بمناسبة مرور أربعين عاما على العلاقات الدبلوماسية بين الدولة العبرية وألمانيا يقوم الرئيس الإسرائيلي موشي كاتساف بزيارة للعاصمة الألمانية برلين يلتقي من خلالها مع كبار السياسيين الألمان على رأسهم المستشار غيرهارد شرورد والرئيس هورست كولر ووزيرالخارجية يوشكا فيشر. إلى ذلك استهل الرئيس الإسرائيلي زيارته التي تستمر ثلاثة أيام بلقاء الرئيس الألماني كولر. وفي ختام المباحثات بين المسؤولين أثنى المسؤول الإسرائيلي في مؤتمر صحفي عقد في برلين على العلاقات الثنائية بين بلاده وألمانيا، حاثا الطرفين على تعزيزها والرقي بها إلى مستوى أفضل. من جانبه أعلن نظيره الألماني هورست كولر عن تأسيس ما أطلقوا عليها "مبادرات المستقبل" التي ترمي إلى تعزيز التبادل بين البلدين في مجالات الشباب والعلوم والثقافة. أما بخصوص العداء للسامية فقد أشاد المسؤول الإسرائيلي بجهود الحكومة الألمانية الرامية إلى مكافحة اليمين المتطرف (النازية الجديدة).

كاتساف في البوندستاغ

جاء الخطاب الذي ألقاه الرئيس الإسرائيلي اليوم الثلاثاء (31.05.05) أمام البرلمان الألماني "بوندستاغ" ليتوج زيارته لألمانيا. ودعا كاتساف في الخطاب مندوبي البرلمان الألماني إلى اتخاذ إجراءات أشد لمحاربة ظاهرة العداء للسامية والتطرف العنصري. وقال المسؤول الإسرائيلي إن "تنامي شرعية القوى النازية الجديدة وازديادها في المجتمع الألماني يثير قلقه." يشار إلى أن موشي كاتساف هو الرئيس الإسرائيلي الثاني الذي يلقي خطابا أمام البرلمان الألماني. وكان الرئيس الإسرائيلي السابق وايزمان ألقى في عام 1996 كأول رئيس إسرائيلي خطابا في مقر السلطة التشريعية الأولى في ألمانيا.

تيرزه يدعو إلى تحقير العداء للنازية

وفي خطاب ترحيبي بالرئيس الإسرائيلي دعا رئيس البرلمان الألماني فولفغانغ تيرزه ألمانيا وإسرائيل إلى تحقير ظواهر العداء للنازية والعنصرية وعدم التسامح. وقال تيرزه إن العداء للسامية وجنحات العنف ضد الأجانب التي ازدادت من جديد هي "هجوم ضد الديمقراطية في ألمانيا." في الوقت ذاته أشار تيرزه إلى العلاقات المميزة بين بلاده والدولة العبرية.

مديح وقلق

بينما أقر الرئيس الإسرائيلي باحترامه للإنجازات الألمانية على صعيد محاربتها للعداء للسامية، أعرب كاتساف في الوقت ذاته عن قلقه من وجود "دلائل" على انتشار هذه الظاهرة في المجتمع الألماني. وقال كاتساف إن الديمقراطية الألمانية "راسخة ومتأصلة"وإنه "معجب" بإصرار المسؤولين الألمان على محاربة ظاهرة العداء للسامية، مشيرا إلى أن الديمقراطية الألمانية "تملك الأدوات اللازمة للتغلب على هذه الظاهرة." أما الرئيس الألماني هورست كولر فقد أكد على أن بلاده "لن تتراجع" في محاربتها للعداء للسامية وعلى أن أصحاب القرار في ألمانيا " لن يهملوا ظواهر العنصرية والعداء للسامية وإنهم لن يتراجعوا عن التصدي لها ومحاربتها."

ناصر جبارة