1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كاتب أمريكي: أمريكا خسرت حرب أفغانستان.. فمن كسبها إذن؟

١٣ سبتمبر ٢٠٢١

بينما تفكر واشنطن في سبب خسارتها لحربها في أفغانستان، دعا باحث أمريكي للتفكير في سؤال آخر وهو: "من الذي ربح الحرب؟". هناك دولة في المنطقة لم ينتبه المحللون لها بشكل جيد، اعتبرها الكاتب إيلي ليك الرابح الأكبر، فمن تكون؟

أرشيف: صورة لجنود أمريكيين في أفغانستان (يناير/ كانون الثاني 2012)
أرشيف: صورة لجنود أمريكيين في أفغانستان (يناير/ كانون الثاني 2012)صورة من: Hoshang Hashimi/AP Photo/picture alliance

أكد الباحث الأمريكي المتخصص في الشؤون الأمنية، إيلي ليك في تقرير نشرته وكالة "بلومبرغ" للأنباء أن طالبان ربحوا الحرب رسميا في أفغانستان، وهي الحركة المتشددة التي شكل أفرادها حكومة مؤقتة تضم العديد من الإرهابيين المطلوبين، إلا أن الرابح الأكبر قد يكون "باكستان"، الراعي الأساسي لطالبان.

فقد أعرب معظم حلفاء الولايات المتحدةعن صدمتهم وحزنهم وغضبهم بسبب الانتصار الذي حققته طالبان الشهر الماضي في كابول، لكن رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، احتفل بهزيمة الحكومة الأفغانية المنتخبة، قائلا إن طالبان "حطمت أغلال العبودية".

 

الدور "المزدوج" لباكستان في محاربة الإرهاب

ويقول ليك إن باكستان مارست لعبة مزدوجة في أغلب عمليات الحرب على الإرهاب، التي بدأت بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، وساعدت أحيانا في تعقب واعتقال قادة تنظيم القاعدة وحركة طالبان. وفي عام 2010، اعتقلت قوات العمليات الخاصة الباكستانية والأمريكية، الملا عبد الغني برادار في كراتشي. ومع ذلك، كانت عناصر من الجيش والمخابرات الباكستانية، تقدم طوال الوقت الملاذ والتمويل والتدريب لطالبان وحلفائها في الجماعة الإرهابية سيئة السمعة، المعروفة باسم "شبكة حقاني". ويضيف ليك إنه خلال الأعوام العشرة الأولى من حرب أفغانستان، كانت هذه قضية فضلت الولايات المتحدة وباكستان مناقشتها في سرية.

20 عاما على اعتداءات سبتمبر: ما مصير الحرب على الإرهاب؟

42:31

This browser does not support the video element.

وبعد أن خططت "شبكة حقاني" لعملية تفجير شاحنة في موقع تابع لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، يقع بالقرب من كابول، وهجوم على السفارة الأمريكية هناك في أيلول/سبتمبر من عام 2011، كسر الأدميرال مايك مولن، رئيس هيئة الأركان المشتركة وقتها، حاجز الصمت، وقال إن "شبكة حقاني تعمل كذراع حقيقية لوكالة الاستخبارات الباكستانية." وكان من المفترض ألا يتفاجأ أحد باتهام مولن. فقد كان قد سبق ذلك ببضعة أشهر، اغتيال الولايات المتحدة لأسامة بن لادن، الذي كان يعيش آنذاك بارتياح في "أبوت آباد". ويقول ليك إن هناك سببا لعدم إخطار مولن لنظرائه الباكستانيين بهذه المداهمة. فقد قدمت الولايات المتحدة لباكستان أكثر من 20 مليار دولار من المساعدات العسكرية خلال الفترة بين عامي 2001 و.2011 ثم بدأ هذا الدعم في التراجع بعد عام .2011 وفي عام 2018، قامت الولايات المتحدة بتعليق المساعدة الأمنية، مع بعض الاستثناءات القليلة للأمن القومي. ويوضح ليك أن فرض القيود والتعليق النهائي للمساعدات العسكرية، كانت هي الطريقة التي حاولت من خلالها الولايات المتحدة معاقبة عميلها الظاهري.

 

واشطن تلتزم الصمت بشأن "خيانة" باكستان

بحلول فترة ولايته الثانية، كان الرئيس باراك أوباما يبحث عن طريقة للخروج من أفغانستان. وبينما كانت هناك زيادة متواضعة في أعداد القوات في السنة الأولى لتولي الرئيس دونالد ترامب منصبه، انتهى الأمر بتفاوض إدارته على الاستسلام الذي استكمله مؤخرا الرئيس الحالي جو بايدن. ويرى ليك أنه لذلك، ليس من العجيب أن تحتفل باكستان بنصر طالبان، مشيرا إلى أن هناك فصيلا من الدولة يعمل على إعادة طالبان إلى السلطة منذ عام .2001 وتلتزم إدارة بايدن الصمت بشأن خيانة باكستان حتى الآن. ومن اللافت للنظر أن بقية من الوطنيين الأفغان لم يلتزموا الصمت. ويوم الثلاثاء الماضي، طالب مئات المتظاهرين - وتحديدا من النساء - في كابول، باكستان بعدم التدخل في شؤونهم السيادية. ويرى الكثير من الأفغان، وبينهم مسؤولون سابقون، أن باكستان تدعم طالبان، وأنها ساعدتها في السيطرة على البلاد، وهو ما تنفيه إسلام آباد.

وقد شهدت أفغانستان تنظيم العديد من المظاهرات منذ وصول الإسلاميين إلى السلطة. وكان الاحتجاج في كابول يوم الثلاثاء هو الأكبر والأهم حتى الآن. وذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أن شهود عيان قدروا عدد المشاركين في الحشد بما يتراوح بين 300 و500 شخص. وقام مسلحو طالبان في نهاية المطاف بتفريق المتظاهرين بإطلاق أعيرة نارية في الهواء. ويقول ليك إنه كان من المستحسن أن تتخذ الولايات المتحدة موقفا رسميا لدعم هؤلاء المتظاهرين الشجعان، إلا أن هذا أمر غير مرجح. وكما قال بايدن في العديد من المرات خلال الأشهر العديدة الماضية، فإن خطة ما بعد الانسحاب هي أن تحتفظ الولايات المتحدة بقدرة "خارجية" لاستهداف الإرهابيين في أفغانستان، مما يعني أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى موافقة باكستان على القيام بطلعات جوية فوق مجالها الجوي. ويرى ليك أن حرب الولايات المتحدة "الأبدية" في أفغانستان قد تكون انتهت، إلا أنه عبر الحدود، وتحديدا في باكستان، مازال العميل السابق لأمريكا لديه نفوذ على القوة العظمى التي ساعد في هزيمتها.

ح.ز/ ع.ج.م (د.ب.أ)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW