كورونا أول أولويات حكومة شولتس مع تخطي 100 ألف حالة وفاة
٢٥ نوفمبر ٢٠٢١
تواجه ألمانيا أعنف موجة وبائية في وقت تستعدّ حكومة جديدة لاستلام السلطة، فيما تخطّى عدد الوفيات بكوفيد-19 الـ 100 ألف وفاة. ويُشكّل الوضع صعوبة على الائتلاف الجديد الذي سيتولى قيادة البلاد اعتبارًا من الشهر المقبل.
إعلان
أعلن مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني لمنصب المستشار، أولاف شولتس، أمس الأربعاء (24 نوفمبر/ تشرين ثاني) عن وضع خطط لتتجاوز ألمانيا المرحلة الباقية من جائحة كورونا، يأتي ذلك في إطار استعداد شولتس لخلافة المستشارة المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل.
وتجاوز عدد الوفيات في ألمانيا جراء الإصابة بفيروس كورونا حاجز الـ 100 ألف شخص، وسط استمرار في ارتفاع غير مسبوق لعدد الإصابات، بلغ في الأربع والعشرين ساعة الماضية 75 ألف إصابة جديدة، وهي حصيلة لم تشهدها البلاد منذ الإعلان عن أول إصابة.
وقال شولتس إن "الوضع دقيق"، واعدًا "بالقيام بكلّ ما يلزم" لمواجهة الوباء. ويبدو أن الائتلاف الجديد بأطرافه، الاشتراكي وحزب الخضر والحزب الديموقراطي الحر، يستبعد حاليًا فكرة الإغلاق العام، مستهدفًا زيادة التلقيح وتعميم تقديم الشهادة الصحية في وسائل النقل العام ووضع قيود على حركة غير الملقّحين بمنعهم من الدخول إلى أماكن الأنشطة الثقافية والعامة.
وأشار شولتس إلى أن ألمانيا يجب أن "تدرس" احتمال "توسيع" نطاق التلقيح الإجباري المُطبّق حاليًا في صفوف الجيش وقريبًا في مراكز الرعاية الصحية. وسيُخصّص مبلغ مليار دولار للطاقم الطبي ولمساعديه.
وأمس الأربعاء مدّدت حكومة أنغيلا ميركل المنتهية ولايتها، المساعدات الممنوحة للأنشطة التجارية المتضررة من الإغلاق أو الانخفاض في الدخل وكذلك خطة البطالة الجزئية، حتى نيسان/أبريل 2022.
ووفقاً لمعهد روبرت كوخ الحكومي لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية فإن 100 ألف و119 شخصا لقوا حتفهم جراء الإصابة بالفيروس منذ مطلع العام الماضي في ألمانيا.
وتخشى القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا بلوغ مستشفياتها طاقتها الاستيعابية القصوى في حال واصل المنحى الوبائي مساره التصاعدي الراهن. وبلغ معدّل العدوى الأسبوعي 419,7 إصابة جديدة لكل مئة ألف نسمة، وهو رقم قياسي.
في صور.. أرقام صادمة لوفيات كورونا في ألمانيا
تجاوزت حصيلة الوفيات في ألمانيا جراء الإصابة بفيروس كورونا حاجز الـ 100 ألف حالة، والأرقام القيساية تواصل تصاعدها المقلق لتبلغ لأول مرة 70 ألف إصابة لليوم الواحد.
صورة من: Jan Woitas/dpa/picture alliance
حصيلة مؤسفة
بسبب كورونا فقد هذا الرجل زوجتة التي يزور قبرها في مقبرة بمدينة بون. والمتوفاة هي ضمن 100 ألف حالة وفاة في البلاد على صلة بوباء كورونا. ومرة أخرى تعاود أعداد الوفيات ارتفاعها تماشيا مع ارتفاع الإصابات منذ بداية الخريف. في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول بلغت الوفيات 66 حالة، لكن في 21 من الشهر الموالي، سجلت 200 حالة في ذلك اليوم، وفق معهد روبرت كوخ الألماني لمكافحة الأوبئة.
صورة من: Ute Grabowsky/photothek/imago images
الإنذار الأخير
على هذا التابوت كتبت عبارة "احذر العدوى"، في إشارة إلى أن الشخص المتوفى كان مصاباً بكورونا. وهي رسالة لباقي العاملين في شركة دفن الموتى لاتخاذ الاحتياطات اللازمة. ومازال غير الملقحين أكثر عرضة لمسار خطير لمرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا. لكن أعداد المصابين بين الملقحين بدورها في ازدياد.
صورة من: Robert Michael/dpa/picture alliance
قلق على المسنين
في الأيام الأخيرة شهدت دور رعاية المسنين انتشاراً للإصابات رغم تلقي غالبية نزلاء هذه المنشآت للقاحات كاملة. من ثمّ أضحت الفحوصات الدورية إجراء ضروريا بهدف حصر الإصابات. في الوقت ذاته يحتدم النقاش في ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية حول جعل اللقاح إلزاميا للعاملين في هذا القطاع.
صورة من: Jens Kalaene/dpa/picture alliance
.. وعلى الصغار أيضا!
في دور الحضانة والمدارس الألمانية تحولت فحوصات كورونا إلى إجراء يومي اعتاد عليه الأطفال. فلا مكان في البلاد يتم فحصه بهذا القدر من الاستمرارية والصرامة كما يحصل في المدارس ودور الحضانة. بيد أن نسبة الإصابة لدى الفئة العمرية ما بين الخامسة والرابعة عشر هي الأعلى على الإطلاق.
صورة من: Christian Charisius/dpa/picture alliance
ضغط شديد على أقسام العناية المشددة
هذا الطبيب في إحدى أقسام العناية المركّزة في مدينة لايبزيغ يعالج رجلاً تدهورت حالته بسبب كوفيد-19. وإذ طالبت هيئة الأطباء الألمان باتخاذ تدابير سريعة، فإنها لم تستبعد إغلاقا شاملا جديدا لتخفيف الضغط على أقسام العناية المركزة. وبالفعل أعلنت مستشفيات ولاية ساكسونيا أنها لم تعد قادرة على استقبال مرضى جدد.
صورة من: Jan Woitas/dpa/picture alliance
معيار جديد لرصد الحالة الوبائية
أدخلت السلطات الألمانية مستوى نسب ملء المستشفيات ضمن القياسات المعتمدة لرصد تطور الحالة الوبائية للبلاد. يضاف إلى ذلك أن مرضى كوفيد في الموجة الرابعة من الحالات الخطرة، هم أقل سنّاً مقارنة بذات الحالات في موجات الوباء السابقة. ما يعني أن مدة بقائهم في المستشفيات تكون أطول.
صورة من: Robert Michael/dpa/picture alliance
الفيروس في كل مكان
هذا المشهد في محطة القطارات في هامبورغ والذي يظهر جليّاً التجمعات الحاصلة في المنشآت العمومية وفي وسائل المواصلات العامة، ما هو إلا مثال عما تشهده أماكن عديدة. ولهذا يطالب الكثيرون باعتماد صريح على ما بات يعرف بـ"3G" على الأقل. أي إما أن يكون الفرد معافاً أو ملقحا أو خاليا من المرض وفق فحص سلبي. ومن لم يحترم القواعد يدفع غرامة مالية بقيمة 150 يورو.
صورة من: Eibner/imago images
بيتي هو مكتبي
من يسمح له العمل من المنزل، عليه القيام بذلك. فلابد من التقليل قدر الإمكان من الاتصالات المباشرة بين الناس، وفق المسؤولين.
صورة من: Imago/S. Midzor
أسواق عيد الميلاد
أسواق عيد الميلاد فُتحت من جديد في عدد من المدن الألمانية وتحت إجراءات احترازية مشددة. لكن في ولاية بافاريا حيث الإصابات شديدة الارتفاع تمّ إلغاؤها. ليس هذا فحسب، بل عاد الإغلاق الشامل في بعض مناطق الولاية والتي سجلت معدل وباء بلغ ألفاً بين كل مائة ألف إصابة.
صورة من: Philipp von Ditfurth/dpa/picture alliance
أخذ اللقاح في سيارتك الخاصة
لأن ألمانيا لم تحقق بعد النسبة المرجوة من التلقيح والتي تعادل 75 بالمائة على الأقل، تعتزم الحكومة الاتحادية إعادة فتح مراكز التلقيح وفتح أخرى في مآرب للسيارات تكون وسط المدينة وبالتالي يكون الوصول إليها سهلا على الناس في سبيل تشجيعهم على تلقي اللقاح. هذه المراكز ستستخدم أيضا لتوزيع الجرعة التنشيطية للقاحات كورونا.
صورة من: Fabian Sommer/dpa/picture alliance
الجرعة الثالثة
أطلقت الحكومة الألمانية توصيات بتلقي الجرعة الثالثة من اللقاح بالنسبة للجميع، معللة ذلك بتراجع مستوى المناعة في مدة أقصاها ستة أشهر. وهناك إقبال شديد على هذه الجرعة في عدد من المراكز ما بات ملحّاً توفير أماكن أخرى لذلك.
صورة من: Julian Stratenschulte/dpa/picture alliance
11 صورة1 | 11
وأعادت مناطق ألمانية عدّة فرض قيود صارمة في محاولة منها لوقف الموجة الوبائية الرابعة والأقوى على الإطلاق منذ ظهور الفيروس، وسط إصرار الفئة غير الملقحة على رفض التطيعم. وتلقى نحو 69 بالمائة من سكان ألمانيا اللقاح المضاد للفيروس بجرعتيه، وهي نسبة تلقيح أقلّ من النّسب في بلدان أوروبية أخرى مثل فرنسا حيث وصلت إلى 75 بالمائة.
وبحسب مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي في أوروبا، قد يتسبب فيروس كورونا بـ 700 ألف وفاة إضافية في القارّة بحلول الربيع المقبل. وتُفسّر منظمة الصحة العالمية أن الموجة الوبائية في أوروبا ربما تكون نتيجة تضافر انتشار متحورة دلتا ومعدلات تلقيح منخفضة والتخفيف من القيود المضادة لتفشي كوفيد-19.