عادت الإصابات اليومية بفيروس كورونا في ألمانيا للارتفاع وسط تحذيرات من موجة جديدة من الجائحة. وذكر معهد "روبرت كوخ" الألماني أنه يتم أيضا رصد عدد متزايد من الحالات المتعلقة بعودة مسافرين من الخارج.
إعلان
انطلقت تحذيرات من حدوث موجة ثانية من جائحة كورونا في ألمانيا في ظل عودة الإصابات اليومية للارتفاع مجددا، وهو ما اعتبره معهد "روبرت كوخ" الألماني لمكافحة الأمراض أمرا مثيرا للقلق. وقالت متحدثة باسم المعهد في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) مساء أمس الجمعة "التطور مقلق للغاية وسنواصل مراقبته عن كثب... يتعين تفادي المزيد من تفاقم الوضع". وكان المعهد رصد ارتفاعا كبيرا في الإصابات الجديدة اليومية، من حوالي 500 إلى أكثر من 800 خلال الأسبوع الماضي. وسجل المعهد أمس 815 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، واليوم السبت (25 تموز/ يوليو 2020) 781 حالة إصابة جديدة.
من جهته قال رئيس حكومة ولاية سكسونيا الألمانية، ميشائيل كريتشمر، في تصريحات لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية الصادرة اليوم السبت "الموجة الثانية موجودة هنا بالفعل. إنها تحدث بالفعل كل يوم. لدينا مجموعات جديدة يوميا من الإصابات، والتي قد تزداد أعدادها للغاية". وبحسب بيانات المعهد، يصل بذلك إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في البلاد إلى 204 آلاف و964 حالة، والوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس حتى صباح اليوم إلى 9118 حالة، بزيادة 7 حالات عن أمس الجمعة. وبلغ عدد المتعافين حتى صباح اليوم السبت 189 ألفا و800 شخص. ووفق البيانات، بلغ معدل الاستنساخ حتى أمس الجمعة 1,08، ما يعني أن كل عشرة مصابين قد ينقلون العدوى إلى شخص واحد في المتوسط. وبحسب توضيح المعهد، يتعين أن يكون معدل الاستنساخ أقل من 1 لضمان انحسار الوباء. ويعكس معدل الاستنساخ وضع انتشار المرض قبل أسبوع ونصف أسبوع تقريبا.
فيروس كورونا ليس تحت السيطرة بعد.. لا لقاح ولا إغلاق
21:21
وأبدى كريتشمر تفاؤلا إزاء مواجهة الأعداد المتزايدة، وقال إن المهمة الآن هي كسر هذه الموجة الثانية مع السلطات الصحية كل يوم، مضيفا "إنها تعمل بشكل جيد للغاية". ويرى كريتشمر أنه يمكن لألمانيا أن تعمل بشكل أكثر دقة من الدول المركزية بفضل نظامها الفيدرالي (الاتحادي)، الذي ينقل القرارات الصحية إلى الولايات الـ16. وذكر كريتشمر أن الجائحة هي أول أزمة مشتركة تشهدها ألمانيا الموحدة، وقال "الشيء الجميل هو أن الناس في الشرق والغرب ينتهجون نفس الطريق في هذه الأزمة" مضيفا أنه لا توجد اختلافات عقب 30 عاما من توحيد شطري البلاد. وقال السياسي الذي ينتمي لحزب المستشارة أنغيلا ميركل، المسيحي الديمقراطي "فيروس كورونا أفضل دليل على أن هذا البلد نما معا".
وعلى الرغم من تزايد عدد الحالات الجديدة في أنحاء البلاد، ذكر معهد "روبرت كوخ" أمس الجمعة أن أكثر من 60 بالمائة من الحالات يرجع إلى زيادة في الإصابات بولاية شمال الراين-ويستفاليا، غربي ألمانيا، وولاية بادن-فورتمبرغ، جنوب غربي البلاد. وتعود مجموعة الإصابات إلى احتفالات أكبر وأنشطة ترفيهية وأماكن عمل، أو إلى زيارات لمرافق مجتمعية وصحية. وذكر المعهد أنه يتم أيضا رصد عدد متزايد من الحالات المتعلقة بعودة مسافرين من الخارج.
هـ.د/ ع.ج (د ب أ)
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
كشف علماء دلائل تشير إلى أن الاستجابة المناعية في جسم الإنسان ضد مرض كوفيد-19 قد تكون قصيرة الأجل، ما يزيد صعوبة التوصل لجرعات وقائية تكون قادرة بشكل دائم على حماية الناس في موجات تفشي محتملة في المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Geisler-Fotopress
"يخبو سريعاً"
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".
صورة من: Deutscher Zukunftspreis/A. Pudenz
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt
سباق عالمي
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
جرعتان "أفضل" من واحدة
وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.
صورة من: Imago Images
ضغط الزمن
قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bosch
جرعات معززة
قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال "إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء... وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً".