"كالينينغراد" الروسية.. بوابة جديدة للمهاجرين نحو أوروبا؟
٢ يناير ٢٠٢٣
مع تصاعد التوتر بسبب الحرب في أوكرانيا تخشى بولندا من استخدام روسيا ورقة جيب "كالينينغراد" الواقع في قلب القارة الأوروبية لتسهيل عبور المهاجرين نحو أوروبا. فهل يمكن أن يصبح هذا الجيب الروسي بوابة عبور جديدة للمهاجرين؟
إعلان
"كالينينغراد" الروسية.. بوابة جديدة للمهاجرين نحو أوروبا؟
جيب "كالينينغراد الروسي" هو مقاطعة إدارية تابعة لروسيا تقع في القارة الأوروبية لا تربطه أي حدود برية بها، وتحده من الشمال والشرق ليتوانيا ويطل على بحر البلطيق من الغرب ومن الجنوب بولندا. وتعتبر كالينينغراد من المناطق المهمة لروسيا عسكريا وجغرافيا وسياسيا.
سياسة "الأجواء المفتوحة"
في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أعلنت روسيا عن فتح مطار كالينينغراد أمام شركات الطيران الأجنبية كجزء من سياسة "الأجواء المفتوحة". لكن هذا القرار أثار مخاوف السلطات في بولندا ورأت أن موسكو تسعى لاستخدام جيبها الاستراتيجي لتسهيل مرور المهاجرين من آسيا وأفريقيا إلى الاتحاد الأوروبي. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الحالي، ردت وارسو على هذا الإعلان الروسي ببناء جدار يزيد ارتفاعه عن مترين على طول حدودها مع روسيا في كالينينغراد بهدف تأمين المنطقة، و أوضح وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك عندما أعلن عن بناء هذا السياج الحدودي الجديد قائلا "نريد أن نجعل هذه الحدود مانعة لتدفق جديد".
طريق كالينينغراد
وفقا للسلطات البولندية، لم يكن هناك أي عبورغير قانوني لمهاجرين بشكل مباشر عبر كالينينغراد في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. لكن التحقيق الذي أجراه صحافيين يعملون في الإذاعة العامة الألمانية "SWR" كشف أن المهربين ساعدوا مهاجرين من الشرق الأوسط في الحصول على تأشيرات روسية حتى يتمكنوا من الوصول إلى هذه الأراضي الروسية الصغيرة.
إضافة إلى ذلك، أكدت وزارة الخارجية الألمانية إلى "SWR" أن مهاجرين قادمين من روسيا مازالوا يواصلون عبور بيلاروسيا في محاولتهم لدخول الاتحاد الأوروبي قائلة "منذ عدة أشهر، لاحظت الحكومة الألمانية وشركاؤها في الاتحاد الأوروبي زيادة في حركات الهجرة غير الشرعية عبر روسيا. وأبلغت لاتفيا وليتوانيا وبولندا عن حالات لأشخاص دخلوا بيلاروسيا بشكل غير قانوني مع تأشيرات روسية في جوازات سفرهم".
طريق محفوف بالمخاطر
منذ العام الماضي، أدى عبور مهاجرين بيلاروسيا لدخول الاتحاد الأوروبي إلى مقتل 21 شخصا على الأقل، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الحواجز الفولاذية والأسلاك الشائكة التي أقامها جيران بيلاروسيا الأوروبيون على طول حدودهم تؤدي بانتظام إلى حدوث إصابات خطيرة.
هذا ما أكدته الطبيبة بولينا بوفنيك التي تعتني بالمهاجرين في تلك المنطقة الحدودية بين بيلاروسيا وبولندا والتي تحدثت لصحفي أجرى تحقيقا عن مخاطر عبور الحدود، حيث قالت إنه ومنذ بناء الجدار على الحدود البولندية، "شاهدت المزيد والمزيد من كسور في الساقين وإصابات في الرأس. كما يبدو أن العديد من المهاجرين الذين عبروا من بيلاروسيا قد عانوا من العنف". كما تحدثت عن حالات لأشخاص يعانون من سوء التغذية وآخرين يعانون من انخفاض حرارة الجسم في فصل الشتاء.
ووفقا للتحقيق الذي قامت به الإذاعة الألمانية SWR، فإن المهربين يقومون بطمأنة المهاجرين في شمال العراق، ويقولون لهم من أن تذكرة الذهاب إلى أوروبا عبر روسيا ستكلفهم 2500 دولار فقط. وقال أحد المهربين للإذاعة الألمانية: "إذا كانت أوراقك موجودة، فسوف يستغرق الأمر 10 أيام للذهاب من موسكو إلى ألمانيا". وقال إن الطريق عبر كالينينغراد أغلى، حوالي 14.500 دولار، لتغطية تكلفة الرشاوى المدفوعة للسلطات الروسية.
"إنهم لا يخبروننا بالحقيقة"
كما تمكن الصحافيون في الإذاعة الألمانية العاملون في التحقيق ذاته، من التحدث إلى مهاجر سوري يدعى آراس (اسم مستعار)، فر من شمال العراق إلى أوروبا عبر موسكو وبيلاروسيا. بحسب آراس، كان المهربون قد وعدوه برحلة سلسة، لكنه الآن عالق في مينسك العاصمة البيلاروسية. ويقول "لا نعرف ماذا نفعل، إنهم لا يخبروننا بالحقيقة. قالوا لنا أن نمشي لمدة ساعتين. في النهاية، مشينا لمدة 20 ساعة".
وفقا للتحقيق الذي نشرته الإذاعة الألمانية، فإن المهربين يقدمون أسعارا مخفضة للمهاجرين الذين يجندون المزيد من "العملاء"، حيث يقدمون حوافز للأشخاص الراغبين باللجوء عن طريقهم، وبحسب التحقيق أيضا يشير مصدر مجهول إلى مقاطع فيديو للمهاجرين الذين تمكنوا من الوصول إلى وجهتهم، والتي يتم تداولها على طريق تطبيق تيلغرام. وبحسب وزارة الخارجية الألمانية فإنها لاحظت وجود إعلانات على الشبكات الخاصة بالطريق إلى أوروبا عبر روسيا وبيلاروسيا.
ويعتقد كاي أولاف لانغ، خبير أوروبا الشرقية في المؤسسة الألمانية للعلوم والسياسة متحدثا لـSWR، أن روسيا تصدر تأشيرات لمهاجرين من الشرق الأوسط للضغط على دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. ويقول الخبير "والآن نرى أن كالينينغراد يمكن أن تكون شوكة في خاصرة الناتو". ويضيف "أعتقد أن النية الأساسية لموسكو هي زعزعة الاستقرار في هذه البلدان".
ماجدة محفوض
مآسي المتوسط.. مقبرة الأحلام والهاربين بحثاً عن الحياة
يعرّف البحر الأبيض المتوسط بمقبرة الأحلام، حيث ابتلع المتوسط المئات من المهاجرين الحالمين بالوصول إلى شواطئ أوروبا عبر قوارب الموت. معرض صور يوثق لأكثر حوادث الغرق مأساوية منذ حادثة لامبيدوزا عام 2013.
صورة من: picture-alliance/dpa
في 21 شباط/ فبراير 2017 عُثر على 74 جثة لمهاجرين جُرفت إلى الشواطئ الليبية شمالي غربي مدينة الزاوية، حيث لقوا حتفهم بعد غرق المركب الذي كانوا يحاولون العبور به إلى أوروبا. وظهر صف طويل من أكياس الجثامين البيضاء والسوداء على الشاطئ، في صور نشرها فرع الزاوية للهلال الأحمر الليبي على صفحته على فيسبوك.
صورة من: picture alliance/AP Photo/IFRC/M. Karima
اعتبر في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 حوالي 100 شخصا في عداد المفقودين بعد يوم من غرق قارب يحمل مهاجرين غير شرعيين قبالة السواحل الليبية، وفي 11 تشرين الثاني/ نوفمبر أعلنت مجموعات إنسانية دولية ما يقارب 250 شخصاً في عداد المفقودين ويخشى أنهم ماتوا غرقاً وذلك إثر تحطم سفينة جديدة في المتوسط. وفي 17 تشرين الثاني/نوفمبر وخلال حوالي 48 ساعة تحطمت أربع سفن ما أدى لغرق 340 مهاجراً.
صورة من: Reuters/Marina Militare
تم العثور على جثث 26 مهاجراً قبالة السواحل الليبية في الثالث والعشرين من شهر حزيران/يوليو 2016، وفي 21 أيلول/سبتمبر من العام نفسه انقلب قارب يحمل مئات المهاجرين قبالة مدينة رشيد الساحلية المصرية، حيث بلغ عدد القتلى 164 شخصاً وهم عدد الذين تمكنت فرق الإنقاذ من انتشالهم خلال الأيام التالية.
صورة من: Getty Images/AFP/M. El Shahed
كانون الثاني/يناير 2016 شهد غرق أكثر من 30 مهاجراً في حادثتي انقلاب زورقين بشكل منفصل، وفي 26 أيار/مايو تم فقدان 20-30 شخص يعتقد أنهم لقوا حتفهم غرقاً قرب السواحل الليبية، وفي 31 أيار/مايو تم العثور على حطام إحدى السفن التي تقل مهاجرين وسط المتوسط بين شمال أفريقيا وإيطاليا، والتي تعود لأحد السفن الثلاثة التي تحطمت وأودت بحياة حوالي 1000 مهاجر، خلال أسبوع تقريباً.
صورة من: AP
العاشر من حزيران/يوليو 2015 شهد غرق أكثر من 20 مهاجراً بعد أن انقلب قاربهم وتحطم أثناء توجهه من تركيا إلى اليونان. وفي 14 من الشهر نفسه تم العثور على ما يقارب 100 جثة لمهاجرين قرب سواحل مدينة تاجوراء الليبية، بحسب وسائل الإعلام. في السادس والعشرين من آب/أغسطس تم العثور على جثث 50 مهاجرا قبالة سواحل ليبيا، في حادثتين منفصلتين، وفقا لتقارير مجموعة تعنى بشؤون المهاجرين مقرها جزيرة مالطة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Solaro
شهر أيار/مايو 2015 شهد إعلان نهاية عمليات البحث التي استمرت لمدة 34 أسبوع وتم من خلالها إنقاذ حياة حوالي 7000 مهاجر، كما تم الإعلان في نفس اليوم عن غرق 10 مهاجرين على الأقل، فيما أفادت منظمة "أنقذوا الطفولة" بعد يومين أن عدد الذين لقوا حتفهم يزيد عن 40 في ذلك اليوم.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
وفي 19 نيسان/أبريل 2015 تم الإعلان عن اختفاء ما يقارب 700-950 شخص، ويخشى أنهم لقوا حتفهم غرقاً على بعد 200 إلى الجنوب من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، فيما تم إنقاذ 28 شخصاً فقط، وانتشال 24 جثة بعد ما يقارب 24 ساعة. وبعد يوم واحد أي في العشرين من نيسان/أبريل تمكنت عناصر خفر السواحل اليونانية من إنقاذ 83 شخصاً وانتشال 3 جثث إثر انقلاب قارب للمهاجرين وتحطمه قرب جزيرة رودس اليونانية.
صورة من: Getty Images/A. Koerner
في 11 شباط/فبراير 2015 أعلنت وكالة اللاجئين في الأمم المتحدة أن أكثر من 330 مهاجرا لقوا حتفهم إثر 4 حوادث غرق منفصلة في المتوسط قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. في حين أعلنت منظمة "أنقذوا الطفولة" في الخامس عشر من نيسان/إبريل أن ما يقارب 400 شخص في عداد المفقودين بعد حادثة غرق قارب كان يحمل 550 شخصاً قبالة سواحل ليبيا في 12 نيسان/إبريل، بينما تم إنقاذ 144 شخص كانوا على متن القارب، وانتشال 9 جثث.
صورة من: picture alliance/AP Photo/E. Morenatti
في الرابع من كانون الأول/ديسمبر 2014 عثر خفر السواحل الإيطالي على 16 جثة تعود لمهاجرين كانوا على متن زورق صغير المهاجرين على بعد 75 كيلومترا من ليبيا وعلى بعد 185 كيلومترا عن جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
صورة من: picture-alliance/ROPI
أعلنت منظمة الهجرة العالمية في 15 أيلول/سبتمبر 2014 عن غرق 700 شخص، وقالت المنظمة إن حوالي 500 من الغرقى قتلوا بحادثة غرق متعمد من قبل تجار البشر حيث قاموا بإغراق قارب كان على متنه حوالي 500 شخص كان متوجهاً إلى أوروبا من مصر. في حين لم تكن الذكرى السنوية الأولى لحادثة لامبيدوزا أقل مأساوية إذ تم في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر 2014 انتشال جثث 130 مهاجراً في حادثتي غرق سفينتين قرب الساحل الليبي.
صورة من: picture alliance/AP Photo/E. Morenatti
في الثاني عشر من أيار/مايو 2014 لقي 40 مهاجراً على الأقل حتفهم بعد غرق سفينة في المياه المفتوحة بين ليبيا وإيطاليا. وفي 2 حزيران/يوليو تمكنت القوات الإيطالية من انتشال 45 جثة من قارب مهاجرين غرق قبل ثلاثة أيام. بينما سجل الخامس والعشرون من شهر آب/أغسطس رقماً مأساوياً جديداً إذ عثر على 220 جثة مهاجر غرقوا في ثلاثة حوادث غرق لسفن وقوارب بين السواحل الليبية والإيطالية.
صورة من: picture-alliance/AA/H. Erdinc
في العشرين من كانون الثاني/يناير 2014 لقي 9 أطفال وثلاث نساء حتفهم غرقاً خلال محاولة خفر السواحل اليوناني سحب قارب للمهاجرين بالقرب من جزيرة فارماكونيزي اليونانية إلى الشاطئ. وفي السادس من شباط/ فبراير تم الإبلاغ عن 5 جثث تعود لمهاجرين حاولوا السباحة قرب سبتة الاسبانية على السواحل الإفريقية الشمالية.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
في الثالث من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2013 غرق قارب للمهاجرين بالقرب من جزيرة لامبيدوزا جنوب إيطاليا، فيما اعتبر أعنف حادث بحري في تاريخ أوروبا الحديث. وتم العثور على 366 جثة وبقي أكثر من هذا العدد في عداد المفقودين. وفي الحادي عشر من أكتوبر/تشرين الأول غرق قارب في مياه المتوسط قرب مالطة وتمكنت القوات الإيطالية والمالطية من إنقاذ 186 شخص في حين بقي حوالي 200 شخص في عداد المفقودين.