كورونا.. إدارة ترامب تصعد مع الصين وتعتبرها تهديدا للعالم
٢٩ أبريل ٢٠٢٠
جددت إدارة الرئيس الأمريكي ترامب اتهاماتها للصين فيما يتعلق بفيروس كورونا. وزير الخارجية بومبيو قال إن الصين مازالت تشكل تهديداً للعالم بإخفائها معلومات عن مصدر الفيروس ما تسبب بانتقاله إلى دول أخرى.
وقال بومبيو: "تقع على الحزب الشيوعي الصيني الآن مسؤولية القول للعالم كيف خرجت هذه الجائحة من الصين وامتدت إلى العالم بأسره، ما تسبب في هذا الدمار الاقتصادي العالمي". جاء ذلك خلال حوار مع شبكة فوكس نيوز صباح اليوم، وقد انتقد فيه بومبيو الحكومة الصينية مراراً وتكراراً، مضيفاً: "أمريكا بحاجة لمساءلتهم".
وأضاف رئيس الدبلوماسية الأمريكية أن الصين تعرف أن تفشي الفيروس نشا في ذلك البلد، وإنها تستخدم "التضليل المعلوماتي الشيوعي الكلاسيكي" لتحويل التركيز عن هذا. وتابع: "لقد تشجعت لرؤية أستراليا وغيرها من الدول تنضم لنا في المطالبة بتحقيق لأنه في حين نعلم أن هذا ظهر في ووهان بالصين، لا نعلم بعد من أين بدأ".
بدوره قال مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، وهو أيضا صهر الرئيس دونالد ترامب، الأربعاء إنّ الرئيس أمر بالتحقيق في مصدر الفيروس وسوف يتم محاسبة المسؤولين عن انتشاره. وأضاف كوشنر في حوار منفصل عبر فوكس نيوز صباح اليوم أن ترامب كان قد طلب من إدارته التحقيق في مصدر الفيروس.
وتابع قائلا: "لقد طلبنا من الفريق أن يفحص بعناية شديدة ما حدث، وكيف وصلت الأمور لذلك والتأكد من أنه سوف يتخذ كل الإجراءات الضرورية لضمان أن الأشخاص الذين تسببوا في هذه المشكلة سوف يتم محاسبتهم".
وكانت الصين قد ردت بغضب على الانتقادات الدولية لطريقة تعاطيها مع وباء كوفيد-19، متّهمة السياسيين الأميركيين بـ"التفوّه بأكاذيب مكشوفة" وبتجاهل "مشكلاتهم الخطيرة" بدون ذكر اسم الرئيس ترامب.
كما دافعت كذلك عن سفيرها لدى أستراليا الذي حذّر من أن الصينيين قد يقاطعون المنتجات المستوردة كرد على المطالبات بفتح تحقيق بشأن الفيروس.وكان السفير تشينغ جينغيي قد حذّر بلهجة تهديد واضحة من أن الضغط لفتح تحقيق مستقل بشأن أساس تفشي الفيروس هو أمر "خطير" وقد يدفع الصينيين للتوقف عن شراء الأغذية الأسترالية أو حضور الجامعات الأسترالية.
في خضم سعيها للحد من اتساع رقعة الإصابات بفيروس كورونا، أمرت السلطات الصينية ببناء مستشفى جديد خلال مدة لا تتجاوز الـ 10 أيام، فيما راحت آلة الدعاية الحكومية تتغنى بقدرة الحكومة على "التعبئة الاستثنائية".
صورة من: picture alliance/Xinhua/X. Yijiu
بدأ مستشفى ميداني جديد في الصين باستقبال مرضى فيروس كورونا القاتل في ووهان الصينية، بهدف تخفيف الضغط عن المستشفيات المكتظة في هذه المدينة الصينية التي بدأ منها تفشي الفيروس. وكانت السلطات الصينية قد أعلنت عن تشييد المستشفى في فترة قياسية لم تتجاوز عشرة أيام.
صورة من: picture alliance/Xinhua/X. Yijiu
وأقبل الصينيون بحماسةٍ كبيرةٍ على بناء هذه المنشأة التي تتسع لنحو ألف سرير، حيث بثت القنوات التلفزيونية عبر الإنترنت مباشرةً ولمدة 24 ساعة يومياً برامج حول انكباب 4 آلاف عامل مع معدات الحفر لإنهاء العمل في المستشفى الذي يتسع لـ 1000 مريض.
صورة من: Imago Images/C. Yang
وُضع المستشفى الذي أُطلق عليه اسم "هيوشنشان"، تحت سيطرة الجيش، وهو واحد من مستشفيين مجهزين مسبقاً تقرر تشييدهما بهدف تخفيف الضغط عن المؤسسات الصحية في هذه المدينة الكبيرة التي يقطنها 11 مليون شخص، والتي تواجه تدفقاً غير اعتيادي من المرضى. "هيوشنشان" تعني "جبل إله النار"، وهي شخصية من الأساطير التاوية، قادرة - بحسب الأسطورة - على تخليص الجسم من الفيروس بفضل السخونة التي يصدرها.
صورة من: picture-alliance/dpa/Xinhua
عمل البناؤون ليل نهار لإنهاء تشييد هذا المستشفى، وارتدى جميعهم أقنعة واقية بطلب من السلطات التي أمرت جميع سكان ووهان بفعل ذلك. بعد تهيئة الأرض ووضع قاعدة من الإسمنت ثم مدّ المستشفى بالماء والكهرباء، قاموا بتركيب 400 غرفة باستخدام جدران مسبقة الصنع، وتزويدها بالمعدات الطبية والحمامات.
صورة من: Getty Images
جرى وصل الموقع بشبكة الجيل الخامس للإنترنت "5 جي" التي تتيح إجراء اتصالات شديدة السرعة والقيام بتشخيصات عبر الفيديو من خلال طاقم خبراء يقوم بتوجيه الفرق الميدانية، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Chinatopix
تحاول السلطات الصينية التغطية على الانتقادات التي تتعرض له سلطات مدينة ووهان لبطئها في إعلان حالة الطوارئ. أما آلة الدعاية الحكومية فقد أثنت على بناء المستشفى باعتباره رمزاً لقدرة التعبئة الاستثنائية التي تتمتع بها الصين لمواجهة الكوارث.
صورة من: Imago/L. He
كما أمرت الحكومة الصينية ببناء مستشفى ميداني آخر، إذ انطلقت أعمال تشييده في ووهان وسُمي "ليشنشان" (أو جبل إله البرق) الذي يعاقب من يضطهدون الناس بحسب الأسطورة، ويفترض أن يكون قادراً على استقبال أولى المرضى هذا الأسبوع. ومن المقرر أن يتسع لـ 1600 مريضاً.
صورة من: Getty Images
كانت أول ضحية لفيروس كورونا المستجدّ رجلاً تجاوز الستين من العمر ويعاني من تدهور صحته بالأساس، وهو نموذج لجميع الذين قضوا لاحقاً جراء هذا المرض. أودى هذا الوباء الشبيه بوباء سارس منذ أن أعلنت بكين ظهوره في كانون الأول/ ديسمبر، بـ 490 شخصاً في الصين القارية فيما سجلت أكثر من 24300 إصابة، وفق آخر حصيلة صدرت الأربعاء.