كاتب أمريكي: أمريكا خسرت حرب أفغانستان.. فمن كسبها إذن؟
١٣ سبتمبر ٢٠٢١
بينما تفكر واشنطن في سبب خسارتها لحربها في أفغانستان، دعا باحث أمريكي للتفكير في سؤال آخر وهو: "من الذي ربح الحرب؟". هناك دولة في المنطقة لم ينتبه المحللون لها بشكل جيد، اعتبرها الكاتب إيلي ليك الرابح الأكبر، فمن تكون؟
إعلان
أكد الباحث الأمريكي المتخصص في الشؤون الأمنية، إيلي ليك في تقرير نشرته وكالة "بلومبرغ" للأنباء أن طالبان ربحوا الحرب رسميا في أفغانستان، وهي الحركة المتشددة التي شكل أفرادها حكومة مؤقتة تضم العديد من الإرهابيين المطلوبين، إلا أن الرابح الأكبر قد يكون "باكستان"، الراعي الأساسي لطالبان.
فقد أعرب معظم حلفاء الولايات المتحدةعن صدمتهم وحزنهم وغضبهم بسبب الانتصار الذي حققته طالبان الشهر الماضي في كابول، لكن رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، احتفل بهزيمة الحكومة الأفغانية المنتخبة، قائلا إن طالبان "حطمت أغلال العبودية".
الدور "المزدوج" لباكستان في محاربة الإرهاب
ويقول ليك إن باكستان مارست لعبة مزدوجة في أغلب عمليات الحرب على الإرهاب، التي بدأت بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، وساعدت أحيانا في تعقب واعتقال قادة تنظيم القاعدة وحركة طالبان. وفي عام 2010، اعتقلت قوات العمليات الخاصة الباكستانية والأمريكية، الملا عبد الغني برادار في كراتشي. ومع ذلك، كانت عناصر من الجيش والمخابرات الباكستانية، تقدم طوال الوقت الملاذ والتمويل والتدريب لطالبان وحلفائها في الجماعة الإرهابية سيئة السمعة، المعروفة باسم "شبكة حقاني". ويضيف ليك إنه خلال الأعوام العشرة الأولى من حرب أفغانستان، كانت هذه قضية فضلت الولايات المتحدة وباكستان مناقشتها في سرية.
20 عاما على اعتداءات سبتمبر: ما مصير الحرب على الإرهاب؟
42:31
وبعد أن خططت "شبكة حقاني" لعملية تفجير شاحنة في موقع تابع لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، يقع بالقرب من كابول، وهجوم على السفارة الأمريكية هناك في أيلول/سبتمبر من عام 2011، كسر الأدميرال مايك مولن، رئيس هيئة الأركان المشتركة وقتها، حاجز الصمت، وقال إن "شبكة حقاني تعمل كذراع حقيقية لوكالة الاستخبارات الباكستانية." وكان من المفترض ألا يتفاجأ أحد باتهام مولن. فقد كان قد سبق ذلك ببضعة أشهر، اغتيال الولايات المتحدة لأسامة بن لادن، الذي كان يعيش آنذاك بارتياح في "أبوت آباد". ويقول ليك إن هناك سببا لعدم إخطار مولن لنظرائه الباكستانيين بهذه المداهمة. فقد قدمت الولايات المتحدة لباكستان أكثر من 20 مليار دولار من المساعدات العسكرية خلال الفترة بين عامي 2001 و.2011 ثم بدأ هذا الدعم في التراجع بعد عام .2011 وفي عام 2018، قامت الولايات المتحدة بتعليق المساعدة الأمنية، مع بعض الاستثناءات القليلة للأمن القومي. ويوضح ليك أن فرض القيود والتعليق النهائي للمساعدات العسكرية، كانت هي الطريقة التي حاولت من خلالها الولايات المتحدة معاقبة عميلها الظاهري.
واشطن تلتزم الصمت بشأن "خيانة" باكستان
بحلول فترة ولايته الثانية، كان الرئيس باراك أوباما يبحث عن طريقة للخروج من أفغانستان. وبينما كانت هناك زيادة متواضعة في أعداد القوات في السنة الأولى لتولي الرئيس دونالد ترامب منصبه، انتهى الأمر بتفاوض إدارته على الاستسلام الذي استكمله مؤخرا الرئيس الحالي جو بايدن. ويرى ليك أنه لذلك، ليس من العجيب أن تحتفل باكستان بنصر طالبان، مشيرا إلى أن هناك فصيلا من الدولة يعمل على إعادة طالبان إلى السلطة منذ عام .2001 وتلتزم إدارة بايدن الصمت بشأن خيانة باكستان حتى الآن. ومن اللافت للنظر أن بقية من الوطنيين الأفغان لم يلتزموا الصمت. ويوم الثلاثاء الماضي، طالب مئات المتظاهرين - وتحديدا من النساء - في كابول، باكستان بعدم التدخل في شؤونهم السيادية. ويرى الكثير من الأفغان، وبينهم مسؤولون سابقون، أن باكستان تدعم طالبان، وأنها ساعدتها في السيطرة على البلاد، وهو ما تنفيه إسلام آباد.
وقد شهدت أفغانستان تنظيم العديد من المظاهرات منذ وصول الإسلاميين إلى السلطة. وكان الاحتجاج في كابول يوم الثلاثاء هو الأكبر والأهم حتى الآن. وذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أن شهود عيان قدروا عدد المشاركين في الحشد بما يتراوح بين 300 و500 شخص. وقام مسلحو طالبان في نهاية المطاف بتفريق المتظاهرين بإطلاق أعيرة نارية في الهواء. ويقول ليك إنه كان من المستحسن أن تتخذ الولايات المتحدة موقفا رسميا لدعم هؤلاء المتظاهرين الشجعان، إلا أن هذا أمر غير مرجح. وكما قال بايدن في العديد من المرات خلال الأشهر العديدة الماضية، فإن خطة ما بعد الانسحاب هي أن تحتفظ الولايات المتحدة بقدرة "خارجية" لاستهداف الإرهابيين في أفغانستان، مما يعني أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى موافقة باكستان على القيام بطلعات جوية فوق مجالها الجوي. ويرى ليك أن حرب الولايات المتحدة "الأبدية" في أفغانستان قد تكون انتهت، إلا أنه عبر الحدود، وتحديدا في باكستان، مازال العميل السابق لأمريكا لديه نفوذ على القوة العظمى التي ساعد في هزيمتها.
ح.ز/ ع.ج.م (د.ب.أ)
في صور.. مشاهد الفرار من "إعصار طالبان"
يحاول كثيرون الفرار من أفغانستان، بعد أن تقدمت حركة طالبان إلى العاصمة كابول، مطيحة بالحكومة، بينما تقوم القوى الغربية بنقل المدنيين جوا من مطار كابول. مشاهد الرعب والتخوف في أفغانستان ضمن هذا الملف المصور.
صورة من: Wakil Kohsar/AFP/Getty Images
أفغان يائسون يحاولون دخول مطار كابول
تواصل العائلات الأفغانية محاولاتها اليائسة للوصول إلى مطار حامد كرزاي الدولي في كابول. وحتى الأطفال تدفقوا بين الحشود التي تسعى بكل قواها للهروب في اللحظات الأخيرة من حركة طالبان التي اقتحمت العاصمة.
صورة من: REUTERS
مستقبل غامض أمام الأفغان
كان أمام الأفغان خياران، منذ انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو من البلاد، وأحلاهما مر: إما البقاء اعتمادا على قدرة القوات الحكومية على وقف زحف طالبان أو الفرار إلى الدول المجاورة. والآن بعد أن استولت حركة طالبان على العاصمة كابول، بات كثيرون الآن في مأزق، خصوصا مع الغموض الذي يلف المشهد الأفغاني، ولا أحد يعرف ماذا سيحدث بعد ذلك.
صورة من: REUTERS
حشود غير مسبوقة تتجمع في المطار
المطار الرئيسي في كابول، والذي سمي على اسم حامد كرزاي، أول رئيس تولى السلطة بعد الإطاحة بطالبان، بات مسرحا لحشود يائسة مطلع الأسبوع، يحدوهم الأمل في ركوب الطائرات والفرار من طالبان. وبينما سارعت القوى الغربية لإجلاء مجموعات صغيرة، مؤلفة في معظمها من رعايا تلك الدول، وبعض الموظفين المحليين، تم إيقاف الرحلات الجوية التجارية من وإلى البلاد.
صورة من: AFP/Getty Images
طالبان تستولي على القصر الرئاسي
زحف طالبان الذي تواصل حتى سقوط العاصمة كابول، شهد سيطرة مقاتلي الحركة على القصر الرئاسي يوم الأحد (15 أغسطس/آب). وأظهرت مقاطع فيديو قادة ومقاتلي طالبان جالسين داخل القصر معلنين النصر في حملتهم ضد الجيش الأفغاني.
صورة من: Zabi Karim/AP/picture alliance
الخوف من حكم الإسلامويين
الأنظار تتركز الآن نحو الخطوات القادمة، إذ يخشى كثيرون من الحكم الإسلامي المتشدد لطالبان، رغم أن الحركة أصدرت بيانا زعمت فيه أنها لن تنتقم من الأشخاص الذين ساندوا التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة. خلال حقبة حكم طالبان السابقة، منعت النساء والفتيات من التعليم. والآن سارع السكان في كابول للتصرف قبل فوات الآن، محاولين إخفاء الصور التي قد لا يحبها الأصوليون.
صورة من: Kyodo/picture alliance
عبور الحدود إلى باكستان
وبينما اكتظت الحشود حول وفي داخل مطار حامد كرزاي سعيا منهم للمغادرة، كان هناك آخرون يعبرون الحدود برا باتجاه باكستان. وقال وزير الداخلية الباكستاني الشيخ رشيد أحمد لـDW إن حكومة بلاده أغلقت معبر تورخام الحدودي مع أفغانستان.
صورة من: Jafar Khan/AP/picture alliance
عودة طالبان لم تستغرق سوى أسابيع بعد الانسحاب الأمريكي
الولايات المتحدة وحلفاؤها دخلوا أفغانستان معلنين الحرب، بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001، وأطاحوا بحركة طالبان. ولكن بعد عشرين عاما انهار الجيش الأفغاني بشكل مفاجئ، بعيد انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو.
صورة من: Hoshang Hashimi/AP Photo/picture alliance
قيادة طالبان
الفترة الأولى لحكم طالبان امتدت من عام 1996 إلى عام 2001. وخلالها فرضت الحركة تفسيرا متشددا للشريعة الإسلامية. الحركة تأسست تحت قيادة الملا عمر. أما قائدها الأعلى اليوم فهو هبة الله آخُند زاده. الرئيس المؤسس المشارك الملا بردار، الظاهر في هذه الصورة، يترأس المكتب السياسي للحركة.
صورة من: Social Media/REUTERS
طالبان تنصب رايتها
تقول طالبان إنها مستعدة للسيطرة على البلاد، متعهدة أنها لن تضر بالمدنيين الذين تعاونوا مع القوات الغربية. وأكد المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، محمد نعيم، في تصريح أنهم "مستعدون لإجراء حوار مع جميع الشخصيات الأفغانية وضمان الحماية اللازمة لهم". الأمر نفسه أكده الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في أول مؤتمر صحفي له من كابول. قد يكون من الصعب تصديق هذا الكلام.
صورة من: Gulabuddin Amiri/AP/picture alliance
خطر على النساء والأطفال
من المرجح أن تعاني النساء والأطفال والأقليات الأخرى بشكل كبير تحت حكم نظام طالبان. فالنساء والفتيات منعن من التعليم خلال الفترة الأولى لحكم طالبان، والذي انتهى بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2001.
صورة من: Paula Bronstein/Getty Images
فرار الرئيس غني
هرب الرئيس الأفغاني أشرف غني من البلاد في 15 أغسطس/آب. وصرح بالقول: "كي نتجنب الفيضان النازف، اعتقدت أنه من الأفضل الخروج"، لكنه شدد على أنه سيواصل الكفاح من أجل بلاده.
صورة من: Rahmat Gul/AP Photo/picture alliance
الرئيس السابق كرزاي يدعو للسلام
أنشأ القادة الأفغان مجلسا للقاء طالبان وإدارة نقل السلطة. الرئيس السابق حميد كرزاي، الذي يقود هذا المجلس، قال إن الهدف هو: "منع الفوضى وتقليل معاناة الشعب" وإدارة "انتقال سلمي" للسلطة.
صورة من: Mariam Zuhaib/AP Photo/picture alliance
جلاء الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون
قامت ألمانيا بإرسال طائرات عسكرية للمساعدة في الإجلاء من أفغانستان، بعد أن أغلقت سفارتها في كابول. الأمر نفسه تقوم به الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية، حيث تقوم بإجلاء القوات والدبلوماسيين ومسؤولين آخرين من البلاد.
صورة من: Moritz Frankenberg/dpa/picture alliance
احتجاجات في الولايات المتحدة
خرج متظاهرون في نهاية الأسبوع في الولايات المتحدة للاحتجاج أمام البيت الأبيض مطالبين باستعادة السلام في أفغانستان. وقال الأدميرال مايك مولين: إن الولايات المتحدة وحلفاءها "قللوا من شأن تأثير ما تقوم به الحكومة (الأفغانية) الفاسدة".