كارثة جديدة أمام الشواطئ الليبية: العثور على جثث 74 مهاجرا
٢١ فبراير ٢٠١٧
الهلال الأحمر الليبي يعلن العثور على 74 جثة لمهاجرين غرقوا أثناء محاولة عبور البحر المتوسط إلى أوروبا من ليبيا. يأتي ذلك بعد أيام من إعلان المنظمة الدولية للهجرة عن وفاة 258 شخصاً غرقاً أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا.
إعلان
أعلن مسؤول في الهلال الأحمر الليبي الثلاثاء (21 فبراير/ شباط 2017) انتشال 74 جثة لمهاجرين غير نظاميين جرفتها مياه البحر المتوسط على شواطئ مدينة الزاوية شمال غرب ليبيا.
وقال المتحدث باسم الأمانة العامة للهلال الأحمر الليبي، محمد المصراتي، لوكالة الأنباء الألمانية إنهم استقبلوا صباح يوم أمس نداء إنسانياً من قبل سكان محليين في مدينة الزاوية ومركز شرطة عمر بن عبد العزيز المعني بالهجرة يفيد بوجود جثث على شاطئ البحر.
وأضاف أن فريقاً من المتطوعين بالهلال الأحمر بفرع الزاوية بادروا بانتشال الجثث التي كانت منتشرة على شاطئ منطقة الحرشة بالزاوية، مشيراً إلى أن إجمالي الجثث المنتشلة بلغ 74 جثة، منها ثلاث جثث لإناث، وأن عملية الانتشال بدأت في الواحدة ظهراً واستمرت حتى السابعة مساء بالتوقيت المحلي.
ولم تتضح بعد ظروف غرق هؤلاء المهاجرين، إلا أن ستيفين ريان من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أكد أن هذا الحادث يسلط الضوء على الخطر المستمر الذي يواجهه المهاجرون على هذا الطريق، مشدداً على التزام الهلال الأحمر بتقديم المساعدة لمن هم مهددون بالموت في هذه الرحلة.
ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، فإن رقماً قياسياً بلغ 5079 شخصاً لقوا حتفهم العام الماضي في رحلتهم إلى أوروبا خلال محاولتهم العبور إلى إيطاليا من مصر وليبيا. وكانت المنظمة الدولية للهجرة قد أعلنت في وقت سابق من شباط/ فبراير الجاري وفاة 258 شخصاً خلال محاولتهم العبور إلى أوروبا.
وكتب فلافيو دي جاكومو، المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة، على حسابه في موقع "تويتر" أن الزورق الذى كان يستقله المهاجرون غادر من صبراتة يوم السبت الماضي وعلى متنه 110 أشخاص.
وتعتبر ليبيا نقطة المغادرة الرئيسية للمهاجرين عبر البحر المتجهين إلى أوروبا. ويأتي كثير منهم من دول أفريقية فقيرة، على أمل إيجاد عمل في أوروبا.
وحذرت منظمات دولية سابقاً من أن حالة الفوضى والانفلات الأمني وضعف الرقابة على الحدود الليبية كثيرة الثغرات ستدفع المزيد من المهاجرين إلى محاولة الوصول إلى أوروبا عن طريق البحر المتوسط، لذي شهد العديد من حوادث الغرق الجماعي في السنوات الأخيرة.
ي.أ/ أ.ح (د ب أ، أ ف ب)
رحلة محفوفة بالمخاطر- تعقب آثار مهربي البشر في إفريقيا
عكف مراسلا DW يان فليب شولتس و أدريان كريش طوال أسابيع على جمع معلومات عن مهربي البشر من نيجيريا، وتعقبا آثارا تصل حتى إيطاليا واصطدما في مهمتهما بجدار من الصمت.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
مهمة البحث انطلقت في مدينة بنين عاصمة ولاية إيدو النيجيرية. تقريبا كل شخص نتحدث معه هنا لديه أصدقاء أو أعضاء عائلة في أوروبا. فأكثر من ثُلاثة أرباع مجموع بائعات الهوى في إيطاليا ينحدرن من هذه المنطقة. الكثيرون لا يجدون آفاقا في بلدهم بسبب البطالة في صفوف الشباب.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
الأخت بابيانا إيمناها تحاول منذ سنوات تحذير النساء الشابات من السفر إلى أوروبا. وقالت لنا "الكثير منهن يتم إغراؤهن بوعود كاذبة". فالعمل الموعود كمربية أطفال أو حلاقة ينكشف في عين المكان كأكذوبة. فجميع النساء الشابات تقريبا يكون مصيرهن شوارع البغاء.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
بعد مفاوضات طويلة يوافق أحد مهربي البشر على التحدث إلينا. يسمي نفسه ستيف. ويقول إنه نجح في تهريب أكثر من مائة نيجيري إلى ليبيا، وهو يرفض تقديم معلومات عن الأشخاص الذين يقفون وراء هذه التجارة ـ ويعتبر أنه خادم بسيط. ويقول ستيف "الناس هنا في إيدو طماعين. من أجل حياة أفضل هم مستعدون لفعل كل شيء".
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
مقابل 600 يورو ينظم ستيف الرحلة من نيجيريا إلى إيطاليا. ويقول المهرب:"الغالبية تدرك خطر السفر عبر الصحراء". ومن حين لآخر تؤدي حوادث عطل إلى وفات بعض الأشخاص. "تلك هي المخاطرة"، يقول ستيف الذي يرافق المهاجرين حتى أغاديز في النيجر حيث يتولى شخص آخر المهمة.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
مدينة أغاديز الصحراوية هي المحطة الأخطر في رحلة بحثنا. سكان هذه المنطقة يعيشون من تجارة البشر والمخدرات، ويتعرض أجانب من حين لآخر للاختطاف. لا يمكن لنا التحرك إلا تحت حراسة مسلحة، كما وجب علينا تغطية الرأس بزي تقليدي لتجنب لفت الأنظار.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
ويعتبر سلطان أغاديز عمر إبراهيم عمر مثل العديد من الناس أنه لا يمكن القضاء على مشكلة تجارة البشر في عين المكان، وهو يطالب بأموال أكثر من المجتمع الدولي. وحجته في ذلك عندما يقول بأنه إذا أرادت أوروبا وقف تدفق المهاجرين عليها نحو البحر المتوسط، فوجب عليها دعم النيجر أكثر.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
منذ شهور تنطلق كل يوم اثنين قبل غروب الشمس حافلات تقل مهاجرين من أغاديز في اتجاه الشمال. الفوضى في ليبيا أدت إلى تمكن المهربين من العبور دون مراقبة حتى البحر المتوسط. ونلاحظ بسرعة هنا أن السلطات في النيجر لا تكثرت لأنشطة المهربين.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
الكثير من المهاجرات من نيجيريا يجدن أنفسهن في إيطاليا على قارعة الطريق للممارسة البغاء. الموظفة الاجتماعية ليزا بيرتيني تعمل مع بائعات هوى أجنبيات. وقالت لنا بيرتيني:"عددهن في ازدياد". وتكشف مصادر رسمية أن حوالي 1000 نيجيرية دخلن في عام 2014 إيطاليا. وفي 2015 تجاوز عددهن 4000 . وتلاحظ الموظفة الاجتماعية أن "عمر الفتيات يصغر".
صورة من: DW
بمساعدة زميل نيجيري تعقبنا أثر "سيدة" مفترضة. لقب "السيدة" تحصل عليه القوادات النيجيريات اللاتي يتربعن على قمة هرم شبكات تهريب. هذه الديوثة تعيش في إحدى ضواحي فلورينتسا. وتوجه إحدى الضحايا اتهامات قوية ضدها، وقالت "ضربتنا وأجبرتنا على ممارسة الدعارة".
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
وعندما واجهنا "السيدة" المفترضة بالاتهامات الموجهة إليها اعترفت بأنها تأوي ست شابات نيجيريات في منزلها. لكنها رفضت الاتهام بأنها تجبر البنات على الدعارة. وقررنا تقديم نتائج بحثنا إلى النيابة العامة الإيطالية.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
الراهبة مونيكا أوشكفي تنتقد منذ مدة تقاعس السلطات الإيطالية. إنها تعتني منذ ثمان سنوات بضحايا تجارة البشر. وتحدثت في غضب عندما سألناها عن زبائن البنات. وقالت إن أولئك الرجال يبحثون دوما عن إشباع رخيص لغرائزهم: ممارسة الجنس مع فتاة نيجيرية تساوي 10 يوروهات فقط. وتقول بأنه بدون هؤلاء الصعاليك لما كانت المشكلة موجودة.