أعلنت السلطات الكندية أن حرائق الغابات التي تجتاح غرب البلاد، تضاعفت مساحتها وباتت خارج السيطرة، ما أثر على إنتاج النفط في المنطقة، فقد أوقفت الكثير من الشركات عمليتا الإنتاج والضخ في مواقعها.
إعلان
اتسعت رقعة حرائق الغابات الهائلة التي يعجز رجال الإطفاء عن السيطرة عليها بالقرب من مدينة فورت ماكموراي في مقاطقة ألبرتا بغرب كندا، مقتربة بشكل خطير من منشآت مهمة لاستخراج النفط الذي توقف إنتاجه. وقالت خلية الأزمة التابعة لحكومة مقاطعة البرتا إن النيران كانت تغطي حوالي ألفي كيلومتر مربع عنذ الساعة السادسة صباحاُ بتوقيت غرينتش من اليوم الأحد (الثامن من مايو/ أيار 2016) وباتت تتقدم باتجاه شمال شرق المدينة.
وبعد يوم بلغت فيه درجة الحرارة المرتفعة 30 درجة مئوية وشهد رياحاً تبلغ سرعتها 40 كيلومتراً في الساعة والاحراج التي جفت بعد شهرين من غياب الأمطار، باتت فرق الإنقاذ تأمل في طقس أكثر رطوبة. ويتوقع أن تبلغ درجة الحرارة 15 درجة مئوية على الأكثر لكن الرياح ستشتد ويفترض أن تهطل أمطار محدودة. وقال مدير أجهزة الإطفاء في البرتا تشاد موريسون "نحتاج إلى أمطار غزيرة، فهطولها بشكل خفيف لا يكفي".
ويكافح أكثر من 1100 رجل إطفاء و133 مروحية و27 شاحنة صهريجاً 43 حريقاً في المقاطعة. وسبع من هذه الحرائق ما زالت خارج سيطرة رجال الإطفاء بالكامل خصوصا حول فورت ماكموراي، العاصمة النفطية للغرب الكندي.
واقتربت الحرائق أيضاً من مناجم النفط الرملي بينما واصلت شركات خفض أو وقف الإنتاج في بعض المواقع. وأغلقت شركة سينكرود موقعها بسبب دخان لا ينطوي على أي خطورة في هذه المرحلة، بينما بدأت طائرات كبيرة سي-130 تابعة للجيش بإجلاء الموظفين الذين يبلغ عددهم 4800 شخص.
كما أغلقت شركة سانكور الجمعة موقعين للإنتاج على غرار شركات شل ونيكسين، وكذلك مجموعتي كونوكوفيليبس وتوتال اللتين تستثمران معا موقع سورمونت. ويشكل ذلك ضربة قاسية للشركات التي سيتراجع إنتاجها بمقدار النصف تقريباً أي حوالي مليون أو مليون ونصف المليون برميل يومياً حسب التقديرات، وكذلك للمنطقة بأسرها التي اضر بها كثيراً تراجع أسعار النفط منذ سنتين.
ع.غ/ ط.أ (آ ف ب، رويترز)
انهيار سعر النفط.. يخلط أوراق اقتصاديات الدول المنتجة
يستمر سعر برميل النفط بالانخفاض. وتتسبب توقعات تعثر النمو الاقتصادي العالمي وطفرة في الإنتاج منذ أكثر من عام في انتشار أجواء انعدام الثقة التي قلصت بقوة من عائدات بعض الدول النفطية.
صورة من: picture-alliance/dpa
عارضت العربية السعودية قبل فترة وجيزة تقليص كميات إنتاج البترول لمواجهة المنافسة الأمريكية والخصم إيران. لكن ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم يواجه هو الآخر وضعا صعبا. وصندوق النقد الدولي حذر من عجز كبير في الميزانية. والآن تريد السلطات السعودية إدراج ضرائب وإلغاء دعم بعض المواد الاستهلاكية والكهرباء.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Grimm
من كان يتوقع ذلك؟ النرويج الغنية تشكو هي الأخرى من تدني سعر البترول. فالبترول من بحر الشمال جعل من بلد زراعي فقير إحدى أغنى دول العالم. لكن النرويج بدأت تغير سياستها في التركيز على النفط والغاز، وباتت تهتم أكثر باستغلال خيرات البحر من السمك.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Hagen
روسيا لا تئن فقط تحت وطأة العقوبات الاقتصادية الغربية بل حتى بسبب نزول سعر النفط. في 2015 انخفضت القوة الاقتصادية في إمبراطورية فلاديمير بوتين بنحو 4 في المائة. والتداعيات هي انخفاض مستوى الأجور، والروبل فقد نصف قيمته أمام الدولار، والتوقعات ليست جيدة بالنسبة إلى 2016.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
نيجيريا هي أكبر منتج إفريقي للنفط. وكان الرئيس الجديد قد أعلن عن نيته رفع مستوى النفقات الحكومية، وهو وعد قد لا يتحقق بسبب تدني الأسعار. والعديد من مشاريع البنية التحتية تظل جامدة. ويدر قطاع النفط ثلاثة أرباع عائدات البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa
ليس فقط نيجيريا، بل العديد من الدول الأخرى تبني حساباتها على أسعار مرتفعة للنفط والنتيجة هي عجز في الميزانية. فمنذ منتصف 2014 تراجع سعر النفط بنحو 75 في المائة. ولا يتوقع خبراء عودة الأسعار إلى المستويات السابقة التي تعدت 120 دولارا للبرميل.
تعتزم إيران عرض نصف مليون برميل إضافية يوميا على سوق النفط بعد رفع العقوبات الاقتصادية عنها. وبذلك توجه إيران لنفسها ضربة موجعة، لأن الكمية المتزايدة تضغط على السعر نحو الأسفل. لكن إيران ترى سببا آخر لتراجع أسعار النفط، وهي سياسة خصمها العربية السعودية.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Taherkenareh
الدول الخليجية الغنية بالنفط مثل العربية السعودية وقطر وعمان والإمارات العربية المتحدة ما تزال تمتلك صناديق حكومية كبيرة. لكن دول الخليج الست تعاني مشتركة من عجز في الميزانية يصل إلى 260 مليار دولار، حسب بعض التوقعات.
صورة من: M. Naamani//AFP/Getty Images
فنزويلا تمتلك أكبر احتياطي للنفط في العالم، ومولت الحكومة الاشتراكية طوال سنوات برامجها الاشتراكية بعائدات النفط، والآن أعلن الرئيس نيكولا مادورو مواجهة البلاد لأزمة اقتصادية. ويتزامن تراجع سعر النفط مع تراجع شعبية مادورو.
صورة من: Reuters
بفضل تقنية استخراج النفط الصخري تحولت الولايات المتحدة الأمريكية إلى أكبر منتج للنفط في العالم. لكن السعر المنخفض يجعل هذه التقنية غير مربحة. وتعتبر الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم. ويستغل الناس هذه اللحظة لاقتناء سيارات كبيرة، وذلك يؤثر سلبا على البيئة.