وسط مخاوف من اتساع نطاق الأزمة المالية، قال بنك كريدي سويس السويسري إنه سيقترض نحو 54 مليار دولار من البنك المركزي السويسري بعد فترة قصيرة من تراجع سعر سهمه إلى مستوى قياسي.
إعلان
أعلن بنك كريدي سويس السويسري المتعثر عزمه اقتراض ما يصل إلى 50 مليار فرنك (54 مليار دولار) من البنك المركزي السويسري لتعزيز مجموعته بعد وقت قصير من تراجع سعر سهمه إلى مستوى قياسي منخفض.
وقال كريدي سويس في بيان نشر في الساعات الأولى من صباح اليوم إن "كريدي سويس يتخذ تحركاً حاسماً لتعزيز سيولته النقدية بشكل احترازي، باعتزامه ممارسة خيار الاقتراض من البنك المركزي السويسري بما يصل إلى 50 مليار فرنك وفق آلية القرض المغطى بالإضافة إلى آلية سيولة قصيرة الأجل".
وأضاف البيان أن "كريدي سويس يعلن أيضاً عن عروض من شركة كريدي سويس إنترناشونال لإعادة شراء بعض سندات الدين الرئيسية للحصول على سيولة بنحو 3 مليارات فرنك".
تعهد بتوفير السيولة المالية
جاء هذا الكشف بعد ساعات فقط من إعلان البنك الوطني السويسري أن مستويات رأس المال والسيولة لدى كريدي سويس كافية، مع تعهده بتوفير السيولة إذا لزم الأمر.
ويكافح بنك كريدي سويس لاستعادة ثقة المستثمرين بعد إعلان أحد كبار المساهمين استبعاد زيادة حصته مما أدى إلى تزايد فوضى سوق المال التي بدأت بانهيار مصرفي سيليكون فالي بنكوسيغنتشر بنك.
وتراجع سهم كريدي سويس الذي تعرض سابقا لسلسلة من الفضائح أكثر من 30 في المئة الأربعاء، وذلك بعدما رفض البنك الأهلي السعودي المساهم الرئيسي فيه تقديم المزيد من المساعدات المالية للعملاق المصرفي السويسري المتعثر ما أدى لتراجع سهم كريدي سويس أمس بنسبة 24.24%.
إلى جانب ذلك، حدثت عمليات سحب هائلة للأموال من قبل العملاء، بما في ذلك في قطاع إدارة الثروات، وهو أحد النشاطات التي يعتزم المصرف إعادة التركيز عليها كجزء من خطة إعادة هيكلة كبرى.
لا مؤشرات على مخاطر مُهددة
وفي محاولة لتهدئة مخاوف السوق، قال البنك المركزي السويسري وهيئة الرقابة على السوق المالية السويسرية مساء أمس إنهما سيدعمان كريدي سويس بالسيولة المطلوبة إذا لزم الأمر، وأضافا أنه لا توجد مؤشرات حالياً على وجود مخاطر تهدد المؤسسات المالية السويسرية بسبب انهيار البنكين الأمريكيين سيليكون فالي بنك وسيجنتشر بنك مؤخراً.
وقال أولريش كورنر الرئيس التنفيذي للمصرف في بيان "تُظهر هذه التدابير إجراءات حاسمة لتعزيز كريدي سويس بينما نواصل تحولنا الاستراتيجي".
وقال مصدر مطلع أمس إن كريدي سويس جروب طلب من البنك المركزي في سويسرا وهيئة الرقابة على السوق المالية إصدار بيان يعلن فيه دعمه للبنك.
تأثير الدومينو؟
وشهدت القيمة السوقية لمصرف كريدي سويس انخفاضا شديداً هذا الأسبوع بسبب مخاوف من انتقال عدوى انهيار مصرفين أميركيين بالإضافة إلى تقريره السنوي الذي أشار إلى "نقاط ضعف جوهرية". وسجّل المصرف خسارة صافية مقدارها 7.3 مليارات فرنك سويسري (7.8 مليارات دولار) لسنة 2022 المالية.
وفي التقرير السنوي للعام الماضي، قال البنك السويسري إن رقابته الداخلية على إعداد التقارير المالية حتى 31 كانون الأول/ديسمبر الماضي و31 كانون الأول/ديسمبر قبل الماضي لم تكن فعالة. وأرجأ كريدي سويس نشر التقارير المالية للعام الماضي والتي كان مقرراً نشرها في 31 كانون الأول/ديسمبر، وذلك عقب دعوة من هيئة الأوراق المالية والتداول الأمريكية
ع.ح./ا.ف. (أ ف ب ، د ب أ)
بالصور: ألمانيا تفتح أبواب المخبأ السري لمليارات الطوارئ!
أيام الحرب االباردة، بنى البنك المركزي الألماني ملجأ حصينا وخبأ فيه المليارات من عملة طوارئ بديلة. الموقع كان سريا جدا، في بلدة صغيرة، بحيث الجيران المباشرين لم يعرفوا بأمره. واليوم أصبح المكان متحفا مفتوحا أمام الجمهور.
صورة من: Ina Fassbender/AFP
تمويه المدخل
ينى البنك المركزي لجمهورية ألمانيا الاتحادية (ألمانيا الغربية) بين عامي 1962 و1964 ملجأ حصينا جدا على مساحة تقدر بنحو 8700 متر مربع في بلدة كوخم الصغير بولاية راينلاند بفالتس. الملجا من الخارج كان يبدو وكأنه مدرسة ومكان للتنزه. صحيح أن أهل البلدة كانوا يعرفون أن هناك ملجأ محصنا في المكان، لكن حتى الجيران الملاصقين له لم يعرفوا ماذا يحتوي.
صورة من: Jürgen Fromme/augenklick/firo Sportphoto/picture alliance
على عمق 30 مترا تحت الأرض
وتم اختيار موقع الملجأ عن دراية، حيث كان يعتقد أن وادي نهر "موزيل" يمكن أن يصمد أمام الارتدادات التي قد تنتج عن ضربة نووية. ففي هذا المكان السري جدا تم تخزين 15 مليار مارك ألماني، كعملة طوارئ بديلة.
صورة من: Ina Fassbender/AFP
عملة طوارئ بديلة
خلال الحرب الباردة، كانت حكومة جمهورية ألمانيا الاتحادية (الغربية) في بون، تخشى من أن يتم تهريب كميات كبيرة من العملة المزيفة إلى البلاد. والنتائج ستكون حينها كارثية: فإذا انعدمت الثقة بالمارك الألماني، سينهار اقتصاد البلاد. لذلك تم اتخاذ قرار بطباعة عملة بديلة وتخزينها في هذا الملجأ.
صورة من: Ina Fassbender/AFP
أبواب حديدية مصفحة وثقيلة جدا
الغرفة التي تم تخزين العملة فيها (الخزنة)، كان مسموحا لأشخاص قليلين جدا من البنك المركزي بالدخول إليها. الأرقام والمفاتيح السرية كانت مخبأة في مدينة فرانكفورت. ومن أجل حماية هذا المكان تم وضع حساسات في الجدران تعمل حين تحدث ضجة أو يقع اهتزاز، ولدى إنطلاق جرس الإنذار نتيجة ذلك كانت الشرطة المحلية تعرف بذلك مباشرة، ولكن من دون أن تعرف ماذا يوجد في هذا المخبأ!
صورة من: Ina Fassbender/AFP
صناديق العملة البديلة
تم طباعة نحو 15 مليار مارك ألماني من العملة البديلة على شكل نقود ورقية من فئه 10 و20 و50 و100 مارك وتخزينها في صناديق بالملجأ. وكان مخططا أن يتم سحب العملة القديمة في حال حدوث أزمة طارئة، واستبدالها بهذه العملة فورا. وكان موظفو البنك المركزي يفحصون كل ثلاثة أشهر حال الصناديق والعملة التي بداخلها.
صورة من: Ina Fassbender/AFP
تقنية قديمة من عصر آخر
لم تكن العملة فقط مخبأة في الملجأ، وإنما كان يمكن الإقامة فيه لمدة أسبوعين بأمان في حال حدوث هجوم نووي. حيث كان هناك اتصال لاسلكي مباشر مع وزراة الداخلية الاتحادية في العاصمة بون، ومحركات ديزل لتوليد الكهرباء و18 ألف لتر من الوقود وخزان لمياه الشرب بسعة 40 ألف لتر.
صورة من: Ina Fassbender/AFP
مكان لحماية الأشخاص أيضا
في حالة الطوارئ كان هناك مكان لحماية 80 شخصا أيضا في الملجأ، مع غرف للنوم وأخرى للعمل وفلترات لتنقية الهواء. لكن ليس هناك معلومات حول الأشخاص الثمانين، الذين كان يمكن أن يلجأوا إلى هذا المكان في حال حدوث هجوم نووي.
صورة من: Ina Fassbender/AFP
إتلاف عملة الطوارئ عام 1988
في عام 1988 تم اتخاذ قرار بإتلاف العملة البديلة، لأنها لم تعد عصية على التزوير، كما أن نظام الدفع الالكتروني جعل الأوراق النقدية أقل ضرورة. وبعد ذلك بقى الملجأ فارغا حتى عام 2014، حيث بيع لأحد المستثمرين وتم فتحه أمام الجمهور منذ عام 2016، وأصبح متحفا يمكن لأي شخص زيارته. إعداد: فيليب بول/ ع.ج
صورة من: Jürgen Fromme/augenklick/firo Sportphoto/picture alliance