كوب 29.. مواقف متباعدة بشأن آلية تمويل الحلول المناخية
١٤ نوفمبر ٢٠٢٤
وسط تجاذبات جيوسياسية ليست ذات صلة بالمناخ، تطالب الدول النامية بما لا يقل عن 1300 مليار دولار من المساعدات لمكافحة الاحترار المناخي وعلى أن تكون على شكل هبات لا قروض.
إعلان
لا تزال البلدان بعيدة عن أيّ توافق على آلية لتمويل جهود مكافحة التغيرات المناخية، بحسب ما تبيّن من مشروع اتفاق نشر الأربعاء (13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024) في اليوم الثالث من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 29) في نسخته التاسعة والعشرين والمنعقد في العاصمة الأذربيجانية باكو.
ومن بين المطالب المتعددة للبلدان النامية في هذا المستند، "1300 مليار دولار على الأقلّ من المساعدات" السنوية التي ينبغي للبلدان الغنية تقديمها.
ومن المفترض أن يفضي المؤتمر في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بنسخته التاسعة والعشرين هذه السنة (من 11 إلى 22 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري) إلى هدف جديد للبلدان النامية في مجال الموارد المالية يعرف باسم "الهدف الكمّي الجماعي الجديد" لمساعدتها في خفض انبعاثاتها لغازات الدفيئة والتكيّف مع التغيّرات المناخية.
وسيحلّ الهدف الجديد محلّ ذاك المحدّد في 2009 والذي كان ينبغي للبلدان الغنية بموجبه تقديم 100 مليار دولار في السنة للبلدان النامية.
وقد أعدّت نسخة أولى من مسوّدة الاتفاق قبل انطلاق المؤتمر بمبادرة من مصر وأستراليا اللتين كلّفتا بهذه المهمة. ويتضمّن المستند أفكاراً جديدة وثلاثة خيارات.
خلافات حول تمويل الطاقات المتجددة
03:07
ولم تكشف بعد البلدان الغنية عن المبالغ التي تنوي طرحها للنقاش، بحسب ما أفاد مفاوضون ومراقبون وكالة فرانس برس. وتشدّد البلدان النامية من جهتها أيضاً على ضرورة أن تقدّم هذه الأموال بغالبيتها على شكل هبات بدلاً من قروض.
في هذا السياق قالت نينا سيغا مديرة معهد التمويل المستدام في كامبريدج لوكالة فرانس برس إن النصّ "يسعى في هذه المرحلة إلى تقديم مروحة من الخيارات أكثر منه رسم اتجاه معيّن".
هذه المفاوضات التي غالباً ما تكون حامية، ليست بمنأى من التوتّرات الجيوسياسية التي لا علاقة لها بالاحترار المناخي. فقد أعلنت وزيرة التحوّل البيئي في فرنسا أنها لن تشارك في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين في باكو بسبب انتقادات "غير مقبولة" وجّهها رئيس أذربيجان إلهام علييف. وكان علييف قد ندّد بـ "جرائم نظام الرئيس (إيمانويل) ماكرون" في أقاليم ما وراء البحار الفرنسية. ولم يحضر ماكرون الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.
خ.س/ع.غ (أ ف ب)
الأنهار الجليدية في جبال الأنديز.. ضحية أخرى للتغير المناخي
عواقب تغير المناخ باتت واضحة أيضاً في جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية: الأنهار الجليدية هناك تذوب بشكل أسرع مما هي عليه في أماكن أخرى. الصخور المتفككة وزيادة الأمطار لها آثار على الطبيعة والإنسان.
صورة من: Ivan Alvarado/REUTERS
ذوبان مستمر للجليد
سلسلة جبال كورديليرا بلانكا في شمال الأنديز في بيرو. هنا توجد أعلى قمم في الأمريكيتين. لكن الجليد على القمم التي يصل ارتفاعها إلى 6700 متر مهدد. ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ يؤدي إلى ذوبان الأنهار الجليدية بشكل أسرع وتلاشي الطبقة دائمة التجمد. هذا يزيد من خطر الفيضانات والانهيارات الأرضية ويهدد مياه الشرب للناس.
صورة من: REUTERS
سيلان وقطرات
نظرة إلى شق جليدي في نيفادو باستوروري في حديقة هواسكاران الوطنية في كورديليرا بلانكا. حتى هناك يتراجع الجليد. أظهرت دراسة متعددة الجنسيات أن درجات حرارة السطح النهارية في الشتاء في الأنديز على ارتفاع يتراوح بين 1000 و1500 متر قد ارتفعت بمقدار 0.5 درجة مئوية لكل عقد منذ عام 2000. أما في الارتفاعات التي تزيد عن 5000 متر، فقد ارتفعت حتى 1.7 درجة.
صورة من: Angela Ponce/REUTERS
طبيعة متغيرة
على جبل ماتيو في بيرو تشكلت بحيرات جبلية بسبب الحرارة. قبل بضع سنوات فقط، كان يجب على المرء عبور نهر جليدي للوصول إلى القمة. أما الصعود الأخير فهو الآن منحدر صخري.
صورة من: Angela Ponce/REUTERS
صعود صعب
مجموعة من متسلقي جبل ماتيو عند النهر الجليدي المتقلص: "التغيرات التي نشهدها غير مسبوقة في التاريخ الحديث للبشرية"، يقول بابلو وينشتاين الذي يدرس أنهار الأنديز الجليدية والقطب الشمالي منذ أكثر من عقدين. ويضيف وينشتاين أن أنهار الأنديز الجليدية لم يتم دراستها بشكل كافٍ لأن سلسلة الجبال كبيرة والعديد من الجبال نائية.
صورة من: Angela Ponce/REUTERS
أمطار على ارتفاع 5000 متر
جبال الأنديز مهمة كخزان للمياه. الأنهار الجليدية تخزن الأمطار في الشتاء على شكل ثلج وجليد وتعيد تحريرها كمياه ذائبة. ولكن الآن تمطر حتى في المرتفعات العالية، كما هو الحال هنا في نيفادو باستوروري. وهذه المياه تتدفق بسرعة كبيرة. يقول الحارس إدسون راميريز من حديقة هواسكاران الوطنية إن المطر على ارتفاع 5000 متر هو مؤشر على أن "الضغط ودرجة الحرارة قد تغيرا تمامًا".
صورة من: Angela Ponce/REUTERS
ممجد في الماضي والآن في خطر
صورة مشابهة أيضًا على بعد 2800 كيلومترًا إلى الجنوب. في تشيلي يرتفع جبل إل بلومو إلى 5400 متر في السماء. في الأيام الصافية، يمكن رؤية الكتلة الجبلية حتى من العاصمة القريبة سانتياغو. تم تسلق القمة الجليدية. حتى أن الإنكا قدموا له تضحيات بشرية. ولكن الآن يتفكك جبل إل بلومو. تغير المناخ يؤثر على غطائه الجليدي.
صورة من: Ivan Alvarado/REUTERS
حياة مهددة
"كل عام يصبح كل شيء أكثر صعوبة ويزداد الحزن"، يقول دليل البغال فرانسيسكو جاياردو. منذ أن كان عمره 14 عامًا، يعمل في جبل إل بلومو، ويساعد المتسلقين في نقل المعدات إلى المخيم الأساسي على بعد حوالي 1300 متر تحت القمة. الرجل البالغ من العمر 60 عامًا يخشى أنه هو وعائلته لن يتمكنوا من البقاء سوى حوالي عشر سنوات أخرى قبل أن يضطروا إلى الانتقال والبحث عن وظائف جديدة.
صورة من: Ivan Alvarado/REUTERS
ذكريات تاريخية
أوسفالدو سيجوندو فيليغاس يعرف جبل إل بلومو منذ فترة طويلة: قبل 50 عامًا بدأ عمله هناك كمنقذ جبلي. ساعد من بين أمور أخرى، في إنقاذ فريق الرغبي الأوروغوياني الذي تحطم بالطائرة في الأنديز في طريقه إلى سانتياغو عام 1972. "أعرف مناطق في باتاغونيا كانت مليئة بالأنهار الجليدية. الآن هناك غابات. وسيتحول الحال هنا إلى ما هو عليه هناك"، يتنبأ الرجل البالغ من العمر 80 عامًا.
صورة من: Ivan Alvarado/REUTERS
صعوبات متزايدة فوق الجبال
الطريق إلى قمة لو كورو قرب سانتياغو لا يزال هو نفسه الذي كان يسلكه الإنكا في السابق. بسبب ذوبان الطبقة دائمة التجمد، هناك الآن خطر أكبر من الانهيارات الصخرية والانزلاقات الأرضية. هنا يتدرب المتطوعون من منظمة إنقاذ الجبال "سوكورو أندينو" على كيفية إنقاذ المصابين من جدران الصخور المتفككة وإجلائهم إلى مكان آمن دون تعريض أنفسهم للخطر.