كان عماد الثورة الصناعية ـ ألمانيا تودع تدريجيا عصر الفحم
٢٦ يناير ٢٠١٩
وافقت لجنة حكومية على توقف ألمانيا عن حرق الفحم لتوليد الطاقة بحلول نهاية عام 2038، فيما أظهر استطلاع للرأي تأييد 73 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع التخلص من الفحم في أسرع وقت ممكن قائلين إن هذا الأمر مهم أو مهم للغاية
إعلان
وافقت لجنة الفحم في برلين اليوم (السبت 26 كانون الثاني/ يناير 2019) على توقف ألمانيا عن حرق الفحم لتوليد الطاقة بحلول نهاية عام 2038 بعد اجتماع لمدة واحد وعشرين ساعة من أجل التوصل إلى اتفاق يشمل وضع موعد للتخلص التدريجي من الطاقة المولدة باستخدام الفحم بالإضافة إلى قضايا تعويض شركات الطاقة.
وتختص اللجنة فقط بوضع اقتراحات، في حين أن التنفيذ سيكون مسؤولية حكومات الولايات الألمانية والحكومة الاتحادية في برلين. وتحرص ألمانيا على التوقف عن استخدام الفحم من أجل الوفاء بالأهداف البيئية. كما تعتزم الدولة الصناعية ورابع أكبر اقتصاد في العالم التخلص من الطاقة النووية بحلول نهاية عام 2022 . ووفقا لمكتب الاحصاءات الاتحادي، قامت ألمانيا بتوليد 37 بالمئة من احتياجاتها من الكهرباء من الفحم في عام 2017 .
وشملت المفاوضات التي استمرت نحو يوم الكثير من القضايا، وكان من بين النقاط المهمة الاتفاق على تحديد موعد للتخلص التدريجي من الفحم. كما كانت الاعتبارات المالية بمثابة حجر عثرة، حيث طالبت شركات الطاقة بتعهد من أجل الحصول على تعويض تحسبا لارتفاع أسعار الكهرباء.
في غضون ذلك، أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجة الجمعة تأييد المواطنين للتخلص السريع من استخدام الفحم. وأيد 73 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع، الذي أجرته قناة "زد دي اف" الألمانية وشارك فيه 1285 شخصا، التخلص من الفحم في أسرع وقت ممكن قائلين إن هذا الأمر مهم أو مهم للغاية.
وفي وقت سابق، حذرت ثلاث اتحادات أعمال في ألمانيا من أن التحرك السريع في قضية التخلص من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم البني قد يكلف المرافق الألمانية ما يصل إلى 54 مليار يورو (61 مليار دولار) في الفترة من الآن وحتى عام 2030 .
وأوضحت الاتحادات أن التكلفة التقديرية، المستندة إلى بحث أعدته شركة الاستشارات "أورورا إنرجي"، ستكون ناتجة عن ارتفاع أسعار الكهرباء، وهو الأمر الذي سيؤثر بدوره على الشركات والمستهلكين.
وشكلت حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لجنة للفحم تعنى بتحديد التوقيت المناسب للتخلي عن الفحم بهدف تحقيق أهداف طموحة تتعلق بالمناخ بحلول عام 2030 .
م.م/ ع.ج.م (د ب أ)
ألمان يحمون بأجسادهم غابة من العصر الجليدي
تحولت غابة هامباخ الواقعة بغرب ألمانيا إلى رمز مقاومة عمليات تدمير البيئة من خلال قطاع استخراج الفحم. ورغم مقاومة عشرات الشباب، بدأت الشرطة الخميس بتفكيك مخيم الشباب الذين بنوا بيوتا فوق أشجار الغابة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Meissner
حان وقت الجد!
انتظرت السلطات القضائية والتنفيذية طويلا، وحان الوقت يوم الخميس: الشرطة بدأت بتفكيك بيوت الأشجار في غابة هامباخ. وتم إخراج حماة البيئة الذين عاشوا في الغابة فترة طويلة في بيوتهم فوق الأشجار إجباريا، حيث كانت عملية الإخراج أحيانا عنيفة. لكن معظم المحتجين كانوا سلميين. أما التبرير الرسمي للإخلاء فكانت الإخلال بتعليمات الوقاية من الحريق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Meissner
العيش في بيت على شجرة
منذ ست سنوات يعيش ما بين 100 إلى 200 شاب وشابة في غابة هامباخ أو فيما تبقى منها. بنوا قرى تتألف من بيوت مبنية فوق الأشجار. هدف الشباب كان حماية الغابة من عمليات تقطيع الأشجار. وتقدم الشباب يوم الخميس بعشرات الطلبات المستعجلة للمحاكم الإدارية لمنع الإجلاء.
صورة من: DW/G. Rueter
سكان المخيم دون مساعدة من السماء
حتى يوم الأربعاء المنصرم كان الأمل مازال كبيراً لحماية الغابة، حيث أقيم قداس فيها في إطار برنامج كنسي لحماية البيئة تحت عنوان "العدالة في التعامل مع البيئة"، حيث ألقت الراهبة مارتيج ميشيلس عظة في الهواء الطلق في الغابة. لكن الصلوات لم تمنع عمليات تفكيك المخيم.
صورة من: DW/G. Rueters
استخراج الفحم في مواجهة حماية البيئة
سبب الاحتجاج يتعلق بحدود عمل أكبر منجم لاستخراج الفحم البني في أوروبا. فشركة "ار. في. إي" للطاقة تسعى لتدمير آخر قطعة من غابة هامباخ والتي تم تقطيع 90% من أشجارها خلال السنوات الأخيرة. وتنظر المحكمة الإدارية العليا في مدينة مونستر في القضية ومن المقرر أن تنطق بحكمها حول شرعية تقطيع أشجار ما تبقى من الغابة في شهر أكتوبر/ تشرين أول المقبل. الجبهات واضحة إذن: صناعة الفحم في مواجهة حماية البيئة.
صورة من: Michael Goergens
نداءات مستمرة لمنع قطع الأشجار
في آب/ أغسطس 2018: عادت شركة "ار.في.إي" للطاقة لعمليات قطع أشجار الغابة، ما أثار غضب كل المعارضين فأطلقوا بدورهم نشاطات واسعة ضد قرار الشركة. نشطاء البيئة وسكان القرى المجاورة للغابة ومؤسسات البيئة وسياسيون طالبوا الشركة بالتحفظ على تنفيذ القرار حتى نهاية العام الجاري بانتظار نتائج دراسة للجنة الفحم الحكومية حول الموضوع.
صورة من: DW/G. Rueter
جولات كل يوم أحد في الغابة
ميشائيل زوبل، تربوي يتحدث الى سكان الغابة موضحاً للزوار المهتمين قضية الاحتجاج كل يوم أحد لحماية طبيعة الغابة وخصوصيتها، حيث هناك أشجار تصل أعمارها إلى أكثر من 300 عام. إلى ذلك هناك بعض الأنواع من الحيوانات المهددة بالإنقراض تعيش فيها. والحقيقة أنّ أهمية الغابة لم تكن معروفة لدى كثير من سكان المنطقة أنفسهم.
صورة من: DW/G. Rueter
هل كان المحتجون يميلون إلى العنف؟
الشرطة ذكرت أنها تعرضت لهجمات بالحجارة في الأسابيع الماضية من قبل أشخاص ملثمين، لكنّ معظم سكان المخيم يعرضون سلمية احتجاجهم، كما يظهر ذلك هذان الناشطان الشابان مع قنينة أطفاء الحرائق. الشرطة من جانبها تعتبر مثل هذه الأجسام قنابل مزيفة وتقوم بتفجيرها من قبيل الاحتياط.
صورة من: DW/G. Rueter
شرعية الوضع غير واضحة
إبان ذلك، وضح خبير الفحم البني في منظمة "بوند" لحماية البيئة، ديرك يانزن أمام لجنة الفحم الحكومية الوضع في الغابة. فشركة "ار.في.إي" ابلغت المحكمة الإدارية العليا في مونستر أنها ستنتظر قرار المحكمة بشأن شرعية قطع الأشجار قبل أن تبدأ عملها. وكانت محكمة ابتدائية قد اقرت شرعية قطع الأشجار، لكنّ الشركة أوضحت أيضا بأنها لن تنتظر ابعد من 14 من تشرين أول/ أكتوبر المقبل فيما يخص عمليات قطع الأشجار.