على الساحة الخضراء كانوا أجانب. انتهت المباراة أمام فولفسبورغ من دون اهداف. دخلت هذه المباراة تاريخ الكرة الألمانية. أسماء الفريق كانت كالتالي: بيبليكا، هويدورفيتش، ماتيوس، اكرابوفيتش، كوبيلانسكي، لاتونديجي، ميرويتا، ريغاكمبف، فاتا، فرانكلين، و لاباك.
صورة من: picture-alliance/dpa
بطل القلوب
نزل مشجعو نادي شالكه إلى الملعب بعد انتهاء مباراة فريقهم، باعتبار انه قد قفاز بلقب دوري عام 2001. واعتماد على نتيجة هامبورغ مع بايرن. لكن بايرن تمكن في الدقائق الأخيرة من المباراة بالفوز وخطف لقب الدوري.
صورة من: picture-alliance/dpa
الوجه الآخر القبيح
خلال المواسم الماضية بد مشجعو الفرق يشعلون الألعاب النارية. بالإضافة إلى حالات عنف في الملاعب بين الجماهير. رغم الغرامات التي فرضتها إدارة الدوري على المشاغبين، لكن كثيرين منهم لم يرتعوا، ما نقل صورة سيئة عن كرة القدم.