بعد التعادل المحبط لبرشلونة 3/3 على أرضه أمام غرناطة، أصبح طريقه في الدفاع عن لقبه بالليغا الإسبانية في منتهى الصعوبة على أقل تقدير. فقد أكتفى الفريق حتى الآن بـ51 نقطة، من 24 مباراة، ليبقى في المركز الثالث متأخرا عن غريمه التقليدي ريال مدريد صاحب الصدارة بعشر نقاط كاملة. 

وصحيح أن فريق المدرب تشابي نجا من الخسارة (الأحد 11 فبراير/ شباط) وأدرك التعادل مع غرناطة المتعثر، إلا أن الأمر لم يعجب النجم الشاب وجوهرة برشلونة لامين يامال (16 عاما) صاحب هدفي التقدم (الهدف الأول) والتعادل (الهدف الثالث) للفريق الكاتالوني.

وقال يامال بعد المباراة: "أفكر الآن في التعادل وحقيقة أننا خسرنا نقطتين أكثر مما أفكر في أدائي"، مضيفا: "نستقبل هذه الأهداف بسرعة كما كان يحدث طوال الموسم. هذا ما نحتاج إلى تحسينه بشكل عاجل".

أسوأ دفاع في دوريات أوروبا الكبرى

لقد وضع لامين يامال (يكتب أيضا: الأمين جمال) يده على الجرح فمن الواضح أن دفاع برشلونة هذا الموسم به ثغرات كبيرة يحتاج إلى سدها، فبرشلونة استقبل الموسم الحالي 50 هدفا خلال 24  مباراة في الدوري الإسباني.

علاوة على ذلك فإن برشلونة تلقت شباكة لخامس مرة منذ بداية العام الجديد 2024 ثلاثة أهداف على الأقل في كل مباراة من المباريات ووصل عدد الأهداف في شباكه في الدوري إلى 23 هدفا "وهو عدد يفوق أي فريق آخر في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا" بحسب ما كتب موقع "90 دقيقة" الألماني.

وللمقارنة فإن برشلونة كان لديه دفاع قوي في الموسم الماضي (2022/2023) الذي فاز فيه بلقب الدوري، حيث تلقت شباكه في كامل البطولة المكونة من 38 جولة 20 هدفا فقط أي أقل 32 هدفا عن الموسم الجاري، الذي مازالت به 14 جولة باقية، ولو سار دفاع برشلونة للنهاية بهذا الشكل فسيسجل رقما كارثيا في تاريخ الفريق.

و"لا يمكن لأي فريق أن يستقبل 50 هدفًا في منتصف الموسم أن يأمل بشكل واقعي في المنافسة على اللقب. وهذا يعني أن مهمة برشلونة للدفاع عن لقب الدوري الإسباني قد انتهت، في حين أن المعركة على دوري أبطال أوروبا تبدو وكأنها عملية شاقة"، بحسب ما كتب موقع "تريبونا".

وبما أن ضعف دفاع برشلونة أوضح من أن يحتاج إلى برهان لإثباته فإن السؤال المهم الآن يدور حول أسباب ظهور الدفاع الكاتالوني بهذا الشكل السئ. فالدفاع القوي هو نتيجة لتعليمات المدرب التكتيكية وأداء اللاعبين على أرض الملعب الذين ينفذون هذه التكتيكات. لذا فإن الضعف الدفاعي لبرشلونة هذا الموسم يمكن أن يعزى إلى سببين رئيسيين: المدرب تشافي ولاعبي خط دفاعه، بحسب "تريبونا".

ويقول "تريبونا"

مدافعو برشلونة يفقدون جودتهم

في الموسم الماضي، كان دفاع برشلونة قوياً لدرجة أن تسجيل مهاجمي الفريق لهدف وحيد كان كافياً عادة لضمان الفوز، فقد فاز برشلونة بثماني مباريات أو أكثر بنتيجة 1-0. لكن في الموسم الحالي، فشل الفريق في الفوز في سبع مباريات مع أنه سجل في كل واحدة منها هدفين أو أكثر، مثل مباراة غرناطة.

وأضعف لاعبي برشلونة هذا الموسم هم في الأساس المدافعون مثل جول كوندي ورونالد أراوخو وأليخاندرو بالدي. "لقد أدى ذلك إلى ظهور حراس المرمى بأداء ضعيف بهذا الشكل فتلقت شباك (الألماني) تير شتيغن 18 هدفًا في 18 مباراة، بينما تلقى (الإسباني) إينياكي بينيا 32 هدفًا"، يوضح تريبونا.

مسؤولية المدرب تشافي 

لكن المسؤولية في النهاية تقع على عاتق المدرب، الذي قرر الرحيل نهاية الموسم، فهو لم يجد ببساطة الوصفة التي تجعل دفاعه آمنًا مرة أخرى. وتحدث تشافي نفسه عن مشاكل برشلونة في الدفاع، معترفا بأن الأخطاء "تدمر" أي أمل في الدفاع عن لقب الدوري الإسباني وأن فريقه يعطي الآخرين هدايا كثيرة و"هذا يجعل من الصعب الفوز بأي شيء". وقال تشابي بعد التعادل مع غرناطة، بحسب موقع "90 دقيقة": "علينا تقليل عدد الأخطاء. الأخطاء الدفاعية هي ما يميز الموسم. نستقبل الكثير من الأهداف بسبب أخطاء دفاعية. الأخطاء الدفاعية تجعل الأمور صعبة بالنسبة لنا. كان هذا هو الحال أيضًا مع التعادل في غرناطة في بداية هذا الموسم".

وعندما سئل تشافي عما تغير، أجاب: "هكذا هي الرياضة. تقلبات في الشكل، خسارة لاعبين، لاعبين لم يعد بإمكانهم اللعب معًا... فشل في التركيز. لقد فعلنا الكثير من الأشياء الجيدة للفوز بالكثير من المباريات، لكن هذه الأخطاء في الدفاع هي الفارق بيننا وبين مدريد وجيرونا".

من الواضح أن معظم فرق الدوري الإسباني لديها بالفعل فهم جيد لنادي برشلونة. فغالبًا ما يؤدي وضع برشلونة تحت الضغط واستغلال خط دفاعهم إلى استقبال الأهداف. بالإضافة إلى ذلك، أصبح برشلونة ضعيفًا بشكل غريب في ألعاب الهواء. وهذا ما يفسر سبب تلقي الفريق الكاتالوني للعديد من الأهداف من الرأسيات والركلات الحرة هذا الموسم، بحسب "تريبونا"، الذي يرى أنه كان بإمكان تشافي أن يعيد اكتشاف نفسه من خلال تغيير تشكيلته لمواجهة ضعف الفريق. وقال الموقع: "اللعب بثلاثة مدافعين كان من الممكن أن ينجح بشكل جيد للغاية، لكن الإسباني يتخلى غالبًا عن هذه الفكرة. ربما المدرب الجديد سيحل هذه المشاكل".

ص.ش