كرامب-كارنباور تنتقد أنقره وواشنطن بسبب هجوم تركيا في سوريا
١٩ أكتوبر ٢٠١٩
قالت وزيرة الدفاع الألمانية أنغريت كرامب-كارنباور إن تخلي أمريكا عن حلفائها الأكراد في سوريا يؤثر على مصداقيتها، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن شعور أي دولة في الناتو بالتهديد لا يبرر لها "مخالفة القوانين" في إشارة إلى تركيا
إعلان
انتقدت وزيرة الدفاع الألمانية أنغريت كرامب-كارنباور تركيا والولايات المتحدة بسبب العمليةالعسكرية التي تشنها القوات التركية شمالي سوريا.وقالت الوزيرة خلال مؤتمر للحزب المسيحي الاجتماعي البافاري بمدينة ميونخ اليوم السبت (19 تشرين الأول/أكتوبر): "من وجهة نظري، هناك إشارتان كان لهما مدلول خطير على المدى البعيد، واحدة منهما أن الأمريكيين أعطوا ظهورهم لهؤلاء الذين كانوا يقاتلون تنظيم داعش على الأرض من أجلهم"، وأضافت: "وهذا يثير سؤالاً حقيقياً حول موثوقية حليفنا داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأقوى دولة على مستوى العالم".
أما عن تركيا، قالت كرامب-كارنباور:"هل هي (تركيا) شريك في الناتو أم لا؟"، وتابعت:" إذا أصبح المعيار هو أن تقوم كل جهة تشعر بالتهديد من منطقة مجاورة، بمخالفة القوانين واستخدام قوة السلاح، فإننا بذلك نهدد أساس النظام الذي أقيم بعد الحرب العالمية"، مشيرة إلى أن هذا النظام قائم على حل الصراعات بالدبلوماسية وليس بقوة الطرف الأقوى.
وحول السياسة الخارجية للاتحاد المسيحي والحكومة الألمانية قالت الوزيرة: "لم أعد أطيق أن أسمع عبارات مثل: نحن قلقون، ونتابع بقلق كبير، وسننظر. نحن أقوياء والمسألة تتوقف علينا، ويتعين علينا في النهاية أن نقدم ردوداً سياسية خاصة بنا، ولاسيما نحن كاتحاد مسيحي".
الأكراد يناشدون واشنطن وأردوغان يهدد
على صعيد آخر شدد قائد قوات "سوريا الديموقراطية" مظلوم عبدي اليوم السبت في حديث لوكالة فرانس برس على أهمية الدور الأمريكي في الحفاظ على التوازن في سوريا وعدم ترك الساحة لأطراف أخرى بينها روسيا الداعمة للنظام السوري.
وقال عبدي: "نريد أن يكون هناك دور لأمريكا في سوريا، لا أن يتفرد الروس والآخرون بالساحة"، وأضاف: "من مصلحتنا أن تبقى القوات الأمريكية هنا ليستمر التوازن في سوريا".
يأتي هذا في وقت أعلن فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيناقش انتشار قوات الحكومة السورية في منطقة آمنة مزمع إقامتها في شمال سوريا خلال محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع، لكنه حذر من أن أنقرة "ستنفذ خططها" ما لم يتم التوصل لحل.
واتفقت تركيا والولايات المتحدة يوم الخميس على وقف الهجوم العسكري التركي في شمال شرق سوريا لمدة خمسة أيام لحين انسحاب المقاتلين الأكراد من "المنطقة الآمنة". وسيزور أردوغان سوتشي لإجراء محادثات مع بوتين بشأن الخطوات التي يتعين اتخاذها.
وخلال مراسم افتتاح في إقليم قيصري في وسط البلاد هدد بـ"سحق" المقاتلين الأكراد في شمال سوريا إذا لم ينسحبوا من المنطقة في غضون مهلة الخمسة أيام المحددة لهم.
م.ع.ح/ع.ج.م (د ب أ/ أ ف ب/رويترز)
اجتياح تركيا للشمال السوري – تنديد دولي ونزوح الآلاف وسط تزايد العنف
فيما نددت أغلب دول العالم باجتياح الجيش التركي لمناطق شمال سوريا وسط تزايد العنف ونزوح السكان، أعلن وزير الدفاع القطري تأييده للعملية، كما نقلت وكالة الأنباء التركية.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
أدانت السعودية التدخل التركي العسكري في شمال سوريا في إطار عملية "نبع السلام" قائلة إن المملكة "تدين العدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية". وجاء رد أروغان سريعاً باتهامات للسعودية بقتل المدنيين في اليمن.
أما وزارة الخارجية المصرية فشددت على أن العملية العسكرية "تمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة"، محذرة في بيان لها "من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية". لكن رد أروغان كان بوصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ "القاتل".
صورة من: Getty Images/AFP/A.Altan
في هذه الأثناء أعلن برنامج الأغذية العالمي عن نزوح أكثر من 70 ألفا من سكان "رأس العين" و"تل أبيض" حتى الآن وسط تصاعد العنف في سوريا، وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن العملية العسكرية التركية أدت إلى إغلاق بعض المستشفيات الرئيسية هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP
أعلن وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية عن دعم بلاده لعملية "نبع السلام" وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول التي تحدثت عن اتصال هاتفي بين العطية ونظيره التركي خلوصي أكار.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
أما الرئيس الأمريكي ترامب المتهم بالتخلي عن حلفائه الأكراد في سوريا فقد كلف دبلوماسيّين أميركيّين التوسّط في "وقفٍ لإطلاق النّار" بين أنقرة والأكراد. كما أعلن عشرات من النواب الجمهوريين عن طرحهم قراراً لفرض عقوبات على تركيا رداً على هجومها العسكري على القوات الكردية في سوريا.
صورة من: Reuters/T. Zenkovich
نددت وزارة الخارجية الإماراتية بالهجوم التركي قائلة: "هذا العدوان يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي ويمثل تدخلاً صارخاً في الشأن العربي".
صورة من: picture-alliance/Photoshot
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فعبَّر عن تضامنه مع الأكراد في تغريدة، وكتب: "تدين إسرائيل بشدة التوغل التركي في المناطق الكردية في سوريا وتحذر من تطهير عرقي ضد الأكراد من تركيا ووكلائها... إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الكردي الشجاع".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو عن تحفظ برلين تجاه العملية العسكرية التي تشنها أنقرة ضد المليشيات الكردية، وعبّر ماس عن مخاوف بلاده والاتحاد الأوروبي من "العواقب السلبية لهذا الهجوم، والتي قد تصل إلى تعاظم نفوذ تنظيم "داعش" في سوريا مرة أخرى" وذلك "رغم تفهم المصالح الأمنية التركية".
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua
لم يتمكن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من التوصل إلى أي خطوات بشأن العملية العسكرية في الاجتماع الذي انعقد أمس الخميس، بيدْ أن التوقعات برسم خارطة طريق دولية كانت منخفضة قبل الاجتماع نظراً لانقسام المجلس منذ عدة سنوات، لا سيما حول قضايا الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/dpa/Xinhua/L. Muzi
أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "قلقه البالغ" إزاء استمرار الهجوم التركي، مضيفاً في مؤتمر صحافي في كوبنهاغن: "في الوقت الراهن، ما علينا القيام به هو التأكد من نزع فتيل التصعيد. أي حل للنزاع يجب أن يحترم سيادة الأرض ووحدة سوريا". ج.أ