كورونا.. لقاح موديرنا الأمريكية يدخل مرحلة التجارب النهائية
١٥ يوليو ٢٠٢٠
وسط سباق محموم لتطوير لقاح ضد مرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا المستجد، شركة موديرنا الأمريكية تعلن تقدما مهما في هذا الاتجاه، معلنة مرحلة دخول التجارب النهائية. يأتي ذلك في وقت يواصل الفيروس الفتاك انتشاره القياسي.
وموديرنا التي تستفيد من مساعدات بقيمة 483 مليون دولار من الحكومة الأميركية هي أول شركة أدوية عالمية تبلغ هذه المرحلة وقد نشرت نتائجها الأولية الواعدة في مجلة "نيو اينغلاد جورنال اوف ميديسين".
وأوضحت الشركة أنها تعتزم إجراء التجارب السريرية في هذه المرحلة الثالثة والنهائية على 30 ألف متطوّع في الولايات المتحدة، سيتلقّى نصفهم جرعات تبلغ الواحدة منها مئة ميكروغرام من اللقاح، فيما سيتلقّى النصف الآخر دواءً وهمياً.
وسيتابع الباحثون هؤلاء الأشخاص على مدى سنتين لمعرفة ما إذا كان اللّقاح آمناً وفعّالاً في منع الإصابة بفيروس "سارس-كوف-2" المسبب لكوفيد-19.
كذلك فإنّه في حالة الأشخاص الذين يمكنهم الإصابة بالمرض رغم تلقيهم للّقاح، فإنّ الدراسة ترمي لمعرفة ما إذا كان اللّقاح قادراً على طمس أعراض المرض على هؤلاء المصابين. وحتّى إن ظهرت أعراض على أشخاص تم تلقيحهم فإنّ هذا اللقاح يمكن أن يعتبر نجاحاً إذا ما منع ظهور إصابات خطيرة بكوفيد-19.
فيروس كورونا ليس تحت السيطرة بعد.. لا لقاح ولا إغلاق
وتقوم تكنولوجيا شركة موديرنا والقائمة على جهاز الحمض النووي الريبي، على إعطاء الجسم المعلومات الجينية لإطلاق وقاية استباقية من فيروس كورونا المستجدّ.
وميزة هذه التكنولوجيا هي أنها لا تحتاج لتصنيع بروتينات فيروسية في المختبر. ولم تحصل أي لقاحات قائمة على هذه التكنولوجيا على موافقة من هيئة تنظيمية.
وجاءت بحوث سابقة اعتمدت هذه التكنولوجيا بنتائج عكسية، إذ جعلت المتلقين أكثر، وليس أقل، عرضة للإصابة بالعدوى، وفق ما صرح به استاذ العلوم الطبية الحيوية في جامعة كاليفورنيا ريفرسايد لوكالة فرانس برس.
وقال "أحد الأمور التي نريد بالتأكيد التنبه لها هي معرفة ما إن كان هناك تأثير طويل الأمد يمكّن الاستجابة المناعية ... من تطوير مناعة تضرّ بالحماية".
يذكر أنه ومن بين 19 لقاحا تجريبيا لمرض كوفيد-19 في التجارب البشرية على الصعيد العالمي،لم يدخل سوى لقاحين فحسب تجارب المرحلة الثالثة النهائية، أحدها من شركة سينوفارم الصينية والآخر من إنتاج شركة أسترازينيكا وجامعة أكسفورد. ومن المرجح جدا أن تلتحق شركة سينوفاك بيوتك الصينية بهذه الشركات في وقت لاحق هذا الشهر. فيما يحذر علماء من أن دفعة اللقاحات الأولى قد لا تكون آمنة وذات فاعلية لمقاومة فيروس أصاب إلى غاية اللحظة أكثر من 13 مليون شخص في العالم.
هكذا قد تغير جائحة كورونا أساليب الزراعة وعادات الغذاء
أصاب الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا كثيراً من القطاعات الحيوية بالضرر، وقطاع الزراعة ليس استثناء هنا، فقد أصاب الضرر قطاع الزراعة الصناعية بالخصوص، ولكن الفيروس شجع الفلاحة المنزلية، ربما ستغير الجائحة ما نزرع وما نأكل.
صورة من: picture-alliance/imageBROKER
إعادة النظر في مزارع الدواجن والخنازير
ما برح العلماء يجهلون كيف نما فيروس كورونا، لكنّ تهديداته الوبائية التي أسفرت عن إنفلونزا الخنازير وإنفلونزا الطيور قد أثرت بشكل واضح على مزارع الخنازير والدجاج. وفي ظل التأكد من وجود ارتباط بين الزراعة الصناعية الحيوانية المركزة وبين تنامي مخاطر الجائحة، يبدو أنه قد آن الأوان لإعادة النظر في هذا القطاع بشكله الراهن.
صورة من: picture alliance/Augenklick/Kunz
صناعات اللحوم على شفير الخطر
سلطت الجائحة الضوء على الحالة المزرية التي تسود قطاع صناعات اللحوم، وشهدت ألمانيا بؤراً لكورونا في أوساط العاملين في صناعات اللحوم، بل أنها وضعت منطقتين بغرب المانيا في الحجر الصحي بعد إصابة 1550 عاملاً في مسلخ تونيس بالفيروس، ما جعل الأصوات تتعالى مطالبة بشروط عمل أفضل في قطاع انتاج اللحوم.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Thissen
التخلي عن تربية الحيوانات البرية
يرجّح الخبراء أن فيروس كورونا قد انتقل من منتجات برية بيعت في سوق ووهان بالصين. ومع تفشي الجائحة شددت الصين إجراءاتها بحق المنتجات البرية، ما أدى إلى أغلاق 20 ألف مزرعة منتجات برية. بعض الأقاليم الصينية تعرض الآن دعماً حكومياً لتساعد مزارعي المنتجات البرية في الانتقال إلى نمط حياتي آخر، بزراعة منتجات المحاصيل وتربية الخنازير او الدجاج.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Bernetti
قطاعات أكثر مرونة
أثرت الجائحة على حلقات الإنتاج التي تمدنا بالغذاء، وهي صناعة تمد العالم في عصر العولمة بالغذاء بما يزيد غالباً عن مستويات الإنتاج المحلي في كثير من البلدان. المزارعون يواجهون اليوم تحديات تناقص أعلاف الحيوانات الصناعية، وتقلص اليد العاملة ما يجبرهم على التكيف مع مستقبل جديد أقل أمناً.
صورة من: picture-alliance/dpa
تنامي الزراعة الحضرية
مع اضطرارهم إلى المكوث في البيت، تتزايد اعداد الناس الذين يتوجهون إلى انتاج بعض من اطعمتهم في حدائق بيوتهم. قد يكون هذا تطوراً إيجابياً على المدى البعيد لاسيما أن من المتوقع أن يسكن ثلثا سكان العالم في المدن بحلول عام 2050. وهكذا قد تصبح الزراعة الحضرية أكثر حيوية، وسوف تستهلك قدراً أقل من الوقود الأحفوري لأغراض النقل، ومساحات أصغر من الأرض مقارنة بالزراعة التقليدية.
صورة من: Imago/UIG
انتاج ذاتي للغذاء
في ظل توقعات ببلوغ عدد سكان الأرض 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050، لا مفر من مواجهة حقيقة ضرورة زيادة الغذاء على مستوى الكوكب. وكان تمهيد وتنظيف مزيد من الأراضي من الأشجار والأعشاب لغرض زراعتها يعد حلاً لهذه المشكلة، أما الآن، فتتجه الأنظار إلى زراعة المراكز الحضرية، ويتعزز هذا التوجه في ضوء المخاطر التي فرضها فيروس كورونا.
صورة من: Kate Evans / Center for International Forestry Research (CIFOR)
التحول إلى المنتجات النباتية
في ضوء المخاوف من تعرض قطاع انتاج اللحوم إلى تحديدات تفرضها جائحة كورونا، تشهد الصين توجهاً ملفتاً للنظر إلى المنتجات النباتية. وكان الغرب سباقاَ بهذا الاتجاه خلال السنوات القليلة المنصرمة، ويتوقع أن يستمر ذلك ويتصاعد بتزايد مخاوف المستهلكين من مصادر انتاج اللحوم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Neibergall
تشديد معايير الأمن الغذائي في البلدان النامية
يُتوقع أن تؤثر جائحة كورونا بشدة على البلدان النامية، وتحديداً في مجال الأمن الغذائي. الأمم المتحدة حذرت من مجاعة "بمعايير ملحمية". إلى جانب ذلك، فأنّ التعاون الدولي للتخفيف من مجاعة متوقعة سيفرض حماية أفضل للأرض، وأنواعاً أفضل من المحاصيل، ومزيداً من الدعم لصغار المزارعين. انيكا مولس / م. م
صورة من: DW/K. Makoye
8 صورة1 | 8
الفيروس يواصل انتشاره
يأتي ذلك، في وقت يواصل الفيروس القاتل انتشاره حول العالم مرغما العديد من الدول مثل الهند على إعادة فرض الحجر، إذ تستعد البلاد إلى فرض حجر صارم على نحو 140 مليون نسمة من أصل عدد سكانها الإجمالي البالغ 1,3 مليار في منطقة بنغالور وولاية بيهار الفقيرة.
وسجلت البرازيل، إحدى الدول الأكثر تضررا في العالم بالوباء، 1300 وفاة إضافية في الساعات الأربع والعشرين الماضية لتصل الحصيلة الإجمالية الى أكثر من 74 ألف وفاة مع مليوني إصابة. أما في الولايات المتحدة، تواصل ارتفاع الحالات في جنوب وغرب البلاد حيث ظهرت 63 ألفا و262 إصابة جديدة منذ الاثنين ليدنو إجمالي الإصابات من ثلاثة ملايين ونصف. كما تسبب الوباء بـ850 حالة جديدة لتبلغ الحصيلة الإجمالية 136 ألفاً و432 وفاة.