كرزاي رئيسا لأفغانستان بعد إلغاء الدورة الثانية من الانتخابات
٢ نوفمبر ٢٠٠٩أعلنت "اللجنة الانتخابية المستقلة" اليوم (الاثنين، 2 نوفمبر/ تشرين ثان)، فوز الرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي في الانتخابات الرئاسية. وجاء هذا التطور بعد إعلان منافسه الوحيد في الدورة الانتخابية الثانية عبدالله عبدالله يوم أمس الأحد انسحابه من السباق. وقد برر عبد الله قراره بتخوفاته من تجدد عمليات التزوير في الدورة الثانية. ويذكر أن اللجنة الانتخابية سبق وأن أعلنت في أول رد فعل لها تمسكها بإجراء جولة ثانية ولو بمرشح وحيد، قبل أن تتراجع عن ذلك وتعلن اليوم رسميا وبشكل نهائي حميد كرزاي رئيسا لأفغانستان.
فيسترفيله: "على كرزاي أن يكون رئيسا لكل الأفغان"
وفي أول رد فعل له على فوز كرزاي، قال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله، الذي يقوم حاليا بزيارة إلى باريس: " إننا نفترض أن هذا القرار يتوافق مع مقتضيات الدستور الأفغاني والقانون الانتخابي الجاري به العمل". ودعا الوزير الألماني كرزاي لأن يكون "رئيسا لكل الأفغان"، معبرا عن رغبة برلين في مواصلة تعاونها ودعمها للشعب الأفغاني.
وقد هنأ فيسترفيله ونظيره الفرنسي بيرنار كوشنير رسميا كرزاي بفوزه، إلا أنهما دعاه إلى المصالحة مع خصومه السياسيين، وكذا العمل على تحقيق الأمن ومحاربة الفساد.
وفي سياق متصل أعلنت الحكومة الألمانية اليوم أن محادثات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الأمريكي باراك أوباما هذا الأسبوع في الولايات المتحدة ستتناول تطورات الوضع في أفغانستان، بما في ذلك "قضية الإستراتيجية المقبلة بالنسبة لأفغانستان".
هذا وإلى جانب برلين وباريس هنأت كل الولايات المتحدة وبريطانيا وباكستان وعدد من الدول الأخرى المعنية بأفغانستان حميد كرزاي رسميا بفوزه.
فوز... قد يفتح أزمة شرعية
وتجدر الإشارة إلى أن جهات دولية كثيرة عارضت بشدة فكرة خوض كرزاي الانتخابات كمرشح وحيد. وقال دبلوماسي غربي لوكالة الأنباء الألمانية ( د ب أ) رفض الكشف عن هويته: إنه من "المضحك دفع الأموال والمخاطرة بحياة الناس من أجل انتخابات ذات نتيجة معروفة".
ويضع الدستور الأفغاني إطارا واضحا لشروط إجراء دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية، وذلك حينما يفشل أحد المرشحين بالفوز بأغلبية مطلقة، إلا أنه لا يوجد أي بند في الدستور يحدد الخطوات التي يجب إتباعها في حال انسحاب أحد مرشحي الدورة الثانية نهائيا من السباق.
بان كي مون يرحب
وفي سياق متصل سارع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي يزور كابول حاليا، إلى تهنئة كرزاي بإعادة انتخابه لولاية ثانية وقال: "ارحب بالقرار الذي اتخذته اليوم اللجنة الانتخابية المستقلة وأهنىء الرئيس كرزاي". وأضاف أن "العملية الانتخابية كانت صعبة بالنسبة إلى أفغانستان وينبغي أخذ دروس منها. إن أفغانستان تواجه حاليا تحديات كبيرة". ويشير الأمين العام الأممي بذلك إلى عمليات التزوير واسعة النطاق التي عرفتها الدورة الأولى وهو ما ألقى بظلال من الشك على نزاهة وشرعية العملية الانتخابية برمتها.
ويصف عدد من المراقبين شرعية كرزاي بالضعيفة، بسبب حجم التزوير الذي شهدته الدورة الأولى. ولتعزيز نظامه الضعيف، قد يسعى كرزاي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتعاون مع عبدالله، وهي الفكرة التي روجتها الدول الغربية في الأسابيع الماضية.
(ح.ز/ د ب أ/ روترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي