الطائرات المقاتلة تقصف المتظاهرين في بنغازي. قوات من المرتزقة تفتح النيران على المتظاهرين في شوارع طرابلس. هذه وغيرها هي الأنباء المروعة التي تأتي حاليا من ليبيا. سيف الاسلام القذافي هدد المحتجين بأنهار من الدم في ليبيا على شاشة التلفزيون، وأضاف "اننا سوف نقاتل حتى آخر رجل". وحتى الآن لا يمكن تقييم الوضع بدقة لعدم وجود مصادر أخبار موثوقة من البلاد.
ويبدو أن الوقت قد حان بالنسبة لليبيين لكي ينهوا حكم القذافي الطاغية، الذي امتد على مدى الأربعين عاما الماضية. واندلعت أعمال الشغب في البداية أساسا في شرق البلاد، وتشير الأنباء القادمة من هناك أن بنغازي ثاني أكبر مدينة في ليبيا سقطت بالفعل في أيدي المتمردين. وفي الوقت نفسه أعلنت بعض القبائل الأكثر نفوذا انضمامها للمحتجين ضد نظام الحكام، وهددوا بوقف إنتاج النفط وتصديره. جدير بالذكر أن حصة ليبيا من السوق العالمية للنفط تبلغ 2 بالمائة، وهي نسبة قد تبدو صغيرة، لكنها على درجة عالية من الأهمية لأوروبا. فليبيا هي ثالث أكبر مورد النفط لألمانيا، وأسعار النفط بدأت ترتفع بالفعل.
وقد أدان الاتحاد الأوروبي بشدة أعمال العنف الوحشية التي تقوم بها الحكومة الليبية. ومع ذلك لا تزال هناك اختلافات كبيرة في الرأي في الاتحاد الأوروبي حول كيفية التعامل مع الحلفاء القدامى. فالاتحاد الأوروبي يشعر بقلق عميق من تنفيذ القذافي لتهديداته بوقف الرقابة الصارمة على الحدود، مما قد يؤدي إلى تدفق المهاجرين السريين القادمين من إفريقيا على نطاق غير مسبوق. وستكون أكثر الدول المتضررة من مثل هذه الهجرة ايطاليا ومالطا.
ما رأيك: ليبيا - آخر أيام النظام المستبد
أكتب لنا على العنوان التالي : Quadriga@dw-world.de
الضيوف:
حامد عبد الصمد - كاتب وصحفي - مصر
محمود الورفلي - أستاذ جامعي ومحلل سياسي - ليبيا
ميشائيل لودرز - خبير في شؤون العالم العربي - ألمانيا