"كاف" يرفض معاقبة المغرب لعدم حضور بطولة المحليين بالجزائر
٤ مارس ٢٠٢٣
رغم أنه حامل لقب النسختين اللتين سبقتا إقامة البطولة بالجزائر، غاب منتخب المغرب عن بطولة كأس أمم أفريقيا للمحليين بالجزائر، ليطالب الاتحاد الجزائري لكرة القدم بالتعويض. لكن لجنة الانضباط بـ"كاف". رفضت هذا الآن.
إعلان
عقدت لجنة الانضباط بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) اجتماعاً لمناقشة ملف أزمة بطولة كأس الأمم الأفريقية للمحليين، والتي أقيمت في الجزائر في كانون الثاني / يناير الماضي.
وقال "كاف" عبر موقعه الرسمي اليوم السبت (4 مارس/ آذار 2023)، إن لجنة الانضباط ناقشت ملف عدم حضور منتخب المغرب إلى الجزائر لمباريات المجموعة المقررة والبيان الذي أدلى به في حفل افتتاح البطولة. وأضاف: "بعد المداولات وفحص الأدلة بما في ذلك عدد من المراسلات بين الجزائر والمغرب والكاف، خلصت لجنة الانضباط إلى أن الاتحاد الملكي المغربي لم يكن قادرًا على السفر والمشاركة في بطولة أمم أفريقيا للمحليين بسبب ظروف خارجة عن إرادته تمامًا، وبالتالي لا توجد عقوبة على الإطلاق".
وأوضح: "في ضوء النتيجة المذكورة أعلاه، رفض مجلس التأديب مطالبة الاتحاد الجزائري لكرة القدم بالتعويض". وتابع: "في أعقاب البيان الذي تم الإدلاء به في حفل افتتاح بطولة أمم أفريقيا للمحليين، أحال كاف الأمر إلى المجلس التأديبي لمزيد من التحقيق". وقال: "بعد دراسة مستفيضة لجميع العناصر والأدلة المتاحة، رأى مجلس التأديب أنه لا ينبغي أن يجد المسؤولية بالنيابة عن الاتحاد الجزائري لكرة القدم وأن أحكام المسؤولية الصارمة لم يكن من الممكن توقعها ولا ينبغي أن تنطبق على البيان الذي أدلى به شيف زولي مانديلا، وهو حفيد الزعيم الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا في حفل افتتاح البطولة". وأضاف:" أصدرت لجنة الانضباط قرارا لكل الاتحادات المحلية، لتكون على دراية بأن أحكام المسؤولية بالإنابة والمسؤولية الصارمة قد يتم تطبيقها في المستقبل نتيجة لأي بيانات سياسية أو غيرها من البيانات أو الحدث الذي قد يقوم به طرف ثالث".
يذكر أن حفيد مانديلا كان قد ألقى خلال افتتاح البطولة (13/1/2023) في ملعب يحمل اسم جده في الجزائر خطابا تحدث فيه عن نزاع الصحراء الغربية وقال "دعونا لا ننسى آخر مستعمرة في أفريقيا الصحراء الغربية، لنقاتل من أجل تحريرها".
ونزاع الصحراء الغربية يسمم العلاقات بين الجزائر والمغرب منذ عقود، وقد غاب منتخب "أسود الأطلس" عن نسخة البطولة بالجزائر، رغم أنه حامل لقب النسختين السابقتين عام 2018 على أرضه و2020 في الكاميرون.
خ.س/ ص.ش (د ب أ، أ ف ب)
العلاقات المغربية الجزائرية.. محطات بين التلاحم والعداء
قطع الجزائر علاقتها الدبلوماسية مع المغرب هو أحدث تطور لعقود من التوتر والأزمات، حيث تحولت العلاقة بين البلدين من الدعم والمساندة إلى القطيعة والعداء بسبب ملف الصحراء الغربية الشائك وتراشق الاتهامات بدعم الانفصاليين.
صورة من: daniel0Z/Zoonar/picture alliance
المغرب يدعم الثورة الجزائرية
عند اندلاع ثورة التحرير الجزائرية في نوفمبر 1954 سارع ملك المغرب محمد الخامس آنذاك إلى دعم حركة المقاومة، وبادر على مدار سنوات إلى استضافة قادة الثورة، مؤكدا على أن تحرر الجزائر هي قضية مركزية للدول المغاربية. وفي ظل تعاطف شعبي كبير، تمّ جمع التبرعات وفُتحت الحدود أمام الثوار الجزائريين، ما ساهم في رفد الثورة الجزائرية بالمال والسلاح.
صورة من: dpa
حرب الرمال
صفو العلاقات تكدر في العام 1963، حين اندلعت "حرب الرمال" بين البلدين الجارين بسبب مجموعة حوادث حدودية. وكان ذلك بعد عام على استقلال الجزائر لتستمر "حرب الرمال" عدة أيام تاركة شرخاً حقيقيا في العلاقات.
صورة من: picture-alliance/dpa/UPI
المسيرة الخضراء ساهمت في توتر العلاقة
عبر "المسيرة الخضراء" في 1975 والتي شارك فيها 350 ألف مغربي، بسط المغرب سيطرته على الصحراء الغربية. وفي آذار/ مارس 1976 قطع علاقاته الدبلوماسية مع الجزائر بعد اعترافها بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية" التي أعلنتها جبهة بوليساريو.
صورة من: picture-alliance/dpa/DB UPI
تحسن في العلاقات
في 26 شباط/فبراير 1983 التقى الملك الحسن الثاني مع الرئيس الشاذلي بن جديد على الحدود الجزائرية المغربية. ساهم هذا اللقاء في عودة حرية التنقل بين البلدين، كما أُعلن عن ذلك في أبريل/ نيسان من العام ذاته. ثم في أيار/مايو تمّ الاتفاق على السماح تدريجيا بتنقل الأشخاص وبحرية نقل السلع بين البلدين وفتح الخطوط الجوية وسكك الحديد.
صورة من: picture-alliance/dpa
فرض تأشيرة واغلاق الحدود
في 16 آب/أغسطس 1994 استنكرت الرباط تصريحات الرئيس الجزائري اليمين زروال التي اعتبر فيها أن الصحراء الغربية "بلد محتل". وفي 26 آب/ أغسطس فرض المغرب التأشيرة على جارته الشرقية عقب هجوم استهدف فندقا في مراكش قُتل فيه سائحان إسبانيان على يد إسلاميين متطرفين. واتّهم المغرب قوات الأمن الجزائرية بالضلوع في الهجوم، فيما أغلقت الجزائر حدودها مع المغرب.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Senna
تقارب وجفاء
في 25 تموز/يوليو 1999 شارك الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في مراسم جنازة الملك الراحل الحسن الثاني في الرباط. لكن بداية التقارب سرعان ما نسفته مجزرة أوقعت 29 قتيلا في جنوب غرب الجزائر، اتّهم بوتفليقة على خلفيتها المغرب بتسهيل تسلل إسلاميين مسلّحين إلى بلاده.
صورة من: AP
عودة اللقاءات
لقاءات بين الرئيس بوتفليقة والعاهل المغربي محمد السادس، أسهمت في "كسر الجليد" قليلاً. ففي تموز/يوليو 2011 أعلن ملك المغرب تأييده لإعادة فتح الحدود البرية ولتطبيع العلاقات. وهو ما ردّ عليه الراحل عبد العزيز بوتفليقة معرباً عن "عزمه إعادة تعزيز العلاقات لما فيه مصلحة البلدين".
صورة من: Getty Images/AFP/E. Feferberg, F. Senna
دعوة لفتح صفحة جديدة
في كانون الأول/ديسمبر 2019 دعا الملك محمد السادس إلى فتح "صفحة جديدة" في رسالة تهنئة إلى الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون.
صورة من: Niviere David/ABACAPRESS/picture alliance
ملف الصحراء الشائك يتجدد
في كانون الأول/ديسمبر 2020 نددت الجزائر بـ"مناورات أجنبية" تهدف إلى زعزعة استقرارها متّهمة بذلك إسرائيل التي كانت قد وقعت مع المغرب "معاهدة تطبيع"، ضمن اتفاق ثلاثي أفضى أيضا إلى اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. وفي 18 تموز/يوليو 2021 استدعت الجزائر سفيرها لدى المغرب "للتشاور".
"اعادة النظر" بالعلاقات بين البلدين
في 31 تموز/يوليو الماضي، في خطابه بمناسبة اعتلاءه على العرش، أعرب ملك المغرب عن "أسفه للتوترات بين البلدين" ودعا إلى إعادة فتح الحدود البرية. لكن الجزائر قررت في 18 آب/ أغسطس "إعادة النظر" في علاقاتها مع المغرب الذي اتّهمته بالتورّط في الحرائق الضخمة التي اجتاحت البلاد.
صورة من: Billel Bensalem/App/dpa/picture alliance
قطع العلاقات
في 24 آب/ أغسطس أعلن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بسبب "الأعمال العدائية" للمملكة ضد الجزائر "منذ استقلالها"، إلى غاية "استخدام برنامج بيغاسوس للتجسس على مسؤولين جزائريين ودعم حركة انفصالية" على حدّ قوله.
صورة من: Fateh Guidoum/AP/picture alliance
أسف مغربي لقطع العلاقات
وفي ردّ فعل رسمي، أعربت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج عن أسفها "للقرار الأحادي" الذي اتخذته الجزائر، معتبرة إياه قراراً "غير مبرر"، لكنه "متوقعا بالنظر إلى منطق التصعيد الذي تم رصده خلال الأسابيع الأخيرة"، كما جاء في بيان الوزراة المغربية. (اعداد: علاء جمعة)