انتقد صديق الفتاة الهندية التي توفيت بعد اغتصابها على متن حافلة "قسوة" الشرطة والمارة، في أول مقابلة له منذ وقوع الجريمة. وقال الشاب لقناة "زي نيوز" الإخبارية الهندية اليوم السبت (05 يناير/ كانون الثاني) إن الاثنين، هو والفتاة، كانا يرقدان وهما شبه عاريين على الطريق بعد أن تعرضا للضرب وألقي بهما من الحافلة ليلة 16 من كانون الأول/ديسمبر2012 ، وكان المارة يتوقفون لمشاهدتهما ويذهبون دون اتخاذ أي إجراء. وأضاف أن الأمر استغرق حوالي ساعتين قبل نقلهما إلى أحد المستشفيات.

من جانب آخر أعلنت الشرطة الهندية اليوم السبت رفع دعوى قضائية ضد القناة التلفزيونية الإخبارية التي بثت المقابلة مع صديق الضحية. وقال المتحدث باسم الشرطة، راجان باغات، لوكالات الأنباء: "رفعنا قضية على زي نيوز بموجب المادة "228 أيه" من قانون العقوبات الهندي الذي يتناول الكشف عن هوية ضحايا اعتداءات على غرار الاغتصاب". وقالت الشرطة إن المقابلة التلفزيونية ستؤدي إلى الكشف عن هوية الضحية، ما يشكل انتهاكا لحقها في الخصوصية.

اتهامات بالقتل والاغتصاب الجماعي

وروى الشاب في المقابلة الحادثة المروعة التي وقعت عندما استقل مع صديقته حافلة خاصة للعودة إلى المنزل بعد مشاهدتهما فيلما في سينما في جنوب دلهي. وبعد صعودهما الحافلة تعرض هو للضرب فيما تعرضت صديقته البالغة 23 عاما لاغتصاب جماعي نفذه السائق وخمسة رجال آخرين، اعتدوا عليها بقضيب حديدي ما أدى إلى جروح داخلية خطيرة تسببت بوفاتها في نهاية الأسبوع الماضي. كما انتقد الشاب الشرطة التي تأخرت في الوصول وفي نقلهما إلى مستشفى بسبب جدل حول أي مركز شرطة سيتحمل مسؤولية الجريمة.

من جانب آخر دعت لجنة حماية الصحافيين، اليوم السبت، السلطات الهندية إلى الامتناع عن رفع دعوى على القناة التلفزيونية. وقال منسق أنشطة المنظمة في آسيا، بو ديتز، في بيان "هذا مثال على سوء تحديد الأولويات". وتابع "إن السلطات تبتعد عن حماية حقوق الضحية عندما تنتقم من وسيلة إعلام تكشف حقائق عن الجريمة المروعة التي أنهت حياة إنسانة بريئة".

وتبدأ اليوم محاكمة المتهمين في القضية وهم خمسة رجال وشاب. ووجه الاتهام للرجال الخمسة بالاعتداء على الطالبة في حافلة في العاصمة الهندية وتركها مصابة بجروح بالغة توفيت بسببها بعد اسبوعين. أما المتهم السادس فعمره دون 18 عاما ومن المقرر أن يحاكم أمام محكمة للاحداث. ووجهت للمتهمين أول أمس الخميس اتهامات بالقتل والاغتصاب الجماعي والتآمر لارتكاب جريمة. تجدر الإشارة إلى أن الجريمة أدت موجة احتجاج وغضب شعبي عارمة ضد العنف والجرائم التي تتعرض لها المرأة في الهند.

ح.ع.ح/ ع. ج (آ ف ب، د ب آ، رويرتز)