كارثة صحية في السودان: الكوليرا تفتك بالسكان وسط حرب طاحنة
١٩ أغسطس ٢٠٢٥
أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأن التفشي غير المسبوق للكوليرا في السودان، أدى إلى وفاة 40 شخصا خلال أسبوع واحد. وتُفاقم الحرب الأهلية الأزمة في البلد، إذ تسبب استمرار انقطاع المياه وشحها وتدهور الرعاية الصحية وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية.
وأبرزت منظمة أطباء بلا حدود في تقرير لها بأن الكوليرا تنتشر بسرعة في إقليم دارفور بالسودان، مما أسفر عن وفاة 40 شخصا خلال الأسبوع الماضي وحده.
وأفادت فرق أطباء بلا حدود بأنها عالجت أكثر من 2300 مريض بالكوليرا خلال الأيام السبعة الماضية. وأبرزت المنظمة أن من أبرز أسباب الانتشار السريع لفيروس الإسهال المُهدد للحياة، هو نقص المياه وتدهور نظام الرعاية الصحية، مما جعل المواطنين عُرضة للخطر وسط حرب أهلية مستمرة في السودان. وأوضحت منظمة أطباء بلا حدود أن النساء والأطفال وكبار السن هم الفئات الأكثر هشاشة.
وقد أدى القتال بين الجيش السوداني وحلفائه وقوات الدعم السريع، إلى مقتل أكثر من 40 ألف شخص، ونزوح ما يصل إلى 12 مليون شخص، إضافة إلى تفشي الأمراض، ومعاناة الكثيرين من المجاعة الوشيكة.
وأوضح حاكم دارفور منى أركو مناوي أن تفشي المرض يتركز بشكل كبير في المناطق الخاضعة لاحتلال قوات الدعم السريع.
وقال مناوي في تصريح لبرنامج السودان الآن الذي يُقدم على DW عربية: "يعيش المصابون بالكوليرا خارج مناطق الخدمات الحكومية، ويعيش معظمهم في المناطق التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع، غير القادرة على تقديم الخدمات هناك".
تضرر أكبر لدى الفئات الهشة
وأُبلغ في السودان عن نحو 00 ألف حالة إصابة بالكوليرا منذ يوليو/ تموز 2024، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، التي تؤكد أن الكوليرا تنتشر في ظل سوء أو انعدام خدمات الصرف الصحي ونقص المياه النظيفة.
وفي هذا السياق قال جاكي مامو، رئيس منظمة "كوليكتيف أورجنس دارفور"، وهي منظمة فرنسية تهدف لرفع الوعي بالأزمة الإنسانية في السودان: "شحّ المياه، وتدمير المراكز الصحية والمستشفيات، والتدهور الكبير في صحة السكان، وتدهور مناعة أغلبهم، كلها عوامل تجعلهم عرضة للإصابة بالكوليرا بشكل أكثر حدة".
ومما تسببت فيه الحرب الأهلية في السودان أيضا، نزوح جماعي للسكان إلى مخيمات مكتظة، حيث يكافحون لتوفير المأوى وأساسيات العيش.
ووفقا لرودريغ أليتانو، عن التحالف من أجل العمل الطبي الدولي (ALIMA)، وهي منظمة طبية غير حكومية، تنتشر الأمراض بسبب قلة النظافة، وصعوبة الحصول على مياه الشرب، والاكتظاظ، حيث يتجمع مئات الآلاف من الناس في مناطق جغرافية ضيقة.
حاجة مُلحّة لتجهيز المستشفيات
في بلدة طويلة، بولاية شمال دارفور السودانية، أفادت منظمة أطباء بلا حدود، بوجود حالة حرجة للغاية من انتشار المرض. فقد فرّ نحو 380 ألف شخص من القتال حول عاصمة الولاية المُحاصرة، الفاشر.
يستمر القتال في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل/ نيسان 2023، مما أدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وقال أليتانو: "يجب علينا تسهيل توفير الضروريات اللازمة لعمل المستشفيات، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وكذلك تسهيل عمل المنظمات الإنسانية في البلاد".
وأفادت اليونيسف أن أكثر من 640 ألف طفل دون سن الخامسة معرضون الآن لخطر الإصابة بالأمراض في شمال دارفور وحدها.
أعدته للعربية: ماجدة بوعزة