أُصيبت سلحفاة صغيرة بعدة كسور في قائمتيها الخلفيتين، فلجأت حديقة حيوانات ميريلاند الأمريكية إلى صناعة كرسي متحرك خصيصاً لها من قطع الليغو، لمساعدتها على الحركة والتجول وتناول الطعام، حتى تماثلها للشفاء.
إعلان
في حديقة حيوانات ميريلاند في بالتيمور الأمريكية، تعيش سلحفاة حالياً بوسيلة تنقل غير عادية، فقد صنع العاملون في الحديقة كرسياً متحركاً للسلحفاة التي عثر عليها أحد العاملين في الحديقة مصابة بكسور في قوقعتها وقائميها الخلفيتين، فيما لم يتضح بعد سبب هذه الإصابة، كما كتب موقع "شبيغل" الألماني.
وكان الأطباء البيطريون في الحديقة على وشك إراحة هذه السلحفاة المسكينة بالقتل الرحيم لصعوبة حركتها، لكن أحدهم توصل إلى فكرة رفع الجزء السفلي منها بكرسي متحرك مصنوع من قطع "الليغو"، ما تطلب إجراء عملية جراحية لتثبيت صفائح حديدة داخل جسمها لتعويض الأجزاء المفقودة من القوقعة.
وينقل الموقع الألماني عن غاريتس فريس، أحد الأطباء البيطرين في الحديقة، قوله: "من أجل أن تُشفى الكسور، يجب ألا يرتطم الجزء الأسفل من قوقعتها الأرض. لكن لا توجد كراس متحركة للسلاحف".
ونجح العاملون في وضع مخطط للكرسي المتحرك الصغير الذي أنقذ السلحفاة من الموت. عن هذا يقول فريس: "أرسلت المخطط إلى إحدى صديقاتي وكانت مولعة بتركيب الأشكال من قطع الليغو".
وبعد أسابيع قليلة بات كرسيها المتحرك جاهزاً. ويغطي الهيكل قوقعة السلحفاة الصغيرة التي يقرب حجمها من حجم ثمرة كريب فروت. وتم تثبته على الجزء العلوي من القوقعة بواسطة مادة لاصقة، يستخدمها السباكون في العداة.
يقول فريس: "وبهذا باتت القوقعة مرفوعة عن الأرض وبإمكان السلحفاة التحرك بسهولة اعتماداً على قائمتيها الأماميتين"، كما يمكنها مثل جميع السلاحف أن تدخل رأسها في القوقعة إذا ما تطلب الأمر.
ومن المتوقع أن تستخدم السلحفاة كرسيها المتحرك لبعض الوقت لأن جراحها تحتاج إلى مدة طويلة للتماثل للشفاء، وقد تبقى فيه حتى الربيع المقبل.
ع.غ/ع.ج.م
العالم يحتفل بعيد السلحفاة
تعد السلحفاة من أقدم المخلوقات في الأرض ويحتفل بها العالم سنوياً. لكن مناسبة الاحتفال ليست سعيدة تماماً، فما الذي يجعل السلحفاة متميزة ويحتفل العالم بها دون بقية الزواحف؟
صورة من: picture-alliance/robertharding/J. Alexander
يعتقد أن السلحفاة من أقدم أنواع الحيوانات التي ما زالت مستمرة في العيش على سطح الأرض. ووجدت أول آثار للسلحفاة البرية قبل نحو 200 مليون سنة، فيما يعتقد أن السلحفاة البحرية أحدث منها في الأرض ويبلغ عمرها 150 مليون عام.
صورة من: picture-alliance/ZUMA/Palm Beach Post/L. Waters
تتميز السلحفاة بجلدها المقوى بحراشيف قرنية ويمكنها العيش رغم مختلف الظروف المناخية ولا تتأثر كثيراً بالكوارث الطبيعية. عدوها الوحيد يبقى الإنسان. وكانت السلحفاة تقدم قديماً كوجبة طعام رئيسية للبحارة، ولغاية اليوم تعد بعض أنواع السلاحف البحرية وجبة مميزة وباهظة الثمن.
صورة من: picture-alliance/All Canada Photos
السلحفاة "لونسوم جورج" كانت آخر سلحفاة من فصيلة سلاحف غالاباغوس وتوفيت في سنة 2012، وحنطت بعد ذلك ووضعت في متحف "تشارلز داروين" في جزر غالاباغوس القريبة من الإكوادور. وعُثر على "لونسوم جورج" (جورج الوحيد) عام 1971 في تلك الجزر وكانت الوحيدة من هذا الصنف آنذاك. في الوقت الراهن، عثر العلماء على 17 سلحفاة أخرى من نفس النوع في الجزر.
صورة من: picture-alliance/dpa
عاشت السلحفاة "لونسوم جورج" مائة عام وبلغ وزنها قبل وفاتها 90 كيلوغراماً. أما سلحفاة "إزميرالدا" الظاهرة في الصورة فيعتقد أنها أكبر السلاحف عمراً في العالم ويقدر عمرها بمائتي عام. تعيش "إزميرالدا" في جزيرة بيرد التابعة لجزر سيشل ويبلغ وزنها أكثر من 400 كيلوغرام.
صورة من: Wikipedia/Tribalninja
أما سلحفاة "تيموثي ذه تورتويس" فلها حياة مثيرة خلدتها. ولدت هذه السلحفاة في سنة 1844 تقريباً، وفي سنة 1854 وجدها القبطان جون كورتيني إيفارد على متن سفينة برتغالية استولت عليها القوات البريطانية. وبقيت السلحفاة ترافق السفن الحربية البريطانية لغاية سنة 1892. عاشت هذه السلحفاة لغاية سنة 2004 في "حديقة الزهور" التابعة لقصر بودرهام القريب من مدينة إكسيتر البريطانية.
صورة من: gemeinfrei
سلحفاة المستنقعات الأوروبية تعيش في ألمانيا أيضاً ولا تعمر طويلاً مثل بقية أنواع السلاحف، لكنها السلحفاة الوحيدة التي تعيش في غابات وسط أوروبا. هذا النوع من السلاحف مدرج على قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض في ألمانيا والنمسا وسويسرا، وحصل على لقب حيوان العام سنة 2015 في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Robert Schlesinger
سلاحف جزر غالاباغوس وجزر سيشل يصل طولها إلى أكثر من متر. أما سلحفاة البحر، مثل سلحفاة البحر الجلدية الظاهرة في الصورة، فيصل طولها إلى 2.5 متر ويصل وزنها إلى 900 كيلوغرام. أما اصغر السلاحف فهي ذكور سلاحف أمريكا الجنوبية التي يصل طولها إلى ثمانية سنتيمترات فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP Photo/D.McFadden
رغم الاعتقاد السائد بأن السلاحف بطيئة جداً، إلا أن السلحفاة يمكنها السباحة في الماء بسرعة كبيرة تصل إلى 35 كيلومتراً في الساعة. أطفال السلحفاة خاصة يمكنها العوم بسرعة كبيرة. أما السلحفاة البرية فيمكنها الزحف بسرعة يمكن وصفها بالبطيئة وتتراوح بين 0.21 و0.48 كيلومتراً في الساعة.
صورة من: picture-alliance/Photoshot
يحتفل العالم سنوياً باليوم العالمي للسلحفاة منذ عام 2000، وذلك بسبب تعرض بعض أنواع السلاحف إلى الانقراض. واستطاعت السلاحف البقاء ملايين السنين، لكن الإنسان بدأ يضايقها في العيش على سطح الأرض. ويقول كولن ليمبوس، خبير حياة البحار في أستراليا، لـDW إن "حياة السلاحف في المستقبل تعتمد على ما يوفر لها البشر".