حث وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر تركيا على "بذل المزيد من الجهد" لمحاربة تنظيم "داعش" وتأمين حدودها مع العراق وسوريا، اللذين يشهدا تدفقاً لمقاتلين وإمدادات لجماعة إرهابية.
إعلان
حث وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر يوم الخميس تركيا على القيام بدور أكبر في القتال ضد متشددي تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش"، وقال إنها أشارت إلى استعدادها للذهاب إلى مدى أبعد من قرارها مؤخراً بالسماح لطائرات أمريكية بشن ضربات جوية انطلاقاً من قواعد تركية.
وأضاف كارتر أن تركيا وافقت من حيث المبدأ على المشاركة في الحملة الجوية للائتلاف ضد المتشددين لكن الولايات المتحدة تحتاج أيضاً إلى أن تكثف أنقرة جهودها للسيطرة على حدودها الطويلة مع العراق وسوريا.
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .
صورة من: Reuters/M. Sezer
10 صورة1 | 10
ومن المتوقع أن تشارك تركيا في الضربات الجوية ضد تنظيم "داعش" بعد أن توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن مشاركة أكبر في الحملة ضد الجماعة المتشددة. لكن القصف التركي يتركز بشكل رئيسي على حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة جماعة إرهابية.
وأبلغ كارتر الصحفيين في مقر وزارة الدفاع الأمريكية أنه لا يعتقد أن الأتراك "يتراجعون" عن الانضمام إلى حملة القصف الجوي. وأضاف الوزير الأمريكي قائلاً: قال "زعماؤهم أشاروا إلى أنه يجب القيام بهذا الدور... هذا جاء متأخراً لأنه مضى عام على بدء الحملة لكنهم يظهرون مساع كبيرة الآن بما في ذلك السماح لنا باستخدام قواعدهم الجوية. ذلك مهم لكنه ليس كافياً".
ودافع كارتر عن استراتيجية الجيش الأمريكي لهزيمة المتشددين الذين اجتاحوا أجزاء من سوريا والعراق العام الماضي قبل أن يعلنوا "خلافة إسلامية". وتتضمن الاستراتيحية تدريب وتجهيز قوات محلية لقتال المتشددين مع تقديم دعم جوي للقوات البرية. وقال اشتون "أنا واثق من أننا سننجح في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية وأن لدينا الاستراتيجية المناسبة. لكنها مهمة معقدة ليس فقط في العراق.. بل وفي سوريا أيضاً".
من جانب آخر قال رئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت اليوم الجمعة إن حكومته تدرس طلباً رسمياً من الولايات المتحدة لأن تنضم استراليا إلى الضربات الجوية ضد تنظيم "داعش" في سوريا. ويشارك سلاح الجو الملكي الاسترالي بالفعل في قصف أهداف للجماعة المتشددة في العراق لكن دوره في القصف الجوي في سوريا يقتصر حتى الآن على إعادة التزويد بالوقود وجمع معلومات المخابرات.
وتقصف طائرات من سلاح الجو الاسترالي أهدافا لتنظيم "داعش" في العراق منذ سبتمبر/ أيلول الماضي.