احتفل مهاجم لاتسيو الإيطالي ميروسلاف كلوزه قبل أيام بعيد ميلاده السابع والثلاثين. ورغم تقدمه في السن فإن الهداف التاريخي لكأس العالم لا يزال في لياقة بدنية جيدة، كما أن شهيته التهديفية لا تزال مفتوحة، ففي الموسم المنصرم سجل البولندي الأصل والألماني الجنسية 13 هدفا، ليكون ثاني أفضل موسم له بقميص لاتسيو بعد موسم 2012/2013 الذي سجل فيه 15 هدفا. وأمام هذا الاستقرار في الأداء ارتأى كلوزه الاستمرار لعام إضافي مع الفريق الإيطالي الذي سيلعب دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. وكان المهاجم المخضرم قد أعلن عن ذلك عبر شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في وقت سابق عندما قال "هذا القرار اتخذته بقلبي .. عائلتي وأنا نشعر بالارتياح في روما ولاتسيو".

وانضم كلوزه للاتسيو في عام 2011 قادما من بايرن ميونيخ الألماني في صفقة انتقال حر. وخاض مع الفريق الإيطالي حتى الآن 140 مباراة سجلها فيها 55 هدفا. وسجل الدولي الألماني السابق أيضا أهدافا حاسمة لفريقه هذا الموسم، مثلما حصل في آخر مباراة للفريق في الدوري الإيطالي أمام نابولي والتي كانت حاسمة لتحديد صاحب المركز الثالث. فبعد دخوله في الدقيقة 77 تمكن القناص الألماني من تسجيل الهدف الرابع لفريقه في الوقت بدل الضائع لتنتهي تلك المباراة بفوز لاتسيو بأربعة أهداف لهدفين ويتأهل كلوزه رفقة لاتسيو لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

معظم أهداف كلوزه بالرأس

وأثنت الصحف الإيطالية مرارا على مهارات كلوزه، فقد كتبت صحيفة غازيتا ديلو سبورت بعد مباراة نابولي "لا يجب بتاتا ترك ولو نصف فرصة أمام كلوزه فهو يستغلها بدون رحمة". واعتبرت أن هداف الكرة الألمانية يتمتع بالذكاء والشجاعة والتجربة، وأشارت إلى أنه لا يزال قادرا على اللعب في مسابقات كبيرة مثل دوري أبطال أوروبا.

من جهته عبر كلوزه عن ارتياحه في لاتسيو قائلا "أنا أرتدي قميص لاتسيو، وأنا فخور بذلك،." واضعا حدا للتكهنات التي كانت تتنبأ بإنهائه لمشواره مع الفريق الإيطالي الموسم المنصرم.

واشتهر كلوزه بضرباته الرأسية القوية والمركزة فهو يعتبر من أكثر اللاعبين في العالم تسجيلاً للأهداف بالرأس، إذ أن 90 في المائة من أهدافه سجلها بالرأس مع أنه ليس فارع الطول، فطوله 180 سنتيمتر، لكنه رشيق جدا في القفز واشتهر بقفزة "سالتو" بعد تسجيله الأهداف، حيث يقفز في الهواء ويدور ليعود واقفا على قدميه.

وكان مونديال البرازيل آخر بطولة يشارك فيها كلوزه مع الفريق الألماني، حيث أعلن اعتزاله بعد البطولة مباشرة، تاركا ورائه إرثا كبيرا من التألق رفقة المانشافات. فقد سجل كلوزه بقميص المنتخب الألماني 71 هدفا في 137 مباراة، محطما بذلك رقم الأسطورة غيرد مولر. كما يتربع الدولي السابق على عرش هدافي بطولة كأس العالم بـ 16 هدفا، متفوقا بهدف واحد على المهاجم البرازيلي السابق رونالدو.

وخلف اعتزال كلوزه اللعب دوليا ردود أفعال كثيرة أشادت بمسيرته مع المنتخب الألماني، حيث صرح المدير الفني للمنتخب الألماني يوآخيم لوف لصحيفة بيلد: "لا يمكن تعويض كلوزه بأي شكل من الأشكال، كان نجماً دؤوباً ومن بعده لن يأتي مثله بالنسبة لي" وأضاف لوف: "كلوزه يتميز بالخبرة وكان أفضل اللاعبين الذين شاهدتهم على المستوى الجماعي، يملك روح الفريق، كان الأكثر كفاءة مهنياً، والأكثر ثقة".

بينما صرح فولفغانغ نيرسباخ، رئيس الإتحاد الألماني في حفل تكريم اللاعب: "ميروسلاف كلوزه ليس فقط لاعبا مميزا، ولكن أيضاً كإنسان كان لديه تأثير كبير طيلة السنوات، فعلى الرغم من أنه أصبح الهداف التاريخي لكأس العالم وأفضل هداف في تاريخ المنتخب الألماني، إلا أنه بقي متواضعاً ولم يقل كلمة أنا، فآخرون لم يصلوا لأرقامه ولكنهم قالوها كثيراً".

كلوزه يرغب في التدريب بعد اعتزال الكرة

ومنذ اعتزال كلوزه اللعب الدولي العام الماضي ظهر فعلا فراغ كبير على مستوى قلب هجوم المنتخب الألماني، حيث عجز المانشافت عن إيجاد بديل يلعب كمهاجم صريح ويتقن الضربات الرئسية، وهو ما جعل المدرب لوف يلعب بأكثر من مهاجم على الأطراف بدل اللعب برأس حربة صريح.

وبخصوص المشاريع المستقبلية للهداف الألماني، فقد أكد كلوزه أن يرغب في دخول عالم التدريب بعد اعتزاله كرة القدم، حيث سبق له أن صرح لموقع "يورو سبورت" بالقول: "رخصة التدريب هي هدفي الأول بعد نهاية مسيرتي الرياضية، ثم أرى بعد ذلك أي طريق سأسلك". وأضاف كلوزه المتزوج والأب لطفلين: "ربما في البداية سأبدا مع فرق الشباب، ثم انظر أين سيأخذني طريقي في المستقبل كمدرب".

لكن في انتظار ذلك، أمام كلوزه على الأقل موسم آخر في عالم المستديرة كلاعب لمواصلة هوايته المفضلة في هز الشباك ولربما قد ينجح اللاعب في سن السابعة والثلاثين من تحقيق اللقب الوحيد الذي ينقص خزينته وهو لقب دوري أبطال أوروبا بعد تأكد مشاركة لاتسيو في مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.