أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن بلاده ستستقبل 25 ألف لاجئ سوري قبل مطلع العام المقبل عملا بوعوده الانتخابية. وأضاف أن كندا ستؤمن مساعدة إنسانية ميدانية وتكلف قواتها المسلحة بالتدريب بدلا من القتال.
إعلان
قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الخميس (الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) متحدثا لإذاعة راديو كندا في مقابلته الأولى منذ تولي مهامه الأربعاء إن "الهدف ما زال استقدام 25 ألف لاجئ سوري هنا إلى كندا قبل الأول من كانون الثاني/ يناير". وتابع انه من أجل تحقيق هذا الهدف في فترة قصيرة "تمت تعبئة عدد من الوزارات" ومن الضروري "أن يكون لنا شركاء في المقاطعات والبلديات".
وأكد أن "الكنديين يريدون أن نتصرف تصرفا مسؤولا ومتعقلا" وهم "اختاروا إعطاء تفويض للانفتاح والمسؤولية" من أجل "تجديد التزامنا وبشكل متين على الساحة الدولية". ولفت إلى أن استقبال 25 ألف لاجئ ليس أصعب ما في الأمر، بل ينبغي أيضا "منحهم القدرة على تحقيق النجاح من أجل عائلاتهم" حتى ينعكس ذلك فائدة "على المجموعة" وعلى البلاد برمتها "مثلما فعلت جميع موجات المهاجرين واللاجئين السابقة".
وأكد أن وزير الدفاع هارجيت سجان يعمل على وقف الضربات الجوية التي تنفذها القوات الكندية في إطار عمليات الائتلاف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق. وشدد على أن سحب المقاتلات الكندية الذي سيتم على وجه السرعة ينبغي أن يتحقق "بصورة مسؤولة.. وتراعي حلفاءنا". وتابع أن سجان "سيدرس مختلف الخيارات لضمان الوفاء بوعدنا" بوقف الضربات ضد الجهاديين، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن كندا ستبقى "ملتزمة بمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية". وقال إن كندا ستؤمن مساعدة إنسانية ميدانية وتكلف "قواتها المسلحة بالتدريب بدلا من القتال".
ح.ز/ و.ب (أ.ف.ب)
اللاجئون والخوف من قدوم فصل الشتاء
رغم تزايد انخفاض درجات الحرارة، فإن سيل اللاجئين القادمين إلى أوروبا عبر طريق البلقان لم ينقطع. في غضون ذلك تعمل السلطات في ألمانيا والنمسا جاهدة على توفير مآوٍ مجهزة بالتدفئة لتقيهم البرد والمطر خلال فصل الشتاء.
صورة من: picture-alliance/AP/Hussein Malla
على الرغم من أن فصل الشتاء لم يحل بعد في أوروبا، إلا أن الكثير من اللاجئين يشكون بعد رحلة طويلة وشاقة عبر البلقان من البرد والصقيع. فمثلا على الحدود النمساوية-الألمانية لا تنزل درجات الحرارة في النهار عن 10 درجات مئوية، إلا أنها سرعان ما تتدحرج ليلا إلى ما دون الصفر.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
لاجئون يتدفؤون على نار أضرموها في حطب جمعوه من غابة قريبة. وبعكس الـ60 ألف لاجئ الذين قدموا طلبات اللجوء في النمسا، يريد هؤلاء مواصلة السفر إلى المانيا. ولضمان فرص إقامة تتوفر فيها التدفئة العادية، من المقرر إقامة 100 ألف مآوى على طول طريق البلقان، 5000 منها في النمسا.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
على طول الحدود النمساوية الألمانية أصبح يسمح فقط لخمسين لاجئاً في الساعة بالعبور عبر المعابر الحدودية، لتسهيل عملية تسجيلهم. في الأثناء بإمكان بقية اللاجئين، الذين ينتظرون عبور الحدود، الإقامة في خيام تحتوي على أرضية وأجهزة تدفئة. وتصل الطاقة الاستيعابية لكل خيمة إلى ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Scharinger
بيد أن الخيام على الحدود النمساوية الألمانية ممتلئة إلى درجة أن الكثيرين لم يجدوا مكانا يقيمون فيه ولم يجدوا سوى الأرض يفترشونها والسماء يلتحفونها. في الصورة البعض من أكثر من ألف لاجئ ينتظرون في بلدتي كوفشتاين وكولرشلاغ السماح لهم بمواصلة السفر إلى ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
لكن الوضع يختلف في الكثير من الدول الواقعة على طريق البلقان، فمثلا خلال الأيام الماضية وجد العديد من اللاجئين أنفسهم في بلدة ريغونس في سلوفينيا مجبرين على الإقامة في العراء دون حماية من البرد والمطر. ولا يختلف الوضع كثيرا في دول البلقان الأخرى.
صورة من: picture-alliance/AA/S. Mayic
تعد جزيرة ليسبوس اليونانية وجهة الكثير من اللاجئين. وللوصول إليها يركب هؤلاء البحر قادمين من السواحل التركية. وفي فصل الشتاء تنخفض درجات حرارة المياه إلى 17 درجة مئوية. وفي سياق متصل تقول مراسلة DW جيل أومايرا: "عندما تسوء الأحوال الجوية، يخفض المهربون من أسعارهم. وبالتالي يأتي عدد أكبر من اللاجئين."
صورة من: Reuters/G. Moutafis
اعتبر الكثير من السياسيين والمصالح الألمانية إقامة اللاجئين في خيام بأنها "حل مؤقت". كان ذلك في فصل الصيف. ولكن الأمر أصبح الآن شبه مؤكد: سيضطر العديد من اللاجئين للإقامة في خيام حتى خلال فصل الشتاء القارس. كما أن الخيام المدفأة – كما هو الحال في مخيم للاجئين في ولاية سكسونيا السفلى – يكاد يكون أمرا نادرا.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Steffen
ولكن، ليس في أوروبا فقط يخشى اللاجئون من قدوم فصل الشتاء ومن موجات البرد والصقيع، ففي لبنان يعيش نحو 200 ألف شخص في منطقة البقاع الجبلية تحت خيام من البلاستيك. وفي العام الماضي عانى هؤلاء الأمرّين مع سقوط الثلج وموجات الصقيع. لكن إقامة خيام تقي من البرد والمطر والثلج قوبل برفض من قبل الكثير من أصحاب الأرض لأنهم لا يريدون أن يبقى السوريون هناك بشكل دائم.