في أماكن أخرى يشارك اليمينيون الشعبويون في الحكم منذ مدة. وفي ألمانيا اخترق حزب البديل من أجل ألمانيا العزلة للمرة الأولى في ولاية تورينغن. غير أن ذلك أمطر احتجاجات واسعة من مختلف القوى السياسية، لأسباب تاريخية وراهنة.
إعلان
صعود الاشتراكيين القوميين أو النازية في الثلاثينات أدى إلى الحرب العالمية الثانية وإلى الهولوكوست، إنه أسوء انكسار حضاري في تاريخ الانسانية. هذا الإرث الثقيل موجود على كاهل الألمان. والخوف من انتكاسة أخرى لم يختف أبدا ـ لأنه في ألمانيا ما بعد الحرب تمكن مستفيدون سابقون من فترة النازية من تسلق السلم المهني. وهذا ما شجبته حركة الاحتجاج في 1968 التي احتجت لاحقا ضد التمويه والصمت. وثقافة الذكرى الفعلية باتت منذ تلك اللحظة جزءا من مفهوم الدولة. ومع المسيحيين الديمقراطيين، أحد الحزبين الشعبيين الكبيرين في جمهورية ألمانيا التزم المحافظون الألمان بمنع صعود أي حزب على جهة اليمين منهم سياسيا. وتحقق هذا الشيء إلى أن دخل حزب البديل من أجل ألمانيا المنصة السياسية.
منذ عام 2015 ينجح الشعبويون اليمينيون بفرض نفسهم رويدا رويدا، لاسيما في شرق البلاد أصبحت نجاحاتهم الانتخابية كبيرة بحيث أن تشكيل أغلبية ضدهم لم تعد ممكنة إلا من خلال تحالفات واسعة غير معتادة تضم الأحزاب اليسارية. أما الحزبان الشعبيان الكبيران، الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي فيفقدان تأييد الناخبين بقوة.
تورينغن، تورينغن بالتحديد
هذه الولاية التي تضم 2.2 مليون نسمة تثير لذلك هذا النوع من العناوين، لأنه سبق وأن حصل هناك اختراق تاريخي لتابوهات. ففي 1930 تشكلت في تورينغن أول حكومة محلية بمشاركة النازيين. وهذا ما أشار إليه الآن مرشح حزب اليسار الخاسر بودو راميلو. وعلى تويتر استشهد راميلو بكلام أودولف هتلر الذي حقق في 2 فبراير 1930 "أكبر نجاح في تورينغن"، لأنه والكلام للزعيم النازي "بدون مشاركتنا لا يمكن تحقيق أغلبية".
وسبب آخر يتمثل في أن تورينغن تمثل قلعة للراديكاليين داخل حزب البديل من أجل ألمانيا، ما يُسمى "الجناح" القومي الشعبي الذي يترأسه بيورن هوكه. وفي تورينغن تم تأسيس "الجناح" وهو توجه حزبي داخلي يعارض توجها معتدلا لحزب البديل من أجل ألمانيا. وفي الأثناء استولى "الجناح" داخل الحزب على موقع سلطة يجعله يقرر الموظفين والمضامين السياسية. ويصنف جهاز المخابرات الألمانية الجناح كحالة يجب التحقق منها كونها تنطوي على تطلعات يمينية متطرفة.
تقوية الراديكاليين داخل البديل الشعبوي
واستراتيجية جمع الشعبويين اليمينيين في تحالفات مع أحزاب محافظة كالحزب المسيحي الديمقراطي كما حصل في بلدان أوروبية أخرى مثل الدول الإسكندنافية أو مؤخرا النمسا تمت مناقشتها في ألمانيا. لكن الكثيرين فكروا في إطار ذلك بالتعاون مع الفروع الحزبية المعتدلة وليس مع المراكز العليا المتطرفة في حزب البديل. في المدن الكبرى الألمانية الغربية مثل هامبورغ يُعتبر هوكه في حزب البديل من أجل المانيا ورقة حمراء. لكن في خضم ممارسة السلطة الحزبية قد يحقق هوكه مزيد من الصعود. ومن المشكوك فيه أن ينهج حزب البديل من أجل المانيا في تورينغن أسلوبا بناء. فهناك يُذكر باستمرار أن هناك نية لإزاحة الحزب المسيحي الديمقراطي.
ويفيد مراقبون بأن حزب البديل من أجل ألمانيا الشعبوي بات يملك بسبب النجاحات الانتخابية القدرة على تهديد كيان الأحزاب التقليدية في مقدمتها الحزبان المسيحي والاشتراكي.
كاي ألكسندر شولتس/ م.أ.م
وجوه حزب "البديل" المألوفة.. نواب برلمانيون جدد في ألمانيا
حزب "البديل من أجل المانيا" أول حزب يميني شعبوي يدخل البوندستاغ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. يصف بعض خبراء السياسة القياديين في الحزب بتوجهاتهم اليمينية المتطرفة أو اليمينية الأصولية أو الشعبوية، فهل هم كذلك؟
صورة من: Reuters/W. Rattay
زيغبيرت درويتس
كان رئيس حزب البديل في لايبزيغ مثيرا للجدل عام 2016 عندما ذكرت الصحف أن سيارته تحمل لوحة أرقام مكتوب عليها "AH 1818" وهي الأحرف الأولى لأدولف هتلر. أما الأرقام فتمثل الحرف الأول والثامن من الأبجدية، وهي تمثل شفرة تدل على اسم أدولف هتلر بين الجماعات النازية الجديدة.
صورة من: Imago/J. Jeske
سيباستيان مونزنماير
بصفته المرشح الرئيسى لحزب البديل فى راينلاند - بالاتينات، حجز مونزنماير البالغ من العمر 28 عاما مقعدا فى البوندستاغ. وقد تصدر مونزنماير عناوين الصحف في تشرين الأول / أكتوبر الماضي عندما أدين بالاعتداء والشغب في مباراة لكرة القدم. ولكن لأنها تعتبر جنحة بسيطة فإنه لا يزال قادرا على ممارسة ولايته .
صورة من: Imago/S. Ditscher
ألبريشت غلاسر
غلاسر الذى يبلغ من العمر 75 عاما رجل الاتحاد المسيحي الديمقراطي السابق تم اختياره كنائب رئيس البوندستاغ، ولكن أعضاء الأحزاب الأخرى رفضوا الموافقة على ترشيحه. وكان غلاسر قد أشار إلى أنه لا ينبغى للمسلمين أن يتمتعوا بحرية الدين لأن الإسلام يشكل أيديولوجية سياسية على حد قوله. ويرفض النقاد هذا الرأي لأنه يعارض الدستور الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
ماركوس فرونماير
فرونماير هو رئيس منظمة شباب الحزب. كتب الشاب البالغ من العمر 28 عاما في أغسطس / آب 2016 على موقع فيسبوك أن "جيلنا سيعاني أكثر من غيره" بسبب قرار ميركل بـ "إغراق هذا البلد بالبروليتاريا غير المطابقة للمواصفات من أفريقيا والشرق".
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Weißbrod
مارتن رايشاردت
الجندي السابق من ولاية ساكسونيا السفلى أكد في حوار مع أحد الصحفيين أنه ليس لديه مشكلة مع عبارة "ألمانيا للألمان"، وهي غالبا ما تستخدم من قبل الجماعات النازية الجديدة. كما وصف حزب الخضر وحزب اليسار بأنه "عدو دستوري رقم 1"
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Bein
فيلهلم فون غوتبرغ
غوتبرغ البالغ عمره 77 عاما من براندنبورغ كان نائبا لرئيس منظمة المهجرين الألمان من مناطق شرق أوروبا حتى عام 2012. نشرت صحيفة "أوستبريوسنبلات" في عام 2001 أنه وافق على القول بأن المحرقة كانت "أسطورة" و "أداة فعالة لتجريم الألمان وتاريخهم ".
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Brakemeier
جينز مير
في كانون الثاني/يناير، ثار قاضي درسدن ضد "خلق جنسيات مختلطة" في المجتمع والتي "تدمر الهوية الوطنية". كما دعا إلى انهاء "ثقافة الذنب" الألمانية التى تحيط بالجرائم التى قامت بها ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
بياتريكس فون ستورش
نائبة رئيس حزب البديل هي أيضا عضو في البرلمان الأوروبي وهي معروفة بآرائها المحافظة المتشددة. في عام 2016، أجابت بشكل إيجابي على مستخدم الفيسبوك الذي سألها ما إذا كان ينبغي استخدام القوة المسلحة لمنع دخول النساء مع الأطفال إلى ألمانيا بشكل غير قانوني. في وقت لاحق اعتذرت عن التعليق.
صورة من: Reuters/W. Rattay
الكسندر غاولاند
انتقد غاولاند، أحد كبار مرشحي حزب البديل، على نطاق واسع بعد أن اقترح أن يتم "التخلص" من آيدان أوزيغوز في تركيا وهي مفوضة الحكومة الألمانية للاندماج لأنها قالت إنه لا توجد ثقافة ألمانية على وجه التحديد تتجاوز اللغة الألمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Murat
أليس فايدل
يذكر أن الخبيرة الاقتصادية البالغة من العمر 38 عاما هي المرشح الآخر الأساسي لحزب البديل. على الرغم من أنها تعيش في سويسرا، إلا أن فايدل ركدت نحو دائرة بادن فورتمبيرغ الإنتخابية لمنطقة بودنزي. ووجهت انتقادات لوصف مفوضة الاندماج الألماني آيدان أوزيغوز، التي لها جذور تركية، بأنها "وصمة عار". وفي رسالة بريد إلكتروني مثيرة للجدل نٌسبت إلى فايدل، أطلقت على حكومة أنغيلا ميركل "خنازير" و "دمى".
صورة من: Getty Images/S. Schuermann
فراوكه بيتري
لفترة طويلة كانت بيتري هي أبرز وجوه حزب البديل، وهي واحدة من أكثر الشخصيات المعروفة في البوندستاغ. لكنها لم تعد عضوا في الحزب الشعبوي اليميني. وكانت بيتري قد استقالت بعد الانتخابات بفترة وجيزة بعد أن اختلفت مع زعماء اخرين. ولأنها فازت بالتصويت مباشرة، فإنها لا تزال تحصل على ولاية البوندستاغ، حيث حصلت على مقعد كمستقلة. الكاتب: أليكس بيرسون / س.م