ارتبط تقييم الذكاء سواء في عالم الحيوان أو الإنسان، غالبا بحجم المخ. ورغم ثبوت وجود علاقة فعلية بين الأمرين إلا أن هذا لا يعني أن زيادة حجم المخ تحول الشخص لعبقري فهناك عوامل أخرى تحدد كفاءة المخ وبالتالي مستوى الذكاء.
إعلان
تغير حجم جمجمة ومخ الإنسان بشكل واضح عبر العصور، كما أن حجم المخ يختلف حتى يومنا هذا بين المرأة والرجل ويختلف أيضا بحسب المنطقة الجغرافية، فهل يؤثر حجم المخ على نسبة الذكاء؟ وهل كبر حجم المخ يعني بالضرورة زيادة معدل الذكاء؟
أثارت هذه الأسئلة اهتمام باحثين بجامعة فيينا، قاموا بمقارنة نتائج 88 دراسة اهتمت بقياس الذكاء وبقياسات المخ. وخلصت النتيجة إلى وجود علاقة بالفعل بين نسبة الذكاء وحجم المخ، لكنها كانت أقل مما كان يعتقد. وقال المشرف على الدراسة، جاكوب بيتشنيج في تصريحات نقلها موقع " scinexx" الألماني: "تشير نتائجنا إلى ارتباط إيجابي بين حجم المخ ونسبة الذكاء في الجنسين، وذلك على مستوى فئات عمرية مختلفة وأصحاب نسب ذكاء متنوعة".
وأكد الباحثون أن العلاقة بين حجم المخ والذكاء خضعت للعديد من المبالغات، لاسيما وأن عناصر أخرى تلعب دورا كبيرا في الذكاء لها علاقة بتركيبة المخ وسلامة كل جزء فيه علاوة على آلية التواصل بين الأجزاء المختلفة بداخله.
ورغم أن مخ الرجل هو أكبر في المتوسط من مخ المرأة، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة أن الرجل أذكى من المرأة، وهو ما أظهرته مقارنات في اختيارات الذكاء بين الجنسين. كما أن الزيادة الكبيرة وبشكل مرضي في حجم المخ قد تكون السبب وراء تراجع مستوى الذكاء.
مقارنات من عالم الحيوان
ويقدم عالم الحيوان الدليل على أن حجم المخ وحده ليس العامل الوحيد المؤثر على الذكاء، فلو كان الحجم وحده هو الفيصل، لصار حوت العنبر الضخم أذكى الكائنات على وجه الأرض. أما إذا تم تقييم حجم المخ بالنسبة لحجم الجسم كله، فإن الفئران هي التي ستتصدر القائمة.
وظل الباحثون لفترات طويلة يقيمون الذكاء لاسيما بين الحيوانات، على أساس حجم المخ، فالفيل مثلا (يزن مخه حوالي 5 كيلوغرامات في المتوسط) وحوت العنبر (5ر8 كيلوغرام) يتمتعا بأكبر أحجام للمخ، وفقا لتقرير صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية. ومع الوقت بدأ احتساب حجم المخ بمقارنة وزنه إلى مع حجم الجسم بالكامل وحساب النسبة التي يشكلها من الجسم.
ألعاب "بلاي موبيل"- قصة نجاح غزت غرف ملايين الأطفال
ألعاب "بلاي موبيل" الألمانية عبارة عن تماثيل وأشكال صغيرة جدا من البلاستيك يلعب بها الأطفال ويتعلمون في نفس الوقت. ومنذ ظهورها عام 1974 يعشقها ملايين الأطفال في العالم. وبيع منها حتى الآن ما يزيد على 2.8 مليار تمثال.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Heimken
ترتبط ألعاب "بلاي موبيل" للأطفال بالراحل هورست براندشتيتر (1933- 2015)، الذي حول شركة عمه "غيبورا براندشتيتر" إلى إنتاج تماثيل وأشكال بلاستيكية صغيرة للأطفال بعد أن كانت تنتج لعب أطفال مصنوعة من الصفيح.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
كانت التماثيل الأولى من بلاي موبيل بطول 7.5 سم وعبارة عن أشكال للفرسان والهنود الحمر وعمال البناء. ثم أصبحت هناك تماثيل طولها 5.5 سم يقوم الأطفال بتركيبها بأنفسهم، ويمكنهم تحريك رؤوس وأرجل وأيادي تلك التماثيل، كيفما يريدون.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Frey
وبمرور الأعوام بدأت تماثيل بلاي موبيل تمثل مهنا أخرى كرجال الشرطة والإطفاء وحتى أطقم الأطباء والتمريض في المستشفيات لتعطي الأطفال فرصة للتعرف على عوالم مختلفة، والتعلم عن طريق اللعب.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Wüstneck
كانت تماثيل بلاي موبيل بسيطة وأحادية اللون في البداية. وتصفيف شعرها أيضا كان موحدا، بينما اختلفت فقط ألوان الشعر بين الأسود والأشقر والبني. لكن ذلك تغير بمرور الوقت، فأصبحت بألوان وإكسسوارات مختلفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
وحدث تغيير أيضا في تماثيل الإناث. ففي البداية كان يعرف أن التمثال البلاستيكي الصغير لإمرأة من خلال الفساتين والشعر الطويل . ومع حقبة الثمانينات بدأت تظهر في التماثيل المعالم والملابس الأنثوية المعروفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
التماثيل الصغيرة بغرض التعليم موجودة قبل تماثيل بلاي موبيل بقرون. حيث بدأت في حدود عام 1550 صناعة تماثيل لجنود من مواد أخرى مثل القصدير والرصاص، وكانت لهذه التماثيل التعليمية قيمتها الكبيرة في حياة المجتمع.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Wüstneck
يقع المقر الرئيسي للشركة المنتجة لتماثيل بلاي موبيل في زيندورف بالقرب من نورنبرغ. وتقول الشركة إنها توظف أربعة آلاف عامل في ألمانيا وغيرها من الدول. وفي عام 2014 بلغ حجم مبيعاتها 595 مليون يورو.
صورة من: Playmobil
70 بالمائة من مبيعات الشركة تتم خارج ألمانيا. وهناك فروع بيع في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. وأكبر موقع لإنتاج ألعاب بلاي موبيل في ولاية بافاريا، وهناك أماكن إنتاج أيضا في مالطا وتشيكيا وإسبانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
وقد حذت شركة ليغو الدنماركية حذو بلاي موبيل فبدأت عام 1978 في إنتاج أولى ألعابها من التماثيل البشرية بحجم في منتهى الصغر (حوالي 42 ميليمتر). ويمكن فك وتركيب أجزاء هذه التماثيل، كالأيادي والرؤوس وغيرها.