كورونا..بأي معايير صنفت ألمانيا كل الدول العربية مناطق خطرة؟
صلاح شرارة
٨ أكتوبر ٢٠٢٠
من يوم لآخر تصدر ألمانيا تحذيرات للسفر إلى مناطق أخرى من العالم بسبب تفشي فيروس كورنا المستجد. والآن دخلت دول جديدة، من بينها دول عربية، قائمة التحذير من السفر، فما هي معايير ألمانيا في تصنيف المناطق الخطرة بسبب كورونا؟
إعلان
في تحديثها المستمر لقائمة الدول والمناطق ذات المخاطر بالنسبة للعدوى بفيروس كورونا أضافت الحكومة الألمانية (الأربعاء 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2020) عددا من الدول والمناطق، ومن بينها تونس والأردن. وتَعتبر ألمانيا أي منطقة يتجاوز عدد حالات العدوى بكورونا فيها 50 حالة لكل مئة ألف ساكن على مدى سبعة أيام، منطقة خطر.
معايير التصنيف الألمانية
وبحسب معهد روبرت كوخ الألماني لمكافحة الفيروسات والأمراض المعدية (RKI) فإن تصنيف منطقة ما كمنطقة خطرة يعتمد على تحليلات وقرارات مشتركة من قبل وزارة الصحة الألمانية ووزارات الخارجية والداخلية والبناء السكن.
ويوضح المعهد على موقعه في الإنترنت أن التصنيف كمنطقة خطيرة يمر بمرحلتين. في المرحلة الأولى يتم تحديد المنطقة أو الدولة التي يوجد فيها أكثر من 50 شخصًا مصابًا حديثًا لكل 100000 نسمة في الأيام السبعة الماضية. وفي خطوة ثانية تُستخدم المعايير النوعية لتحديد ما إذا كانت هناك منطقة ما أو دولة ما تقل فيها القيمة "الاعتبارية" عن الحد المذكور لكنها معرضة لخطر متزايد لتفشي العدوى.
وبالنسبة لخطوة التقييم الثانية، فتقدم وزارة الخارجية الألمانية على وجه الخصوص تقارير نوعية عن الوضع في تلك المنطقة أو الدولة بناءً على تقارير من البعثات الدبلوماسية الألمانية هناك، وإذا لزم الأمر كذلك تلقي وزارات أخرى كالصحة والداخلية الضوء على الإجراءات المتخذة لاحتواء جائحة كورونا.
أما العوامل الحاسمة للتقييم فهي عدد الإصابات ونوع التفشي (محدود محليًا أو واسع النطاق)، والقدرة على إجراء اختبارات كورونا، وكذلك عدد الاختبارات التي يتم إجراؤها بالنسبة لعدد السكان، بالإضافة إلى التدابير المتخذة في الدولة لاحتواء معدل العدوى (لوائح النظافة، وتتبع الاتصال، وما إلى ذلك). كما يوضع أيضا في الاعتبار حالة عدم توفر معلومات موثوقة بالنسبة لبلدان معينة.
الدول العربية مناطق خطرة!
ويورد معهد روبرت كوخ على موقعه في الإنترنت قوائم الدول والمناطق المصنفة خطرة بخصوص عدوى كورونا، وتظهر أسماء الدول العربية في القائمة. فهناك دول صنفت في منتصف يونيو/ حزيران كدول خطرة وهي:
مصر، الجزائر، البحرين، جيبوتي، جزر القمر، العراق، اليمن، قطر، الكويت، لبنان، ليبيا، المغرب، موريتانيا، سلطنة عمان، السعودية، الصومال، السودان، وسوريا.
وفي الثالث من يوليو/ تموز تم وضع المناطق الفلسطينية على قائمة المناطق الخطرة لعدوى كورونا، وفي 23 سبتمبر/ أيلول وضعت الإمارات العربية المتحدة، وفي السابع من أكتوبر/ تشرين الأول أدرجت الأردن وتونس على القائمة.
تسبب انتشار فيروس كورونا المستجد في الكثير من التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية حول العالم. البيئة أيضاً شهدت تغييرات في الفترة الأخيرة، لكنها للأسف لم تكن جميعها إيجابية.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/I. Aditya
تحسن جودة الهواء
في ظل توقف معظم العمليات الصناعية في العالم، بدأت جودة الهواء في التحسن بشكل ملحوظ، فقد أظهرت صور الأقمار الصناعية تراجع نسب تركز غاز ثاني أكسيد النيتروجين في العالم، وهو غاز سام ينبعث بصورة رئيسية من عوادم السيارات والمصانع، وأحد أكبر مسببات تلوث الهواء في العديد من المدن.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/I. Aditya
تراجع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون
تسببت أزمة كورونا أيضاً في انخفاض نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء حول العالم. فبفضل توقف النشاط الاقتصادي بشكل كبير في معظم الدول قلت نسبة انبعاث هذا الغاز كما حدث من قبل خلال الأزمة المالية العالمية في 2008. وفي الصين وحدها قل تركز هذا الغاز في الهواء بنسبة 25 بالمئة بحسب ما نقل موقع "Carbon Brief"، إلا أن هذا الانخفاض من المتوقع أن يكون لفترة مؤقتة حتى عودة النشاط الاقتصادي لطبيعته مرة أخرى.
صورة من: picture-alliance/Construction Photography/plus49
عالم جديد للحيوانات في المدن الخاوية
بينما انعزل البشر في بيوتهم لمحاولة السيطرة على انتشار كورونا، أصبح المجال مفتوحاً أمام بعض الحيوانات لاكتشاف العالم في غيابهم. فقلة الحركة المرورية في الشوارع أنقذت الحيوانات الصغيرة التي بدأت تستيقظ من سباتها الشتوي مثل القنافذ، من الدهس تحت عجلات السيارات. وليس من المستبعد أن البط يتساءل حالياً عن سبب غياب البشر، فنقص فتات الخبز في الحدائق أدى إلى اضطرارها وطيور أخرى للبحث عن الطعام بنفسها.
صورة من: picture-alliance/R. Bernhardt
رفع الوعي بشأن تجارة الحيوانات البرية
يتمنى نشطاء حماية البيئة أن يكون فيروس كورونا سبباً في تقليل تجارة الحيوانات البرية في جميع أنحاء العالم، بعد أن باتت هذه التجارة تهدد العديد من الفصائل بالانقراض. ويرجح علماء أن فيروس كورونا المستجد نشأ في الأصل في أحد أسواق تجارة الحيوانات البرية في ووهان الصينية، التي تعد محوراً للتجارة المشروعة وغير المشروعة لهذه الحيوانات على حد سواء.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Lalit
نظافة المياه
نظافة المياه
بعد أيام من إعلان إيطاليا إجراءات الإغلاق التام، انتشرت صور القنوات المائية من مدينة البندقية، حيث ظهرت المياه نقية دون شوائب للمرة الأولى. يرجع السبب في ذلك إلى قلة حركة المراكب السياحية بعد أن توقف تحريكها للرواسب في مياه المدينة. كما أن قلة سفن النقل في البحار أعطى مجالاً للكائنات البحرية مثل الحيتان للعوم بهدوء وبدون إزعاج.
صورة من: Reuterts/M. Silvestri
زيادة المخلفات البلاستيكية
لم تكن جميع التغييرات البيئية في الفترة الأخيرة إيجابية، فأحد الآثار السلبية للجائحة زيادة المخلفات البلاستيكية بشكل كبير، بداية من القفازات الطبية ومروراً بالعبوات. يرجع السبب في ذلك إلى اتجاه الناس للوجبات الغذائية المغلفة والمعبأة في الوقت الحالي. حتى المقاهي التي كانت تشجع إحضار الزبائن لأكوابهم توفيراً للأكواب البلاستيكية المضرة بالبيئة أوقفت هذه الخدمة خوفاً من انتشار العدوى.
صورة من: picture alliance/dpa/P.Pleul
تجاهل أزمة المناخ
كانت قضية التغير المناخي مطروحة بقوة على الساحة قبل ظهور فيروس كورونا، إلا أنها اختفت منذ بدء الجائحة. لا يعني ذلك أنها صارت أقل أهمية، إذ يحذر الخبراء من تأخير القرارات المهمة المتعلقة بالبيئة، رغم تأجيل مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي للعام المقبل. وبالرغم من انخفاض الانبعاثات الحرارية منذ بداية أزمة كورونا، إلا أنه من المستبعد أن يكون لهذا التحسن الأثر القوي على المدى البعيد.