كمستشارة ـ ميركل تُحيي لآخر مرة عيد الوحدة الألمانية
٣ أكتوبر ٢٠٢١
ستلقي أنغيلا ميركل كلمة، في واحدة من آخر خطاباتها العامة بصفتها مستشارة بمناسبة إحياء ذكرى الوحدة الألمانية التي تحققت بعد ثورة شعبية نهاية 1989، وكما هي العادة في هذه الذكرى يُنظم أيضا "يوم المسجد المفتوح" في ألمانيا.
إعلان
ستشارك المستشارة أنغيلا ميركل والرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير اليوم (الأحد الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول 2021) مع مسؤولين كبار في حفل لإحياء الذكرى 31 لإعادة توحيد ألمانيا. وتستضيف مدينة هاله بولاية سكسونيا أنهالت احتفالات البلاد الرئيسية بيوم الوحدة هذا العام.
ويأتي حفل اليوم الأحد تتويجا لبرنامج استمر لمدة شهر من الأحداث بمناسبة ذكرى إعادة توحيد الأمة في عام 1990. وكما جرى العام الماضي فإن الحدث سيكون موجزا بسبب جائحة فيروس كورونا.
وسيشارك 180 ضيفًا فقط في قداس بكنيسة القديس بولس و340 مدعوا في الحفل الرئيسي بقاعة جورج فريدريش هاندل. كما سيحضر السياسيان البارزان أولاف شولتس من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وأرمين لاشيت من الحزب المسيحي الديمقراطي الحدث الذي يأتي بعد أسبوع من الانتخابات التشريعية.
محطات بارزة على طريق الوحدة الألمانية في عامها الحادي والثلاثين
قوة الشارع وزلة لسان ولدت المستحيل. الوحدة الألمانية ولدت في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 1989، ولم تكتمل إلا بعد 328 يوماً، كانت مليئة بالأحداث التي مهدت للحدث التاريخي الكبير. جولة مصورة تسلط الضوء على ثلاثة عقود من الوحدة.
صورة من: Winfried Rothermel/picture alliance
ذكرى الوحدة يتزامن مع الانتخابات البرلمانية
تحل في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول الذكرى الواحدة والثلاثين للوحدة الألمانية. وتتزامن مع انتخابات برلمانية جديدة حصل فيها الحزب الاشتراكي الديمقراطي على 25,7 % وهي أفضل نتيجة يحققها منذ سنوات، في حين تراجع التحالف المسيحي إلى مستوى قياسي منخفض، بلغ 24,1 % بعد 16 عامًا قضتها ميركل في حكم البلاد وذلك مقابل 32,9% كان قد حصل عليها التحالف في انتخابات عام .2017
صورة من: Sascha Steinach/dpa/picture alliance
نهاية حقبة ميركل
كما تأتي الذكرى 31 للوحدة الألمانية مع انتهاء حقبة المستشارة أنغيلا ميركل، بعد أن استمرت في الحكم زهاء 16 عاما، حققت فيها نجاحات باهرة وتميزت بدور قيادي هادئ في مواجهة تحديات كبيرة لألمانيا وأوروبا. وفي العام الأخير من حكمها واجهت ميركل أوضاعا صعبة، خاصة بعد اجراءات كورونا، وفضيحة الكمامات التي كان بها متورطين من حزبها، في حين يشهد الحزب المسيحي الديمقراطي تراجعا في شعبيته في الإنتخابات.
صورة من: Michael Kappeler/AFP
أتت الذكرى الثلاثون للوحدة الألمانية مشوبة بوباء كورونا وما تركه من آثار على الحياة العامة والاقتصاد، حيث واجهت ألمانيا كباقي دول أوروبا موجات متتالية من الوباء. واحتفلت ألمانيا بتنظم معرض في الهواء الطلق في مدينة بوتسدام بولاية براندنبورغ تحت شعار "30 عاماً- 30 يوماً -30 مرة في ألمانيا". ويستمر معرض "آينهايتس أكسبو" لمدة ثلاثين يوماً، حيث تشارك فيه الولايات الألمانية والكثير الهيئات الدستورية.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gora
ونظراً لارتفاع معدلات الإصابة بالفيروس الفتاك فرضت السلطات معايير صحية صارمة لضمان سلامة الزائرين. في الصورة عمدة مدينة بوتسدام بوركهارد إيكسنر ورئيس مجلس الولايات ديتمار فويدكه في افتتاح معرض "آينهايتس أكسبو". وجرى التقليد أن يقام الاحتفال بهذه الذكرى كل عام في مدينة من مدن ألمانيا.
صورة من: imago images/C. Spicker
وكان احتقال العام 2019 بهذه الذكرى المهمة على طريق الديمقراطية الألمانية قد أُقيم في قلب مدينة كيل شمال ألمانيا، إذ تم تشييد بوابة نموذجية من بوابة براندنبورغ التاريخية ببرلين، وذلك كرمز لإعادة توحيد ألمانيا. ويقبل السياح الأجانب والمواطنون الألأمان بمئات الآلاف للمشاركة في الاحتفالات الرسمية والشعبية التي تقام كل عام بمدينة من مدن ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Rehder
في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 1989، أعلن عضو مكتب الحزب الحاكم بجمهورية ألمانيا الشرقية سابقا غونتر شابوسكي عن اعتماد قانون يسمح لمواطني ألمانيا الشرقية بالتنقل عبر النقاط الحدودية، ما أدى إلى اندفاع ألاف الألمان من برلين الشرقية إلى المعابر الحدودية، وتم استقبالهم في الجزء الغربي بحماس كبير. ذلك التصريح المثير للجدل أعتبر "زلة لسان".
بعد أربعة أيام من سقوط الجدار، وفي محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، اختار مجلس الشعب في ألمانيا الشرقية هانز مودرو رئيسا لمجلس الوزراء، بيد أنه فشل في ذلك.
صورة من: ullstein bild/ADN-Bildarchiv
28 تشرين الثاني/ نوفمبر 1989 أعلن المستشار الألماني آنذاك هيلموت كول أمام ألبوندستاغ عن خطة من عشر نقاط كانت بمثابة خارطة طريق للوحدة الألمانية، وهو دفع وزير الخارجية الفرنسي رولان دوما إلى القول إن الألمان يظهرون "غطرسة متزايدة".
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Brakemeier
في 3 كانون الأول/ ديسمبر 1989 و تحت ضغط التصويت تم تسليم المكتب السياسي واللجنة المركزية في ألمانيا الشرقية. كما استقال أيغون كرينز الذي حاول إنقاذ دولة ألمانيا الشرقية بتقديم تنازلات مدنية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Peter Kroh
19 كانون الأول / ديسمبر المستشار الألماني هيلموت كول يخطب أمام عشرات الآلاف من الألمان الشرقيين، أمام أنقاض كنيسة "السيدة العذراء" في مدينة دريسدن، ويتحدث عن خطط وحدة الأمة سلميا، فألهب مشاعر الجماهير، وأثار إعجاب العالم.
صورة من: imago/Sven Simon
في 15 كانون الثاني/ يناير 1990 سقطت معظم مقار جهاز أمن الدولة " شتازي" في يد الحركة الشعبية، العديد من الوثائق أتلفت أو اختفت دون معرفة مصيرها قبل اقتحام المتظاهرين للمقار
صورة من: picture alliance/AP Images/J. Finck
18 آذار/ مارس 1990 أجريت انتخابات مجلس الشعب في ألمانيا الشرقية، وأستطاع هيلموت كول حشد الجماهير، حيث أدى ظهوره في مناطق التجمعات، إلى جذب حوالي مليون شخص في أحد اللقاءات الجماهيرية، ما أدى إلى فوز تحالف كول على الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي كان يعتبر الحزب المفضل.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kroh
في بون تم التوقيع في 18 أيار/ مايو على وثيقة تضمنت استبدال عملة ألمانيا الشرقية. وفي 1. تموز/ يوليو اعتماد عملة المارك الألماني الغربي كعملة لكل ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/ ZB
15 و16 تموز/ يوليو 1990. مخاوف القيادة السوفيتية من ألمانيا موحدة في الناتو كانت تشكل إحدى أهم العقبات أمام توحد ألمانيا. لكن إقرار الناتو بتشكيل حلف دفاعي فقط ساهم في تهدئة موسكو، واستطاع هيلموت كول أن يحصل على موافقة الرئيس السوفيتي آنذاك غورباتشوف على عضوية ألمانيا الموحدة في الناتو.
صورة من: picture-alliance/dpa
23 آب/ أغسطس 1990: أعضاء برلمان ألمانيا الشرقية (مجلس الشعب) يقررون انضمام جمهورية ألمانيا الشرقية إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية.
صورة من: ullstein bild/ADN-Bildarchiv
12 أيلول/ سبتمبر 1990: في النهاية بقيت الأمور المالية، حيث عرضت ألمانيا على موسكو مبلغ 12 مليار مارك ألماني، تعويضا عن تكاليف سحب الجيش الأحمر من ألمانيا الشرقية، إلا أن غورباتشوف اعترض على المبلغ. كول بقي متصلبا، لكنه عرض إضافة ثلاثة مليارات مارك إلى المبلغ كقرض، ما ساهم في توقيع ما عرف باتفاق " 2 زائد أربعة" بين الألمانيتين وكل الاتحاد السوفيتي، الولايات المتحدة، فرنسا، وبريطانيا.
صورة من: Imago/S. Simon
3 تشرين الأول/ أكتوبر 1990: وزراء خارجية القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية يتنازلون في نيويورك عن امتيازات تقسيم المناطق الألمانية، ومجلس الشعب في ألمانيا الشرقية ينعقد لآخر مرة ويعلن انسحاب ألمانيا الشرقية من معاهدة وارسو. الساعة 12 منتصف الليل أرتفع العلم الألماني قبالة مبنى "الرايشتاغ" ببرلين، حيث تجمع هناك قرابة 2 مليون ألماني، ليحتفلوا بالوحدة الألمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa
17 صورة1 | 17
ومن المقرر أن تلقي ميركل أحد آخر خطاباتها بصفتها مستشارة للبلاد. ولم تترشح المستشارة في الانتخابات ومن المقرر أن تترك منصبها بمجرد أداء حكومة ائتلافية جديدة اليمين. ولكن محادثات تشكيل ائتلاف قد تستغرق شهورا. وخلال تلك الفترة ستعمل ميركل كمستشارة انتقالية. ومن المقرر أيضا تنظيم عدة مظاهرات في هاله اليوم الأحد، في الوقت الذي حذرت فيه الجماعات المناهضة للفاشية من أنشطة يمينية محتملة. وتم نشر أكثر من 2500 عنصر من أفراد الشرطة لحفظ النظام.
وتزامنا مع هذه المناسبة، تُنظم فعاليات "يوم المسجد المفتوح" للعام الخامس والعشرين على التوالي في كل أنحاء ألمانيا، حيث سيفتح المسلمون أبواب أكثر من 1.000 مكان لعبادتهم في جميع أنحاء ألمانيا. كما أعلن ذلك مجلس التنسيق للمسلمين في مدينة كولونيا. وستقام الفعالية الرئيسية في مسجد ديتيب المركزي في كولونيا. ويقام "يوم المسجد المفتوح" سنويا منذ عام 1997 في يوم الوحدة الألمانية.
ح.ز/ م.س (د.ب.أ، إ.ب.د)
من داخل مسجد في بون ـ تفاعل كبير مع يوم المساجد المفتوحة