كورونا- ارتفاع الإصابات عالميا وتشكيك في لقاحات روسية وصينية
١ أغسطس ٢٠٢٠
وسط تصاعد المخاوف عالمياً من تسارع معدلات العدوى بفيروس كورونا، أعلنت كل من الصين وروسيا الاقتراب من بدء الانتاج الصناعي لعقارين جديدين ضد كورونا قبل اختبارهما، الأمر الذي شكك فيه خبير الأمراض المعدية الأمريكي فاوتشي.
إعلان
وصل إجمالي حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد19-) في العالم إلى 17 مليونا و594 ألفا و541 حالة، حتى يوم أمس الجمعة الساعة 18:07 دقيقة، حسب التوقيت العالمي الموحد (يو.تي.سي)، وفقا لبيانات جامعة جونز هوبكنز ووكالة بلومبرغ للأنباء.
وأظهرت البيانات أن فيروس كورونا (كوفيد19-) قد أودى بحياة 679 ألفا و487 شخصاً.
وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أول حالات في الصين في ديسمبر/ كانون الأول عام 2019 .
وتصدرت الولايات المتحدة القائمة مسجلة 152 ألف حالة وفاة وأربعة ملايين ونصف المليون حالة إصابة. وجاءت البرازيل في المركز الثاني مسجلة 92 ألف حالة وفاة ومليوني و 600 ألف حالة إصابة.
وجاءت الهند في المركز الثالث مسجلة 35 ألف حالة وفاة ومليون و600 ألف حالة إصابة. وحلت روسيا في المركز الرابع مسجلة نحو 14 ألف حالة وفاة و 839 ألف حالة إصابة.
فاوتشي يشكك في اللقاحات الروسية والصينية
شكك خبير الأمراض المعدية أنطوني فاوتشي عضو خلية مكافحة فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة، الجمعة في سلامة اللقاحات التي يتم تطويرها حاليا في روسيا والصين.
وأعلن فاوتشي في جلسة استماع أمام الكونغرس الأمريكي: "آمل حقا في أن يختبر الصينيون والروس لقاحاتهم قبل استخدامها على أي فرد".
وأضاف مدير المعهد الأمريكي للأمراض المعدية الذي يحظى باحترام كبير أن "الإعلان عن تطوير لقاح يمكن توزيعه حتى قبل اختباره يطرح في رأي مشكلة لكي لا أقول أكثر من ذلك". ويرى فاوتشي أن الولايات المتحدة لن تضطر للاعتماد على لقاحات تطورها دول أخرى.
وهذا الأسبوع، أعلنت روسيا أنها ستبدأ اعتباراً من أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر الإنتاج الصناعي للقاحين ضد كوفيد-19 طورهما باحثون من مراكز حكومية. ولم تكشف موسكو البيانات العلمية التي تثبت فعالية لقاحاتها وسلامتها.
وأظهرت عدة مشاريع لتطوير لقاحات نتائج مشجعة بينها مشروع صيني يتم بالتعاون بين معهد أبحاث عسكرية ومجموعة "كانسينو بيولوجيكس" لإنتاج الأدوية.
وأجاز الجيش الصيني نهاية حزيران/يونيو استخدام اللقاح في صفوفه حتى قبل بدء المراحل الأخيرة لتجربته.
سباق دولي للوصول إلى لقاح فعال
وبلغت ثلاثة لقاحات تطور في الدول الغربية المرحلة الأخيرة في تجاربها السريرية على البشر، وهي لقاح لشركة "موديرنا" الأمريكية وآخر تطوره جامعة أوكسفورد البريطانية بالتعاون مع مختبر "أسترا زينيكا" وثالث لتحالف "بايو ان تيك-بفايزر" الألماني-الأمريكي.
وبدأت المعركة لتطوير لقاحات ضد فيروس كورونا المستجد الذي يلحق أضرارا باقتصادات العالم على وقع إعادة فرض تدابير صحية وارتفاع عدد الوفيات بكوفيد-19، بينما تتوقع منظمة الصحة العالمية بقاء آثار الوباء "لعقود".
وتتكثف التحالفات للتحقق من الحصول على لقاح ضد كوفيد-19 وتشتد المنافسة وهو دليل على السباق المحموم بين الدول لانتاج لقاح.
ع.ح./ع.ش. (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
كشف علماء دلائل تشير إلى أن الاستجابة المناعية في جسم الإنسان ضد مرض كوفيد-19 قد تكون قصيرة الأجل، ما يزيد صعوبة التوصل لجرعات وقائية تكون قادرة بشكل دائم على حماية الناس في موجات تفشي محتملة في المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Geisler-Fotopress
"يخبو سريعاً"
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".
صورة من: Deutscher Zukunftspreis/A. Pudenz
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt
سباق عالمي
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
جرعتان "أفضل" من واحدة
وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.
صورة من: Imago Images
ضغط الزمن
قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bosch
جرعات معززة
قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال "إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء... وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً".