كورونا.. تقلص الثقة بالحكومات مع استمرار انتشار الوباء
٢٥ يوليو ٢٠٢٠
يستمر تفشي وباء كورونا مع تسجيل أكثر من 280 ألف إصابة يومية خلال الـ48 ساعة الماضية، ما يعزز النزعة نحو العودة إلى القيود أو فرض أخرى جديدة في مختلف أرجاء العالم وسط تراجع ثقة المواطنين في حكوماتهم.
وأظهر أحدث إحصاء لرويترز السبت (25 يوليو /تموز 2020) أنه تم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أول حالات الإصابة في الصين في ديسمبر/ كانون الأول عام 2019.
تقلص الثقة الشعبية في الحكومات
وفي بلدان عدة تقلصت ثقة المواطنين في حكوماتهم فيما يخص طريقة تعاملها مع تفشي الوباء، وفق دراسة دولية نشرتها شركة "كيكست-سي ان سي" السبت (25 يوليو/ تموز 2020).
ففي المملكة المتحدة، عبّر 35% فقط ممن شملهم الاستطلاع عن تأييدهم لعمل الحكومة، أي بتراجع 3 نقاط عن حزيران/يونيو. كما انخفضت نسبة تأييد السلطات العامة في الولايات المتحدة مع 44% أعربوا عن عدم رضاهم (مقابل 40 بالمئة في منتصف حزيران/يونيو)، أو في اليابان حيث يعتقد أكثر 51% أن السلطات تدير الأزمة بشكل سيء.
لكن في فرنسا، تقدّمت نسبة الراضين عن عمل الحكومة بزيادة 6 نقاط، وإن ظلوا غير راضين بشكل عام بنسبة 41%. و تعود تدابير الوقاية الصحية لمواجهة أزمة الوباء لتفرض نفسها، وصار من ضمنها فحص المسافرين في أوروبا، وفرض قيود على الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى إلزامية وضع الكمامة الواقية.
ارتفاع مضطرد لعدد ضحايا الفيروس
وارتفع عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في العالم إلى 15 مليونا و762 ألفا و7 حالات حتى مساء اليوم السبت. وأفادت بيانات جمعتها جامعة جونز هوبكنز الأمريكية ووكالة بلومبرغ للأنباء، بأن عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس ارتفعت كذلك لتسجل 640276 حالة.
وتتصدر الولايات المتحدة قائمة الإصابات مسجلة 145429 حالة وفاة وأربعة ملايين و128918 حالة إصابة، بينما تحتل البرازيل المركز الثاني مسجلة 85238 حالة وفاة ومليوني و343366 حالة إصابة.
البرازيل: كورونا يفتك ببلد تجاهل الفيروس
06:12
This browser does not support the video element.
وفيما تأتي الهند في المركز الثالث مسجلة 31358 حالة وفاة ومليون و 336861 حالة إصابة، تحتل روسيا في المركز الرابع مسجلة 13046 حالة وفاة و 800849 حالة إصابة.
بريطانيا تحذر من السفر إلى إسبانيا
وطلبت بريطانيا من مواطنيها تجنب السفر، إلا في حالات الضرورة، إلى بر إسبانيا الرئيسي بسبب خطر الإصابة بكوفيد-19، وقالت إن أي شخص يصل من البر الرئيسي أو الجزر الإسبانية سيحتاج إلى عزلة ذاتية لمدة 14 يوما عند عودته.
ونصحت وزارة الخارجية البريطانية "بعدم السفر إلى بر إسبانيا الرئيسي إلا للضرورة. وهذا لا يشمل جزر الكناري أو جزر البليار (الإسبانية) إذ أن هذه النصيحة (المتعلقة) بالسفر تستند إلى الخطر على المسافر الفرد، كما أن معدلات الإصابة بكوفيد هناك أقل من (نظيراتها) في بر إسبانيا الرئيسي".
وأضافت الوزارة أنه يتعين على البريطانيين الموجودين بالفعل في إسبانيا اتباع القواعد الصحية المحلية والعودة إلى الوطن حسب مواعيدهم المعتادة، ثم عزل أنفسهم عند العودة.
من جانبها قالت إسبانيا اليوم إنها بلد آمن بها حالات إصابة بفيروس كورونا محلية ومعزولة وتحت السيطرة. وقالت متحدثة باسم الخارجية الإسبانية إن إسبانيا "تحترم قرارات المملكة المتحدة" وهي على اتصال بالسلطات هناك.
ع.ش/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
كشف علماء دلائل تشير إلى أن الاستجابة المناعية في جسم الإنسان ضد مرض كوفيد-19 قد تكون قصيرة الأجل، ما يزيد صعوبة التوصل لجرعات وقائية تكون قادرة بشكل دائم على حماية الناس في موجات تفشي محتملة في المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Geisler-Fotopress
"يخبو سريعاً"
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".
صورة من: Deutscher Zukunftspreis/A. Pudenz
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt
سباق عالمي
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
جرعتان "أفضل" من واحدة
وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.
صورة من: Imago Images
ضغط الزمن
قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bosch
جرعات معززة
قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال "إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء... وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً".