كورونا ـ إجمالي عدد الإصابات في ألمانيا يتجاوز خمسة ملايين
١٤ نوفمبر ٢٠٢١
يزداد الوضع الوبائي في ألمانيا تفاقما يوما بعد يوم، إذ تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا حاجز خمسة ملايين شخص، فيما ارتفعت أصوات معبرة عن قلقها من زيادة عدد الوفيات خلال الموجة الرابعة للوباء التي تعرفها البلاد.
إعلان
أعلن معهد "روبرت كوخ" الألماني صباح اليوم الأحد (14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021) أن إجمالي عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد منذ بدء تفشيه في ربيع العام الماضي في ألمانيا تجاوز خمسة ملايين حالة. وأوضح المعهد اليوم أن مكاتب الصحة في ألمانيا سجلت 33 ألفا و498 حالة إصابة جديدة بالفيروس خلال 24 ساعة، ومن ثم وصل إجمالي عدد حالات الإصابة المسجلة لدى المعهد إلى خمسة ملايين و21 ألفا و469 حالة إصابة.
وأضاف المعهد اليوم أن معدل الإصابة الأسبوعي بالفيروس، وهو عدد حالات الإصابة بالعدوى لكل 100 ألف شخص على مدار سبعة أيام، وصل إلى مستوى قياسي جديد أيضا، وبلغ صباح اليوم الأحد على مستوى ألمانيا 289.
من جهته، أعرب رئيس حكومة ولاية سكسونيا عن تخوفه من أعداد الوفيات خلال الموجة الرابعة من الجائحة على نحو يزيد على ما كان عليه في الموجات السابقة. وقال ميخائيل كرتشمر لصحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد "نحن فقط في بداية شتاء قاس: الموجة التي أمامنا حاليا سوف تفوق جميع الموجات السابقة".
وتابع السياسي الألماني البارز قائلا: "سوف توقع هذه الموجة الرابعة المزيد من الضحايا، بما في ذلك أيضا المزيد من الوفيات، على نحو أكثر من أي شيء عرفناه من قبل".
وأراد كرتشمر بتصريحاته تهيئة الأشخاص في ألمانيا إلى أن هذا الوضع المحتدم سوف يستمر لشهور، واستطرد موضحاً: "نعلم من العام الماضي: أنه يتعين علينا الصمود حتى عيد الفصح. هذه الموجة لن تنته قبل ذلك".
وأشار إلى أن ألمانيا لا يزال لديها فرصة للحيلولة دون إغلاق خلال فترة عيد الميلاد (الكريسماس)، ودعا لتطبيق قاعدة "غي2" في جميع أنحاء ألمانيا، والتي تنص على السماح للمطعمين أو المتعافين فقط، بالدخول إلى الأماكن العامة مثل الفعاليات أو المطاعم. وشدد كرتشمر أيضا على ضرورة الحد من المخالطات وإلغاء كثير من الفعاليات الكبرى مثل أسواق عيد الميلاد قدر الإمكان.
من ناحية أخرى ذكر المكتب المحلي للشؤون الصحية والغذائية بولاية بافاريا الألمانية أن هناك عدداً كبيراً من المطعمين بشكل كامل ضد فيروس كورونا المستجد في بافاريا بين الوفيات التي تزداد سريعاً في الولاية.
وبحسب بيانات المكتب، تبلغ نسبة هؤلاء الأشخاص 30 بالمائة تقريباً بين جميع الوفيات في الولاية في الفترة بين 4 و31 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وذكر المكتب الذي يتخذ من مدينة إرلانغن مقراً له، اليوم الأحد أن أشخاص 108 أشخاص من إجمالي 372 متوفياً في هذه الفترة كانوا قد تلقوا جرعتي لقاح كورونا، أي تلقوا التطعيم بشكل كامل.
وأشار المكتب إلى أن نسبة الوفيات بين المطعمين تراجعت قليلاً في الأسبوع الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وبلغت 26 بالماءة تقريباً، حيث بلغ عدد المتوفين المطعمين بشكل كامل 23 شخصاً بين 88 حالة وفاة في تلك الفترة.
يذكر أن المستشفيات بالولاية سجلت خلال الأسابيع الماضية أيضا تزايداً في عدد مرضى الرعاية المركزة من المطعمين بشكل كامل. وأكد مكتب الشؤون الصحية والغذائية بالولاية أنه يجب تحليل الأعداد بحذر، موضحاً أنه يندرج ضمن وفيات كورونا كل من يصاب بالفيروس، ولكن لا يعني ذلك أن كورونا هي سبب الوفاة.
يشار إلى أن أغلب وفيات كورونا هم أشخاص تزيد أعمارهم على 80 عاماً، أي أن كثيراً منهم يعانون من أمراض أخرى. وأشار المكتب أيضاً إلى أن كبار السن بصفة خاصة كانوا من أوائل من حصلوا
على التطعيم في ألمانيا، وبذلك يزداد لديهم خطر تراجع التحصين المناعي ضد الفيروس، وأكد المكتب أن هذا الأمر يوضح الأهمية الخاصة للجرعات التعزيزية من اللقاح.
ح.ز/ ع.غ (رويترز/ أ.ف.ب)
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
موجة جديدة من كورونا في ألمانيا تدق ناقوس الخطر. مخاوف واسعة من عودة الإغلاق العام كحل أخير وارتفاع نسبة الوفيات والضغط على النظام الصحي، لكن مع ذلك تظهر ألمانيا أنها قد تعلمت بعض الدروس من الأشهر السابقة.
صورة من: Daniel Bockwoldt/dpa/picture alliance
أرقام قياسية للإصابات الجديدة
دخلت ألمانيا "الموجة الرابعة" من جائحة كورونا بأرقام قياسية، بلغت الخميس 11 نوفمبر/ تشرين الثاني حوالي 50.196 ألف إصابة و235 حالة وفاة. ولم تسجل ألمانيا على الإطلاق رقماً مماثلاً في الإصابات منذ بداية الجائحة، لكن أرقام الوفيات تظل نسبياً أقلّ مما سجل نهاية عام 2020، ما يؤكد الاستنتاجات بكون التطعيم لا يمنع من الإصابة بالفيروس، لكنه يخفض أرقام الإصابات الحرجة وبالتالي أرقام الوفيات.
صورة من: Rüdiger Wölk/imago images
موجة بدون صرامة المواجهة
ألمانيا لا تخطط هذه المرة لإجراءات صارمة كما فعلت ما بين نهاية 2020 وبداية 2021. فقد سمحت عدة مدن بإقامة احتفالات الكرنفال، كما لا توجد خطط لإغلاق عام ولا لتشديد القيود. وسبق لوزير الصحة ينس شبان أن أيد إنهاء إجراءات الوضع الوبائي الموحدة على الصعيد الفيدرالي نهاية نوفمبر 2021، ما يتيح رفع عدد من الإجراءات كارتداء الكمامات، لكن القرار قد لا يصادق عليه البرلمان بسبب ارتفاع الإصابات مجددا.
صورة من: Henning Kaiser/dpa/picture alliance
بين قاعدة 3G وقاعدة 2G
سمحت ألمانيا باستئناف الكثير من الخدمات كدخول المطاعم والمقاهي وصالونات الحلاقة وأماكن الترفيه المغلقة وفق قاعدة 3G التي تعني ضرورة التطعيم، أو إثبات عدم الإصابة بالفيروس عبر كشف سريع، أو التعافي من الفيروس بعد الإصابة به. وبدأت مكاتب وإدارات كذلك باعتمادها، لكن عدة ولايات بدأت تعتمد قاعدة 2G التي تستثني الكشف السريع لأجل مواجهة الموجة الرابعة، ما أثار جدلاً كبيرا بين رافضي التطعيم.
صورة من: Ying Tang/NurPhoto/picture alliance
مجانية الكشف السريع
أتاحت ألمانيا بشكل مجاني اختبارات الكشف السريعة عن الفيروس لكل السكان، وكان الطلب عليها شديدا عند إطلاقها بسبب عدم تقدم حملة التطعيم حينها، لكن مع مرور الوقت، قررت السلطات إلغاء مجانيتها لدفع عدم المطعمين إلى الإسراع بذلك. لم تنجح الفكرة كثيراً، وعادت الحكومة الاتحادية للتفكير في إعادة المجانية، خصوصًا أن معهد روبرت كوخ أوصى بهذه الاختبارات حتى للمطعمين في حالة حضورهم للفعاليات الكبرى كالاحتفالات.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
حملة التطعيم لم تبلغ أهدافها
أرادت الحكومة الألمانية بلوغ نسبة تطعيم تصل لـ 75 بالمئة من العدد الإجمالي للسكان نهاية صيف 2021، غير أن الرقم لم يتجاوز إلى حدود شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 67,5 في المئة. نجحت ولايات في الاقتراب أو حتى تجاوز النسبة المستهدفة، خصوصا في شمال وغرب البلاد كبريمن (81.6 بالمئة)، لكن ولايات في الشرق لم تتجاوز حتى 60 بالمئة كسكسونيا (59.5 بالمئة)، ويعود ذلك لانتشار الحركات المنكرة لكورونا في هذه المناطق.
صورة من: Jens Schlueter/Getty Images
أوضاع المستشفيات تحت السيطرة
تفتخر ألمانيا بنظامها الصحي القادر على مواجهة الضغط، لكنها تعرّضت لاختبار قاسٍ خلال موجة كورونا الثانية بسبب الطلب الكبير على وحدات العناية المركزة الذي اقترب من 6 آلاف حالة في ديسمبر/ كانون الأول 2020. حاليا يبقى في الرقم ما بين 2000 و 3000 آلاف، وتخطط الحكومة الاتحادية لتوزيع الحالات الحرجة على مجموع التراب الألماني حتى لا يقع الضغط على ولاية لوحدها، خصوصا في الشرق.
صورة من: Waltraud Grubitzsch/dpa/picture alliance
جائحة في قلب الانتقال السياسي
الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال فقط في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة محتملة بقيادة أولاف شولتس. وُجهت انتقادات كبيرة لحكومة ميركل في التعامل مع الجائحة، خصوصا إثر بطء عملية التطعيم والتردد الكبير في اتخاذ القرارات والتراجع عنها. ويرغب شولتس بتجاوز هذه الأخطاء ووضع استراتيجية أقوى، لكن المشاورات المطولة لتشكيل الحكومة قد تؤثر على النقاش الخاص بكورونا.
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
الجائحة غيرّت المشهد
أضحت الكمامات جزءا أساسيا من المشهد العام في البلد، كما اتخذت عدة مؤسسات إجراءات بتشجيع العمل من البيت أو تقليل نسبة حضور الموظفين في المكاتب. وأدت الجائحة إلى التفكير في تغيير نمط الحياة، خصوصا التباعد الاجتماعي مع التركيز على اللقاءات الافتراضية. كما أثرت الجائحة على النظام التعليمي بسبب اعتماد التعليم عن بعد وإغلاق المدارس في بعض الفترات، ما خلق مخاوف من تأثير ذلك على الأجيال الصاعدة.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa-Zentralbild/dpa/picture alliance
توقعات بتعافي الاقتصاد
تضررت قطاعات كثيرة من الجائحة وخسر ناس كثر أعمالهم وتراجع النمو الاقتصادي كما ارتفعت نسبة التضخم ومعدل إفلاس الشركات، لكن مع ذلك حافظت ألمانيا على ريادتها الاقتصادية في أوروبا، وأظهرت عدة مؤشرات إمكانية تعافي تدريجية للبلد. وتوقع معهد الاقتصاد الألماني أن يعود الوضع الاقتصادي إلى ما كان عليه قبل الأزمة، ابتداء من 2022، كما أن الوضع لم يصل في تدهوره إلى أزمة عام 2009 التي تم في النهاية تجاوزها.