كريستا فولف وروايتها الجديدة"مدينة الملائكة"
٢١ يونيو ٢٠١٠توجه مساء الأربعاء 16 /6 الى أكاديمية الآداب في برلين حشد كبير من الزوار والمهتمين بالأدب لحضور تقديم الرواية الجديدة "مدينة الملائكة"
Stadt der Engel للكاتبة الألمانية كريستا فولف، وكان بين الحضور أصدقاء الكاتبة ورفاق دربها والمعجبون بها. وفاق عدد الحاضرين السبعمائة شخص من مختلف الأعمار والأجيال، تنافسوا على أفضل مكان يمكنهم منه رؤية الكاتبة، التي أتت تتوكأ على عكازين، لكنها تتحدث بكل حيوية الى زميلها الكاتب إنغو شولتسه الذي قدم برنامج الأمسية. وعندما قدم الكتاب قال: "يمكنني أن أذهب إلى حد القول إن نص الرواية يبدو من حيث المظهر وكأنه تقرير سياحي لكنها في الحقيقة ذات نسيج نصي أكثر دقة وظرافة ويقدم نموذجاً للحياة."
لوس أنجلوس "مدينة الملائكة"
ومما لاشك فيه أن كريستا فولف تشعر بالرضا لتصنيف من هذا النوع، فقد استغرقت في كتابة روايتها " مدينة الملائكة" أكثر من عشر سنين، وتدور أحداثها في الفترة التي تلت الانعطاف السياسي في ألمانيا. ومدينة الملائكة التي اختارتها عنوانا لروايتها تقصد بها لوس أنجلوس التي قضت فيها تسعة أشهر بين عامي 1992 و1993 عندما حصلت على منحة دراسية. في تلك السنة كان بيل كلينتون قد أصبح رئيسا للولايات المتحدة ، أما في ألمانيا الشرقية فقد ازدادت وتيرة العنف اليمني المتطرف ضد اللاجئين الأجانب. ووصلت تقارير جهاز أمن الدولة الألماني الشرقي "الشتازي" ضد كريستا إلى الرأي العام.
لكن ما عاشته الكاتبة في تلك الفترة في سانتا مونيكا استحوذ على مشاعرها بشكل دفعها الى تدوين ما تعيشه كما لو كانت تكتب يومياتها، وعندما تتحدث عن ذلك تقول:"عدت الى ألمانيا وأنا أحمل كمية كبيرة من المخطوطات، وانشغلت في البداية بأمور أخرى" لكنها كما تقول كانت تعود في كل مرة من جديد إلى تلك الأشياء التي كتبتها وتعيد تنسيقها وتضيف: "أعتقد أنني لم أكدس قبلا مثل هذه الكم الكبير من الأوراق حولي لدى تأليف أي من كتبي"
رواية استغرقت عشر سنوات
و استغرقت كتابة الرواية وقتا طويلا لتخرج بشكلها النهائي وبهذا النسيج الأدبي، الذي هو عبارة عن سرد للذكريات وتأملات ذاتية وتأمل في مجريات الحياة اليومية، بالإضافة إلى تصوير مراحل من التاريخ الألماني والأمريكي. وخلال قراءة مقاطع من روايتها لمدة ساعة تقريباً كان الجمهور منجذبا، يرهف السمع وتلقف عبارات ستبقى راسخة في ذاكرته. فمن بين العبارات التي قرأتها الكاتبة خلال تلك الأمسية:"هل يمكنك أن تتصور شعورك عندما تقع عيناك في إحدى وثائق المخابرات على أحرف تعني بالنسبة إليك حكماً بالإعدام الأخلاقي؟"
وكانت أجهزة المخابرات الألمانية الشرقية قد تجسست عليها طيلة عشرات السنين وجمعت عنها 42 تقريرا. وقد دفع هذا بعض الحاضرين إلى سؤالها عن سبب بقائها في ألمانيا الشرقية على الرغم من أنه كان بإمكانها عندئذ مغادرة البلاد، وقبل أن تجيب، تمعنت كريستا فولف بالسائل ثم بالجمهور وقالت:" لقد كان هناك عدة أسباب لذلك، أحدها أنني اعتقدت أنه كانت هناك حاجة لي."
تبلغ الكاتبة كريستا فولف واحدا وثمانين عاما من العمر، وعاصرت مراحل عديدة من تاريخ ألمانيا. ولدت في مدينة لاندسبيرج التي تقع حاليا في الجزء الغربي من بولندا. ولدى نهاية الحرب العالمية الثانية هربت أسرتها إلى ألمانيا، واستقرت في منطقة ميكلنبورج في شمال البلاد. وفي السبعينيات من القرن الماضي انتقلت كريستا فولف إلى برلين.
الكاتبة: سيلكا بارتليك/ هبة الله إسماعيل
مراجعة: منى صالح