1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كالاس خليفة بوريل المحتملة .. كيف سيكون موقفها تجاه إسرائيل؟

١٣ سبتمبر ٢٠٢٤

كالاس رئيسة حكومة أستونيا السابقة مرشحة لشغل منصب رئيس دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي. إسرائيل ترحب لاستيائها من انتقادات سلفها جوزيب بوريل، ونواب أوروبيون يشعرون بالقلق لأنها لم تعطِ أولوية كافية للوضع الإنساني في غزة.

كايا كالاس رئيسة حكومة أستونيا السابقة (14.12.2023)
كايا كالاس رئيسة حكومة أستونيا السابقة، والمرشحة لتولي منصب الممثل الأعلى لشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي.صورة من: Johanna Geron/REUTERS

صدى ترشيح رئيسة وزراء إستونيا السابقة كايا كالاس لمنصب كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي جاء إيجابيا وعلى نطاق واسع، وإسرائيل تعرب عن ارتياحها. وسلطت صحف إسرائيلية الضوء على استياء البلاد من سلفها جوزيب بوريل، الذي وُصف بأنه "ناقد صريح"، وأشادت بكالاس واعتبرتها "تحسنًا"، من وجهة نظر إسرائيلية.

يقول دانييل شفامنتال، مدير معهد " AJC عبر الأطلسي"، المكتب الذي يتبع اللجنة اليهودية الأمريكية في بروكسل، إن الإسرائيليين شعروا أن بوريل كان غير عادل في انتقاده لبلادهم. ويوضح: "يرى الإسرائيليون أنه معادٍ لإسرائيل وبالتالي غير مناسب للقيام بدور الوساطة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني". وأضاف في لقاء مع DW أنه، حسب تقديره، "يمكن للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل أن تتحسن فقط تحت القيادة الجديدة".

 انتقاد بوريل للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، منذ الهجوم الإرهابي لحركة  حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، أدى إلى تباين موقفه مع إسرائيل وعكس انقساما في الاتحاد الأوروبي بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. يُعتقد أن النمسا وألمانيا والمجر وجمهورية التشيك أكثر تأييدًا لإسرائيل، بينما أيرلندا وبلجيكا وإسبانيا، موطن بوريل، أكثر انتقادًا.

ويعتقد لوكاس ماندل، عضو البرلمان الأوروبي من النمسا والمتحدث باسم مجموعة حزب الشعب الأوروبي البرلمانية، لـ DW أن بوريل كان "أحادي الجانب وأيديولوجيا" بشأن إسرائيل. وأعرب عن أمله في أن تكون كالاس "أفضل من سابقها".

كالاس مع رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين صورة من: Geert Vanden Wijngaert/AP/dpa/picture alliance

"نهج كالاس المتوازن"

وفقًا  لمشرعين في الاتحاد الأوروبي ، والخبراء الإستونيين، وأحد المطلعين الإسرائيليين، الذين تحدثوا مع DW فإن من المتوقع أن تتبنى كالاس نهجا متوازنا وتتبع توجيهات الدول الأعضاء بدلاً من محاولة تبني وجهة نظر سياسية خاصة.

يشار إلى أن  الاتحاد الأوروبي  يدعم حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كما حددته اتفاقيات أوسلو. وفي كانون الثاني/ يناير، أعاد وزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي التأكيد على هذا الموقف بالإجماع.

ميريلي أرغاكاس، خبيرة الشرق الأوسط وباحثة في المركز الدولي للدفاع والأمن (ICDS) ، وهو مركز دراسات إستوني قالت: "الأمر الجيد هو أن لا إستونيا ولا كالاس لديهما موقف قوي جدًا بشأن القضايا غير المتعلقة بروسيا، وهذا يعني أنها يمكن أن تشارك من موقف محايد إلى حد ما".  ومع ذلك، يعتقدون أنها ستدافع عن احترام القانون الدولي في الشرق الأوسط تماما كما  تفعل في أوروبا وتتهم روسيا بانتهاكه .

ويأمل الإسرائيليون أن تكون حليفا ضد  إيران، التي تدعم الجماعات العسكرية الإسلامية في المنطقة، بما في ذلك حماس، وتواجه اتهامات بأنها زودت روسيا بالصواريخ، بحسب ما نقلته مصادر صحفية غربية، مهددة الأمن الأوكراني، وبالتالي الأمن الأوروبي، رغم أن إيران تنفي ذلك.

كالاس أعربت عن دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وأدانت حماس، التي يصنفها الاتحاد الأوروبي وألمانيا والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. كما دعمت كالاس حل الدولتين ودعت إلى وقف إطلاق النار.

وحين كانت في منصبها كرئيسة وزراء إستونيا وعلى وشك التقدم في هرمية الاتحاد الأوروبي، زادت حكومتها من تمويل المساعدات الإنسانية إلى غزة. وعلى الرغم من أن إستونيا لا تعترف بدولة فلسطينية، فقد دعمت البلاد، تحت قيادة كالاس، قرارا للأمم المتحدة لترقية وضعية المراقب للأراضي الفلسطينية إلى عضوية كاملة.

توافق في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟

النائبة السويدية إيفين إنسير، عضو البرلمان الأوروبي من مجموعة الاشتراكيين والديمقراطيين (S&D)، أعربت عن قلقها من أن كالاس لم تعطِ أولوية كافية للوضع الإنساني في غزة ولم يسمع صوتها بشكل عالٍ كما كانت تأمل مجموعة  S&D.

وقالت إنسير لـ DW: "نريد شخصًا صريحًا مثل بوريل، وسنبحث عن تأكيدات خلال جلسة الاستماع"، مشيرة إلى جلسة الاستماع لتأكيد المفوضين الأوروبيين التي لم تُعقد بعد في البرلمان الأوروبي.

كان بوريل قد دعا الاتحاد الأوروبي  لبذل جهود مضاعفة لتحقيق حل الدولتين. وفي وقت سابق من هذا العام، استضاف كل من وزير خارجية إسرائيل ووزير الخارجية في السلطة الفلسطينية لتعزيز هذا الهدف، كما أدان عدد القتلى في غزة معتبرا ذلك "حمّام دم"، وهدد بفرض عقوبات على الوزراء الإسرائيليين ودعم طلب المحكمة الجنائية الدولية (ICC) لإصدار أوامر اعتقال بحق رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ومسؤولين من حماس.

وتؤكد إنسير بالقول: "أكثر من 40 ألف شخص قد لقوا حتفهم في غزة". وأضافت: "ستدفع مجموعتي وأنا نحو سياسة إنسانية قائمة على قيم الاتحاد الأوروبي بشأن إسرائيل وفلسطين". 

وأشار آخرون إلى أن دعم كالاس لحل الدولتين جاء في وقت غير مناسب. وقال ماندل، عضو البرلمان الأوروبي النمساوي: "من غير المجدي الحديث فقط عن حل الدولتين دون توفر الظروف المناسبة".

وفي المقابل، أعرب ميكا آلتولا، عضو البرلمان الأوروبي الفنلندي من حزب الشعب الأوروبي، أكبر مجموعة برلمانية في الاتحاد الأوروبي، عن إيمانه القوي بقدرة كالاس على تحقيق التوافق. وقال آلتولا لـDW: "حسب ما أفهم عن كالاس، فهي قادرة على بناء التوافق، وهي براغماتية". 

كالاس لمواجهة تهمة "المعايير المزدوجة" مع التركيز على أوكرانيا

كريستي رايك، نائبة مدير مركز ICDS، قالت لـDW إن كالاس "من المحتمل أن تحاول معالجة الانتقادات حول مزاعم المعايير المزدوجة للاتحاد الأوروبي"، في إشارة إلى الرأي القائل بأن الاتحاد الأوروبي يلتزم بالقانون الدولي ضد الأعداء ولكن ليس ضد الحلفاء.

وكانت كالاس قد قالت في تشرين الثاني/ نوفمبر إن إسرائيل "تستحق تماما الدفاع عن نفسها. ولكن يجب أن تفعل ذلك بطريقة تحافظ على الأرواح البريئة وتلتزم بمعايير القانون الدولي". وأضافت: "إثارة أزمة في المنطقة لا تفيد أحدا سوى أولئك الذين يهتمون بتحويل انتباهنا عن قضايا أخرى وتقويض وحدتنا"، مشيرة إلى أن روسيا قد تستفيد إذا تحول الاهتمام العالمي من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط.

ويأمل الإسرائيليون في الاستفادة من تركيز كالاس على  أوكرانيا، إذا قررت مراجعة سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه إيران. وقال منخرط بلوبي إسرائيلي مؤثر لـ DW بشرط عدم الكشف عن هويته إن كالاس قد تكون في وضع أفضل لرؤية التهديد الإيراني. وأضاف: "هناك تلاق محتمل، أو سبب مشترك بشأن إيران لأنها تزود  روسيا بالصواريخ والطائرات المسيرة وتهدد الأمن الأوروبي".

وبغض النظر عن السياسة التي ستعتمدها كالاس تجاه إسرائيل في النهاية، فلا شك، لدى أي طرف من الأطراف المعنية في الجدل الإسرائيلي – الفلسطيني في الاتحاد الأوروبي، بأن سياستها ستتأثر بمن يفوز في الانتخابات  الرئاسية في الولايات المتحدة.

أعده للعربية: عباس الخشالي

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW