تتقابل أسبوعيا في بيروت فرق كرة قدم من مخيمات اللاجئين المحلية في إطار "بطولة المخيمات". ولم يعد هناك دوري فلسطيني محض كما كان أثناء التأسيس قبل 13 عاما.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Lopez
إعلان
في مساء يوم الأحد، أجواء الغروب تعم بيروت. وفي ملاعب كرة القدم على طرف متنزه المدينة الذي يفصلهاطريق سريع عن مخيم شاتيلا للاجئين تشتعل الأنوار الغامرة. وعلى هامش الملعب الكبير الوحيد ينشر رجل القميص البرتقالي لنادي الكرمل على الأرض ويسجد على ركبتيه، إنه يصلي. والقميص على العشب هو "سجادة". ثم ارتدى بعدها القميص ليصبح لاعب كرة قدم. إنه مستعد لخوض مباراة الأحد في إطار "بطولة المخيمات".
أكثر من عشرة فرق
منذ 2004 تُنظم هذه البطولة للمخيمات الفلسطينية في بيروت. وفي البداية كانت تشارك ست فرق. " الآن نحن أكثر من اثنى عشر. فرق من شاتيلا وصابرا وبرج البراجنة"، يعدد طارق المخيمات التي تأتي منها الفرق. طارق هو مدرب نادي الكرمل من شاتيلا، منذ أكثر من 20 عاما. ويقول مبتسما "رأيتهم جميعا كيف كبروا" في إشارة إلى الرجال والشباب حوله مثل معتز (18 عاما) المولود في شاتيلا والذي يعمل كسائق شاحنة، ومحمد (18 عاما) المولود أيضا في مخيم شاتيلا ويدرس حاليا في مدرسة للطبخ، وعمر الذي لا يريد الكشف عن عمره ولا عن عمله، لكن الكرة هي حياته، كما يقول، والآخرون يؤيدونه في ذلك.
أطفال بين الهرب وكرة القدمصورة من: DW/Goethe-Institut
حلم الإحتراف تبخر
وحتى الشاب القوي الذي يلبس قفازات حارس المرمى يوافق على ذلك الرأي، وهو غير مولود في شاتيلا. وطارق لم يشهد تقدمه في السن. "حارسنا يأتي من سوريا من الرقة"، يقول طارق، ويترجم من الإنجليزية ما يقوله الآن حارس المرمى إلى العربية. كشاب كان يحلم بشق مشوار احترافي في دوري الدرجة الأولى. لكن الحرب تفجرت، وجاء تنظيم "داعش". كرة القدم في الرقة؟ محمد يضحك في مرارة. والآن هو يسكن في شقة على هامش شاتيلا، ويعمل في البناء. والأحد يلعب كرة القدم.
فلسطينيون وسوريون يلعبون معا
بطولة المخيمات الفلسطينية تحولت في السنوات الأخيرة إلى منافسة سورية فلسطينية. خمسة سوريين يلعبون بانتظام في نادي كرمل الذي يدربه طارق. وحتى بعض الفرق الأخرى ضمت إليها سوريين. "كل شيء يمر في سلام. نحن نعيش مع بعض في المخيمات. نحن نحب كرة القدم، ونلعب معا"، يقول طارق. وحسب رأيه لا توجد فرق سورية كاملة. ولكن هذا يبقى فقط مسألة وقت.
مثل بيت النحل
ومنذ الآن يدور الجدل حول ما إذا كانت شاتيلا مخيما فلسطينيا أم سوريا. فإلى نحو 23.000 فلسطيني انضاف منذ القمع العنيف للثورة عدد كبير من الناس من البلد المجاور، ليصبح عدد سكان المخيم يُقدر ب 50.000 شخص. فالمخيم يُعتبر مدينة صغيرة تتزاحم فيها البيوت على مساحة ضيقة. والطوابق تشبه بيت النحل.
الرياضة
كرة القدم في الشوارع غير ممكنة في هذا الضيق. والمنظمة غير الحكومية الدنماركية " Game Lebanon " تنظم مرة واحدة في الأسبوع منافسة كروية في الشوارع في شاتيلا. وعلى الأقل يوجد ملعب صغير يقع خلف سياج عالٍ، والمدخل مؤمن من خلال قفل دراجة هوائية. ووضعه جيد: عشب اصطناعي جيد، والخطوط المرسومة على الأرض تتماشى مع معايير الفيفا، والمرمى يبدو مستقرا. كما توجد إنارة غامرة. ولا أحد يلعب هنا، إلا في المساء، كما يقول محمد الذي فتح لنا باب الملعب.
شغف كرة القدمصورة من: picture-alliance/dpa/M. Brandt
"هذا هو لبنان"
"يجب دفع بعض المال، 20 دولارا للساعة الواحدة. وبعدها يمكن لك اللعب هناك"، يقول مدرب نادي الكرمل طارق الذي أضاف:" الملعب الصغير في المخيم لا يمكن لنا حجزه إلا مرة واحدة في الأسبوع، ساعة لفريق الأطفال، وساعة أخرى لفريق الرجال. ثم نلعب بخمسة لاعبين وحارس مرمى ضد بعضنا البعض". ويؤكد بالقول:" إنه باهض الثمن". الملعب تديره المدينة، وهي تفرض رسوما. "هذا هو لبنان"، يقول طارق.
وهذا شيء غير معقول. المنظمات غير الحكومية تمول الأنشطة الرياضية للأطفال والشباب في المخيمات. والملعب الصغير الجميل يحيط به حاجز لدفع الرسوم. والمدرسة التابعة للمنظمة غير الحكومية السورية "بسمة وزيتونة" التي تضم 700 طفل تتم فيها الدروس في فوجين، وهي تتوفر في الطابق الأول على ساحة رياضة صغيرة، لأن الملعب الرياضي بقربهم مكلف جدا بالنسبة إليهم.
إنارة غامرة في كل الأماكن
وعلى كل حال يقدر السكان القدامى في المخيم وحتى الوافدون الجدد على التفاهم فيما بينهم. ففي كل يوم أحد يمكن لهم استخدام الحقل الكبير أمام المخيم لخوض " بطولة المخيمات". "المكان بلا رسوم. ونحن نتفاهم جيدا مع اللبنانيين"، يقول طارق. وتوجد حقول صغيرة بالقرب من الملعب الكبير. وكل الأماكن بها إنارة غامرة. فرق لبنانية ولاجئون من آسيا وإفريقيا يلعبون مع بعضهم البعض هنا. إنهم ينظمون يوميا "بطولة عالمية صغيرة": وتعج الأماكن بنسخ أو صور من ميسي ورونالد ونايمار، ويوجد أحيانا قميص لشفاينشتايغر. وفي بطولة المخيمات الفلسطينية السورية يوجد نظام لباس آخر. فكل فريق له قميصه الخاص. وهذا يخدم التكاتف والانتماء.
توم موستروف/ م.أ.م
صورهزت العالم- مأساة اللاجئين ورحلة الهروب إلى أوروبا
انتشرت في عامي 2015 و2016 صور مأوساوية عن رحلات الهروب إلى أوروبا. هذه الصور هزت الرأي العام العالمي. لم يحدث من قبل أن تم توثيق هذه المعاناة كما هو الحال اليوم.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
في عامي 2015 و2016 حاول ملايين الأشخاص الوصول إلى غربي أوروبا من اليونان أو من تركيا عبر طريق البلقان سيرا على الأقدام عبر مقدونيا وصريبا ومن ثم المجر. وتم إيقاف تدفق اللاجئين بعد إغلاق "طريق البلقان" رسميا وإغلاق العديد من الدول حدودها. وحاليا يأتي معظم اللاجئين عبر البحرالأبيض المتوسط الخطير من ليبيا نحو أوروبا.
صورة من: Getty Images/J. Mitchell
هزت هذه الصورة العالم بأكمله. على أحد الشواطئ التركية تم العثور على جثة الطفل أيلان الكردي ذي الـ3 سنوات. وكان ذلك في أيلول/ سبتمبر 2015. انتشرت هذه الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي وأصبحت رمزا لأزمة اللاجئين السوريين. وكان من غير الممكن لأوروبا إغفال الأمر أكثر من ذلك.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/DHA
بعد أن علم اللاجئون أن طريق الهروب إلى أوروبا لن يبقى مفتوحا لفترة طويلة. حاول آلاف اللاجئين الصعود إلى القطارات والحافلات المزدحمة في كرواتيا. ب بعد فترة وجيزة أغلقت كرواتيا أبوابها وكان ذلك في أكتوبر/تشرين الأول 2015، وبالمقابل تم إنشاء حاويات لاحتجاز اللاجئين طيلة فترة تسير إجراءات اللجوء.
صورة من: Getty Images/J. J. Mitchell
ضجة إعلامية واسعة أثارتها المصورة المجرية، حين ركلت لاجئا سوريا، عندما كان يحاول تجاوز حواجز الشرطة في منطقة روتسيغع بالقرب من الحدود المجرية حاملا معه طفله الصغير. وكان ذلك في سبتمبر/أيلول 2015. حتى في ألمانيا شهدت مراكز استقبال اللاجئين هجمات عدة من قبل أشخاص معادين للأجانب.
صورة من: Reuters/M. Djurica
إغلاق طريق البلقان رسميا عام 2016 أدى إلى تصاعد أعمال الشغب على المراكز الحدودية، ما أدى إلى صدامات حادة بين اللاجئين ورجال الشرطة. فقد حاول كثيرون عبور الحدود اليونانية المقدونية بعد فترة وجيزة من إغلاقها.
صورة من: Reuters/AP/World Press Photo Foundation/V. Ghirda
طفل مصاب تغطي وجهه الغبار والدم. صدمت صورة الطفل عمران من مدينة حلب الرأي العام. وفي عام 2016 كانت رمزا للحرب الأهلية البشعة والأوضاع البائسة التي يعيشها السكان المدنيون. بعد عام انتشرت عبر شبكة الانترنيت، صور جديدة للطفل تظهر عليها ملامح البهجة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Aleppo Media Center
لاجئ سوري يحمل طفلته تحت المطر على الحدود اليونانية المقدونية في إيدوميني، وكان يأمل لعائلته العيش في أمان في أوروبا. بعد تطبيق اتفاقية دبلن، ينبغي تقديم اللجوء في البلد الاوروبي الأول الذي يصل إليه اللاجئ. لذا يتم مؤخرا إعادة الكثير من اللاجئين، علما ان إيطاليا واليونان تتحملان أعباء كثيرة.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
مازالت ألمانيا هي البلد الأوروبي الأول للاجئين. على الرغم من أنه وبسبب تدفق اللاجئين الكبير، أصبحت السياسة المتعلقة بااللاجئين وطلبات اللجوء أكثر تشددا. في أوروبا كانت ألمانيا هي البلد الأكثر استقبالا للاجئين. إذ وصل عدد اللاجئين الذين استقبلتهم ألمانيا عام 2015 إلى 1.1 مليون. لتصبح المستشارة أنغيلا ميركل أيقونة بالنسبة لكثير من اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
في شمال فرنسا تمت إزالة مخيم كاليه سيء السمعة. وأثناء إخلائه تعرض المخيم للحريق وكان ذلك في (أكتوبر/ تشرين الأول 2016). وتم توزيع ما يقرب 6500 لاجئ على مراكز استقبال أخرى. بعد ستة أشهر أظهر تقرير أصدرته منظمات إغاثية أن الكثير من اللاجئين القاصرين يعيشون بلا مأوى في المنطقة المجاورة لكاليه.
صورة من: picture-alliance/dpa/E. Laurent
تواصل سفن الإنقاذ المدنية والحكومية عملياتها باستمرار. وبالرغم من المخاطر التي يتعرض لها اللاجئون الذين فروا من الحرب والفقر في بلادهم، فإن حلمهم بمستقبل أفضل في أوروبا، يجعلهم يخاطرون بأرواحهم. إذ كثيرا ما تغرق السفن المطاطية المكتظة بالمهاجرين في البحر. ففي عام 2017 غرق 1800 شخص. بينما كان عددهم في أيلول/ سبتمبر 2016 أكثر من 5000.
صورة من: picture alliance/AP Photo/E. Morenatti
عشرات آلاف اللاجئين من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والشرق الأوسط ينتظرون في مخيمات ليبية ومراكز احتجاز العبور إلى أوروبا. يسيطر مهربو البشر على الوضع هنك ويتحكمون باللاجئين، علما أن اوضاع المخيمات كارثية حسب تحذيرات الأمم المتحدة، لكن هذا لا يؤثر على حلم المهاجرين بمستقبل أفضل في أوروبا. المصدر: مهاجر نيوز - 2017
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac