فتحت السلطات المغربية بمدينة مكناس تحقيقاً في أعقاب وفاة وإصابة عدة أشخاص بسبب التسمم بعد استهلاكهم مادة كحولية يعتقد أنها كحول تعقيم. كما أوقف صاحب المتجر ومساعده للاشتباه في تورطهما في بيع وحيازة مواد كحولية ضارة.
إعلان
لقي سبعة أشخاص حتفهم جراء تناولهم كحولاً فاسداً في المغرب، بينما أوقفت الشرطة شخصين يشتبه تورطهما في بيعه، وفق ما أفادت وكالة الأنباء المغربية الثلاثاء (30 مايو/ايار 2023).
ونقلت الوكالة عن مصدر أمني أن الشرطة بمدينة مكناس (وسط شمال) فتحت تحقيقاً قضائياً في "وفاة سبعة أشخاص، وإصابة فرد ثامن بتسمم، وذلك بعد استهلاكهم لمادة كحولية يشتبه في كونهم قاموا باقتنائها من محل لبيع المواد الاستهلاكية".
وحجزت الشرطة "العشرات من القوارير البلاستيكية الفارغة التي كانت تحتوي على مادة كحول التعقيم، الذي تسببت في وفاة الضحايا"، في هذا المحل.
كما أوقفت صاحب المتجر (67 عاماً) ومساعده (17 عاماً) للاشتباه في تورطهما في "حيازة وبيع مواد كحولية مضرة بالصحة العامة، والتسبب في وفاة مستهلكيها"، وفق ما أضاف المصدر نفسه.
يذكر أنه سبق تسجيل حوادث مشابهة في المغرب. ففي أيلول/سبتمبر توفي 19 شخصاً في مدينة القصر الكبير شمال المملكة بسبب تناولهم مشروبات كحولية فاسدة، بحسب ما أوردت وسائل إعلام محلية حينها.
كذلك توفي 20 آخرون في مدينة وجدة (شرق) في تموز/يوليو 2021 للسبب نفسه.
ع.ح./ص.ش. (أ ف ب)
جانيات الورد بجنوب المغرب .. عطر من رحم المعاناة
تشتهر مدينة قلعة مكونة جنوب المغرب منذ عقود بزراعة الوردة الدمشقية. وتعد حقول الورد على جنبات نهري "دادس" الشهير و"مكّون" مصدر عيش للكثيرين. لكن الجائحة وغياب السياح تسببا في خسائر كبيرة للفلاحين.
صورة من: FADEL SENNA/AFP/AFP/Getty Images
تم جلب الوردة الدمشقية من العاصمة السورية منذ زمن القوافل التجارية من المشرق إلى المغرب، وفق بعض الروايات. وترتوي حقول الورود المنتشرة على ضفاف نهري "دادس" الشهير و "مكّون" الذين يتدفقان من جبال الأطلس غربا، ويمران بجوار المدينة.
صورة من: FADEL SENNA/AFP/AFP/Getty Images
يبدأ جني الورد مع طلوع الفجر وتحتاج النساء إلى نحو ست ساعات لملء الحقائب الكبيرة. وكان الورد لعقود مصدر رزق رئيسي للكثير من العائلات وتشكل النساء النسبة الأكبر من العاملين في مزارع الورود.
صورة من: Michael Peuckert/ImageBroker/picture alliance
وفقا لبيانات رسمية تغطي زراعة الورد في قلعة مكونة حوالي 800 هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة. وفي السنوات الأخيرة يعاني الفلاحون من قلة المياه في الواحات بسبب الجفاف.
صورة من: Michael Peuckert/ImageBroker/picture alliance
النساء هنا يكدحن من أجل كسب لقمة العيش، مثل هذه السيدة التي تستعين بقفاز لتفادي أشواك الورد، وغطاء لرأسها لحمايته من شمس ربيعية دافئة في قلعة مكونة التي تلقّب "بوادي الورود" في جنوب شرق المملكة.
صورة من: FADEL SENNA/AFP/AFP/Getty Images
تراجع ثمن الورد بنحو 30 بالمائة (ما بين 2 إلى 2،5 دولارات) للكيلوغرام الواحد منذ الموسم الماضي، بسبب تداعيات الوباء، وذلك بعد فترة سجل فيها ارتفاعا بفضل جهود وزارة الزراعة لتطوير القطاع واستقطاب مستثمرين ورفع المردود.
صورة من: Ian Cumming/Design Pics/picture alliance
إضافة إلى العطور ومواد التجميل تستخرج من الورد الدمشقي مستحضرات ثمينة كالزيوت الأساسية التي يصل ثمنها حتى 18 ألف دولار للكيلوغرام الواحد.
صورة من: Ian Cumming/Design Pics/picture alliance
في قلعة مكونة يرتبط كل شيء بالورود بدءا بأسماء الفنادق ولون سيارات الأجرة مرورا بمستحضرات التجميل المعروضة في الدكاكين. وبفضل سواعد المزارعين والمنتجين في هذه المنطقة الجميلة تحولت إلى قاعدة لتصدير منتجات ومشتقات الورود.
صورة من: Ian Cumming/Design Pics/picture alliance
تتركز صادرات القطاع حاليا في ماء الورد والورود المجففة، بينما لا يتعدى الباقي نحو 50 كيلوغراما سنويا من الزيوت الأساسية ونحو 500 كيلوغرام من الرحيق.
صورة من: FADEL SENNA/AFP/AFP/Getty Images
يقام في المدينة سنويا في شهر مايو/ أيار مهرجان الورد ويجذب إليه آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم، لكن تنطيمه توقف للمرة الثانية بسبب الجائحة. وخلال المهرجان تنظم مسابقة اختيار ملكة جمال الورود، والاحنفاء بجمال المرأة الأمازيعية والتراث الموسيقي والثقافي الأمازيغي المحلي. إعداد: عمار عبد الرحمن