وضع العلماء بالمركز القومي البريطاني للمحيطات نصب أعينهم إماطة اللثام عن منطقة في مياه المحيطات يصل عمقها من مائة إلى ألف متر ولا تنفذ إليها سوى كمية قليلة جدة من أشعة الشمس. وقد تأكد أن دراسة هذه المنطقة تمثل صعوبة بالغة بالنسبة إلى العلماء لأن المعدات العلمية مجهزة خصيصا إما للغوص في قاع المحيط وإما الطفو على سطحه.
غير أن الدراسة أوضحت أن هذه المنطقة تزخر بالحياة النباتية والحيوانية المسماة بالهائمات أو العوالق البحرية الطافية (البلانكتون) التي تلعب دورا رئيسيا في التحكم في نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. وقالت ستيفاني هانسون عالمة الكيمياء الحيوية للمحيطات" إن البلانكتون النباتي يشبه نباتات الحديقة فهو يمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي ويمكن أن تغوص هذه الهائمات في قاع المحيط الذي لا يحتوي على الهواء، لذا فإن البلانكتون يقوم بتخزين الكربون لفترات طويلة". وأضافت هانسون أن فهم عمليات نقل الكربون في عمق المحيط قد يؤدي إلى استنتاج توقعات أفضل للتغير البيئي في العالم.
يوجد حوالي 30 ألف نوع من السمك، وبعضها غريب ومثير للدهشة مثل ثعبان البحر الكهربائي، الذي تشير الدراسات إلى أنه أكثر غرابة وإثارة للدهشة مما كان معروفا عنه. في هذه الجولة المصورة نتعرف على 11 سمكة الأكثر غرابة في العالم.
صورة من: imago/Olaf Wagnerثعبان البحر الكهربائي هو غير سمك ثعبان البحر المعروف، إنه يولد تيارا كهربائيا تصل شدته إلى 600 فولت يقتل الأسماك الصغيرة. وقد اكتشف الباحثون أن هذا النوع من السمك يستخدم هذا التيار الكهربائي الذي يولده في تحديد موقع غنيمته، مثلما يستخدم طائر الخفاش سوناره لتحديد موقع فريسته.
صورة من: imago/Olaf Wagnerالسمك القناص يعيش في المياه المالحة. وهو يصطاد الحشرات برميها بسهم مائي فيقتلها لتسقط في الماء ويلتهمها. والسمك القناص الكبير الحجم يمكن أن يبصق سهمه المائي لمسافة مترين إلى ثلاثة أمتار.
صورة من: picture-alliance/dpa/I.Rischawy/Universität Bayreuthسمكة مراقب النجوم، نوع من السمك يختبئ في الرمل وينتظر أن تسبح فريسته فوق رأسه حتى ينقض عليها بسرعة البرق ويستمتع بالتهامها. وهو يتميز برأسه وعينه الكبيرين وفمه المتجه للأعلى، ويجب تجنب "مراقب النجوم" لأنه سام.
صورة من: picture-alliance / OKAPIA KGسمك الحجر يعد من أخطر أنواع السمك السام ويتقن التخفي. ويبدو مثل طحالب حجرية ضخمة، لكن من يطأه يشعر بأشواكه السامة. أما سمه فيسبب ألما شديدا ويمكنه ان يؤدي للوفاة.
صورة من: gemeinfreiالسمك الكروي ويعرف أيضا بالينفوخ، حيث لديه معدة مطاطية يستطيع نفخها بسرعة مذهلة وملئها بالماء حين يشعر بالخطر، وبذلك يكبر حجمه ويصبح كروي الشكل. وهذا النوع من السمك سام وقاتل، ولكنه يعد في اليابان من الأطباق اللذيذة.
صورة من: picture alliance/Arco Imagesالسمك الصياد هو نوع من السمك يقوم بإغراء فريسته كما يفعل صياد السمك بصنارته، كما أن هذا النوع من السمك يضيء أيضا ما يزيد من فضول فريسته واقترابها منه أكثر ودخولها إلى فمه الضخم. والسمك الصياد منتشر في الكثير من مناطق العالم ويستطيع العيش في البحار العميقة أيضا.
صورة من: Flickr/Stephen Childsمن يبحث عن سمك غريب وعجيب عليه أن يبحث في البحار العميقة، حيث الضغط عال والضوء خافت جدا وحيث لا يوجد إلا القليل مما يمكن أن يقتات عليه السمك، في هذه الأعماق تضطر الكائنات الحية إلى التتأقلم مع ظروف حياتية صعبة لتستطيع العيش. بالضبط في هذه الظروف الصعبة يعيش سمك الأفعى الخبيثة الذي يمكث في قاع البحار العميقة ويصل طوله حتى 35 سنمتر وله فم كبير وأسنان كثيرة حادة جدا.
صورة من: picture-alliance/dpaسمك موسى هو نوع من السمك العريض المفلطح تماما الذي يجيد التخفي والتحول إلى ما يشبه الرواسب وهو يستطيع تحريك إحدى عينيه وتغيير مكانها لتصبح العينان في جهة واحدة بجانب بضعهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/H.Bäsemannسمكة فرس البحر، تعد واحدة من أجمل الأسماك الصغيرة الحجم وهي من الأسماك النادرة التي تسبح بشكل عامودي وكأنه واقفة ولهذا فهي ليست ماهرة في السباحة مثل غيرها من السمك. والغريب في هذا النوع من السمك أن الذكر لديه ما يشبه الكيس في بطنه ترمي فيه الأنثى البيوض فيحضنها الذكر حتى تفقس.
صورة من: picture-alliance/ dpaسمك نطاط الطين، وهو نوع من السمك يبدو أنه لا يستطيع أن يقرر هل يعيش في الماء أم على اليابسة، حيث أنه يعيش في الطين وجلد صدره قوي وكأنه درع بحيث يستطيع التحرك والقفز على اليابسة أيضا ويتنفس من جلده مثل البرمائيات، ولكنه يبقى سمكا.
صورة من: picture-alliance/dpa/MAXPPPسمك قرش المطرقة يتميز برأسه المفلطح المائل إلى الجانب. يعتقد الباحثون أن شكل الرأس المميز هذا يساعد قرش المطرقة على الرؤية بشكل أفضل.
صورة من: imago/imagebroker
ويقود الأستاذ الجامعي ريتشارد ساندرز مشروعا لابتكار معدات علمية يمكنها جمع عينات من هذه الكائنات ويقوم هو وزملاؤه في مقر المركز بساوثامبتون بإجراء اختبارات على جهاز لجمع عينات من البلانكتون النباتي الذي لا ينفذ إليه إلا قدر ضئيل من الضوء على أعماق تتراوح بين 50 و500 متر من سطح مياه المحيط لدراسة هذه العينات. وسيساعد هذا الابتكار العلماء على حساب كميات الكربون التي تدخل المحيطات.
ويمثل هذا الجهاز تحديا للعلماء نظرا لوزنه الذي يقدر بنحو 100 كيلوغرام فضلا عن ضرورة الحفاظ عليه على أعماق معينة بحيث لا يغوص في قاع المحيط أو يطفو على سطح الماء ما يستلزم حساب كثافته أو وزنه النوعي بدقة فائقة. يعتزم الفريق البحثي الشروع في مهمتين في جنوب المحيط الأطلسي للتعرف على تباين تركيز ثاني أكسيد الكربون في مياه المحيطات علاوة على ابتكار نموذج كمبيوتر متطور للتنبؤ بدقة بتغير المناخ في المستقبل.
د.ص/ ط.أ (رويترز)