"كوب28" يدخل مرحلة الحسم وتواصل الخلافات حول الوقود الأحفوري
١١ ديسمبر ٢٠٢٣
مع دخول محادثات مؤتمر المناخ (كوب28) مرحلة الحسم، حثت الأمم المتحدة على التكاتف من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي من أجل "الاستغناء عن كل مصادر الوقود الأحفوري"، الذي تتواصل الخلافات بشأنه. لكن ماذا بشأن ظروف الدول النامية؟
إعلان
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الاثنين (11 ديسمبر/كانون الأول 2023) المفاوضين في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ كوب28 ، المنعقد في دبي، إلى إظهار "أقصى قدر من المرونة" و"حسن النية" لضمان الاستغناء عن "كل مصادر الوقود الأحفوري".
وقال متوجها للصحافيين إنه "لا بد" أن يلحظ النص النهائي الذي ينبغي اعتماده غدا الثلاثاء "الحاجة إلى الابتعاد عن كل مصادر الوقود الأحفوري وفق جدول زمني يتماشى مع 1,5 درجة مئوية" بصفتها الحد الذي ينبغي عدم تجاوزه للاحترار العالمي.
وفي مراعاة لمطالب الدول النامية بإتاحة مزيد من الوقت لها مقارنة مع الدول الغنية، قال غوتيريش "هذا لا يعني أن جميع البلدان يجب أن تستغني عن الوقود الأحفوري في الوقت نفسه".
ويعد النفط والغاز والفحم التي تشكل مصادر الوقود الأحفوري، وتوفير مساعدات مالية للدول الأشد فقرا، مسألتين أساسيتين في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ مع دخول المفاوضات مرحلتها النهائية قبل اختتامه المقرر الثلاثاء.
وأكد غوتيريش "نحن في سباق مع الزمن" للتوصل إلى اتفاق نهائي يصدر بتوافق في الآراء. وتزداد المفاوضات صعوبة بسبب معارضة بعض الدول النفطية، وعلى رأسها السعودية، إدراج الوقود الأحفوري في النص النهائي.
من جانبه حث مسؤول الأمم المتحدة للمناخ سيمون ستيل الدول على التكاتف من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي في وقت تتواصل فيه الخلافات بشأن إمكانية الدعوة إلى التخلص من استخدام الوقود الأحفوري.
وقال ستيل إنه تم إحراز تقدم بشأن حل بعض الخلافات خلال اليوم الماضي، لكنه حذر من أن "كل خطوة إلى الوراء عن الطموح الأسمى ستكلف ملايين الأرواح". وقال إن هناك قضيتين رئيسيتين لا تزالان قيد المناقشة: مدى استعداد الدول الطموحة للتصدي لتغير المناخ، وحجم التمويل والدعم الذي ستقدمه لدعم هذا الهدف.
وتترقب الدول المشاركة في المؤتمر إصدار رئاسة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف اليوم مسودة جديدة لما سيكون عليه الاتفاق النهائي المأمول.
ويضغط تحالف من أكثر من 80 دولة، من بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول جزرية صغيرة، من أجل التوصل إلى اتفاق يتضمن حديثا عن "التخلص التدريجي" من الوقود الأحفوري، وهو عمل لم يتم إنجازه خلال 30 عاما من مؤتمرات الأمم المتحدة.
وتواجه هذه الدول معارضة قوية. وقال مفاوضون ومراقبون مشاركون في المؤتمر لرويترز إن السعودية، القائد الفعلي لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ، من المعارضين الرئيسيين لأي اتفاق للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري. ولم ترد الحكومة السعودية على طلب الوكالة للتعليق.
ويتعين أن يتم إقرار الاتفاقات في مؤتمرات الأمم المتحدة للمناخ بالإجماع بين ما يقرب من 200 دولة مشاركة.
ع.ج.م/ح.ز (أ ف ب، رويترز)
تغيّر المناخ في المنطقة العربية.. احترار وجفاف وخسائر اقتصادية
تغيّر المناخ في المنطقة العربية.. احترار وجفاف وخسائر اقتصادية
صورة من: Rami al Sayed/AFP/Getty Images
تغيّر المناخ.. خطر في المنطقة
تغيّر المناخ أضحى ظاهرة تعاني منها كلّ دول العالم. لكن المنطقة العربية تحفل بخصوصية في معاناتها، بحكم ارتفاع درجات الحرارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تعاني من ظاهرة الاحترار بوتيرة تقارب ضعف المعدل العالمي حسب تقرير لـ"غرينبيس". ارتفعت حرارة فصول الصيف في عدة دول عربية كما صارت هذه الفصول أكثر تمددا ولم يعد الشتاء باردا كما كان.
صورة من: Rami al Sayed/AFP/Getty Images
جفاف مستمر
دول عربية كثيرة تعاني من مواسم جفاف متتالية. التساقطات المطرية تراجعت كثيرا أو حتى باتت نادرة، وتشير عدة تقارير أن المنطقة تشهد حاليا معدلات جفاف غير مسبوقة منذ ثلاثة عقود، ما أثر كثيراً على الزراعة، ودفع بعدة بلدان إلى رفع أسعار المنتجات الغذائية وزيادة وارداتها من الحبوب، خصوصا مصر والمغرب والجزائر، ما يلقي بظلاله على الأمن الغذائي.
صورة من: Rami Alsayed/NurPhoto/picture alliance
إجهاد مائي كبير
أدى ضعف الأمطار إلى إجهاد مائي كبير وضغط متزايد على المياه الجوفية لأجل توفير الكميات اللازمة للزراعة، ما أدى إلى نضوبها في عدة مناطق. ويزداد الأمر سوءا بسبب انتشار عدد من الزراعات التي تمتص المياه بكثرة وغياب آليات للزراعة المستدامة. تدهور المجال الزراعي أضعف كثيراً المهن الزراعية ورفع نسب الهجرة من القرى وزاد من الضغط على المدن.
صورة من: Ryad Kramdi/Getty Images/AFP
افتقار لمياه الشرب
تداعيات الجفاف ليست على الزراعة فقط، بل كذلك المياه الصالحة للشرب. تشير معطيات أممية إلى افتقار 41 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإمكانية الوصول بأمان لمياه الشرب، بينما يفتقد 66 مليون شخص لخدمات الصرف الصحي. ورغم محاولة عدة بلدان ترشيد الاستخدام وإعطاء توجيهات للسكان بحسن الاستخدام، إلّا أن العطش يهدد بشكل جدي ملايين الناس والتدخل بات عاجلاً.
صورة من: KHALED ABDULLAH/REUTERS
الحرائق.. كابوس جديد
عانت المنطقة العربية من حرائق كبيرة، مثال ذلك حرائق الجزائر للصيف الثاني على التوالي، أدت إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، كما وقعت خسائر متفرقة في المغرب وتونس وسوريا والعراق ولبنان. رغم الجهود، تبقى حرائق الغابات متكررة، خصوصا عندما يتزامن الفصل الحار مع هبوب الرياح، ما يكون له أثر بالغ على الغابات وعلى عدد من الزراعات كزراعة الزيتون.
صورة من: FETHI BELAID/AFP/Getty Images
خسائر اقتصادية كبيرة
الخسائر في القطاع الزراعي تؤثر بشكل واضح على الاقتصاد في المنطقة بحكم أن الزراعة قطاع اقتصادي رئيسي في عدد من بلدان المنطقة كما في تونس والمغرب. تحتاج دول المنطقة إلى استثمار ما يصل إلى 4% من إجمالي الناتج المحلي سنويا لتعزيز الصمود في مواجهة تغير المناخ بالقدر الكافي وتحقيق أهداف خفض الانبعاثات حسب صندوق النقد الدولي، وهو معدل صعب التحقق في منطقة عربية تعاني تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة.