كورونا.. تشديد القيود عالميا وتوقع موجة خطيرة في بريطانيا
١٤ يوليو ٢٠٢٠
تحذير واسع في بريطانيا من موجة كورونا أكثر خطورة خلال فصل الشتاء بسبب انتشار الانفلونزا الموسمية، بينما عادت دول عديدة لفرض قيود صارمة بعد انتشار الوباء مجددا.
إعلان
من المحتمل أن تتعرّض بريطانيا لموجة جديدة محتملة من إصابات فيروس كورونا هذا الشتاء، وهي الموجة التي قد تؤدي إلى وفاة ما يصل إلى 120 ألف حالة في المستشفيات خلال الفترة من أيلول/سبتمبر وحتى حزيران/يونيو، وفق ما ذكره باحثون من أكاديمية العلوم الطبية البريطانية ونقلته وكالة بلومبرغ.
وأشار الباحثون إلى أن موجة ثانية من الإصابات قد تكون أكثر خطورة من الموجة الأولى، نظرا لاحتمال تراكم المرضى الذين يحتاجون إلى تقييم حالاتهم وعلاجهم، خاصة مع تفشي الإنفلونزا الموسمية السنوية.
وتواجه المستشفيات في المملكة المتحدة عبئًا متزايدًا خلال فصل الشتاء، عندما تتفاقم أمراض الجهاز التنفسي الأخرى والحالات المرضية الشائعة مثل أمراض القلب. ويصل عدد حالات الإصابة بكورونا في المملكة المتحدة إلى حوالي 300 ألف حالة، والوفيات حوالي 45 ألفا.
وأعلن معهد "روبرت كوخ" أن النطاق العريض من السكان يبدو أنه لم يكن له اتصال يُذكر
بفيروس كورونا المستجد، وذلك بناء على مستويات الأجسام المضادة الموجودة بين المتبرعين بالدم. وبحسب بيانات المعهد، تم العثور على أجسام مضادة لفيروس كورونا المستجد في دم 3ر1% فقط من المتبرعين. وأشار المعهد إلى أن هذا يعني إمكانية حدوث موجة ثانية من العدوى في حال زاد تفشي المرض مجددا.
اعادة تشديد القيود في عدد من دول العالم
وتجنبت أستراليا إلى حد بعيد أعداد الإصابات والوفيات الكبيرة التي حدثت في دول أخرى باتباعها إجراءات سريعة وحازمة، لكن ارتفاعًا في انتقال العدوى محليا بولاية فكتوريا وزيادة في الحالات الجديدة بولاية نيو ساوث ويلز أقلقت السلطات، ودفعت عدة ولايات إلى استمرار القيود أو تشديدها.
في آىسيا عادت دول عدة لتشديد إجراءاتها، إذ شدّدت السلطات الاسترالية الرقابة على الحدود، وقيدت ارتياد الحانات، فيما استعدت ديزني لإغلاق متنزه ألعابها في هونغ كونغ، وكثفت اليابان من عمليات التتبع لمواجهة قفزة في حالات الإصابة بفيروس كورونا بأنحاء قارة آسيا.
وستفرض السلطات في هونع كونغ، التي شهدت حالات إصابة قليلة، إجراءات تباعد اجتماعي صارمة اعتبارًا من منتصف ليل الثلاثاء وذلك في أشد الإجراءات حزمًا هناك حتى الآن، إذ تم تسجيل 52 إصابة في يوم واحد.
وفي اليابان، يحاول مسؤولو الصحة تحديد موقع أكثر من 800 شخص حضروا عرضًا مسرحيًا بعدما ثبتت إصابة 20 شخصا بالفيروس من بينهم أعضاء في الفرقة. وفي مدينة بنغالور العاصمة التكنولوجية للهند، بدأ أسبوع جديد من الإغلاق اليوم الثلاثاء بعد ارتفاع في حالات الإصابة عقب تخفيف القيود، فيما سجلت الفلبين أكبر ارتفاع يومي من الوفيات في جنوب شرق آسيا.
وأظهرت بيانات مجمعة لحالات فيروس كورونا أن عدد الإصابات به حول العالم تجاوز 13.1 مليون حالة حتى صباح اليوم الثلاثاء، حسب أحدث البيانات المتوفرة على موقع جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية، عند الساعة 0600 بتوقيت جرينتش. كما أظهرت أن عدد المتعافين تجاوز7.25 مليون، فيما تجاوز عدد الوفيات 573 ألفا.
إ.ع/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
سبعة تغييرات بيئية بسبب فيروس كورونا
تسبب انتشار فيروس كورونا المستجد في الكثير من التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية حول العالم. البيئة أيضاً شهدت تغييرات في الفترة الأخيرة، لكنها للأسف لم تكن جميعها إيجابية.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/I. Aditya
تحسن جودة الهواء
في ظل توقف معظم العمليات الصناعية في العالم، بدأت جودة الهواء في التحسن بشكل ملحوظ، فقد أظهرت صور الأقمار الصناعية تراجع نسب تركز غاز ثاني أكسيد النيتروجين في العالم، وهو غاز سام ينبعث بصورة رئيسية من عوادم السيارات والمصانع، وأحد أكبر مسببات تلوث الهواء في العديد من المدن.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/I. Aditya
تراجع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون
تسببت أزمة كورونا أيضاً في انخفاض نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء حول العالم. فبفضل توقف النشاط الاقتصادي بشكل كبير في معظم الدول قلت نسبة انبعاث هذا الغاز كما حدث من قبل خلال الأزمة المالية العالمية في 2008. وفي الصين وحدها قل تركز هذا الغاز في الهواء بنسبة 25 بالمئة بحسب ما نقل موقع "Carbon Brief"، إلا أن هذا الانخفاض من المتوقع أن يكون لفترة مؤقتة حتى عودة النشاط الاقتصادي لطبيعته مرة أخرى.
صورة من: picture-alliance/Construction Photography/plus49
عالم جديد للحيوانات في المدن الخاوية
بينما انعزل البشر في بيوتهم لمحاولة السيطرة على انتشار كورونا، أصبح المجال مفتوحاً أمام بعض الحيوانات لاكتشاف العالم في غيابهم. فقلة الحركة المرورية في الشوارع أنقذت الحيوانات الصغيرة التي بدأت تستيقظ من سباتها الشتوي مثل القنافذ، من الدهس تحت عجلات السيارات. وليس من المستبعد أن البط يتساءل حالياً عن سبب غياب البشر، فنقص فتات الخبز في الحدائق أدى إلى اضطرارها وطيور أخرى للبحث عن الطعام بنفسها.
صورة من: picture-alliance/R. Bernhardt
رفع الوعي بشأن تجارة الحيوانات البرية
يتمنى نشطاء حماية البيئة أن يكون فيروس كورونا سبباً في تقليل تجارة الحيوانات البرية في جميع أنحاء العالم، بعد أن باتت هذه التجارة تهدد العديد من الفصائل بالانقراض. ويرجح علماء أن فيروس كورونا المستجد نشأ في الأصل في أحد أسواق تجارة الحيوانات البرية في ووهان الصينية، التي تعد محوراً للتجارة المشروعة وغير المشروعة لهذه الحيوانات على حد سواء.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Lalit
نظافة المياه
نظافة المياه
بعد أيام من إعلان إيطاليا إجراءات الإغلاق التام، انتشرت صور القنوات المائية من مدينة البندقية، حيث ظهرت المياه نقية دون شوائب للمرة الأولى. يرجع السبب في ذلك إلى قلة حركة المراكب السياحية بعد أن توقف تحريكها للرواسب في مياه المدينة. كما أن قلة سفن النقل في البحار أعطى مجالاً للكائنات البحرية مثل الحيتان للعوم بهدوء وبدون إزعاج.
صورة من: Reuterts/M. Silvestri
زيادة المخلفات البلاستيكية
لم تكن جميع التغييرات البيئية في الفترة الأخيرة إيجابية، فأحد الآثار السلبية للجائحة زيادة المخلفات البلاستيكية بشكل كبير، بداية من القفازات الطبية ومروراً بالعبوات. يرجع السبب في ذلك إلى اتجاه الناس للوجبات الغذائية المغلفة والمعبأة في الوقت الحالي. حتى المقاهي التي كانت تشجع إحضار الزبائن لأكوابهم توفيراً للأكواب البلاستيكية المضرة بالبيئة أوقفت هذه الخدمة خوفاً من انتشار العدوى.
صورة من: picture alliance/dpa/P.Pleul
تجاهل أزمة المناخ
كانت قضية التغير المناخي مطروحة بقوة على الساحة قبل ظهور فيروس كورونا، إلا أنها اختفت منذ بدء الجائحة. لا يعني ذلك أنها صارت أقل أهمية، إذ يحذر الخبراء من تأخير القرارات المهمة المتعلقة بالبيئة، رغم تأجيل مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي للعام المقبل. وبالرغم من انخفاض الانبعاثات الحرارية منذ بداية أزمة كورونا، إلا أنه من المستبعد أن يكون لهذا التحسن الأثر القوي على المدى البعيد.