"كل الآخرين" - فيلم يصور طبيعة الصراع بين المرأة والرجل
١٩ يونيو ٢٠٠٩يتحدث فيلم "كل الآخرين" عن أزمة عاطفية طرأت فجأة بين على علاقة زوجين، وهما يقضيان عطلتهما الصيفية في جزيرة سردينيا الإيطالية. قصة طالماً عولجت في عدد من الأفلام الكلاسيكية، ما دفع البعض إلى القول، إن فيلم "كل الآخرين" نسخة من فيلم "مشاهد من الحياة الزوجية"، الذي لعبت فيه الممثلة الألمانية الكبيرة إنغريد برينغمان دور البطولة، أو فيلم "الليل" للمخرج الإيطالي ميشال أنجلو أنتونيوني.
بيد أن هذا الحكم لم يكن منصفاً تماماً بحق هذا الفيلم الذي حظي باستحسان كبير من قبل النقاد، إذ اعتبروه فيلماً يصور الحياة المعاصرة وإن كان يعالج قصة بسيطة، لكنها فريدة في الوقت ذاته، حتى أن لجنة التحكيم منحت البطلة بيرغت مينيشماير جائزة الدب الفضي كأحسن ممثلة في مهرجان برلين السينمائي في دورته لهذا العام. والشيء نفسه بالنسبة للمخرجة الشابة مارين آديه، التي حظيت بجائزة لجنة التحكيم في ذات المهرجان عن هذا الفيلم.
مرارة الفراق
وعلى جزيرة ساردينا الإيطالية يجد الزوجان "غيتي" التي تعمل في مجال العلاقات العامة، و"كريس" المهندس المعماري نفسيهما أمام بعضهما البعض. فبعيدا عن الانشغالات المهنية ومتطلبات الحياة اليومية، يكتشف الزوجان اختلاف تطلعاتهما وأحلامهما. فغيتي تخطط لمستقبل مشترك، يشكل الأطفال عموده الفقري. فما يظهر كريس غارقاً في وحدته ومنشغلاً بالصعوبات التي تواجهه في حياته العملية خصوصا بعد فشله في إثبات قدراته المهنية خلال مسابقة ضمت عدداً من المتخصصين، ما أدى إلى اهتزاز ثقته بنفسه. وأمام الدعوات المتكررة لغيتي الموجهة للتحلي بالشجاعة والإسراع في اتخاذ القرار، ينطوي كريس على نفسه أكثر فأكثر، هارباً من صراحة زوجته المفرطة والجارحة.
تجسيد المُجسد
وتعمدت مخرجة الفيلم الشابة مارين آديه منح بطلي الفيلم فضاءً رحباً أثناء عملية التصوير، ما ساهم في إضفاء طابع الأداء المسرحي على بعض المشاهد، لكن من دون أن ينال ذلك من قوة الحوار والحبكة التصويرية. فبطلا الفيلم لارس آيدينغر وبيرغت مينشماير حافظا ببراعة على روح التلقائية. ومن دون تصنّع حملا المُشاهد إلى أجواء الخلاف الذي يحدث بين المرأة والرجل، وإلى ما تخلفه مرارة الإخفاق لدى كل منهما إذا ما وصل قطار العيش المشترك إلى نهايته.
وهي حقيقة من المؤكد أنها ليست غريبة على المشاهد، كون أن فشل العلاقة الزوجية خصوصاً بين جيل من هم في ثلاثينيات عمرهم واقع يتكرر في ظل الحياة العصرية السريعة. وحسب الصحافة المحلية، لم تقم المخرجة مارين آديس بشي آخر سوى تجسيد المُجسد. إنه فيلم يتحدث عن معاناة جيل كامل أثناء رحلته عن نصفه الآخر.
الكاتب : بيرد سوبولا / وفاق بنكيران
تحرير: عماد م. غانم