كورونا يحصد المزيد من الأرواح وواشنطن تنتقد "قلة الشفافية"
١٤ فبراير ٢٠٢٠
وجهت في السابق اتهامات للصين بأنها تقلل من حجم الدمار الناجم عن الحوادث والكوارث الطبيعية. والآن أعربت واشنطن عن خيبة أملها بخصوص "قلة الشفافية" في التعامل مع كورونا، الذي تفوق أضراره حجم أضرار وباء سارس بكثير.
إعلان
خفضت السلطات الصينية اليوم (الجمعة 14 فبراير/ شباط 2020) حصيلة وفيات فيروس كورونا المستجد إلى أقل من 1400 بسبب تعداد بعض الحالات مرّتين، في حين اتهمت الولايات المتحدة الصين "بعدم الشفافية" في ملف الوباء، الذي أطلق عليه اسم "كوفيد-19".
ويصل العدد الإجمالي للوفيات في الصين جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجدّ إلى 1380 شخصا، بينهم 121 وفاة جديدة خلال الساعات الـ24 الأخيرة، وفقاً لبيان مفوضية الصحة الوطنية في الصين اليوم الجمعة.
وبلغ عدد الإصابات نحو 64 ألفا في الصين القارية (باستثناء هونغ كونغ وماكاو) وفقاً للأرقام الرسمية التي تشير إلى ارتفاع في عددها في اليومين الماضيين غداة اعتماد نظام جديد لرصدها.
وتوفي ستة من أصل 1716 من العاملين في المجال الصحي أصيبوا بفيروس كورونا المستجد في الصين، وفق حصيلة أعلنتها الحكومة الجمعة وسلطت الضوء على المخاطر التي تواجهها الطواقم الطبية في المستشفيات ولا سيما مع النقص في الأقنعة والملابس الواقية.
خيبة أمل أمريكية
وأبدى البيت الأبيض الخميس "خيبة أمل كبيرة" لعدم تعامل الصين بشفافية كافية مع فيروس كورونا المستجدّ، معتبراً أن هذا الأمر يصعّب تحليل الوضع وتقييم مخاطر الوباء. وردّاً على سؤال بشأن التداعيات المتوقّعة للوباء على الاقتصاد الأميركي، قال لاري كودلو، المستشار الاقتصادي للرئيس دونالد ترامب، للصحافيين، إنها ستكون "ضئيلة"، مشيراً في الوقت نفسه إلى حالة "عدم اليقين" التي تحيط بالوباء. وقال "إذا لم تكن لدينا معلومات جيّدة من الصين، فمن الصعب للغاية بالنسبة لنا إجراء تقييم موثوق".
وكان الرئيس ترامب قد أشاد الأسبوع الماضي في أعقاب مكالمة هاتفية مع نظيره الصيني شي جينبينغ، بـ"العمل الاحترافي للغاية" الذي تقوم به بكين في مواجهة الوباء.
خسائر بالمليارات في قطاع الطيران
ومن جهتها قالت المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) التابعة للأمم المتحدة في بيان إنها تتوقع احتمال انخفاض إيرادات شركات الطيران العالمية بقيمة تتراوح بين أربعة وخمسة مليارات دولار في الربع الأول بسبب عمليات إلغاء الرحلات المرتبطة بانتشار فيروس كورونا.
وقالت الوكالة التي مقرها مونتريال إن من المتوقع أن يؤثر الفيروس بشكل أكبر على القطاع مقارنة مع ما سببه وباء متلازمة التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) في 2003.
وظهر الفيروس في كانون أول/ديسمبر، حيث كانت بدايته في سوق للمواد الغذائية في وسط مدينة ووهان الصناعية الصينية. ومنذ ذلك الحين امتد المرض إلى حوالي 24 دولة، مما دفع الحكومات إلى فرض قيود على السفر.
ص.ش/خ.س (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
فيروس ووهان: ما هي القطاعات الاقتصادية الأكثر تأثراً؟
فيروس كورونا الذي ظهر في مدينة ووهان في مقاطعة هوبي الصينية يهدد الاقتصاد العالمي. بعض الشركات ترى فرصا لها بسبب الفيروس، غير أن غالبية القطاعات تشتكي من تراجع العائدات وتخشى المزيد.
صورة من: VLADIMIR MARKOV via REUTERS
المستشارة في ووهان
في عام 2019 زارت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مصنع Webasto في ووهان. وقد أُغلق المصنع، كما أعلنت الإدارة. وليس من المستبعد حصول "انعكاسات على سلسلة الإمداد العالمية". وحوالي 1000 موظف في المصنع المركزي الألماني يعملون انطلاقا من البيت، لأنه يوجد بينهم بعض الإصابات المؤكدة بالفيروس.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
حالة نادرة
مصنع كيميائي يرى فرصة: لانكسيس/ Lanxess يسجل طلبا أكبر على مادة التعقيم Rely+On Virkon. هذه المادة تُستخدم في تعقيم المساحات السطحية والآلات ويمكن أن تكون فعالة ضد فيروس كورونا ويتم استخدامها بالأخص في الصين. وتقول الشركة بأنها تعمل من أجل توفير كميات إضافية في أسرع وقت ممكن.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
تطور بطيئ في قطاعات أخرى
قطاع تقنية الطب المتراجع حاليا في شركة سيمنس على عكس الوضع في مجال التعقيم لا يتوقع طلبا متزايدا على أجهزة التصوير بالأشعة. "الإمكانية القريبة لتحقيق صفقات لن أبالغ فيها. هذا لا يتحقق بهذه السرعة"، كما قال رئيس إدارة زيمنس، بيرند مونتاغ. "الفيروس يأتي ويختفي بسرعة".
صورة من: Siemens Healthineers
تجارة التجزئة والمطاعم
عند سلسلة الوجبات السريعة KFC و Pizza Hut ومقاهي Luckin Coffee تبقى الأبواب حاليا مغلقة. وسلسلة الموضة السويدية H&M أغلقت حوالي 45 فرعا في الصين، وشركة إنتاج الجنز Levi Strauss أغلقت حوالي نصف محلاتها. ويتوقع خبراء أن تبقى الانعكاسات في حدود معقولة، لأن عملياتها التجارية تتم في الغالب عبر الانترنيت.
صورة من: picture-alliancedpa/imaginechina/Y. Xuan
"ليس هناك وقت" لأِشياء جميلة
على غرار المنافس الأمريكي نايكه Nike تغلق شركة اللوازم الرياضية الألمانية أديداس في الصين بصفة مؤقتة العديد من محلاتها. علاوة على ذلك ستتم مراقبة تجارة الامتياز بدقة. ومن السابق لأوانه تقييم الانعكاسات. وأنشطة الدعاية مثل هذا النشاط مع نجم كرة القدم بول بوغبا في هونغ كونغ عام 2017 لن تتم في الوقت الحاضر.
صورة من: picture-alliance/dpa/Stringer/Imaginechina
شركات إنتاج السيارات مهددة بوجه خاص
الوباء له " جسامة اقتصادية هائلة" وبالتحديد لشركات إنتاج السيارات الألمانية، يقول خبير السيارات فيردناند دودنهوفر. وعلى هذا النحو يبقى 33 مصنعا لفولكسفاغن (هنا طريق التجارب التابعة للشركة في جينجيان) والشركة المشتركة في الصين مغلقة حتى نهاية الأسبوع، والإمدادات المبرمجة ليست مهددة.
صورة من: Imago Images/Xinhua
الجميع معنيون بالفيروس
عند شركة دايملر (هنا نمودج سيارة مايباخ أثناء معرض في بكين) يُتوقع أن ينطلق الجزء الأكبر من الإنتاج الصيني الاثنين المقبل. وفي إطار ذلك تركز الشركة على "العمل من البيت". وحتى لدى شركة بي ام دبليو سينطلق الإنتاج وعمل الإدارة الاثنين المقبل من جديد.
صورة من: picture alliance/dpa
هوندا تبقى حذرة
شركة إنتاج السيارات اليابانية هوندا تُبقي على مصانعها الثلاثة المسيرة مع المنتج الصيني Dongfeng في ووهان مغلقة لوقت طويل. فالعمل سيتوقف على الأقل حتى 13 من فبراير/ شباط الجاري 2020، كما قال متحدث. ولا يُعرف ما إذا كان الانتاج سينطلق من جديد، ويتم الالتزام بتعليمات السلطات المحلية.
صورة من: picture-alliance/dpa
نقص الإمدادات
الفيروس يتطور إلى مشكلة بالنسبة إلى سلسلات الإمداد العالمية. وصناعة السيارات مثال جيد على ذلك. فشركة هيونداي الكورية الجنوبية ستعلق إنتاجها المحلي في هذا الأسبوع. والسبب نقصان قطع غيار تأتي في العادة من الصين. ويتوقع محللون أن تطال مثل هذه المشاكل الكثير من الشركات.
صورة من: Reuters/Aly Song
الصينيون يغيبون
وحتى في المانيا يظهر بعض التقييد، فبسبب خطر العدوى يُتوقع وصول عدد أقل من الزوار إلى معرض المواد الاستهلاكية في فرانكفورت Ambiente. وهذا يُستنتج من تراجع السفريات المحجوزة من الصين، كما قال متحدث باسم شركة المعرض. وشركة لوفتهانزا وخطوط جوية أخرى قطعت اتصالاتها مع الصين.
صورة من: Dagmara Jakubczak
المهم هو الاستعداد
وفي مطار فرانكفورت أُقيم مركز للحجز الصحي للذين تم إجلاؤهم من منطقة كورونا. وغالبية الركاب من الصين تصل إلى ألمانيا في العادة عبر فرانكفورت ( في 2018 فاق عددهم مليون شخص) وأهم المطارات الصينية للخطوط القائمة مع ألمانيا هي مطارات بكين وشنغهاي وهونغ كونغ. ورحلات مباشرة من وإلى ووهان لم تحصل.
ديرك كاوفمان+ وكالات