رغم أن العلاقات الألمانية السعودية ليست في أفضل حالاتها، طلبت كندا مجددا دعم برلين في خلافها حول حقوق الإنسان مع الرياض. كندا أكدت على أنها ستواصل الالتزام بالدفاع عن حقوق الإنسان وأنها تعتمد على دعم ألمانيا.
إعلان
رفضت وزيرة خارجية كندا كريستيا فريلاند التراجع عن الالتزام بملف حقوق في ما يتعلق بالخلاف مع السعودية الاثنين (27 آب/ أغسطس 2018)، مشيرة إلى أن بلادها "ستدافع دائما عن حقوق الإنسان حول العالم". وقالت فريلاند أمام تجمع سنوي للسفراء الألمان في برلين إن "كندا ستدافع دائما عن حقوق الإنسان حول العالم، ويشمل ذلك بالتأكيد حقوق المرأة".
وطلبت الوزيرة الكندية من الحكومة الألمانية دعمها في خلافها مع السعودية قائلة: "نعتمد على الدعم الألماني ونأمل في الحصول عليه". وأضافت تقول دون ذكر السعودية بشكل مباشر، أن الحكومة الكندية ستواصل العمل من أجل الالتزام بحقوق الإنسان حتى "إذا قيل لنا إنه يتعين علينا الاهتمام بشؤوننا الخاصة... وحتى إذا كانت هناك عواقب تهددنا... ونحن نعتمد على دعم ألمانيا".
وهذه ليست المرة الأولى التي تطلب فيها كندا دعم برلين إلا أن الحكومة الألمانية التزمت الصمت بشأن الخلاف بين كندا والسعودية في ظل مساعي برلين لإصلاح علاقتها المتوترة بدورها مع الرياض. وذكر متحدث باسم الخارجية الألمانية أن برلين تؤكد باستمرار على دعمها لقضايا حقوق الإنسان، وهي تطرحها باستمرار بشكل مباشر مع السعودية.
ويشار إلى أن العلاقات بين برلين والرياض توترت بدورها على خلفية تصريحات لوزير الخارجية الألماني السابق زيغمار غابرييل. وكان غابرييل قد أدان في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي في تصريحات ما وصفها بروح "المغامرة" في الشرق الأوسط، وهي تصريحات اعتبرت انتقادا لتصرفات الرياض في المنطقة.
يومها ردت السعودية وسحبت السعودية سفيرها لدى برلين. كما أن الحكومة السعودية تستثني شركات الرعاية الصحية الألمانية من العطاءات الحكومية منذ أوائل العام الجاري.
وفي خلافها مع كندا أعلنت السعودية أنها طلبت من السفير الكندي لديها المغادرة كما استدعت سفيرها لدى كندا. الرياض لم تكتف بذلك بل جمّدت التعاملات التجارية مع أوتاوا بسبب ما وصفته بالـ "تدخّل" الكندي في شؤونها الداخلية وذلك بعدما نددت الأخيرة بحملة السعودية الأمنية ضد النشطاء.
أ.ح/ع.ش (رويترز، د ب أ، ا ف ب)
السعودية ـ أزمات دبلوماسية متلاحقة في عهد ولي العهد الطموح
تزداد حدة الأزمة الدبلوماسية بين السعودية وكندا بشكل غير مسبوق، غير أن هذه الأزمة ليست الأولى، إذ شهدت الرياض منذ تولي محمد بن سلمان منصب ولي العهد أزمات دبلوماسية مع دول بينها ألمانيا بسبب ملفات أبرزها ملف حقوق الإنسان.
صورة من: picture-alliance/dpa/SPA
الأزمة بين مونتريال والرياض
االأزمة بين السعودية وكندا هي أحدث الأزمات الدبلوماسية في عهد محمد بن سلمان والتي بدأت بسبب انتقادات وجهتها السفارة الكندية للمملكة بشأن حقوق الإنسان، وذلك على خلفية اعتقال نشطاء المجتمع المدني ونشطاء حقوق المرأة في السعودية، ومن بينهم الناشطة سمر بدوي. الأمر الذي اعتبرته السعودية تدخلاً في شؤونها الداخلية واتخذت قرارات تصعيدية تجاه كندا مست الطلاب السعوديين الدراسين هناك والمرضى والرحلات الجوية.
صورة من: picture alliance/AP/G. Robins/The Canadian Press
سحب السفير السعودي من برلين
في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي 2017، استدعت السعودية سفيرها في برلين، عندما انتقد وزير الخارجية آنذاك زيغمار غابريل السياسة الخارجية السعودية تجاه كل من لبنان واليمن. وبعدها قامت الرياض بسحب سفيرها من ألمانيا، ولم يتم إرجاعه لحد الآن، بالرغم من إبداء الحكومة الألمانية حينها رغبتها في عودة السفير السعودي إلى برلين، كما عبّرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية عن أملها في العمل على تحسين علاقات الجانبين.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
الأزمة مع قطر بتهمة دعم الإرهاب
بدأت الأزمة مع قطر قبل أكثر من عام عندما أطلقت فضائيات ومواقع إماراتية وسعودية هجوماً كاسحاً على الدوحة متهمة إياها بدعم تنظيمات متطرفة في المنطقة ودعم جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها مصر والسعودية والإمارات والبحرين تنظيماً إرهابياً. على إثر ذلك قطعت الدول الأربعة علاقاتها مع قطر في الخامس من حزيران/ يونيو 2017، وشنت حملة حصار عليها لاتزال مستمرة. من جهتها نفت قطر دعم أي تنظيم متطرف.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/O. Faisal
الخلاف مع لبنان بسبب الحريري
الأزمة مع لبنان بدأت إثر اعلان رئيس الوزراء سعد الحريري استقالته المفاجئة من الرياض، وظهر التصعيد بعد إقرار الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون بتعرض رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري للاحتجاز هناك في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، ما أدى إلى نشوب توتر في العلاقات بين البلدين. من جهته نفى الحريري والرياض احتجازه في السعودية رغما عنه. وبعد تدخل دولي شارك فيه ماكرون غادر الحريري المملكة وعدل عن استقالته.
صورة من: picture-alliance/ MAXPPP/ Z. Kamil
بين طهران والرياض أكثر من خلاف
الأزمة السعودية مع إيران وصلت إلى أشدها بعد أن قام محتجون في طهران باقتحام مبنى السفارة السعودية احتجاجاً على قيام المملكة بإعدام الزعيم الشيعي البارز نمر باقر النمر . ويذكر أنه قد تم اضرام النار في أجزاء من مبنى السفارة وتدمير أجزاء أخرى في الهجوم عليها، وهو الأمر الذي أدى إلى القبض على خمسين شخصاً من جانب السلطات الإيرانية، ودفع السعودية مطلع عام 2016 إلى قطع علاقاتها مع إيران.
صورة من: Reuters/M. Ghasemi
تركيا والخلاف حول زعامة العالم الإسلامي
بالرغم من تاريخ العلاقات التركية السعودية التي تميزت في كثير من الأحيان بتعاون اقتصادي وتعاون عسكري، إلا أن تصريحات بن سلمان بشأن تركيا كشفت النقاب عن خلافات جوهرية بين البلدين. ومما جاء في هذه التصريحات أنه "يوجد ثالوث من الشر، يضم تركيا وإيران والجماعات الإرهابية". كما أوضح أن "تركيا تريد الخلافة وفرض نظامها على المنطقة، بينما تريد إيران تصدير الثورة ".
الخلاف مع مصر تسبب بعقوبة نفطية
قبل تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد، عرفت العلاقات السعودية المصرية توتراً منتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2016، وذلك عقب تصويت القاهرة في مجلس الأمن لصالح مشروع قرار روسي لم يتم تمريره متعلق بمدينة حلب. كما وقعت مصر والمملكة اتفاقية تؤول بموجبها ملكية جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين في البحر الأحمر إلى الرياض، تبعتها احتجاجات مصرية. وكان الرد السعودي وقف تزويد القاهرة بشحنات شهرية من منتجات بترولية.
صورة من: picture-alliance/AA/Egypt Presidency
السويد تتهم الرياض بأساليب القرون الوسطى
في آذار/ مارس 2015 استدعت الرياض سفيرها في ستوكهولم بسبب انتقادات وجهتها وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستروم لسجل السعودية في مجال حقوق الإنسان، وخصت بالذكر منها القيود المفروضة على النساء ووصف حكم القضاء السعودي بجلد المدون السعودي المعارض رائف بدوي بأنه من "أساليب القرون الوسطى". إعداد: إيمان ملوك
صورة من: Reuters/TT News Agency/Annika AF Klercker