1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كوباني تحاول العودة إلى الحياة رغم الدمار

كمال شيخو-كوباني١٥ يونيو ٢٠١٥

دمار هائل لحق بمدينة كوباني بسبب المعارك التي شردت عشرات الآلاف من سكانها، لكن إرادة الحياة تكون دائما هي الأقوى، فما إن تم تحرير المدينة من "داعش" حتى بدأت الحياة تدب فيها مجددا. DWعربية رصت عودة الحياة في كوباني.

Irak Ansichten aus Kobane 14.12.2014
صورة من: DW/H. Gee

"لم يتبق من محلي سوى قطع الخردة وصفائح الحديد المحروق"، بهذه الكلمات بدأ الحاج مامو سيدو حديثه مع DWعربية، سيدو من مدينة كوباني (عين العرب) الحدودية مع تركيا، كان يملك أكبر محل لتبديل قطع السيارات في المنطقة، وتابع كلامه: "عمري سبعون عاماً، لم يعد لي همة، كما كنت شاباً لأعيد ما دمرته الحرب"، واستدرك قائلاً "سأكمل ما تبقي لي من الحياة في مسقط راسي، لا أريد أن أموت وأدفن بعيداً عنها".

إلا أن الملا محمود حالفه الحظ ولم يتعرض محله لأذى، وفور عودته قام بفتحه ومزاولة عمله مجدداً وعبر لـ DWعربية، عن سعادته بالقول: "المشكلة ليست بالمال أو العمار، فالحرب سرقت منا الحياة"، وأضاف "من بنى هذه المدينة سيعيد بنائها مرة ثانية، نحن متمسكون بالحياة".

الملا محمود حالفه الحظ ولم يتعرض محله لأذى، وفور عودته قام بفتحه ومزاولة عمله مجدداًصورة من: DW/K. sheikho

حال "الحاج سيدو والملا محمود" كحال أغلب أبناء مدينة كوباني (تبعد 160 كلم شمال مدينة حلب)، بعد أربعة أشهر من المعارك العنيفة، التي خلفت دماراً وخراباً كبيرين لم تسلم منه معظم الممتلكات والمنازل.

وتمكنت وحدات حماية الشعب الكردية في 26 من كانون الثاني/ يناير الماضي، بالتحالف مع تشكيلات من الجيش الحر، وبدعم من قوات البيشمركة العراقية من استعادة السيطرة على هذه البلدة الكردية بعد هزيمة مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يعرف إعلامياً بـ (داعش) وطردهم بتغطية جوية من طيران التحالف الدولي.

دمار هائل

وأشار برنامج الأمم المتحدة لتطبيقات الأقمار الاصطناعية (أونوسات) إلى أن 1206 مبان طالها الدمار، فيما أُصيب 1169 آخر بأضرار جسيمة في البلدة من خلال تحليل أولي لصور الأقمار، وأن أكثر من 3 آلاف مبنى دمر أو أصيب بأضرار.

كما تم التعرف من خلال الصور على حوالي ألف حفرة كبيرة سببتها سقوط القذائف والصواريخ في وسط البلدة ومحيطها المباشر، واُلتقطت تلك الصور في 22 من كانون الثاني/ يناير الماضي. وأُجريت مقارنة مع صور مماثلة التقطت في 6 أيلول/ سبتمبر من العام الماضي قبل أيام فقط من قيام التنظيم الإرهابي بشن هجومه عليها.

وقد بدأت بالفعل أعمال إعادة الإعمار في المدينة، ولدى لقائه مع DWعربية قال صادق محمود رئيس بلدية كوباني إن "الخطوة الأولى بعد التحرير، كانت فتح الطرق العامة والعريضة بإمكانيات ضئيلة من حيث عدد الآليات والعمال"، ثم انتقلوا إلى حملات النظافة اليومية، إلى جانب فتح شوارع الأحياء الفرعية والتي لم يتوقف العمل بها على مدار الساعة، بحسب رئيس البلدية.

تطبيع الأوضاع وإعادة الخدمات

عند التجول في شوارع البلدة، تبدو مظاهر الدمار التي حلت بها واضحة جراء المعارك العنيفة، حيث يمكن رؤية المنازل التي أصبحت أثراً بعد عين ولم يتبق منها سوى الأطلال. أما التي نجت من القصف، فلم تسلم أبوابها ونوافذها جراء ضغط الانفجارات في المناطق المجاورة لها.

وفيما عاد البعض إلى المدينة فور تحريرها، أثر البعض الآخر التريث، ويعزوا مسؤولو الإدارة سبب تردد بعض الأهالي في العودة إلى الحصار المفروض عليها من جهاتها الأربع، فكوباني التي كان يسكنها أكثر من مئة ألف نسمة قبل اندلاع المعارك فيها، قد لا تعود إلى حالتها السابقة إلا بعد مرور عدة أشهر أو ربما عدة سنوات. ويقدر عدد العائدين إلى المدينة بحوالي أربعين ألفاً، بينما العائدين إلى الريف يقدر عددهم بحوالي مائة ألف.

وشرح صادق محمود أن البلدية فتحت شارع 48 الذي يعتبر شريان المدينة الرئيسي، ويربط بين البوابة الحدودية وباقي طرقات المدينة، وذلك بعد إزالة الأنقاض ورفع حمولة 35 ألف سيارة حتى الآن، وذكر أيضاً "كما قمنا بإعادة فتح الطرقات العامة المؤدية من وإلى ريف كوباني، وإصلاح الحديقة العامة".

كوباني تعرضت لدمار هائل خلال المعاركصورة من: Reuters/O. Orsal

وتقوم البلدية بتزويد الأهالي في الأحياء البعيدة بمياه الشرب بشكل يومي، ونقل صادق محمود "نقوم بإعادة تأهيل مشروع المياه لتعود إلى العمل مجدداً، وتعمل البلدية على تصفية المياه بمادة الكلور لتكون صالحة للشرب"، وشكلنا لجنة مؤلفة من عمال ومهندسين يشرفون على إيصال هذه المياه للأهالي، كما قاموا بتصليح شبكات المياه والهاتف والبنية التحتية.

مقاومة مدنية مستمرة

فتحي مسرو رئيس هيئة المالية والاقتصاد في الإدارة الذاتية بكوباني، أكد في لقائه مع DWعربية أن الفرن الآلي في المدينة، ينتج 13435 ربطة خبز يومياً، وأكد "تبلغ التكلفة الأولية لربطة الخبز 265,85 ليرة سورية، ما يعادل واحد دولار، يتم بيعها للمستهلك بسعر 100 ليرة"، أي 30 سنتاً أمريكيا.

ويشرح عزيز مراد مدير الفرن أن "عمله هو شكل من أشكال المقاومة، فمن يحمل السلاح في الجبهات، يجب أن يقدم له الخبز، وكلانا يدافع عن البلدة"، ويعمل الفرن 16 ساعة يومياً، ويبلغ عدد عامليه 110 عامل، يحصل العامل على راتب 30 ألف ليرة شهرياً ما يعادل (100$). وذكر مراد أن جميع العاملين لديهم خبرة كافية ويعملون وفق خطة وضعوها لتوزيع الخبز على كل المدنيين، وتقوم لجان فرعية بتوزيعه في نقاط متعددة، كما يتم توزيع الخبز على النازحين العالقين بين الحدود التركية السورية.

وتقوم مديرية التموين بجولات ميدانية على محلات البقالة والمطاعم والقصابين وبائعي الخضرة، ومحلات الأجبان والألبان لمراقبة الأسعار، وأكد مدير التموين مصطفى عبدي لـ DWعربية أنه "تم تسعير الكيلو للحم الغنم 2000 ليرة وسعر لحم البقر 1500 ليرة"، ويباع كيلو اللبن بـ 175 ليرة ما يعادل (60 سنتناً) وحدد سعر كيلو الجبنة البلدي بـ 500 ليرة ويساوي حوالي دولار ونصف.

كمال شيخو-كوباني

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW