كتاب "الحرب" ـ بن سلمان "مدلل"، نتنياهو "كاذب" وبوتين "شرير"
محمد فرحان
١٠ أكتوبر ٢٠٢٤
ضجة كبيرة أثارتها مقتطفات كتاب الصحافي الأمريكي المخضرم بوب وودوارد. وكشفت عن أسرار خلف الكواليس بشأن تصورات بايدن حيال محمد بن سلمان وبنيامين نتنياهو وفلاديمير بوتين.
إعلان
ليس مستغربا أن يثير كتاب "الحرب" ضجة كبيرة ليس فقط في الولايات المتحدة وإنما في العالم بأسره.
فرغم أنه لم ينشر من الكتاب سوى مقتطفات نقتها صحف أمريكية، إلا أن الكتاب فجر مفاجئات من العيار الثقيل وأسرار من وراء الكواليس عن تصورات الإدارة الأمريكية الحالية حيال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويرجع الفضل في هذه الضجة إلى أن الكتاب أحدث إصدارات الصحافي الأمريكي المخضرم بوب وودوارد الذي كشف عن فضحية "ووترغيت" الأكثر شهرة في تاريخ السياسة الأمريكية وأدت إلى استقالة أول رئيس أمريكي في سبعينيات القرن الماضي.
إعلان
بايدن.. نتنياهو "الكاذب"
وبحسب المقتطفات التي نشرتها وسائل إعلام أمريكية، ينقل وودوارد في كتابه عن الرئيس الأمريكي جو بايدن وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه "كاذب" و "لا يهمه سوى بقائه" في منصبه.
ويذكر وودوارد في كتابه "الحرب" الذي ينشر الأسبوع المقبل، أن بايدن دأب على اتهام نتنياهو بعدم وجود استراتيجية؛ إذ صرخ في يوليو/تموز قائلا "بيبي، ما هذا بحق الجحيم؟"، وذلك بعد الضربات الإسرائيلية قرب بيروت وفي إيران.
ووفق مقتطفات من الكتاب، سأل بايدن خلال محادثة هاتفية جرت في نيسان/أبريل الماضي نتنياهو عن استراتيجيته، فأجاب الأخير بالقول: "علينا أن ندخل رفح"، ليردّ عليه بايدن: "بيبي (لقب نتنياهو)، ليست لديك استراتيجية".
تزامن نشر مقتطفات الكتاب مع المكالمة الهاتفية الأولى بين بايدن ونتنياهو منذ أغسطس/آب الماضي والتي استمرت 30 دقيقة. وقالت كارين جان بيير المتحدثة باسم البيت الأبيض للصحافيين إن الاتصال كان "مباشرا وبناء للغاية"، مع الإقرار بأن الزعيمين بينهما خلافات.
محمد بن سلمان.. "الطفل المدلل"
لم يكن نتنياهو الشخصية السياسية الوحيدة التي أفرد لها وودوارد حيزا كبيرا في كتابه "الحرب" ، بل انضم إلى القائمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وفي كتابه، لخص وودوارد تصور وزير الخارجية أنتوني بلينكن لولي العهد بهذه العبارة: "لم يكن محمد بن سلمان أكثر من طفل مدلل".
وأشار الكتاب إلى أن الوصف جاء خلال إحدى جولات بلينكن في الشرق الأوسط بهدف التفاوض بشأن إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة. وكشف الكتاب عن امتلاك محمد بن سلمان مجموعة هواتف مؤقتة يصعب تتبعها يُطلق عليها اسم (Burner Phones) بلغ عددها 50 هاتفا.
وفقا لوودوارد، اقترح السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام على ولي العهد الاتصال بالمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب وفي زيارة آخري طلب منه الاتصال بمستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جاك سوليفان.
وكشف غراهام، وفقا للكتاب، عن أن محمد بن سلمان، أخرج في المرة الأولى هاتفا مؤقتا كُتب عليه عبارة "ترامب 45"، فيما استخدم في المرة الثاني هاتفا مؤقتا آخر يحمل علامة "جاك سوليفان" للاتصال بالمسؤول الأمريكي.
بوتين.. "الشرير"
ويكشف كتاب "الحرب" عن تصورات بايدن حيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فحسب وودوارد، فقد وصف الرئيس الأمريكي نظيره الروسي بأنه "تجسيد للشر". وقال بايدن لمستشاريه: "بوتين الشرير".
وبحسب وودوارد، خلصت أجهزة الاستخبارات الأمريكية إلى أن روسيا كانت تخطط للتوغل في أوكرانيا قبل أربعة أشهر من اجتياحها البري الذي بدأ فعليا في فبراير/شباط عام 2022. وقال وودوارد إن مصدر المعلومات كانت شخصية حساسة داخل الكرملين.
وقال الكتاب إن إدارة بايدن اعتبرت المعلومات "خطيرة للغاية" حيث نُقل عن بايدن قوله "سيكون هذا أمرا مجنونا للغاية".
وكشف الكتاب عن تفاصيل استمرار الاتصالات بين ترامب وبوتين. ويقول وودوارد إن ترامب أمر مساعده بالخروج من مكتبه في مقر إقامته في فلوريدا مطلع العام الجاري حتى يتمكن من إجراء مكالمة هاتفية خاصة مع بوتين.
ولدى سؤال الصحيفة للمتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عما إذا كان ترامب قد تحدث هاتفيا لبوتين قال "لا.. هذا ليس صحيحا".
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن حملة ترامب انتقدت كتاب وودوارد ووصفت محتواه بأنه "مفبرك".
الرياض وواشنطن.. عقود من النفط والسلاح والمال مقابل الحماية
قامت العلاقات السعودية الأمريكية منذ تأسيس المملكة على مبدأ المصالح المتبادلة، بيد أن النفط والمال السعوديين كانا محركين أساسيين لهذه العلاقة ومقابل ذلك اعتمدت المملكة على حماية أمريكا، لكن العلاقات شهدت بعض التوترات.
صورة من: picture-alliance/Everett Collection
1931: اعتراف أمريكي بدولة وليدة
الولايات المتحدة تعترف بمملكة الحجاز ونجد، التي أعيد تسميتها إلى المملكة العربية السعودية في العام التالي. وبعد عامين منحت المملكة امتياز التنقيب عن النفط لشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا. وحقق فرعها السعودي، الذي أعيد تسميته فيما بعد إلى أرامكو، أول اكتشاف تجاري في عام 1938. ولم تستكمل السعودية شراء 100 بالمئة من أسهم الشركة إلا في 1980.
صورة من: picture alliance/dpa/CPA Media Co. Ltd
1945: لقاء في قناة السويس
الرئيس الأمريكي فرانكلين دي. روزفلت يلتقي مع الملك عبد العزيز على متن السفينة يو.إس.إس كوينسي في قناة السويس، مما مهد الطريق أمام علاقات وثيقة على مدى عقود من الزمن.
صورة من: picture alliance/akg-images
1950 – 1951: من النفط إلى السلاح
أعادت السعودية التفاوض بشأن امتياز أرامكو لتحصل على مزيد من الإيرادات. وبعد عام من ذلك وقعت المملكة مع الولايات المتحدة اتفاقية دفاع متبادل، مما فتح الطريق أمام مبيعات هائلة من الأسلحة الأمريكية.
صورة من: picture alliance/dpa/TASS
1973: حظر نفطي
انضمت السعودية إلى حظر نفطي عربي على الولايات المتحدة ودول أخرى بسبب دعمها لإسرائيل في حرب 1973 مع مصر وسوريا، مما أدى إلى تضاعف أسعار النفط إلى أربع مرات تقريباً. رفع الحظر في 1974.
صورة من: Pierre Manevy/Express/Hulton Archive/Getty Images
1979: تمويل "المجاهدين" الأفغان
بالتعاون مع الولايات المتحدة وباكستان، ساعدت المملكة السعودية في تمويل المقاومة الأفغانية للاحتلال السوفييتي. وقام العديد من السعوديين، ومن بينهم أسامة بن لادن السعودي المولد، بتمويل المقاتلين الأفغان والانضمام إليهم.
صورة من: AFP/Getty Images
1990: غزو الكويت
بعد أن قام نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بغزو الكويت، استخدم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة السعودية نقطة انطلاق لطرد القوات العراقية من الكويت. وشاركت القوات السعوية في العملية. وبعد ذلك غادرت معظم القوات الأمريكية المملكة، لكن الآلاف بقوا هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa
1996: تفجير الخبر
أدى انفجار شاحنة مفخخة في مجمع عسكري أمريكي في الخبر إلى مقتل 19 جندياً أمريكياً. أعلن زعيم تنظيم القاعدة إسامة بن لادن "الجهاد" ضد الأمريكيين واصفاً القوات الأمريكية هناك بقوات احتلال.
صورة من: picture-alliance/AFP/EPA
2001: هجمات سبتمبر الإرهابية
قتل نحو ثلاثة آلاف في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول التي نفذها خاطفو طائرات من تنظيم القاعدة. ومن بين 19 خاطفاً، كان هناك 15 سعودياً. ونفت السعودية أي صلة أو معرفة بالهجمات. لم تجد لجنة حكومية أمريكية في 2004 أي دليل على أن السعودية مولت القاعدة بشكل مباشر. وتُرك الأمر مفتوحاً بشأن ما إذا كان مسؤولون سعوديون قد فعلوا ذلك بصورة فردية أم لا.
صورة من: picture alliance/dpa/NIST
2003: غزو العراق
لم تشارك السعودية في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق. وسحبت الولايات المتحدة جميع القوات القتالية المتبقية من المملكة. في هذا العام قتل ثلاثة مفجرين انتحاريين 35 شخصاً على الأقل، بينهم تسعة أمريكيين، في الرياض، وذلك في إطار هجمات ضد أجانب ومنشآت حكومية سعودية.
صورة من: picture-alliance/dpa
2011: الربيع العربي
هزت الاضطرابات العالم العربي بسبب الانتفاضات والاحتجاجات التي سُميت بـ "الربيع العربي". وسرعان ما أبدت السعودية قلقها مما تعتبره تخلي الرئيس باراك أوباما عن الرئيس المصري حسني مبارك حليف الولايات المتحدة.
صورة من: AFP/Getty Images
2013: قلق وشكوى
في حدث نادر أعلن أفراد العائلة المالكة للسعودية عن تذمرهم علناً من سياسات الحليف الأمريكي بعد أن حاولت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما تغيير نهجه بلاده إزاء إيران وعدم تدخلها بقوة في الملف السوري الملتهب بخلاف تدخلها في إسقاط النظام بليبيا.
صورة من: Reuters/Jim Bourg
2015: الملف النووي الإيراني
بعد أن توصلت القوى العالمية الكبرى إلى اتفاق مع إيران لتخفيف العقوبات على طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، أعلنت الرياض عن خشيتها أن يقوي هذا الاتفاق الغريم الإيراني. وفي هذا العام شنت المملكة حملة عسكرية على الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن بعد أن أبلغت واشنطن قبلها بساعات قليلة فقط. لكن الولايات المتحدة قدمت الدعم العسكري المطلوب.
صورة من: Reuters/C. Barria
2016: فيتو الكونغرس
ألغى الكونغرس حق النقض (الفيتو) الذي استخدمه أوباما ضد قانون يرفع الحصانة السيادية ويفتح الطريق أمام أقارب ضحايا 11 سبتمبر/ أيلول لمقاضاة السعودية بشأن الهجمات الإرهابية التي أوقعت الآلاف من القتلى والجرحى.
صورة من: picture-alliance/ dpa
2018: انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي
أبدت السعودية ترحيبها بقرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، أدانت الولايات المتحدة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول.
صورة من: picture-alliance/Xinhua/T. Shen
2019: دور محمد بن سلمان
قام مشرعون أمريكيون، مستشهدين بأدلة على دور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قضية خاشقجي ومدفوعين بالغضب من الخسائر بين المدنيين في الغارات الجوية السعودية باليمن، بزيادة جهود منع بيع الأسلحة إلى الرياض. وقالت الرياض إن قتل خاشقجي ارتكبته مجموعة خالفت صلاحيات الأجهزة وتنفي أن يكون للأمير محمد بن سلمان أي دور.
صورة من: Getty Images/W. McNamee
2020: دعم لاتفاقيات إبراهيم
أعلنت السعودية دعمها لاتفاقيات إبراهيم التي أقام بموجبها حلفاؤها الإمارات والبحرين علاقات مع إسرائيل. ولم تصل الرياض إلى حد الاعتراف بإسرائيل نفسها.
صورة من: Alex Wong/Getty Images
2021: سجل حقوق الإنسان
تبنى الرئيس الأمريكي جو بايدن موقفا أكثر تشددا تجاه سجل السعودية في حقوق الإنسان. وتعهد بايدن أثناء حملته الرئاسية بجعل الرياض "منبوذة" بسبب مقتل خاشقجي. كما أعلن بايدن وقف الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة.
صورة من: Yasin Ozturk/AA/picture alliance
2022: "قيادة شجاعة"
في يونيو/ حزيران الماضي، قال بايدن إن المملكة أظهرت "قيادة شجاعة" من خلال مساندة تمديد الهدنة المدعومة من الأمم المتحدة في اليمن. ومع ارتفاع أسعار النفط بسبب الحرب في أوكرانيا، رحب البيت الأبيض بقرار دول أوبك+ زيادة الإمدادات النفطية.