1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
نزاعاتالهند

كشمير تحت خط النار ـ جماعات تؤجج الصراع بين الهند وباكستان!

٧ مايو ٢٠٢٥

في ظل تصاعد العنف في كشمير، حيث شهدت المنطقة أعنف هجوم منذ عقود، تسلط DW الضوء على الجماعات المسلحة الرئيسية التي تقود التمرد في جامو وكشمير وتستكشف تأثيرها المحلي وصلاتها الجهادية العالمية.

أصحاب قوارب سياحية في كشمير ينددون بالعنف صورة من الارشيف 2025
تظاهر أصحاب القوارب في كشمير في شوارع المنطقة، رافعين لافتات تعبر عن غضبهم واستنكارهم للهجوم المسلح الدموي الذي استهدف سياحًا في منتجع بهلغام السياحي الشهيرصورة من: Saqib Majeed/SOPA Images/ZUMAPRESS.com/picture alliance

في أعقاب الهجوم الذي وقع في كشمير قبل أيام، علّقت الهند عددًا من الاتفاقيات الثنائية الرئيسية مع باكستان، وأغلقت المعبر الحدودي البري الوحيد العامل بين البلدين. وردت باكستان بفرض قيود صارمة على المجال الجوي والتجارة مع الهند، مما فاقم التوترات بين الجارتين النوويتين  وتطورت الأمور إلى  شن هجوم عسكري هندي على باكستان ، وتوعدت الأخيرة بالرد. 

وتشهد منطقة جامو وكشمير، التي تُدار من قبل الهند، أسوأ هجوم تشهده منذ عقدين. فقد أطلق مسلحون النار على سياح في بلدة بهلغام، مما أسفر عن مقتل 26 رجلاً. فيما أعلنت جماعة مسلحة غامضة تُعرف باسم "جبهة المقاومة" (TRF) مسؤوليتها عن الهجوم، في حادث أثار موجة من الصدمة والغضب في المنطقة.

في الأيام التي تلت الهجوم الدامي في بهلغام، أعلنت الهند تعليق معاهدة تاريخية لتقاسم المياه مع باكستان، مستمرة منذ عقود، وأغلقت معبرًا حدوديًا رئيسيًا، وسحبت تأشيرات مواطني باكستان، متهمة إسلام آباد بدعم الإرهاب عبر الحدود. ونفت السلطات الباكستانية أي تورط في الهجوم. وردًا على ذلك، ألغت إسلام آباد التأشيرات الممنوحة للهنود وأغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات الهندية. 

سلّط الهجوم الضوء على شبكة الجماعات المسلحة النشطة في كشمير. وعلى الرغم من الحظر الرسمي للعديد من هذه الجماعات في باكستان، تتهم السلطات الهندية الاستخبارات العسكرية الباكستانية بدعمها، مما يتيح لها العمل بحرية عبر الحدود.

تشهد كشمير تحولات مستمرة في مشهد الجماعات المسلحة، حيث أعادت بعض الفصائل تسمية نفسها، بينما انقسمت أخرى إلى مجموعات أصغر. ورغم هذه التغيرات، تظل أهدافها متقاربة وهي: مواجهة السيطرة الهندية على مناطق جامو وكشمير التي تُدار من قبل الهند، وفي كثير من الحالات، السعي لاندماج المنطقة مع باكستان، حيث سبق لعدد من هذه الجماعات أن قاتلت إلى جانب طالبان وتنظيم القاعدة، مؤكدة أن نشاطها هو جزء من "الجهاد العالمي" الأوسع. 

وفيما يتميز المشهد المسلح في كشمير بالتغير المستمر والمرونة. تتبدل ولاءات الفصائل باستمرار، وتتشارك في المقاتلين، مما يجعل تتبع التمرد، احتواؤه، أو القضاء عليه تحديًا معقدًا.

لسنوات، اشتبكت القوات الهندية والجماعات المتمردة الكشميرية على أساس شبه شهري فيما تصاعدت أعمال العنف هناكصورة من: Saqib Majeed/SOPA Images/ZUMAPRESS.com/picture alliance

فيما يلي لمحة عن أبرز الجماعات المسلحة النشطة حاليًا في جامو وكشمير.

"جبهة المقاومة في كشمير"

ظهرت "جبهة المقاومة" (TRF) في عام 2019 في أعقاب إلغاء الهند للمادة 370، التي جردت جامو وكشمير من وضعها الدستوري الخاص. وتستخدم الجماعة الاسم المستعار "مقاومة كشمير" على وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات عبر الإنترنت، حيث يزعم أنها تحملت المسؤولية عن هجوم باهلغام الأخير.

تصور الجماعة نفسها على أنها حركة علمانية، تنأى بنفسها عن الخطاب الإسلامي العلني. ومع ذلك، تؤكد السلطات الهندية أنها فرع من عسكر طيبة، باستخدام الشبكات اللوجستية والموارد الخاصة بـ"عسكر طيبة".

أدرجت الهند "جبهة المقاومة" (TRF) على قائمةالمنظمات الإرهابية، في خطوة تهدف إلى مواجهة تهديداتها الأمنية المتزايدة في جامو وكشمير. 

وتُعد التضاريس الجبلية الوعرة في كشمير بيئة مثالية للحرب الشبيهة بالعصابات، حيث تحد من حركة القوات البرية والدعم الجوي، مما يعقد جهود السيطرة الأمنية.

جماعة "عسكر طيبة"

تأسست جماعة "عسكر طيبة" في عام 1990، وهي واحدة من أكثر الجماعات الإسلامية المتشددة شهرة في المنطقة. تم تصنيف المجموعة كمنظمة إرهابية أجنبية من قبل دول عدة بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا، وكذلك الأمم المتحدة، والهدف الأساسي للجماعة هو إنهاء الإدارة الهندية لجامو وكشمير.

على الرغم من حظرها من قبل إسلام أباد في عام 2002، إلا أن المجموعة التي تتخذ من باكستان مقرا لها لا تزال نشطة. واتهمت باكستان بعدم بذل ما يكفي للحد من أنشطة "عسكر طيبة"، على الرغم من الحظر. وغالبا ما تلقي الهند باللوم على الجماعة في تنفيذ هجمات مسلحة رفيعة المستوى، ليس فقط في كشمير ولكن في جميع أنحاء الهند.

لا تميل "عسكر طيبة" إلى إعلان مسؤوليتها عن الهجمات. وأدين العديد من أعضاء الجماعة بتهمة هجوم القلعة الحمراء عام 2000 على أحد أشهر معالم الهند، والذي قتل فيه ثلاثة أشخاص، على الرغم من أن الجماعة لم تعلن مسؤوليتها علنا.

كما تورط أعضاء من الجماعة في هجمات مومباي عام 2008، وفقًا لتحقيقات هندية ودولية، والتي أودت بحياة أكثر من 160 شخصًا وشلّت العاصمة المالية للهند لثلاثة أيام

وعلى عكس الجماعات السلفية الجهادية الأخرى في باكستان، تدين جماعة "عسكر طيبة" علنا العنف الطائفي ضد الطوائف الإسلامية الأخرى وتمنع مقاتليها من استهداف الحكومة الباكستانية.

"حزب المجاهدين"

كان "حزب المجاهدين"، الذي تأسس في عام 1989 ، أبرز جماعة مسلحة في كشمير. وقد تضاءل نفوذ الجماعة، التي ارتبطت منذ فترة طويلة بحركة الجماعة الإسلامية الأصولية في باكستان، في السنوات الأخيرة، لا سيما بعد مقتل قادتها الرئيسيين، بمن فيهم برهان واني في عام 2016 وخليفته سبزار أحمد بهات في عام 2017.

"جيش محمد"

وهناك لاعب رئيسي آخر هو ما يعرف بـ"جيش محمد"، وهي جماعة إسلامية سنية مقرها باكستان أسسها رجل الدين الإسلامي الراديكالي مسعود أزهر في عام 2000 بعد إطلاق سراحه من سجن هندي مقابل 155 رهينة على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية مختطفة.

على الرغم من حظره في باكستان في عام 2002، إلا أن "جيش محمد" لا يزال يعمل علنا في أجزاء من البلاد، وكذلك الهند وكشمير الخاضعة للإدارة الهندية. الهدف المعلن للجماعة هو توحيد كشمير مع باكستان. كما كانت تهدف منذ فترة طويلة إلى طرد القوات الغربية من أفغانستان.

نفذت جماعة "جيش محمد"  العديد من الهجمات البارزة، بما في ذلك التفجير الانتحاري عام 2001 الذي استهدف مبنى الجمعية التشريعية لولاية جامو وكشمير، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصًا، وتفجير بولواما عام 2019 الذي قتل فيه ما لا يقل عن 40 من أفراد القوات شبه العسكرية الهندية عندما قاد انتحاري سيارة مفخخة إلى قافلتهم. 

صنّفت الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، وعدد من الدول الأخرى جماعة "جيش محمد" كمنظمة إرهابية أجنبية. تتمتع الجماعة بعلاقات تشغيلية مع "عسكر طيبة"، وطالبان، وتنظيم القاعدة، وتضم مقاتلين من باكستان وكشمير، إضافة إلى قدامى المقاتلين الأفغان والعرب من حرب السوفييت في أفغانستان.

"حركة البدر" ـ جامو وكشمير

تشتهر "حركة البدر" في أوائل التسعينيات كمجموعة منشقة عن حزب المجاهدين من حزبالمجاهدين، بمقاتليها المتمرسين، الذين خدم العديد منهم سابقا مع حزب الإسلامي بقيادة قائد الميليشيات الأفغانية قلب الدين حكمتيار في أفغانستان.

تحتفظ الجماعة بعلاقات مع شبكات جهادية عابرة للحدود الوطنية وورد أنها اشتبكت مع القوات الهندية على طول خط السيطرة، وهي الحدود الفعلية بين القوات الهندية والباكستانية في جامو وكشمير ولاداخ. ومع ذلك، لا يزال من الصعب التحقق من هذه الروايات بشكل مستقل.

"أنصار غزوة الهند"

تمثل جماعة أنصار "غزوة الهند" (AGH)، التي تأسست في عام 2017، وجود القاعدة في نزاع كشمير. الجماعة المعترف بها رسميا كفرع من تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية، وهي ملتزمة أيديولوجيا بإقامة دولة إسلامية بموجب الشريعة الإسلامية في كشمير.

وقام مؤسسها، ذاكر موسى، وهو قائد سابق في حزب المجاهدين، بتفكيك صفوفه بسبب الخلافات الأيديولوجية. ومنذ ذلك الحين، وضعت الجمعية نفسها كجماعة جهادية أصولية، رافضة الأهداف القومية لصالح الأهداف الإسلامية العالمية.

أعده وترجمه للعربية: علاء جمعة

منير غايدي كاتبة ومراسلة إيرانية في القضايا الراهنة
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW