كاسيميرو.. "لاعب ليس له بديل في تشكيلة ريال مدريد"
صلاح شرارة
١ يونيو ٢٠١٧
بسرعة كبيرة حقق البرازيلي كاسيميرو مع الريال ألقابا لا يحصل عليها سوى القليلين. إنه لاعب لا يمكن الاستغناء عنه في التشكيلة الحالية لزيدان. وجوده منح كروس ومودريتش الفرصة للتألق. إنه ضمان للتوازن في الريال رغم أخطائه.
إعلان
قبل مباراة فريقه المرتقبة، السبت القادم، أمام ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا أثنى ماسيميليانو أليغرى، مدرب يوفنتوس، على النجم البرازيلي كاسيميرو (25 عاما) لاعب خط وسط الريال. وقال: "بدون كاسيميرو لن تتمكن غرفة الماكينات لدى الريال من العمل". وأضاف المدرب الإيطالي "كاسيميرو لديه موهبة أقل من زملائه لكنه يمنح الفريق التوازن."
يقوم كاسيميرو بمهام لاعب خط الوسط المدافع (لاعب الارتكاز) أو ما يطلق عليه اللاعب "رقم 6"، ويؤكد الألماني الدولي المعتزل كريستوف ميتسلدر، المدافع السابق لدى ريال مدريد، أن الفريق الملكي كان لديه دائما في عصور تفوقه "لاعبون رقم 6 أقوياء كانوا يقومون بمهمة إحداث التوازن في اللعب". والتوازن، الذي يمنحه كاسيميرو للفريق هو السبب في تألق زميليه في خط الوسط توني كروس ولوكا مودريتش، حسب ما كتبت مجلة كيكر الألمانية في عدد اليوم الخميس.
الأمان، الذي يوفره كاسيميرو لزميليه في خط الوسط يجري استغلاله، فكثيرا ما تشجع توني كروس على التقدم نحو مرمى المنافس وتمكن من تسجيل أهداف في المراحل الأخيرة من الليغا في مرمى سيلتا فيغو ومرمى إشبيلية. كما تمكن أيضا من التسجيل في مرمى نابولي في ثمن نهائي أبطال أوروبا. أما مودريتش فيستطيع ممارسة هوايته في المجازفة بمحاورة المنافسين في مساحات متأخرة من خط وسط الريال ومن هناك، البدء في شن الهجمات، "وبدون كاسيميرو لم يكن ذلك ممكنا"، تقول مجلة فوكوس.
اللاعب البرازيلي جاء من ساوباولو عام 2013 لينضم إلى الفريق الرديف بريال مدريد، وتمت إعارته إلى بورتو البرتغالي في موسم 2014/2015 ليجمع الخبرة وتنضج موهبته، وهو ما حدث. فقد عاد في عام 2015 وتم تمديد عقده مع الفريق حتى 2021، ليصبح عصبا مهما للريال من حيث الأداء البدني والجري المستمر في أرجاء الملعب، وكذلك أيضا من حيث التحفيز النفسي لزملائه.
فمثلا قبل حسم لقب الليغا الإسبانية وبعد الفوز على غرناطة 4- صفر قال كاسيميرو إنه وزملاؤه لا ينظرون إلى نتائج برشلونة وإنما يركزون على واجباتهم أنفسهم. وأضاف "عندما نربح المباريات سنخرج فائزين بالموسم ولا يوجد شيء أفضل من أن تكون معتمدا على نفسك أنت (وليس على نتائج غيرك)." كما أوضح اللاعب الشاب "كلنا متحمسون، ولقد أقسمنا أن نكون عائلة."
رغم سنواته القليلة في الريال إلا أنه حقق مع الفريق أبرز البطولات، فيكفيه أنه تمكن هذا الموسم مع زملائه من الفوز بالليغا بعد غياب طويل. كما أنه فاز بدوري أبطال أوروبا مرتين عام 2014، وعام 2016 والآن أمامه الفرصة للفوز باللقب الثالث وهو إنجاز لم يتشرف به سوى لاعبين قليلين.
مباراة غيرت حياته
كانت بدايته مع الفريق الأول للريال في الدوري الإسباني في أبريل/ نيسان 2013 تحت قيادة موروينيو. لكن كاسيميرو لاينسى المدرب كارلو أنشيلوتي، الذي منحه في عام 2014 الفرصة في دوري أبطال أوروبا أمام دورتموند.
فقد أشركه المدرب الإيطالي كاسيميرو في نهاية المباراة أمام دورتموند مكان أنخيل دي ماريا، وكان الفريق الألماني متقدما 2- صفر على ملعبه، واستطاع كاسيميرو أن يساهم في الحفاظ على تلك النتيجة ليصعد الريال إلى نصف النهائي رغم خسارته، فقد كان فائزا في مباراة الذهاب 3- صفر. وواصل الريال مشواره وفاز باللقب على حساب أتليتيكو مدريد.
ويتذكر كاسيميرو مباراة دورتموند ويقول إنها غيرت حياته "آنذاك أظهرت للعالم كله أنه يمكنني أن أساعد الريال. لقد قلت لنفسي عليك ألا تترك تلك الفرصة لتضيع فانتهزت الفرصة."
والآن في ظل قيادة زيدان يبدو كاسيميرو راسخا في مكانه كلاعب وكتبت عنه صحيفة ماركا قائلة إنه "ربما يكون الوحيد في تشكيلة الفريق، الذي لا يوجد له بديل". إنه مفعم بروح الفريق والتضحية وقوة التلاحم، مثلما كان اللاعب السابق كلود ماكيليلى.
بيد أن لحماسته ومحاولاته استخلاص الكرات من المنافسين له جانبا سلبيا، ألا وهو تلقي الإنذارات بل والطرد مثلما حدث في مباراة بايرن ميونيخ، وبالتالي ربما الإضرار بالفريق. ويقول عنه المدرب الفرنسي "لا أريد أن أغيره فهو ببساطة يلعب بإتقان تام."
في صور- أندية ألمانية ومواجهات لاتُنسى مع ريال مدريد
من جديد يواجه بايرن ميونيخ فريق ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا. وسبق أن واجهت أندية ألمانية عديدة البطل التاريخي لأوروبا. ودخلت بعض المقابلات سجل التاريخ، وغالبيتها كانت تزخر بالأهداف، وجميعها كانت بنكهة خاصة.
صورة من: AP
سقوط مرمى مدريد
في الأول من أبريل/ نيسان 1998 وقبل انطلاق صافرة مقابلة الذهاب في نصف نهائي البطولة الأوروبية بين ريال مدريد وبروسيا دورتموند، تسلق مشجعون إسبان السياج وأسقطوه مع المرمى المثبت به. واستمر الوقت طويلا إلى حين استبدال المرمى. وانطلقت المباراة بعد تأخير دام 76 دقيقة، وانهزم دورتموند حينها باثنين لصفر.
صورة من: picture-alliance/dpa
ليفاندوفسكي يسجل أربعة أهداف
في نصف نهائي نسخة 2012/2013 تحسن المستوى الكروي بالنسبة لبروسيا دورتموند، فتوالت الأهداف على ملعبة. وبأربعة أهداف هزم دورتموند "الملكيين" في مقابلة الذهاب في أبريل/ نيسان 2013. وفي كل مرة كان الهداف هو روبرت ليفاندوفسكي. وفي مقابلة الإياب انتصر ريال بهدفين لصفر، لكن دورتموند تأهل لمقابلة بايرن ميونيخ في النهائي.
صورة من: Reuters
شفاينشتايغر يحتفظ بأعصاب هادئة
مواجهات ساخنة جمعت بين بايرن والريال: في 2012 انتقل الفريقان في نصف النهائي إلى لعب ركلات الترجيح. وبعدما رفضت الكرة دخول الشباك في خمس من بين الركلات الثماني الأولى، أحرز قائد فريق بايرن شفايشتايغر الركلة الحاسمة ليفوز البافاري 3-1 ويصعد إلى النهائي، الذي خسره بعد بضعة أسابيع أمام تشيلسي بضربات الترجيح أيضا.
صورة من: AP
أنيلكا في تألق انفرادي
هزيمة مريرة سُجلت قبل اثني عشر عاما كذلك في النصف النهائي: البافاريون أرادوا بعد الهزيمة في المباراة النهائية أمام مانشستر يونايتد في الموسم السابق، الظفر بلقب البطولة. لكن ريال وضع حدا لهذه الأحلام بشخص الفرنسي نيكولا أنيلكا، الذي كان هدفه حاسما في مقابلة الإياب التي انتهت بهدفين لواحد لصالح الإسبان.
صورة من: Getty Images/AFP/Ch. Simon
انتقام ينس جرميس
إلى جانب أنيلكا في مايو 2000 سُجل اسم ينس جرميس في قائمة الهدافين. لاعب الوسط أخطأ بتسديد هدف في مرمى فريقه. وبعد سنة نجده ينتقم: في نصف النهائي قابل بايرن الريال. وفي مقابلة الإياب سجل جرميس الهدف الحاسم في المقابلة التي انتهت بهدفين مقابل واحد. البافاريون يصلون إلى النهائي ويفوزون بالبطولة الأوروبية على حساب فالنسيا الإسباني.
صورة من: Getty Images/Bongarts/S. Behne
مواجهة بارزة في ملعب بيرنابيو
مقابلة لا تُنسى جمعت بين بايرن وريال مدريد في عام 1987. كلاوس أوغنتالر يسجل هدفا في شباكه خطأ، ويغادر الملعب مبكرا بعد تلقيه البطاقة الحمراء. كما تطايرت أشياء أخرى، بينها قضيب حديدي ومطواة كادت أن تصيب حارس مرمى بايرن جان ماري بفاف. بايرن خسر المقابلة بصفر لواحد، لكنه تأهل بعد ذلك بفضل الفوز، الذي حققه في الذهاب بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.
صورة من: picture-alliance/dpa
الهداف مولر يتلقى لكمات
اللاعب غيرد مولر يحسم ميزان القوة في الكأس الأوروبية لصالح البافاريين. في 1976 سجل في مقابلة الإياب في نصف النهائي هدفي النصر. وكأنه يرد بذلك على ما وقع ضده في مباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل 1-1، حيث اقتحم مشجع للريال الملعب ووجه لكمات له وللحكم أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa
تسديدة زيدان
الجميع كان يترقب صافرة الاستراحة في نهائي البطولة الأوروبية عام 2002 بين مدريد وليفركوزن. إلا أن زين الدين زيدان تلقى كرة في منطقة العمليات ليسددها في الشباك ويحرز هدف الانتصار. وحاول لاعبو ليفركوزن بعد الاستراحة تدارك الموقف لكن النتيجة انتهت 2-1 للريال. ليحل ليفركوزن ثانيا أوروبيا مثلما فعل في الدوري والكأس الألمانيين.
صورة من: picture-alliance/dpa
نظرة من زاوية خاصة
فريق مونشنغلادباخ مر تقريبا فقط بتجارب مريرة مع ريال. في مارس 1976 واجه غلادباخ الفريق الملكي في ربع نهائي الأندية أبطال الدوري. وبعد تعادل بهدفين لمثلهما في الذهاب بألمانيا، لعب حكم مقابلة الإياب، الهولندي ليو فان دير كروفت، دورا حاسما. حيث إنه لم يحتسب هدفين صحيحين لمونشنغلادباخ وانتهت المقابلة بالتعادل بهدف لمثله، ليخرج غلادباخ من السباق.
صورة من: Imago/S. Simon
الفوز بخمسة أهداف ليس كافيا
بوروسيا مونشنغلادباخ نجح في إحراز خمسة أهداف مقابل واحد في ذهاب ثمن النهائي بكأس الاتحاد الأوروبي 1985. لكن الأمل بتحقيق مفاجأة اندثر بالنسبة إلى المدرب يوب هاينكس وفريقه في ملعب بيرنابيو، حيث سجل "الملكيون" أربعة أهداف لصفر وتأهلوا في آخر المطاف إلى النهائي.
صورة من: picture-alliance/EFE/EFE
حمل ثقيل
وفي النهائي قابل ريال فريقا من الدوري الألماني، إنه فريق كولونيا، الذي سيطر على مجريات لقاء الإياب أمام جمهوره وانتصر بهدفين لصفر. لكن الوقت كان متأخرا للحلم جديا بأول لقب أوروبي. حيث إن كولونيا خسر مباراة الذهاب بـ1-5 بعدما كان متقدما بهدف لصفر. وبهذا يبقى الفوز في مقابلة الإياب مجرد عملية تجميل.
صورة من: picture-alliance/dpa
مهرجان أهداف في كايزرسلاوترن
بعد هزيمة في الذهاب بثلاثة لواحد في مدريد، الوضع لم يكن إيجابيا بالنسبة إلى كايزرسلاوترن في ربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 1982. لكن في مقابلة الإياب تمكن اللاعب فريدهيلم فونكل من تسجيل هدفين في الشوط الأول. وبعد فترة الاستراحة استمر مهرجان الأهداف ليفوز كايزرسلاوترن في النهاية بخمسة أهداف لصفر، ويعود كاماتشو وشتيليكه وزملاؤهم إلى مدريد يملأهم الخجل.
صورة من: picture-alliance/Jörg Schmitt
فارق كبير في الأداء
أينتراخت فرانكفورت لم تكن أمامه أية فرصة في 1960 في نهائي كأس أوروبا للأندية البطلة. فريق فرانكفورت سجل فعلا أمام 128 ألف متفرج ثلاثة أهداف، لكن ريال سجل سبعة. لم يكن هناك فريق ألماني في نفس مستوى الفريق الإسباني. والمقابلة تُعد إلى يومنا هذا إحدى أجمل المقابلات في تاريخ الكرة. الكاتب: أندرياس شتن-زيمونس/ م.أ.م