كورونا... أكبر خطة إنقاذ اقتصادية بألمانيا ما بعد الحرب
١٣ مارس ٢٠٢٠
تعتزم الحكومة الألمانية تقديم قروض مع ضمانات بقيمة لا تقل عن 550 مليار يورو في أكبر إجراءات استثنائية منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك في محاولة للتصدي لتداعيات فيروس كورونا على أكبر اقتصاد في أوروبا.
إعلان
أعلنت ألمانيا الجمعة (13 آذار/مارس 2020) عن أكبر خطة مساعدة للشركات في تاريخها منذ مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، تشمل قروضاً "بلا حدود" لا تقل قيمتها عن 550 مليار يورو، وذلك من أجل التصدي للآثار الاقتصادية لفيروس كورونا المستجد. وقال وزير المالية ونائب المستشارة أولاف شولتز: "لا يوجد حد أقصى، تلك هي الرسالة الأكثر أهمية"، في إطار تفصيله لبرنامج المساعدات، وهو أكبر من ذاك الذي وضع لمواجهة أزمة عام 2008 المالية.
وبدأت الحكومة الألمانية بتأمين 550 مليار يورو هي عبارة عن قروض من الدولة مع ضمانات. وستمنح هذه القروض دون حدود من جانب بنك الائتمان لإعادة الإعمار العام، الذي سبق أن لعب دوراً حاسماً للحد من آثار الأزمة المصرفية والمالية قبل أكثر من 10 سنوات.
يمكن للشركات التي تواجه انخفاضاً في النشاط أو مشاكل في السيولة الاستفادة من تلك القروض، مثل شركات السفر والسياحة والمطاعم المتضررة أكثر من غيرها.
وتهدف الخطة إلى تفادي موجة انهيارات في المؤسسات في أكبر اقتصاد في أوروبا، الذي يعتمد خصوصاً على التصدير، والمعرض أكثر من غيره لضرر تقلص التبادلات الدولية اثر تفشي كورونا.
ولم تستبعد الحكومة دخول البلاد في مرحلة انكماش.
وفي هذا الإطار، لم يستثن وزير الاقتصاد بيتر ألتماير مساهمة موقتة للدولة في شركات تواجه صعوبات وتعدّ استراتيجية، كشركات القطاع التكنولوجي على وجه خاص. وقال ألتماير "هذه مبادرة غير مسبوقة في تاريخ البلاد منذ مرحلة ما بعد الحرب". وأكد أن مساعدة الشركات "لن تفشل لا بسبب المال ولا بسبب نقص الإرادة السياسية، وهذا يعني أنه لا يجب أن تواجه الشركات التي هي في حالة جيدة ولا الوظائف، أي صعوبات".
وتواجه ألمانيا في الأيام الأخيرة ارتفاعاً كبيراً في حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19. وبلغ عدد الإصابات فيها 2369 إصابة، وفق آخر حصيلة للسلطات الصحية الجمعة، مع سبع وفيات. وبهدف مكافحة الفيروس، أعلنت عدة مناطق ألمانية إغلاق دور الحضانة والمدارس والجامعات اعتبارا من الأسبوع المقبل، فيما منعت بعضها أصلاً التجمعات التي تضم اكثر من ألف شخص.
ومن المقرر أن تلتقي المستشارة مساء الجمعة مسؤولين في عدة قطاعات اقتصادية، فضلاً عن نقابيين، لعرض تدابير المساعدة الحكومية عليهم.
في إطار تفسيره للطابع الاستثنائي الذي تحمله إجراءات الحكومة لمساعدة الشركات، وصفها وزير المالية الألماني بانها أشبه بـ"مدفع بازوكا". وفي ذلك إشارة إلى تدابير الدعم غير الاعتيادية التي اتخذها رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق ماريو دراغي لإنقاذ منطقة اليورو في حقبة أزمة الديون. وتابع ألتماير "وسنلقّم أسلحتنا من جديد إذا لزم الأمر".
ومع تلك الإجراءات التي تضاف إلى إعلانات صدرت مطلع الأسبوع لتسهيل وقف العمل بشكل جزئي في الشركات، تجد ألمانيا، التي ينتقدها غالباً شركاؤها الأوروبيون وخصوصاً فرنسا، نفسها مجبرةً على التخلي عن قاعدة انعدام العجز في ميزانيتها.
وقد بدأت أصلاً النتائج الاقتصادية والاجتماعية بالظهور في البلاد التي تواجه منذ أشهر انخفاضاً في النمو مع إنهاك نموذجها الاقتصادي.
وألغيت العديد من المناسبات الثقافية والمباريات الرياضية والمعارض المهنية وكذلك المؤتمرات السياسية أو أرجئت في البلاد.
وتواجه العديد من الشركات التي لجأ معظمها إلى العمل عبر الفيديو، أيضاً تباطؤاً مع تقلص طلبياتها.
خ.س/ع.ش (أ ف ب)
فيروس كورونا.. مصائب قوم عند بعض الشركات فوائد!
تتأثر الأسواق المالية دائماً في أوقات الأزمات، حيث تنخفض أسهم البورصة بشكل كبير، مما يؤثر على أرباح الشركات المختلفة. و لكن حتى في ظل إجتياح حمى الخوف من فيروس كورونا العالم، نجد من يستفيدون من الوضع. فمن هم؟
صورة من: Peloton
"دع القلق و شاهد نتفليكس!"
شركة نتفليكس Netflix من الشركات الرائدة في مجال خدمة البث الترفيهي في العالم، و إحدى الشركات التي إرتفعت أسهمها بينما كانت أغلب مؤشرات البورصة عالمياً في انخفاض بسبب انتشار فيروس كورونا. السبب وفقاً لخبراء البورصة بسيط: فعندما يظل الكثيرون في منازلهم خوفاً من الإصابة بالمرض، ترتفع نسبة مشاهدتهم للأفلام و المسلسلات المعروضة على نتفليكس.
صورة من: picture-alliance/AA/M.E. Yildirim
الرياضة الجماعية..عن بُعد
ا تستطيع شركة بيلوتون Peloton لدراجات التدريب المنزلية الشكوى من فيروس كورونا: فبسبب تفادي العديد من محبي الرياضة الذهاب إلى الصالات الرياضية خوفاً من الاصابة بالعدوى، ارتفع الطلب على الدراجات الرياضية المنزلية من شركة بيلوتون بشكل كبير. تتميز هذه الدراجات المنزلية بخدمة التدريب الإفتراضي التي تُمكن الشخص من التواصل مع متدربين آخرين دون الحاجة للقائهم وجهاً لوجه.
صورة من: Peloton
كورونا تصنع المليارديرات
انضم رئيس شركة الأدوية "مودرنا" ستيفان بانسل (على اليمين) لقائمة المليارديرات في العالم في وقت قصير عندما ارتفعت أسهم الشركة بعد إعلانها عن تقديم طلب لبدء إختبارات بشرية للقاح جديد ضد فيروس كورونا. و انضم إليه ليم ووي تشاي مالك الحصة الأكبر من أسهم شركة "توب جلوف" الماليزية لتصنيع القفازات الطبية.
إجتماعات العمل في المنزل
ارتفعت أسهم شركة "زووم لاتصالات الفيديو" Zoom التى توفر خدمة بث الاجتماعات عن بُعد بنسبة 50% منذ نهاية الشهر الماضى. وعزا خبراء من شركة "أبحاث بيرنشتاين" السبب إلى تفضيل الكثيرين العمل من المنزل خوفاً من الفيروس. هكذا استطاعت الشركة اكتساب أكثر من 2،2 مليون مشتركاً جديداً هذا العام، و هو ما تجاوز عدد الاشتراكات الجديدة في عام 2019 بأكمله.
صورة من: zoom.us
كورونا و حيوان "الهامستر"
تزايد الإقبال على شراء المواد الغذائية المُغلفة و المُعلبات مما أدى إلى خلو الأرفف فى محلات كبرى مثل REWE الألمانية و Carrefour الفرنسية. تُسمى هذه الظاهرة "مشتريات الهامستر" لأنه يُخزن طعام أكثر من حاجته في فمه. و أدت هذه الظاهرة إلى إقبال المستثمرين على أسهم شركات المواد الغذائية المُغلفة. كما ازدهرت أعمال شركات مثل "أمازون" و"علي بابا" بسبب الخوف من الخروج للتسوق و تفضيل الشراء الإلكتروني.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Sintesi/M. Biatta
من قال إن الخوف يصيب التجارة بالكساد؟
في ظل التلهف على شراء الكمامات و أدوات التعقيم للوقاية من فيروس كورونا، يتسابق مصنعو هذه السلع على مواكبة الطلب المتزايد و يجنون من وراء ذلك مكاسب طائلة. أكبر المستفيدين من حالة الخوف العالمية الشركة الأمريكية 3M التي تنتج الكمامات الطبية.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/Yichuan Cao
مكتب متنقل
يُفضل الكثيرون العمل من المنزل بعد انتشار فيروس كورونا في العالم خوفاً من الإصابة بالمرض، و هو ما يتطلب طريقة إلكترونية آمنة و سريعة للموظفين للاتصال بأجهزة و حواسيب العمل. هذه الخدمة تقدمها شركة TeamViewer الألمانية التى زاد عدد مستخدميها بشكل ملحوظ، خاصة في الصين. خلال يومين فقط ارتفعت أسهم الشركة بنسبة 20%.
صورة من: picture-alliance/B. Kammerer
مكاسب رغم هبوط مؤشرات البورصة
أدت تقلبات أسواق المال الشهر الماضى إلى زيادة بنسبة 60% في أرباح البورصة الألمانية، مما حقق ربحاً لمجموعة Deutsche Börse AG المالكة للبورصات في ألمانيا. كان يوم 28 فبراير/شباط هوالأعلى ربحاً بحجم تداول بلغ 18،6 مليار يورو و 2،8 مليون أمر تنفيذ. و كان هذا اليوم هو الأعلى على نظام Xetra التجاري منذ الأزمة المالية في عام 2008.
إعداد: كولمان توماس، أشوتوش باندي/ سلمى حامد