كوتبوس على صفيح ساخن من جديد.. شاب سوري يتهجم على ألمان
٢٥ يناير ٢٠١٨
بعد أيام على إغلاق أبواب المدينة أمام اللاجئين، نقلت وسائل إعلام ألمانية عن الشرطة قولها إن شاباً سورياً هدد أمس الأربعاء مواطناً ألمانياً وسيدتين ألمانيتين كانتا برفقته في أحد مراكز التسوق.
إعلان
ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "دي فيلت" الألمانية نقلاً عن الشرطة أن شاباً سورياً هدد أمس الأربعاء (25 كانون الثاني/يناير 2018) مواطناً ألمانياً وسيدتين ألمانيتين كانتا برفقته في أحد مراكز التسوق في مدينة بولاية براندبنورغ شرقي ألمانيا. وأضافت الشرطة أن الشاب السوري، البالغ من العمر عشرين عاماً والذي كان برفقة شاب سوري آخر، تهجم لفظياً على الألماني ومدّ يده إلى حزام بنطاله، مما أوحى كما لو أنه يريد سحب سكيناً.
وتابعت الشرطة أن الشاب السوري قام بعد ذلك بمخاطبة موظف ألماني يرتدي زياً مدنياً بطريقة عنفية، حسب ما أفادت الشرطة التي حضرت إلى مكان الحادث بسرعة. وباشرت الشرطة الجنائية التحقيقي وتقوم بتحليل تسجيلات أشرطة كاميرات الفيديو المتواجدة في مركز التسوق.
ومن غير الواضح حتى اللحظة سبب إقدام السوري على فعلته، غير أن الشابين السوريين معروفان للشرطة.
ويشار إلى أن مدينة كوتبوس تشهد منذ شهور مواجهات بين لاجئين سوريين شباب ومجموعة من الشباب الألماني. وينتمي بعض الشباب الألمان المتورطين إلى صفوف النازيين الجدد، أو مثيري الشغب.
ففي يوم الأربعاء (17 كانون الثاني/ يناير)، اشتبك مراهقان سوريان يبلغان من العمر 15 عاماً و16 عاماً مع مراهقين ألمان. وخلفت الاشتباكات عن إصابة أحد الشبان الألمان بسكين على وجهه ويده وساقه. وألقت شرطة المدينة القبض على السوريين وأودعتهما السجن في ذمة التحقيق، نقلاً عن الموقع الإخباري الألماني "تاغس شبيغل".
ووفقا لمعلومات السلطات المحلية فإن أحد اللاجئين السوريين المتورطين في الاشتباكات الأخيرة يواجه أيضا مشاكل داخل المدرسة ويتعامل بعنف مع المدرسين. وسبق لمكتب رعاية الشباب بالمدينة أن أصدر أمرا بإلحاق المراهق المعني بمركز خاص لإعادة تأهيل الشباب لكن محكمة الأسرة رفضت.
كما هاجم أحد المراهقين المتورطين برفقة ثلاثة مراهقين سوريين آخرين سيدة وزوجها في المدينة. وطالب المراهقون الثلاثة البالغة أعمارهم 14 و 15 و17 عاما من الزوجة (43 عاماً) داخل مركز للتسوق احترام الطابور وإعطائهم الأسبقية لأنهم كانوا ينتظرون قبلها. وبعدما رفضت هاجم المراهقون زوجها واستعمل أحدهم السكين، يضيف الموقع الإخباري الألماني "تاغس شبيغل".
وجدير بالذكر أن وزير داخلية ولاية براندنبورغ قرر، قبل أيام، عدم استقبال المزيد من طالبي اللجوء في مدينة. ولقي القرار انتقادات في الولاية.
رغم أن اليمين المتطرف ظاهرة لا تقتصر على بلد معين، إلا أن الحكومة الألمانية أعربت مؤخرا عن قلقها من تنامي كراهية الأجانب ومعاداة الإسلام في الولايات الألمانية الشرقية. جولة مصورة في مظاهر التطرف اليميني بشرق ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء تنامي كراهية الأجانب والتشدد اليميني في شرق ألمانيا، محذرة من أنهما يشكلان تهديدا على السلم الاجتماعي وينفر المستثمرين الأجانب. الإحصائيات الأخيرة تؤكد هذه المخاوف: ففي عام 2014 مثلا سجل 47 من الاعتداءات ذات الدوافع العنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
فمثلا، على الرغم من أن نشاط النازيين الجدد لا يقتصر على ألمانيا فحسب، بل سجل في عدد مناطق من العالم على غرار أمريكا والنرويج، إلا أن حزبهم "حزب ألمانيا القومي الديمقراطي" لم ينجح حتى الآن في الدخول إلى البرلمانات المحلية والمجالس المحلية إلا في شرقي ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Bimmer
شكلت مدينة دريسدن، بولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، مهد ومعقل حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) التي تتظاهر منذ أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2014 ضد الإسلام والمسلمين وتواجد الأجانب في ألمانيا. وقد بلغت هذه الاحتجاجات ذروتها مع تدفق سيل اللاجئين، وأغلبيتهم من سوريا، على ألمانيا العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
خلال احتجاجاتهم الليلية التي تنظمها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) لم يتوان اليمينيون المتطرفون عن التعبير عن رفضهم لقدوم اللاجئين إلى ألمانيا. في إحدى المظاهرات حمل أحدهم لافتة تصور أناسا في قطار – وذلك في إشارة إلى أن أغلبية اللاجئين قدموا إلى ألمانيا في القطارات انطلاقا من المجر والنمسا – وقد كتب عليها بالإنجليزية: "اللاجئون غير مرحب بهم، عودوا بعائلاتكم إلى أوطانكم".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
اليمين المتطرف يرفضو أيضا التعددية الثقافية في إشارة إلى المهاجرين، الذين يعيشون في ألمانيا منذ عقود، ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية. في الصورة أحد المتظاهرين في احتجاجات نظمتها حركة بيغيدا في مدينة دريسدن وهو يحمل لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديدات بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. وفي الواقع، فقد شهد حزب المستشارة، الحزب الديمقراطي المسيحي، تراجعا في الانتخابات البرلمانية المحلية لعدد من الولايات الألمانية، وليس في شرق ألمانيا فقط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - تحسب على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة. الصورة تظهر بناية خصصت لإيواء اللاجئين في بلدة باوتسن وهي تحترق. كما أظهرت التحقيقات فيما بعد أن الحريق كان بفعل إجرامي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Löb
بعدما سمع اليمنيون المتطرفيو أن طائفة الأحمدية تريد أن تبني مسجدا بمنطقة نائية في إيرفورت بولاية تورينغن، شرقي ألمانيا، حتى سارعوا للاحتجاج رغم أن الأمر لم يتعد طور التخطيط. ورغم أن هذا المسجد الذي لايزال مجرد حبر على ورق هو الأول من نوعه في الولاية بأسرها والثالث في شرقي ألمانيا (باسثناء برلين)، إلا أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي يرى فيه مشروعا بعيد المدى لأسلمة ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
الاحتجاج على بناء المساجد من قبل البعض في ألمانيا ليس بالأمر الجديد. بيد أن البعض استخدم وسائل أخرى للتعبير عن احتجاجه: ففي عام 2013 ومع انطلاق أشغال بناء أول مسجد في مدينة لايبتسغ وثاني مسجد على الإطلاق في شرق ألمانيا (باستثناء برلين) قام مجهولون بوضع رؤوس خنازير دامية على أرضية المبنى. حادث مماثل تكرر بعدها بثلاث سنوات عندما وضع مجهولون خنزيرا صغيرا ميتا أمام مسجد في المدينة ذاتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
لأكثر من 10 سنوات ويمنيون متطرفون، ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا، يقتلون أناسا في مختلف أنحاء ألمانيا. والمتهمون هم أوفه موندلوز، أوفه بونهارت (في الصورة – في الوسط) وبيآته تشيبه. ضحاياهم: ثمانية أتراك ويوناني وشرطية. دافعهم في ذلك هو كراهيتهم للأجانب. وإلى حدود عام 2011 كان الرأي العام يجهل هوية هؤلاء وأن القتلة هم من اليمينيين المتطرفين.