1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كرة القدم النسائية ..محاولة للمساواة بين قدرات الرجل والمرأة

١١ يوليو ٢٠١١

بالرغم من تأخر إقامة أول بطولة لكرة القدم النسائية عن نظيرتها الرجالية بحوالي ستة عقود من الزمان، إلا أن هذا الفارق الزمني لم يمنع هذه البطولة من ترك بصمة رائعة في العقدين الماضيين، والفوز بشعبية واسعة في أنحاء العالم.

صورة من: picture-alliance/dpa

"أتمنى لبطولة كأس العالم النسائية الذتي تستضيفها بلادي لأول مرة نجاحا كبيرا لا يقل عن النجاح الذي حققته البطولة نفسها للرجال عام 2006" ،هذا ما تمنته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للعرس الكروي النسائي الذي تتقام أحداثه حاليا في المانيا وتستمر لغاية الـ17 من شهر يوليو/تموز الجاري. فميركل تعتبر أن كرة القدم النسائية بمثابة خطوة جديدة في طريق المساواة بين المرأة والرجل وتطوير لحقوق المرأة.

وبالرغم من أن عمر بطولة كرة القدم النسائية ليس بالبعيد، إلا أن هناك الكثير من المراقبين الذين يؤكدون على تزايد شعبيتها بشكل واسع في ألمانيا، إذ بلغ عدد المشجعين الذين حضروا المباراة الافتتاحية للبطولة(26 حزيران/يونيو)74 ألف مشجع، وهو أعلى رقم حضور سجلته مباراة كرة قدم للسيدات في أوروبا.

هل نجحت السيدات في جذب اهتمام الرجال لمتابعة مباراتهن؟

وفي حديثها مع دويتشه فيله ترى نيكول (20 عاما) وهي إحدى الفتيات اللواتي يعشقن كرة القدم النسائية أن "ما أنجزه المنتخب الألماني للسيدات منذ انطلاق هذه البطولة عام 1991 حتى الآن هو سبب مهم في تزايد شعبية هذه البطولة"، وتؤكد نيكول في الوقت ذاته على أن هذه الانجازات هي دليل واضح على الموهبة الفائقة التي تتمتع بها لاعبات المنتخب وتصميمهن على مضاهاة الرجال أيضا. وتذكر نيكول انجازات المنتخب بقولها "رغم خروج المنتخب مبكرا هذا العام إلا أنه يجب ألا ننسى أن المنتخب الألماني للسيدات قد شارك في جميع البطولات الخمس الماضية، وحصل على اللقب مرتين متتاليتين وهو إنجاز لم يحققه أي منتخب نسائي آخر حتى الآن".

رغم خروج المنتخب الألماني مبكرا من البطولة هذا العام إلا أن لاعباته حصلن على كأس العالم مرتين متتاليتين عام 2003 و 2007صورة من: picture-alliance/Foto Huebner

وتنضم الشابة الألمانية جوليا (17 عاما)، إلى جانب نيكول في تعلقها الشديد بمتابعة بطولة كرة القدم النسائية وتشرح سبب ذلك بقولها "رحلتي مع كرة القدم بدأت مع بطولة كأس العالم الرجالية عام 2006 فالأجواء الرائعة التي شهدتها ألمانيا آنذاك دفعتني للدخول إلى هذا العالم المثير والتعلق به"، ولم تقتصر في متابعتها على مجريات بطولة 2006 فحسب، بل أصبحت من المتتبعات الشغوفات بمعرفة أخبار عالم كرة القدم في جميع أنحاء العالم.

ورغم التزايد الملحوظ في شعبية رياضة كرة القدم بين صفوف الفتيات الألمانيات، إلا أن الشابة ريتا(25 عاماا)، ترى أن هناك فرق شاسع بين الأجواء التي عاشتها ألمانيا عام 2006 في بطولة كأس العالم للرجال والأجواء التي تعيشها ألمانيا حاليا باستضافة بطولة كأس العالم النسائية وتستطرد قائلة "لم أتذكر يوما أن أنني عشت أجواء فرح جميلة كتلك التي عشتها عام 2006 ، إذ انتشرت شاشات كبيرة منصوبة في كل المدن الألمانية، وزينت واجهات البيوت بأعلام مختلفة، وجوه بشوشة، وروح وطنية عالية لم أشعربها من قبل، وكل هذه الأمور لم نشعر بها أثناء البطولة النسائية(الحالية)".

ويوافق ماتيس ريتا في رأيها مبررا ذلك بقوله "قد يكون للإعلام دورا مهما في ذلك"، أما فيليب فيرى الأمر بطريقة مختلفة "دخول الفتيات إلى عالم كرة القدم لايزال حديثا، ولم تتمكن النساء حتى الآن من جذب الرجال لمتابعة مباراتهن".

"التركيبة الأنثوية لا تتناسب مع رياضة كرة القدم"

تصميم على مضاهاة الرجال وإثبات أنفسهن في عالم كرة القدمصورة من: AP

أما على صعيد العالم العربي فيؤكد محمد البنهاوي المسئول الرياضي في جريدة الشروق المصرية أن الاهتمام بكرة القدم النسائية في مصر مقارنة بالعالم الغربي "لا تزال غارقة في سبات عميق". ويشرح محمد سبب ذلك بقوله "لم تلق كرة القدم النسائية أي دعم مادي أو إعلامي ويعود سبب ذلك إلى نظرة المجتمع الشرقي للمرأة على أنها مخلوق لطيف وغير قادرة على مضاهاة الرجال في الرياضات العنيفة ككرة القدم، رغم تقبل وجودها في رياضات أخرى ككرة المضرب(التنس) مثلاً".

ويوافق عبد الكبير العلوي المدرب السابق للمنتخب النسوي المغربي محمد في رأيه، ويتذكر عبد الكبير الصعوبات التي اعترضت اتحاد كرة القدم المغربي في تشكيل المنتخب النسوي الذي أسس عام 1997 بقوله " قمنا بجولات عديدة في مختلف المدن المغربية من أجل تشجيع الفتيات للالتحاق بنوادي تدريب كرة القدم، إلا أن المجتمع المغربي كان يرى أن هذه الرياضة يجب أن تبقى حكرا على الرجال".

هل لاعبات كرة القدم "مسترجلات"؟

وبرغم ضيق النظرإلى قدرات الفتيات على اقتحام عالم كرة القدم، إلا أن ذلك لم يكن عائقا أمام بعض الشابات العربيات من دخولهن هذا العالم.فلارا شابة لبنانية وتلعب ضمن صفوف المنتخب اللبناني وتشرح سبب انتسابها للمنتخب قائلة "كان والدي يلعب في المنتخب اللبناني وتشجيعنا الدائم له جعلني أعشق كرة القدم منذ الطفولة". أما الشابة الفلسطينية أسيل، فرحلتها في عالم كرة القدم لم تتجاوز الـ4 سنوات، وترى أن متعة اللعب هو شيء لا يمكن وصفه "أتمنى أن أصبح من المحترفات لكي نتمكن من المنافسة على المستوى الدولي".

فاتمير بايرامي لاعبة خط الوسط في المنتخب الألماني للسيدات...أنوثة وتألق في عالم كرة القدم في آن واحدصورة من: picture-alliance/ dpa

وهنا يرى مدرب كرة القدم اللبناني جو خوري أن حلم أسيل في الوصول إلى الاحتراف مرتبط بمدى ثقة الفتيات بأنفسهن ومهارتهن و" ألا تؤثر الصور النمطية التي قد تطلق على الفتيات اللواتي يلعبن كرة القدم كمثلا بأنهن مسترجلات وغير ذلك على طموحهن في الوصول إلى الاحتراف". وهو ماتراه لارا أيضا " ممارستي لكرة القدم لا يعني التخلي عن أنوثتي. فكرة القدم تبقى رياضة عادية شأنها كشأن الكثير من الرياضات الأخرى".

دالين صلاحية

مراجعة:هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW